"ذكريات مذبحة".. استنفار مصري خليجي لمهاجمة وثائقي عن "رابعة"
الثلاثاء - 8 آغسطس 2023
- إعلام السيسي حاول تشويه فيلم يوثق مجزرة رابعة فساهم في الترويج له
- بعد العرض الأول للفيلم في لندن.. أشرف السعد يعترف أنه طالب السيسي بتنفيذ المجزرة ويتحدى أن يحاكمه أحد في بريطانيا!
- ضيوف الفيلم: الهدف لم يكن فقط تنفيذ مجزرة ولكن قتل الجميع لإعطاء درس لمن يعارض الانقلاب
- مسئول سابق بإدارة أوباما: قررنا عدم مقاومة الانقلاب وها نحن اليوم نرى أخطر التداعيات
- الفيلم يسلط الضوء على موت الديمقراطية المصرية وانهيار الأحلام التي وُلِدَت في ميدان التحرير
إنسان للدراسات الإعلامية- خاص:
منذ الإعلان عن عرض فيلم خاص عن مجزرة رابعة بعنوان: "ذكريات مذبحة Memories of a Massacre"، والذي عُرض لأول مرة في لندن يوم 3 أغسطس 2023 بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية العاشرة للمجزرة، وهناك حالة هستيريا تسيطر على الإعلام المصري والخليجي (السعودي والإماراتي تحديدا)، قبل وبعد عرض الفيلم.
لذلك قال الإعلامي أسامة جاويش، الذي قدم ضيوف الفيلم: «ستظل رابعة كابوس يطارد السيسي ورجاله، وعدالة غائبة تبحث عن القصــاص من مرتكبي المجــزرة وعلى رأسهم السيسي».
انتاج وبث هذا الفيلم الوثائقي بعد مرور عقد كامل على المذبحة، كان مناسبة لكشف جرائم نظام السيسي وفصحه عالميا، لذا استنفرت السلطة لجانها ورموزها الإعلامية وحتى سفارة مصر في لندن، عبر بلطجية يتعاونون معها، لمحاولة منع عرض الفيلم أو التشويش عليه ومحاولة اعتباره عملية تشويه لصورة مصر!
الفيلم الوثائقي عرض في مقر مهرجان الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) وهو يؤرخ لقتل مئات المحتجين المصريين في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، وذلك في أعقاب انقلاب عام 2013 الذي أوصل عبد الفتاح السيسي إلى السلطة.
موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قال في تقرير نشره 4 أغسطس/آب 2023، إن الفيلم لقي استحسانا كبيرا من الحضور وأثار تصوير الفيلم القوي لجريمة القتل الجماعية، التي خلفت 900 قتيل على الأقل، ردود فعل عاطفية بين الحضور.
ذكر أن أكثر زاوية صادمة في الوثائقي كانت تتعلق بذكريات المسؤول السابق بإدارة أوباما، بين رودس إذ اعترف رودس بأن السيسي كان يعلم أن الولايات المتحدة لن تتدخل بعد الانقلاب.
وأفاد رودس خلال الوثائقي بأن "الأمر كان من أكثر التجارب المحبطة، والكئيبة، والمُغضبة ويرجع السبب إلى أننا اتخذنا قرارنا -كحكومة-بعدم مقاومة واقع الانقلاب وها نحن اليوم نرى أخطر تداعيات ذلك القرار".
الهدف قتل الجميع
بدأ الوثائقي بصورةٍ ملتقطة لشاب يمشي وسط الحطام والدخان بينما يتدلى المقلاع من يده ويقول المصور إنه التقط تلك الصورة قبل ثوانٍ من مصرع ذلك الشاب.
أوضح أن هذه المذبحة واحدة من أكثر الفظائع الموثقة بصرياً في التاريخ المعاصر، حيث فتحت قوات الأمن (الشرطة والجيش معا) النار على المحتجين في وضح النهار، وهو ما يوثق الفيلم كثيراً من تلك المشاهد، إلى جانب شهادات الناجين ومجموعة من الشخصيات البارزة.
واستعرض الفيلم صوراً للقناصة الذين اصطفوا في مواقعهم المختارة بعناية، وذلك على أسطح البنايات المحيطة بموقع الاعتصام، فضلاً عن المروحيات التي كانت تطلق النار من الأعلى.
