أبو يعرب المرزوقي
الجمعة - 6 آغسطس 2021
كل الذين يريدون تغيير القيادة حاليا لا اتهمهم بالخيانة لكني اتهمهم بالحمق.
فليس الغنوشي ولا الهاروني مطلوبين من الدمية لسوء قيادتهما بل لرمزيتهما الدالة على حقبة معينة.
ومن يريد تغييرهما الان متطوع لانجاح الانقلاب طمعا او خوفا وليس حبا في تونس ولا في النهضة ولا خاصة في الديموقراطية.
لا احد نقد الغنوشي بعد الكثير من النصائح مثلي لكني مع ذلك لا اعتقد أنه من الحكمة أن يغادر الرجل قبل نهاية المشهد.
وقد اقترحت قبل الانقلاب مغادرته رئاسة المجلس ولا أزلت أرى ذلك شرطا في الاقتراب من الاجماع على عزل الدمية لأن الكثير يعارض ترؤس الغنوشي لرئاسة الدولة في حالة الشغور.
أما في الحركة فإن المغادرة تكون بنسقها وضرورة احترام المشهد الحالي وهو الآن معركة اسقاط الانقلاب بتضافر جهود كل القوى السياسية والمدنية والثقافية والفكرية
أو بصورة أصح الاستعداد لاسقاطه ولا يمكن التعامل معه لأنه لم يغير مشروعه وينبغي عزله وهو على كل قد سلك ما سيؤدي إلى فقدان كل شعبية بسبب الشعبوية .
سيسقطه فكر الكتابين الاخضر والاحمر ومليشياته لأن الجيش والامن التونسيين لا يمكن ان يصبحا مثل جيش العراق وسوريا ولبينا تحت امرة مليشيات مسلحة تحكمها إيران والامارات وتوجهها زبانية السيسي.
وسيسقطه خاصة حربه على رجال الاعمال بتدخله الشعبوي في الأسواق والأسعار والوسطاء والكل يعلم أن هذه المعركة لا يمكن ربحها وهي تؤدي إلى شعبوية العنف المسرحي أمام الكاميرا في الاسواق ولا تغير الأسعار.
هي ستجمد الحياة دون فائدة فتصبح الشعبوية القذافية حربا على صاحبها ويكفر به كل من يصفق له حاليا. القضية كلها بعض أشهر إن لم يسقطه الجيش والأمن بالتصدي لمليشياته التي بدأت نشاطها من صفاقس وعزل الوالي.
سيعيد تونس إلى نظام الحكومتين في القصبة للواجهة وقرطاح لأوامر ليلى وعبيدها من المستشارين لكن هذه المرة الآمرة الناهية هي دمية المقيم العام الفرنسي والإيراني
بتوسط الممول الإماراتي والهراوة السيساوية وفكر تلاميذ الكتابين الاخضر والاحمر وبياع الدخان وكارك القانون والبيداغوجيا.