"أغسطس شهر الانتهاكات في "حصاد القهر

الاثنين - 6 سبتمبر 2021

التقارير الحقوقية تكشف تصاعد الانتهاكات ضد المعارضين.. ومصادرة الحريات الإعلامية  في أغسطس الماضي.. والإهمال الطبي في السجون يتزايد ويهدد الفئات العمرية كافة .. وإنذار للنائب العام علي يد محضر لتجاهلة بلاغات حول تصاعد الانتهاكات في السجون .. وإلى التفاصيل ..

في تقارير كاشفة لتصاعد الانتهاكات ، رصد "أرشيف حصاد القهر" لشهر أغسطس المنقضي 191 انتهاكا متنوعا بينها 92 جريمة قتل خارج إطار القانون و7 حالات وفاة  داخل مقار الاحتجاز و14 حالة إهمال طبي داخل السجون و3 حالات عنف للدولة. يضاف إليها 41 حالة إخفاء قسري و25 حالة تكدير فردي و3 حالات تعذيب فردي و6 حالات تكدير وتعذيب جماعي.

وكان "حصاد أرشيف القهر" الذي يصدر عن مركز النديم  لمناهضة العنف والتعذيب، قد رصد في شهر يوليو الماضي 95 انتهاكا متنوعا.

وفي السياق أكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن "الاختفاء القسري جريمة ضد الإنسانية تحرم المواطن من حماية القانون ويمتد أثرها السلبي لأسرة المواطن ، وتصاعدت الظاهرة في مصر بشكل مخيف وشهر اغسطس الماضي شهد عشرات الحالات "

 كما أكدت التقارير الحقوقية ان منازل المعارضين بمحافظة الشرقية في شهر أغسطس الماضي شهدت مداهمات أمنية لعشرات البيوت بمراكز وقرى المحافظة  وارتفع  عدد المعتقلين    بمراكز وقرى المحافظة خلال الأسبوع الأخير من أغسطس  فقط إلى 88 معتقلا فضلا عن تدوير اعتقال العشرات

وفي نفس السياق، رصد تقرير انتهاكات حرية الصحافة في مصر لشهر أغسطس المنقضي الصادر عن المرصد العربي لحرية الإعلام  21 انتهاكا متنوعا.

وجاء في المرتبة الأولى من حيث العدد، انتهاكات المحاكم والنيابات بـ(6) انتهاكات، وفي المرتبة التالية القرارات الإدارية التعسفية بـ(5)  انتهاكات، ويليها انتهاكات السجون بـ(4) انتهاكات، ثم المنع من التغطية بانتهاكين، والتشريعات المقيدة بانتهاكين، والحبس والاحتجاز المؤقت بانتهاكين.

التقرير رصد تدهور الحالة الصحية لعدد من الصحفيين داخل السجن بينهم "هشام فؤاد " والذي أُصيب بشرخ شرجي مع معاناته من قُرح شديد بالمعدة بالإضافة لآلام الانزلاق الغضروفي .  "هشام عبدالعزيز " الذي  خسر أكثر من نصف وزنه وعيناه أصبحت في حالة تدهور مستمر ، " إسماعيل الإسكندراني " الذي أُصيب بمرض السكر بسبب الحالة والبيئة السيئة التي يعاني منها المحبوسون في السجون.

ونشر التقرير قائمة بأسماء 64 صحفيا وصحفية داخل السجون في ظل ظروف الاحتجاز الغير آدمية  منهم احمد سبيع وبدر محمد بدر وهشام فؤاد واحمد الطنوبي و حسام مؤنس واسماعيل االسكندراني ومحسن راضي وربيع الشيخ وعبد الناصر سلامة  ..

والإهمال الطبي في السجون يتزايد ويهدد الفئات العمرية كافة

ونشر تقرير للشبكة المصرية لحقوق الإنسان  ما يؤكد أن الإهمال الطبي في السجون يتزايد ويهدد الفئات العمرية كافة .. ويصل لمرحلة القتل المتعمد .. وانه لا يستهدف كبار السن فقط  ولكن هناك عشرات الحالات الأخرى لمختلف الفئات العمرية التي يطولها هذا الاهمال .. و  حالات الاهمال الطبي زادت في أغسطس الماضي.

