أحداث نقابة المهندسين: روايتان إعلاميتان متناقضتان.. والبلطجة سيدة الموقف!

السبت - 3 يونيو 2023

إنسان للدراسات الإعلامية- وحدة الرصد:

روايتان لأحداث نقابة المهندسين  المصرية، أو بالأدق أحداث الاشتباكات التي شهدتها الجمعية العمومية "غير العادية"-كما يصفها الإعلام- للتصويت على بند سحب الثقة من نقيب المهندسين "طارق النبراوي"، يوم الثلاثاء 31 مايو 2023.

الرواية الأولى للإعلام المصري وجاءت ضد نقيب المهندسين، وأيدت المجموعة التابعة لحزب "مستقبل وطن" الظهير السياسي لسلطة الانقلاب الحاكمة، والثانية للإعلام العربي والدولي الذي كان أقرب للحياد في رواية ما حدث.

وفي هذ السياق جاءت رواية الإعلام المصري كالتالي:

- نشرت صحيفة "فيتو" خبرا يقول: "اقتحام مجهولين لمقر الجمعية العمومية للمهندسين وتكسير صناديق التصويت"،  متجاهلة وصف هولاء المجهولين بالبلطجية، كما فعلت الرواية الأخرى. وفي تفاصيل الخبر كتبت الجريدة: "شهدت نقابة المهندسين منذ قليل أحداثًا مؤسفة، حيث اقتحم مجهولون مقر الجمعية العمومية غير العادية بأرض المعارض، وقاموا بتكسير الصناديق الخاصة بالاستفتاء وتدمير أوراق الاقتراع، وتم الاعتداء على المتواجدين داخل مقر الجمعية".

- وتعمد موقع "فيتو" إبراز بيان "مجلس نقابة المهندسين" وبيان حزب "مستقبل وطن" التابع للسلطة ، وهما بيانان يهاجمان نقيب المهندسين، وجاء الموقع بالعنوامن التالي:  "أول رد من مجلس نقابة المهندسين على أحداث عمومية سحب الثقة"، وتحت العنوان نشر التفاصيل التالية:
"نشر مجلس نقابة المهندسين، بيانا على الصفحة الرسمية للنقابة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يدين الأحداث المؤسفة التي شهدتها الجمعية العمومية غير العادية بتاريخ ٣٠ مايو الجاري. وجاء في نص البيان كالآتي: يدين مجلس نقابة المهندسين الأحداث المؤسفة التي شهدتها الجمعية العمومية غير العادية بتاريخ ٣٠ مايو الجاري، والتصرفات غير المسئولة الصادرة من النقيب العام وأنصاره ومحاولاته المستمرة لفرض رأيه بالقوة واختطاف مؤسسة من أعرق وأسمى مؤسسات الوطن الغالي وتابع البيان: " يهيب المجلس الأعلى للنقابة جموع المهندسين في تلك الظروف العصيبة، التوحد والاصطفاف في ظل تربص قوى الشر في الداخل والخارج"

ويؤكد المجلس الأعلى على أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد النقيب العام وأنصاره لما بدر منهم من تصرفات لا تليق بنقابتنا العريقة. "

- موقع "اليوم السابع" نشر تحت عنوان "رفض سحب الثقة من النقيب" وليس "تأييد المهندسين لنقيبهم"

- عدد من الصحف المصرية نشرت تقول:" 7 آلاف مهندس سجلوا بعمومية سحب الثقة من النقيب حتى الآن"

- موقع  "المصر اليوم" قال: "فوضى بـ«عمومية المهندسين» بعد رفض سحب الثقة من النقيب". وفي تفاصيل الخبر كتبت المصري اليوم: "شهدت الجمعية العمومية الطارئة لنقابة المهندسين، حالة من الفوضى قبيل إعلان النتيجة رسميا، من لجنة إدارة الجمعية، حيث اقتحم محهولون مقر انعقادها، وقاموا بكسر الصناديق وتمزيق الأوراق نثرها بمقر الانعقاد، وأظهرت المؤشرات الأولية لنتيجة التصويت على سحب الثقة من نقيب المهندسين طارق النبراوي، عن فشل الدعوة لسحب الثقة من النقيب".