رافق عرض فيلم "ذكريات مذبحة Memories of a Massacre"، للمخرجة نيكي بولستر، حلقة نقاشية شارك فيها نشطاء، وصحفيون، وشهود عيان وضمت قائمة شهود العيان مراسل موقع" ميدل إيست آي" البريطاني، خالد شلبي الذي قال: "كان واضحاً أن الخطة تنص على قتل الجميع منذ البداية"
والأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA)، التي تم عرض الفيلم على المسرح التابع لها، هي واحدة من أهم أكاديميات الأفلام في العالم، وتقدم إحدى أهم وأبرز الجوائز العالمية للأفلام، المعروف باسم "جائزة بافتا"، وهي جائزة سنوية تهدف لتكريم أفضل المساهمات في مجال السينما على مستوى العالم.
موت الديمقراطية
لا يوثق الفيلم المذبحة فحسب، إذ يسلط الضوء كذلك على موت الديمقراطية المصرية، وانهيار الأحلام التي وُلِدَت في ميدان التحرير خلال الأسابيع التي سبقت وأعقبت سقوط الديكتاتور حسني مبارك.
وبحسب رواية "نيكي" للأحداث، فإن مذبحة رابعة تمثل نهايةً مفاجئة لتلك الأحلام ويُلمح سرد الفيلم إلى الدور الذي لعبته "الدولة العميقة" في هندسة نقص الطاقة وانقطاعات الكهرباء التي سبقت الانقلاب.
كما يستعرض الفيلم لقطات إخبارية من الحملات العلنية المناهضة للاعتصام، والتي شهدت الإشارة إلى المحتجين بـ "الصراصير التي يجب سحقها"
وبحسب "عربي21"، فقد اصطف العشرات من أبناء الجالية العربية والمصرية والبريطانيين أمام مكان عرض الفيلم لمشاهدته.
ونظمت "إيجبت ووتش" ندوة حوارية موسعة، شارك فيها كل من النائب في البرلمان البريطاني كريسبن بلانت، والصحفي بيتر أوبورن، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة "لونج آيلاند" الدكتورة داليا فهمي.
إضافة إلى الباحث في منظمة "هيومان رايتس ووتش" عمرو مجدي، والصحفي في موقع "ميدل إيست آي" خالد شلبي، وهو صحفي مصري قال إنه كان شاهداً بعينه على المجزرة في العام 2013.
الخطة ذبح المحتجين
وقالت داليا فهمي، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة لونغ آيلاند، خلال الحلقة النقاشية: "لقد سبق استخدام هذه اللغة في رواندا، وأثناء مذبحة سربرنيتسا والهولوكوست، وفي كمبوديا… لقد كانت هذه المذبحة إبادةً جماعية".
وتُسلط نيكي في فيلمها الضوء على الدور الذي لعبه تقاعس الجهات الدولية في تثبيت سلطة السيسي إذ سمح له ذلك التقاعس بالإفلات من العقاب على مذبحة رابعة، ليتحول الأمر إلى سمةٍ لفترةٍ حكمه التي شهدت اعتقال 65.000 شخصٍ حسب التقديرات حتى الآن.
وقال عمرو مجدي، باحث هيومن رايتس ووتش، خلال الحلقة النقاشية: "أعتقد أن الخطة لم تكن تستهدف فض الاعتصام فحسب، بل عقاب المحتجين وجعلهم عبرةً للآخرين"
وأوضح مجدي أن "ما حدث بعدها، خلال الأسابيع والأشهر والسنوات التالية، بمثابة أسوأ تجربة سلطوية في الواقع"
يُذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش أصدرت تقريراً بعد سنوات من المذبحة، توصلت فيه إلى أن السلطات خططت لجريمة قتل جماعي. ولا شك في أن لقطات الفيلم تشهد على تلك الحقيقة.
ووفقًا لـ هيومن رايتس ووتش انضم ما يقرب من 85000 متظاهر إلى الاحتجاجات، التي شهدت العديد من الأشخاص يعيشون وينامون في ساحتي رابعة والنهضة قبل الهجوم عليهم وقتلهم واعتقال من نجا وإلقائه في المعتقلات.
وعرض الفيلم بمشاركة سارة لي ويتسن المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي التي أبدت سخطها على هذه المذبحة وعدم عقاب مرتكبيها حتى الآن
هوس إعلام السيسي
شنت الأذرع الإعلامية للانقلاب هجوماً هستيرياً غير مسبوق على الفيلم الوثائقي عن مجزرة رابعة، ونشرت مجموعة من المنشورات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحشدت مجموعة صغيرة من قبل السفارة المصرية في لندن للتظاهر أمام مقر العرض الخاص للفيلم، كما تواصلوا مع كل الجهات لإلغاء الحفل، لكنهم فشلوا.
