أسباب اقتصادية وأمنية وراء "قمة بغداد"..و خبراء: "فنكوش جديد"!!

الثلاثاء - 29 يونيو 2021

ناقشت عدة وسائل إعلامية، اليوم الثلاثاء، نتائج ما يسمى "قمة بغداد"، بين قادة مصر والأردن والعراق، والتي رشح عنها ما يسمى " مشروع الشام الجديد"، وانتهت هذه الوسائل إجمالا إلى أن هذه القمة لن تكون ذات أثر أو فائدة من الناحية العملية وأن مشروع الشام الجديد فكرة أمريكية غير قابلة للتطبيق.

وقالت صحيفة "عربي 21" الإلكترونية: هذه هي الرابعة خلال عامين،  والتي انطلقت بالقاهرة في آذار/ مارس 2019، بمسمى "الشام الجديد" الذي يشمل مشروعات اقتصادية واستثمارية، تقوم على تصدير العراق النفط بأسعار تفضيلية للأردن عبر خط النفط العراقي الأردني المقترح، وإلى مصر عبر ميناء العقبة الأردني، مقابل تزويد العراق والأردن بالطاقة الكهربائية والغاز المصري، وأيضا مساهمة مصر في إعمار العراق وفتح سوق العمل العراقي أمام ملايين الحرفيين المصريين، لكن مراقبين قللوا من قيمة نتائج هذه القمة وتلك الاتفاقيات لأسباب عديدة.

تابعت الصحيفة: الخبير العراقي بالعلاقات الدولية، الدكتور حارث قطان، قال إن "الأمر ليس سهل التطبيق من عدة نواح"، منها "البيئة الأمنية"، موضحا أن "من يحكم العراق ليس أمريكا، ولا حكومة العراق أو المؤسسة الأمنية الرسمية؛ وإنما الحشد الشعبي". وختم حديثه بالتأكيد على أن "فكرة هذا التكامل فكرة أمريكية، وبديهيا أمريكا لا تضر إسرائيل".

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد حسن بكر، إنه "يمكن تسمية قمة بغداد بقمة الدول المأزومة، التي تبحث الخروج من أزماتها الداخلية، والخارجية، اقتصادية، وسياسية، ومجتمعية؛ بعقد قمة واتفاقيات لإيهام شعوبها بوجود بصيص أمل".

وأوضح أن "مصر تواجه غضبا شعبيا مع أزمة سد النهضة، وتزايدا لمعدلات البطالة، وارتفاعا بتكاليف المعيشة، وعجزا بتروليا بالزيت الخام نحو 136 ألف برميل يوميا، وتبحث عن دولة تبيعها الخام بثمن تفضيلي آجل، بعد رفع السعودية والإمارات دعمهما".

وقال: "من خلال أزمات الدول الثلاث يمكن قراءة أسباب عقد هذه القمة، والتوقع بما ستسفر عنه"، مضيفا: "لا يعتقد عاقل سياسي بالشرق الأوسط أن ينتج عن القمة ما يسمى الشام الجديد، لأن بعض دول الشام كسوريا ولبنان منهارة اقتصاديا".

ولفت إلى أن "السوابق التاريخية لتحالفات مصر والأردن والعراق باءت بالفشل"، مذكرا بـ"مجلس التعاون العربي المؤسس في 16 شباط/ فبراير 1989، ببغداد، بين صدام حسين، وحسني مبارك، والملك حسين، وعلى عبد الله صالح".

وكتب حسن أبو طالب، في "الشرق الأوسط"، عن الدوافع من هذا الحلف، موضحا أن من بين أهدافه العمل على استعادة العراق لدوره كمرتكز أساسي للأمن والتوازن الإقليمي، وتصحيح معادلات الجغرافيا السياسية التي اختلت بشدة منذ الحملة العسكرية الأميركية البريطانية في 2003، وما تلاها من استباحة إيران للعراق والتمكن من بعض مفاصل النظام الجديد، موضحا أن كلاً من مصر والأردن يدركان أن استعادة العراق لهكذا دور تكاملي عربياً وإقليمياً ليس مهمة عراقية وحسب، بل هي أيضاً مهمة عربية، تضطلع بها الدول الرئيسة في المنظومة العربية، وهي رؤية مصرية أردنية تتوافق مع التوجه الاستراتيجي السعودي في الانفتاح على العراق الساعي لمواجهة تحديات التدخل في شؤونه الداخلية.

وقي "الدستور" الأردنية، كتب فارس الحباشنة، مرحبا بالقمة، يقول: "مستقبل الاردن والعراق ، ومصر مشرقي بامتياز .. وعلى دول الحلف ان لا تتباطا في الذهاب نحو دمشق وبيروت، وليكن هذا هو مستقبل المشرق العربي الجديد.

تناسى الحباشنة أن مشروع الشام الجديد تعود جذوره لدراسة أعدها البنك الدولي في آذار/ مارس 2014، ليشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق ومصر وتركيا، ولكن ماذا يفعل هذا المشروع مع دول منهكة كمصر والأردن والعراق أو مدمرة كسوريا أو منهارة كلبنان؟.