- فيما نشر موقع "مصراوي" أول تعليق من حزب مستقبل وطن على أحداث نقابة المهندسين
وفي الخبر كتب: "قال حزب مستقبل وطن، إنه يتابع ما تناولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من إدعاءات مغرضة واختلاق روايات ليس لها أساس من الصحة من وجود تدخل للحزب في الأحداث التي شهدتها الجمعية العمومية لنقابة المهندسين التي جرت يوم 30 مايو، بهدف الإساءة للحزب وتحقيق مكاسب سياسية وأكد الحزب في بيان صحفي له اليوم الخميس، أن تواجد بعض المهندسين المنتمين للحزب بالجمعية العمومية كان بصفتهم المهنية مثل العديد من المهندسين المنتمين لأحزاب أخرى، وأن سياسات الحزب تعتمد على المنهجية في إدارة شؤونه لتحقيق الصالح العام للدولة بعيداً عن المزايدات والأساليب الملتوية وشدد الحزب على أن العمل النقابي هو شأن داخلي ويدعو الجميع إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للنقابات والابتعاد عن أية مزايدات، كما أوضح أن الأمر معروض أمام النيابة العامة للوقوف على الحقيقة كما أن الحزب سوف يتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يحاول الإساءة إليه أو فرض إدعاءات مغرضة"

رواية عكسية

أما الرواية الثانية؛ فكانت عكس الرواية الأولى، حيث سطرت المواقع العربية، أحداث اشتباكات نقابة المهندسين، وأبرزت الضغوط التي مارستها الأجهزة الأمنية على النقابة من أجل سحب الثقة من "طارق النبراوي"، ومما ورد في هذا السياق:

 -  كتب موقع "العربي الجديد" تحت عنوان: "حشد أمني لسحب الثقة من نقيب المهندسين المصري"، و في تفاصيل الخبر: "وسط ضغوط أمنية حضر حشد تجاوز ستة عشر ألفاً من أعضاء نقابة المهندسين في مصر، اليوم الثلاثاء، إلى الجمعية العمومية غير العادية للنقابة، المخصصة لنظر سحب الثقة من النقيب طارق النبراوي. ويصبّ هذا الحشد الأمني الذي مارسه المسؤولون عن النشاط النقابي بجهاز "الأمن الوطني" التابع لوزارة الداخلية، في سبيل سحب الثقة من نقيب المهندسين طارق النبراوي ذي التوجه الناصري المنتمي إلى تيار "الحركة المدنية". وحسب مصادر نقابية، فإن تعليمات صارمة صدرت من جهاز "الأمن الوطني" للوزارات التي يوجد فيها مهندسون، بضرورة حضور الجمعية العمومية للنقابة، مع التشديد على منع الإجازات اليوم وتوفير وسائل نقل جماعية لمهندسي المحافظات إلى العاصمة القاهرة. وأكد مهندس في وزارة الأوقاف، تحفظ عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنه "أخطر من جانب مدير المشروعات في الوزارة بعدم التغيّب اليوم، على أن يكون حضوره للعمل قاصراً على التواجد في مقر الجمعية العمومية للنقابة"، مشيراً إلى "تلقيه تحذيراً واضحاً من عقوبة مخالفة تلك التعليمات، وإمكانية تعريض نفسه للمساءلة".