الفيلم أجبر وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للنظام على إعادة التذكير بالمجزرة، وتخصيص مساحات كبيرة من أجل الرد على الفيلم، وقد شكرهم الإعلامي أسامة جاويش قائلا إنهم قدموا للفيلم خدمة كبيرة.(تغريدة أسامه جاويش)
في اليوم التالي لعرض فيلم رابعة، وعبر برنامجه بالورقة والقلم على قناة TeN الفضائية، أذاع نشأت الديهي، أحد أبرز إعلاميي نظام السيسي المدافعين عنه، فيديو مُفبرك يُظهر أحد ضحايا فض اعتصام رابعة يتحرك داخل الكفن ليحاول تشويه ما جري في المجزرة.
وعلق قائلًا: "صور الأكفان بتاعت رابعة اللى اعتمدوا عليها وقالك الشهداء بتوعنا، أهم صاحيين واهوه بيتحرك قدامك اهوه".
لكن فضيحة "الديهي" هي أن الفيديو الذي أذاعه وزعم أنه لضحايا فض اعتصام رابعة والنهضة مُفبرك، ويعود أصله إلى عرض تمثيلي نظمه طلاب من جامعة الأزهر في أكتوبر من عام 2013، أي بعد حوالي شهرين من واقعة فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس.
حيث أقام طلاب جامعة الأزهر العرض التمثيلي للتعريف بضحايا الاعتصام، ونشرت وقتها جريدة "البديل" اليسارية لرئيس تحريرها السابق ونقيب الصحفيين الحالي خالد البلشي، فيديو للعرض بالكامل.(فيديو طلاب جامعة الأزهر للمجزرة)
أيضا نشر موقع "فيتو"، 28 أكتوبر 2013 خبرًا عن أداء الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر عرصًا تمثيليًا لأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وارتدى الطلاب الأكفان الرمزية وكتبوا أسماء الضحايا الذين سقطوا أثناء الفض على الأكفان من الخارج، واستلقوا على الأرض.
"حافظين مش فاهمين"
الفيلم الاحتجاجي التمثيلي لطلاب جامعة الأزهر، كرر عرضه مذيع السلطة أحمد موسي خلال تقديمه حلقة من برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، ما جعل نشطاء يسخرون منه ويقولون إنه ينقل ما يأتيه عبر التعليمات وأنهم "حافظين مش فاهمين"!
عرض أحمد موسى فيديو لما يبدو أنه جثث ملفوفة في أكفان بيضاء، وبداخلها شخص يتحرك، مدعيًا أن هذا الفيديو جرى بثه باعتباره لضحايا فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013.
وعلق موسى: "جايب جثث بتتحرك هتشوفوا وناس بتتكلم مع بعضها بيصوروهم وكاتب الشهيد فلان، أي كلام يعني، والكفن جديد مفيهوش نقطة دم، طيب لو واحد مضروب بالنار زي ما هم بيقولوا يعني مش كان يبقى فيه دم"!!
وسبق أن قامت وحدة تقصي الحقائق في وكالة "فرانس برس" بتصحيح هذا الادعاء، في 19 أبريل 2021، عندما انتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي حينها بالتزامن مع عرض الحلقة الخامسة من مسلسل "الاختيار 2" والتي تناولت مجزرة فض اعتصام رابعة عام 2013. (شاهد شبكة رصد)
أيضا حاول موقع "اتحاد قبائل سيناء" الذي يديره ابراهيم العرجاني والمخابرات الحربية تشويه رابعة بعرض فيلم مضاد مفبرك، زعم أنه ملخص تجاوزات اعتصام رابعة العدوية ليبرر قتل المعتصمين!!(شاهد)
وحاول أنصار السيسي في لندن، الذين لم يتجاوز عددهم خمسة أفراد، عرقلة عرض الفيلم والتشويش عليه وأغرقوا الحضور بالمنشورات داخل القاعة، ما تسبب في إخراجهم من القاعة.(لحظة إخراج أنصار السيسي من قاعة عرض الفيلم)
وشارك رجل الأعمال أشرف السعد، المقيم في لندن والموالي للسيسي في الهجوم علي فيلم رابعة، قائلا: "لم يحرك شعرة في رأس السيسي".
