"آفاق ما بعد الثورة السورية".. كيف يمكن انتزاع حقوق الشعوب؟
الاثنين - 16 ديسمبر 2024
في ندوة لمنظمة "حواء" و المركز السوري للعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية:
- ناشطون ومثقفون يستعرضون التحديات السياسية والإنسانية في سوريا ودول أخرى
- توصيات لتحقيق العدالة ودعم الشعوب المظلومة وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي
إنسان للإعلام- تغطية خاصة:
في لحظة تاريخية تعكس انتصار الإرادة الشعبية بإسقاط نظام بشار الأسد، بعد عقود من القمع والاستبداد، نظمت منظمة "حواء" بالتعاون مع المركز السوري للعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية "سيزر"، الأحد 15 ديسمبر 2024، ندوة بعنوان "آفاق ما بعد الثورة السورية: واقع المعاناة ودورنا وتأثيرات المرحلة القادمة"، وذلك في مدينة إسطنبول التركية.
قدمت للندوة فلك شبيب، مسؤولة منظمات المجتمع المدني في مركز "سيزر"، وبدأت بتلاوة من القرآن الكريم للشيخ الخطيب القمري من جزر القمر.
وشهدت الندوة حضور عدد كبير من الناشطين والمثقفين من أعضاء الجاليات العربية، وتناولت عدة محاور رئيسية، شملت استعراضًا لواقع المعاناة في سوريا قبل الثورة وبعدها، والتحديات الإنسانية والاجتماعية التي يواجهها الشعب السوري. وتحدث عن هذه المحاور سعد الخطيب الباحث السياسي في الشأن السوري، مؤكدًا ضرورة دعم جهود إعادة البناء والتحول نحو مستقبل ديمقراطي.
تحديات تواجه الشعوب
من الجانب الفلسطيني، تناول أبو مؤمن نصار، المحلل السياسي والقيادي في حركة حماس، تأثير الحرب الأخيرة على غزة وما حملته من تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة على المنطقة، مشددًا على ارتباط القضية الفلسطينية بمستقبل الثورات العربية.
واستعرض الدكتور محمد خاطر، الباحث في الشأن المصري، أوجه التشابه والاختلاف بين التجربتين المصرية والسورية، مشيرًا إلى معاناة الشعب المصري من القمع السياسي والاعتقالات والإخفاء القسري، إضافة إلى قيود حرية التعبير وتدهور القضاء.
وفيما يتعلق بالسودان، قدم حسن إسماعيل، وزير الإعلام السوداني الأسبق، رؤية حول الحرب الدائرة هناك، مشيرًا إلى أنها ليست حربًا أهلية، بل صراع تديره قوى خارجية بهدف السيطرة على موارد السودان، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية.
أما الحالة التونسية، فتناولها زياد بو مخلة، المحلل السياسي والحقوقي، مستعرضًا التحديات التي تواجه القضاء، والتضييق على الحريات، واستخدام العنف ضد المحتجين، إضافة إلى الأزمات الاجتماعية.
من جانبه، سلط الدكتور عبدالسلام تكليماكان، رئيس حركة الجيل الجديد لتركستان الشرقية، الضوء على نضال الشعب التركستاني في مواجهة القمع الصيني، مستعرضًا الانتهاكات التي تشمل القمع الثقافي والديني، ومعسكرات الاعتقال، والتعقيم القسري، والعمل القسري.
واختتمت الندوة بكلمة للدكتورة منى صبحي، رئيس المنتدى العالمي للفكر والثقافة، حول دور الأفراد والمنظمات والمؤسسات والدول في دعم سوريا ما بعد الثورة.
توصيات لمواجهة التحديات
ألقت التوصيات النهائية للندوة آيات الخزرجي، المتحدثة باسم منظمة حواء، والتي تضمنت رؤية شاملة لإعادة الإعمار وتعزيز العدالة والديمقراطية.
وفي الشأن السوري، أوصت الندوة بضرورة المصالحة المجتمعية، من خلال تبني جهود لترسيخ التسامح ورأب الصدع الناتج عن الاستقطاب خلال الثورة، وإعادة الإعمار بالتركيز على إعادة البناء تنموياً واقتصادياً من خلال تماسك المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما أوصت بتأمين الخدمات العامة، وضمان توفيرها للمواطنين وإعادة الاستقرار للمجتمع، ومحاسبة المجرمين المتورطين في جرائم الحرب وتحقيق العدالة، وحماية مكتسبات الثورة بوضع قوانين تناسب كافة أطياف المجتمع لضمان استمرارية النجاح وتحقيق الاستقرار.
وفيما يخص تركستان الشرقية، أكدت الندوة أهمية التوعية الدولية، بتنظيم فعاليات لتعريف المجتمعات بجذور القضية التركستانية وتطوراتها، وأيضا مقاطعة الصين من خلال الضغط على الحكومة الصينية عبر المقاطعة الاقتصادية وفضح سياساتها القمعية من خلال منظمات حقوق الإنسان.
وبالنسبة لفلسطين، شددت الندوة على أهمية الضغط لوقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف العدوان، بجانب تعزيز حملات مقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، وتعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ودعم جهودها في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وبخصوص السودان، أوصت الندوة بالعمل على التعريف أكثر بحقيقة الأزمة السودانية التي تتعامل معها المنابر على أنها مجرد صراع داخلي، في حين أنها "مؤامرة خارجية دولية واقليمية تشترك فيها كثير من مجموعات المرتزقة من خارج السودان وتشترك فيها عدد من الدول العربية والاقليمية بتوفير السلاح والعتاد".
وأكدت أنه "من المهم مخاطبة المجتمع الدولي لحماية المواطنين وخاصة النساء والأطفال من الانتهاكات الجسيمة التي تقع في حقهم بإعمال القوانين الدولية".
وفي الشأن المصري، أوصت الندوة بأهمية تحقيق الوحدة المجتمعية، من خلال توحيد الصفوف، وكذلك حماية مقدرات مصر و مواردها، التى لم يتورع السيسي عن بيعها واحدة تلو الأخرى.
كما أوصت ببذل الجهود لإخراج كافة المعتقلين السياسيين من السجون والاعتبار بفظائع سجون سوريا.
وفي الختام، أشارت آيات الخزرجي إلى أن هذه التوصيات تهدف إلى تحقيق العدالة وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، مع التركيز على دعم الشعوب المظلومة ومواجهة التحديات السياسية والإنسانية.