- كما عنون موقع "الجزيرة مصر": "عضو بالحوار الوطني في مصر: أجهزة بالدولة تقف وراء الاعتداء على نقابة المهندسين". وجاء في الخبر: "قال طلعت خليل، مقرر لجنة الموازنة والإصلاح المالي بالحوار الوطني في مصر، إن الاعتداءات التي شهدتها نقابة المهندسين، الثلاثاء، تقف وراءها أجهزة في الدولة. وأضاف خليل في مقابلة مع المسائية على الجزيرة مباشر أن مشهد الاعتداءات في نقابة المهندسين هو “مشهد عبثي قديم جديد، وكثيرا ما استخدمت مثل هذه الأفاعيل ضد كل من هو معارض”. واستغرب خليل ما وصفه بـ”جر العمل النقابي إلى الساحة السياسية”، قائلا “ما دخل العمل النقابي بالعمل السياسي حتى يجر أعضاء حزب مستقبل وطن الوضع في نقابة المهندسين إلى الساحة السياسية؟”. وأبدى النائب طلعت خليل استغرابه لحشد أجهزة في السلطة المصرية ضد نقيب المهندسين طارق النبراوي، الذي قال إنه “ليس معروفا عنه الاشتغال بالسياسة أو اتخاذ مواقف معارضة ضد السلطة”. كما أبدى استغرابه لعدم تحرك وزارة الداخلية للقبض على المتورطين في الاعتداء على الرغم من ظهور صورهم في عدة فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرف الكثيرين عليهم، والإشارة إليهم بأسمائهم. 

- فيما أبرزت صحيفة " cnn بالعربية" روايتين، في عنوانها: "مصر.. اشتباكات بعمومية نقابة المهندسين لسحب الثقة من النقيب..وتبادل للاتهامات" وكتبت:"قال طارق النبراوي إن "الجمعية العامة غير العادية شهدت إقبالا كبيرا من الأعضاء للتسجيل بالجمعية تمهيدا لبدء التصويت، ولم تشهد عملية التسجيل أو التصويت أية أحداث، ولكن مع بدء فرز الأصوات، والتي تشير إلى رفض الأغلبية باكتساح طلب سحب الثقة فوجئنا بدخول بلطجية تابعين لرافضي النتيجة لإحداث شغب حتى لا يتم اعتماد نتيجة الجمعية". وفي المقابل، نشرت صفحة نقابة المهندسين المصرية، بيانا للمجلس الأعلى للنقابة يدين فيه "الأحداث المؤسفة التي شهدتها الجمعية العامة غير العادية"، متهمًا النقيب العام وأنصاره بـ"اتخاذ تصرفات غير مسؤولة، ومحاولة فرض رأيه بالقوة"، وأعلن المجلس اتخاذ الإجراءات القانونية ضد النقيب العام وأنصاره "لما بدر منهم من تصرفات لا تليق بالنقابة"، وفقا للبيان. وأضاف النبراوي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "البلطجية قاموا بتدمير بعض أوراق التصويت للمشاركين في عمومية النقابة لوقف إعلان نتيجة التصويت، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم"، متابعا أن "رفض أغلبية أعضاء الجمعية العامة لسحب الثقة من النقيب، دليل على تأييدهم للسياسات والقرارات التي اتخذتها منذ تولي المنصب، وسأسعى للتوصل لحل مع أعضاء المجلس بهدف تحقيق مصلحة النقابة".

النبراوي والإخوان

من المعروف أن نقيب المهندسين مع عداء مع جماعة "الإخوان المسلمين"، وهو يعترف ويفتخر بذلك، حيث سجل في آخر تصريح له في مارس الماضي بأنه كان ممن أنهوا دور المهندسين الإخوان في النقابة عام 2014، بعد عام من انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب والتنكيل بأفراد جماعة "الإخوان المسلمين".

وجاء في تصريحات لجريدة الشروق:" أكد نقيب المهندسين طارق النبراوي، أن جماعة الإخوان كانت تسيطر على النقابة لسنوات طويلة، وبفضل الله كنت من المشاركين مع مجموعة كبيرة من المهندسين الذين نجحوا فى إنهاء دور الإخوان بالنقابة، وأيدني المهندسون بعد خروجهم من النقابة، وفى 17 يناير عام 2014 عقدت جمعية عمومية لسحب الثقة من مجلس نقابة المهندسين الذي كان يتولاه الإخوان. وأضاف النبراوي، خلال كلمته بمؤتمر صحفي بمقر النقابة 19 مارس 2014، أننا نجحنا بشكل ديمقراطي فى إنهاء دور الإخوان، والإطاحة بهم خارج النقابة".

في هذا السياق غابت اتهامات الصحف المصرية للنبراوي بأنه "من جماعة الإخوان" كما تفعل عادة في مثل هذه الأزمات.