واعترف: "أنا أول من طالبته بفض رابعة وعايش فى لندن ومستعد أقف امام اي محكمة في أوروبا ومعترف هنا أنى طالبت السيسي بفض رابعة وأعلى ما في خيلهم وخليكم اركبوه"!! وهو ما قد يعرضه للملاحقة القانونية لو رفع ضده أحد قضية تحريض على عنف وقتل.(تغريدة أشرف السعد)
وفي مصر، استقدمت قناة صدي البلد، الموالية للسيسي، عددا من المطبلين الذين يستعين بهم في المناسبات لتشويه صورة جماعة الإخوان، ومنهم المحامي ثروت الخرباوي الذي زعم أن ضحايا الإخوان في رابعة 130 فقط رغم أن تقارير الطب الشرعي الرسمية قالت يوم المجزرة إن عدد الضحايا 627 ضحية ثم توقفت عن الاحصاء.
كما أصدر المجلس القومي الحكومي لحقوق الإنسان تقريرًا أشار إلى أن عدد الضحايا بلغ نحو 632 قتيلاً و1492 مصاباً وقدرت هيومن رايتس ووتش عدد ضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة بـ 1150 قتيلاً.
وفي 28 أغسطس 2013، قال رئيس الوزراء في ذلك الحين (حازم الببلاوي)، الذي أصدر أمر فض الاعتصام بالقوة، عقب الفض، في حوار مع محطة التلفزيون الأمريكية ABC أن قتلي رابعة كانوا ألف مصري.(شاهد.. الببلاوي بقر بقتل 1000 مصري)
وحين سأل مذيع برنامج 60 دقيقة على قناة CBS الأمريكية عبد الفتاح السيسي، في يناير 2019 عما إذا كان قد أصدر الأمر بقتل ألف من المعتصمين في رابعة، برر السيسي قائلا: "كان هناك الآلاف من المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يومًا، لقد حاولنا كل وسيلة سلمية صرفهم".
وتابع: "عندما تكون هناك أقلية تحاول فرض عقيدتهم المتطرفة، علينا أن نتدخل بغض النظر عن أعدادهم"!! وهو تأكيد على أنه من أصدر أوامر فض الاعتصام. (شاهد رد السيسي على مذيع CBS)
الفيلم أجبرهم على الحديث
وعلقت الكاتبة آيات عرابي، المقيمة في أمريكا على ما أسمته "الهجوم الهستيري من إعلام العسكر على فيلم توثيقي عن مجزرة رابعة" قائله: "لو لم تكن هناك حسنة واحدة للفيلم التوثيقي عن مجزرة رابعة، الذي عُرض في لندن مؤخراً، سوى إجبار إعلام العسكر على الحديث مجددا عن رابعة ومحاولات التبرير المستميتة من أمنجية الإعلام لكفى، فرابعة هي الطهر والنقاء، ومجتمع رابعة يذكرهم بسوءاتهم".
قالت: إن هذا الفيلم الوثائقي أجبر المخبر احمد موسى على النزول لميدان رابعة، الذي لم يتحملوا حتى الإبقاء على اسمه وغيروه لاسم آخر حتى لا يتذكروا جريمتهم
أضافت: "كنت أشعر من تصريحات إعلام الانقلاب عن رابعة أن طهر الفتيات وبراءة الأطفال هناك كان يضغط على أعصابهم، وأن مشاهد صلاة التراويح والحرص على صلاة الفجر كان يستفزهم ويُشعرهم بضآلتهم".
قالت: "مشاهد عديدة لا تزال عالقة بذاكرتي، كمشهد الشجر المحترق والسيارات المتفحمة، والشوارع التي غطى السواد أرضيتها، وذلك الدخان الأسود الكثيف الذي كان يرتفع للسماء فيعلو كل البنايات المحيطة بالمكان".
و"مشاهد الفوضى والحرائق واللهب والأرض المشتعلة ورائحة شياط أجساد الضحايا التي تستطيع أن تشمها وأصوات أنين يخيل إليك من بشاعة الصور أنك تسمعها".
و"مشاهد يعف اللسان عن وصفها عن همجية ميليشيات الانقلاب التي دهست جثامين الشهداء والجرحى بالبلدوزرات، وحرقت المستشفى الميداني، ثم أضرموا النيران في مسجد رابعة".
تابعت: "لم أنس هذه الفتاة الجالسة في الفراغ والخراب الزاحف حولها الذي تركته تلك العصابة المجرمة، فجلست وسط هذا الخراب والدخان وهي تدق على طبق معدني غير مبالية بقرب أجلها، عسى أن تنقذ دقاتها قلوبا لا تزال تنبض، لم ترهبها السحب السوداء التي تحيط المكان، لم ترتعد من قرقعة الرصاص، بل جلست تنتظر أجلها.