مشيرا إلى أن السجون المصرية تفتقد مقومات الصحة الأساسية التي تشمل الغذاء الجيد والمرافق الصحية .. ودورات المياه الآدمية التي تناسب أعداد السجناء وكذلك الإضاءة والتهوية والتريض..  وتعاني في أغلبها من التكدّس الشديد للسجناء داخل أماكن الاحتجاز ..

وشدد التقرير أن ما يحدث من إهمال طبي متعمد بالسجون للمعتقلين ليست حالات فردية ، لكنه أسلوب ممنهج لتصفية المعارضين رغم أنّ الحق في الصحة منصوص عليه في الدستور والقوانين ولائحة السجون المصرية

وكشفت الشبكة أن الأرقام تعبّر عن حجم فاجعة الإهمال الطبي المتعمد .. فعام 2020 وحده شهد 73 حالة وفاة نتيجة إهمال طبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر.  .. والشهر الماضي شهد أكثر من 35 حالة وفاة بالسجون .. و3 معتقلين استشهدوا منذ مطلع الشهر الجاري بعد إهمالهم طبيا ..

تقرير "الشبكة المصرية": "  وثقنا تدهور الحالة الصحية للمعتقل بسجن وادي النطرون، محمد جابر عبد الرحمن (51 عاماً) وعدم حصوله على الرعاية الطبية المطلوبة... ومركز الشهاب أكد  تعرّض آية أشرف لـ"الإهمال الطبي المتعمد لها وعدم تمكينها من الحصول على حقن البنسلين الخاصة بها ترتب عنه سيولة في الدم وتدهور حالتها الصحية "

وفي سياق متصل ، رصدت مراكز حقوقية مصرية تدهوراً خطيراً في حالة معتقلين، جرّاء الإهمال الطبي المتعمّد بحقهم في سجن وادي النطرون 440  سيّئ السمعة.. ومنهم أحمد الجندي (60 عاماً)، محبوس على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بقضية كرداسة وهو مصاب بفشل بعضلة القلب، بؤر سرطانية بالكبد، وورم بالساقين، وربو، وهو الآن مقعد .. و يوسف الشاطر، المصاب بورم خبيث على الأنف  .. ورصدت تدهور حالة عبد الحميد بنداري  المحتجز حالياً في قسم شرطة أبو كبير بمحافظة الشرقية بدلتا مصر.. و تردي الحالة الصحية للدكتور حسن البرنس

ومن جانبها، مؤسسة "حرية الفكر والتعبير" الحقوقية تندد باستمرار الممارسات التعسفية ضد الباحث المصري أحمد سمير سنطاوي..  بعدما رفضت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ السماح باطلاع محامي سنطاوي على حيثيات الحكم الذي صدر في 22   يونيو 2021 وقضى بسجنه 4 سنوات ودفع غرامة 500 جنيه ..

إنذار على يد محضر للنائب العام !

وفي السياق الحقوقي ، أعلنت الناشطة السياسية منى سيف الإسلام، عن تقديمها باسم أسرة شقيقها الناشط السياسي البارز علاء عبد الفتاح، إنذارا على يد محضر، موجّها للنائب العام المصري، حمادة الصاوي، بعد تجاهله على مدار عامين كاملين، سلسلة من البلاغات التي قدمتها له بخصوص وقائع انتهاكات مختلفة تعرّضت لها الأسرة.

وجاء الإنذار على يد المحضر، لإثبات أنه بالمخالفة لنص القانون ومسؤولية الصاوي تجاه كافة البلاغات المقدمة له بحكم وظيفته، تجاهل تماماً كل البلاغات، وترك الانتهاكات مستمرة بل و"تستوحش" على حدّ تعبيرها.