أسلحة التضليل الشامل

الخميس - 10 أبريل 2025

- حازم غراب
( الخبير الإعلامي ومدير فضائية مصر 25 سابقا )

بقلم: حازم غراب

ناقشت قبل مدة مؤلف كتاب "أسلحة التضليل الشامل"، الزميل الأميركي داني شختر.  الرجل أرفق مع كتابه هذا فيلما وثائقيا بنفس الاسم، أنتجه وسجله على (دي في دي) وكان يبيعهما في مؤتمر دُعِيَ إليه في الدوحة.

 كان الكتاب والفيلم صرخة تحذير جريئة ضد تسخير وزارة الدفاع الأميركية، شبكات التليفزيون والصحافة للتمهيد ثم لتبرير عملية غزو العراق.

 فَصَّل "شختر " وفضح أساليب التضليل وطمس الحقائق وخداع الرأي العام، وفيما يلي خلاصات إجاباته عن الأسئلة التي وجهتها إليه:

  • عندما كنت صحفيا شابا حاولت أن أفهم مجريات ودوافع الحرب الأميركية في فيتنام، وأدركت فجوة المصداقية بين ما كانت تقوله الحكومة الأميركية آنذاك، وما كانت وسائل الإعلام المستقلة تنشره وتبثه.
  • اقتنعت حينذاك أن حرب فيتنام لم تكن لإبعاد الشيوعية والشيوعيين هناك.. واكتشفت كيف يمكن أن تصبح نشرات الأخبار وسائل للخداع، عملت في محطات إذاعية وتليفزيون الـ ABC  وقد كتبت ولا زلت أكتب في شؤون الإعلام وأنا فخور بإنتاجي هذا الفيلم الوثائقي "أسلحة التضليل الشامل".
  • موضوع الفيلم هو كيف تعاملت شبكات التليفزيون الأميركية مع غزو أميركا وحلفائها العراق. رفضت تلك الشبكات إعطائي نسخا مما لديها من فيديوهات متعلقة بالحرب، بحجة المحافظة على حقوق الملكية الفكرية والخوف من الفشل في المنافسة، ولهذا اعتمدت على تسجيل ثم تحليل ما كانت تلك المحطات تذيعه كي أنتج هذا الفيلم.
  • وكنت قبل ذلك بدأت بتأليف الكتاب عن الموضوع، ولما وجدت أنه غير كاف قررت إنتاج الفيلم. وهذا هو فيلمي رقم 15.
  • أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة، بعض الناس يتهمون اليهود بأنهم يسيطرون على الميديا وأن المسألة مؤامرة يهودية وأنا لا أوافق على ذلك فالمسالة هي أن الصحافة مسيطر عليها من جانب الشركات الكبرى
  • ساعدني البعض في البنتاجون لشرح آليات تعامل وزارة الدفاع الأميركية مع الصحافة، وتحدثت إلى صحفيين من "فوكس نيوز" بشأن ما يعنيه الخداع في مفاهيم حرية الصحافة. بعض أساتذة شيكاغو يقولون إن العمل الصحفي يتضمن جوانب من الخداع أحيانا، لكن في الحرب الأميركية على العراق 2003 كان ثمة استراتيجية عسكرية وإعلامية لإدارة بوش، وكانت هناك دراسات جماعية في أجهزة المخابرات
  • إن مستقبل الصحافة للخروج من دائرة الخضوع لسلطتي الحكم ورؤوس الأموال قد يكمن في ما يسمى الآن البلوجز (المدونات) حيث قد يمثل هذا النوع من الكتابة توازنا بين المرسل والمتلقي.
  • بعض المدونين قد يكتبون في الشأن الشخصي، ومنهم من لهم أجندات سياسية خاصة، بالطبع ذلك ليس صحافة بالمفهوم المتعارف عليه، ومع ذلك فمن الممكن أن يمثل التدوين نوعا من مقاومة التعتيم الإعلامي.
  • الصحفيون غير الموظفين في مؤسسات إعلامية بشكل دائم هم المؤهلون لكسر هذه الحلقة، فقرار النشر أو البث أو الامتناع عنهما يبقى للمؤسسات الإعلامية التي غالبا ما تأتمر بأمر أصحابها والمعلنين الكبار.
  • هناك أجيال جديدة تتشكل وتساعدها التكنولوجيا بدءا من صحافة الإنترنت إلى الكاميرات الرقمية الرخيصة، التي سهلت بث مقاطع الفيديو على اليوتيوب، ومع ذلك يجب أن نعترف أن الشركات الإعلانية الكبرى لا تزال تسيطر على الرأي العام.
  • فيلمي "أسلحة التضليل الشامل" ليس كافيا لمعالجة المشكلة، لكنه مجرد بداية قد تفتح شهية الناس للكلام عن ظاهرة امتطاء السلطة ورؤوس الأموال لوسائل الإعلام، وسنحتاج وقتا نلفت الأنظار لخطورة الوضع الإعلامي والصحفي، وسيستمر الحال عدة سنوات سلبيا، خاصة أن الأوضاع الاقتصادية للناس في أميركا ليست على ما يرام.
  • لقد انفقت أميركا مليارات على الحرب في العراق، ومن ثم فقد ازدادت التأثيرات الاقتصادية السلبية على المجتمع الأميركي.

واختتم داني شختر إجاباته بقوله: "إن الثقة في الصحفيين تتراجع ولابد أنهم سيقلقون من تدني صدقيتهم عند الرأي العام".