ولم أنس صورة ذلك الطفل الذي وقف خلف جداراً ليحميه من الرصاص، وهو يرفع يديه الصغيرتين ليرفع الآذان رغم الرصاص المتطاير حوله، كان يرفع صوته بالآذان ثم يختلس نظرة على الفوضى والدماء والضجيج الذي يملأ المكان حوله، لم يكن يعلم متى تحين لحظاته الأخيرة، لكنه قرر ألا يمنعه صوت الرصاص وسحب الدخان الأسود عن رفع الآذان". (شاهد تعليق آيات عرابي على إعلام السيسي)
إسناد سعودي!
وضمن عملية الإسناد وتبادل الحملات بين لجان وإعلام السيسي وابن سلمان وابن زايد، هاجمت قنوات وصحف سعودية وإماراتية الفيلم أيضا واتهمت الإخوان بأنهم يحرضون دوليا ضد بلادهم مصر!
موقع قناة "العربية" السعودي هاجم يوم 4 أغسطس 2024 الفيلم وزعم أنه "فيلم إخواني مسيء لمصر"، وأنه جاء ضمن محاولة جماعة الإخوان طوال 10 سنوات "الترويج لمظلومية ابتدعوها، واخترعوا كافة تفاصيلها، وحاولوا الترويج لها دولياً، وهي فض اعتصام رابعة والنهضة الذي وقع عام 2013"، برغم أن المجرزة مثبته دوليا وبالصورة وتقارير حقوقية واعترافات لحازم الببلاوي، والسيسي بأنه قتل فيها ألف علي الاقل!!
زعمت أن الجماعة تعيد التذكير بالواقعة من خلال فيلم وثائقي عرض في أحد المعالم الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن، مساء 3 أغسطس 2023، تحت اسم "مجزرة رابعة".
وزعمت أن الفيلم من إنتاج إحدى الشركات التابعة للتنظيم الدولي، ويقوم بتسويقه شركة أخرى تابعة له مملوكة للرجل الخفي في الجماعة والمسؤول الأول عن تمويل إعلام الإخوان، لكن الجماعة حاولت ترويجه على أنه من إنتاج منظمات حقوقية دولية لكي تضفي صفة الحياد عليه.
قالت "العربية": إن الشركة المنتجة للفيلم، "إيجيبت ووتش"، كشفت عن نفسها من خلال الإعلان عن ندوة نقاشية عقب عرض الفيلم أجرتها مع عدد من الشخصيات، وهم كريسبين بلانت عضو البرلمان البريطاني ورئيس لجنة اختيار الشؤون الخارجية في مجلس العموم السابق، وداليا فهمي أستاذة مشاركة في العلوم السياسية بجامعة لونغ آيلاند من الولايات المتحدة الأميركية، وبيتر أوبورن الصحافي البريطاني، وإليزابيث نوجنت الأستاذة المساعدة في السياسة بجامعة برينستون الأميركية، وخالد شلبي شاهد عيان على فض الاعتصام المسلح فيما أدار الندوة أسامة جاويش المذيع الإخواني ورئيس تحرير منصة "إيجيبت ووتش".
وقالت إن عبد الرحمن أبو دية وشهرته أبو عامر، يتولى التسويق للفيلم المسيء من خلال شركة "نون مالتيميديا" التي يديرها ويمتلكها "هذا الرجل الخفي والغامض داخل التنظيم الدولي للإخوان" وفق قولها.
وأشارت إلى أنه فلسطيني حصل على الجنسية البريطانية، ويعتبر وزير الإعلام الفعلي داخل الجماعة، والمحرك الأول والممول الرئيسي لفضائياتها، ويتولى التنسيق والتوجيه مع إعلاميي الجماعة بالخارج أو الموالين لها والمحسوبين عليها، وتحديد رواتبهم مقابل عملهم وتعاونهم مع الجماعة، وفق زعم "العربية".
وزعمت أن الصحفية المصرية الهاربة للخارج سمية الجنايني وزوجة الصحفي المصري أحمد حسن الشرقاوي الهارب للخارج أيضاً، ساهما في الفيلم بكم كبير من الصور التي التقطت من ميدان رابعة، وصور كانت مجمعة لديهما في مجلد ورقي ضخم خرجا به من مصر لأغراض التوثيق، (رغم أنهما ليسا من الإخوان).
وقد سخرت الصحفية "الجنايني" عبر حسابها على تويتر مما ذكره تقرير "العربية" وتشويه "الاعلام المصري والاعلام المتحالف معه" الفيلم ومن ساعد في توثيقها، مؤكده أنها لن تتأخر عن حق الشعب في اختيار من يمثله وحقه في الديمقراطية، بتوثيق من قتلوا ولن نترك دمائهم تذهب هباءً. (شاهد تغريدة سمية الجنايني)