"الإخوان": لسنا في صراع مع أحد.. ونسعى فقط لتحقيق إرادة الشعب

الخميس - 23 مارس 2023

د. محمود حسين القائم بأعمال المرشد العام  للإخوان المسلمين في حوار لقناة "وطن":

  • من يسعى للصدام هو من يرفض تحرر الأمة من التبعية وامتلاكها لإرادتها
  • الأمة بحاجة ماسة لإحياء المشروع الإسلامي الوسطي الذي يتبناه الإخوان
  • التزام الجماعة بالسلمية حمى مصر من الانجرار للعنف وانهيارها بشكل كامل
  • الجماعة لم تنجرف للعنف طوال تاريخها وتصرفات الأفراد لا تُحسب عليها
  • لسنا أوصياء على المجتمع.. نحن جزء أصيل منه ونفخر بما قدمناه للشعب
  • حمينا ثورة يناير ودخلنا الرئاسة لتحقيق مكاسبها في العيش والحرية والعدالة  
  • نفخر بنظافة يد الرئيس مرسي وأسرته وكل من شاركوه المسئولية في الوزارة
  • الجماعه تديرها مؤسسات ولوائحها تضمن تعويض أي نقص في كوادرها
  • أزمة الإخوان الأخيرة لم تحدث بسبب قصور اللوائح ولكن لعدم الالتزام بها
  • ثنائية الشباب والشيوخ غير موجودة في الجماعة والكفاءة هي معيار المسئولية

 

أكد الدكتور محمود حسين، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان  المسلمين، أن الأمة الإسلامية مازالت بحاجة إلى مشروع الجماعة الذي يدعو إلى منهج الإسلام الشامل وترسيخ الهوية الإسلامية في المجتمعات.

وأضاف، في حوار له على تليفزيون "وطن"، مع الإعلامي نور عبد الحافظ، في ذكرى مرور 95 عاما على تأسيس الجماعة، أن جماعة الإخوان تسعى منذ تأسيسها إلى وحدة الأمة وتحرير إرادتها؛ لاختيار حكامها والالتزام بمنهج الإسلام، وهذا جزء أصيل مما دعا له الإسلام ، مؤكدا أن الجماعات الإسلامية، بما فيها الإخوان، ليست في صراع مع أحد، ولكنها تسعى للمطالبة بحقها في الوحدة واستقلال الإرادة وأن من يرفض تحرر الأمة وامتلاكها  لإرادتها هو الذي يسعى للصدام مع المجتمعات وليس الإخوان المسلمين.

وحول إمكانية قيام الجماعة بمراجعات بعد مرور كل هذه الفترة على تأسيسها، أكد القائم بأعمال المرشد العام أن المراجعات لاتتم على مستوى الأفكار والمبادئ، فمنهج الإخوان منهج إسلامي وسطي معتدل وسلمي، وليس فيه ما يمكن الاعتذار عنه ، أما الممارسات والأعمال التي تقوم بها الجماعة فيصلح معها التقييم والمراجعة، وهو ما تقوم به مؤسسات الجماعة بشكل مستمر.

مراجعات أم تقييم أداء؟

وحول تقييم التجرية السياسية التي خاضتها الجماعة بعد ثورة يناير، أكد الدكتور محمود حسين أن الجماعة تقيّم تجربتها ولكن كي تتم عملية التقييم بشكل صحيح ينقصها رؤية من شاركوا فيها ممن هم داخل السجون الآن.

وتابع أن التاريخ يشهد بأن أول انتخابات حقيقية تحدث في مصر أفرزت فوز الرئيس مرسي كأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وأفرزت مجلس شعب الثورة، وأن الجماعة تفخر بأن الرئيس مرسي لم يجرؤ أحد على توجيه أي تهمة له أو لأسرته التي نعتز بها، بل هو الرئيس الوحيد الذي رفض أن يتقاضى راتبه الرسمي من الدولة.

كما تفخر الجماعة بأن أحدا من الإخوان الذين شاركوا في الوزارة لم توجه له تهمة سرقة أموال الدولة أو الاستفادة منها لمصالح شخصية ، كما تفخر بأسرة الرئيس مرسي التي تعيش في  شقة بالإيجار، وقدمت تضحيات كبيرة وليس لديها ما تملكه في الخارج.

وأكد أن الجماعة لم تنفرد بالحكم عندما أتيحت لها الفرصة، فعقب ثورة يناير تقدمت لانتخابات مجلس الشعب ولم تكن أغلبية، وعندما أتيح لها الحكم لم تستحوذ على أغلبية الوزارات، والرئيس مرسي هو الوحيد الذي رفع شعار : "نحن نريد أن نمتلك غذاءنا ودواءنا وسلاحنا"، وحقق انجازات هائله خلال عام واحد.

"سلميتنا أقوى من الرصاص"

وحول المنهج السلمي الذي اختطته الجماعة لنفسها منذ بداية تأسيسها، قال الدكتور محمود حسين: إن من توفيق الله للمرشد العام إعلانه عن النهج السلمي من منصة رابعة، بقوله "ثورتنا سلمية وستظل سلمية، سلميتنا أقوى من الرصاص"؛ مما أنقذ مصر من الانجرار إلى مربع العنف.

وأضاف أنه على الرغم من التضحيات التي قدمها الإخوان، لرفضهم الانقلاب، إلا أن إعلان المرشد العام مبدأ السلمية حمى مصر من الانجرار للعنف وانهيارها بشكل كامل، مؤكدا أن الجماعة لم تنجرف للعنف عبر تاريخها وأن تصرفات بعض أفراد خرجوا عن منهج الجماعة لا تحسب على خطها الرسمي.

 وأكد أن جماعة الإخوان لم تدخل في صراع مع الجيش، ولكنها فقط سعت لتحقيق إرادة الشعب في إقرار حقه في الحرية والعدالة والعيش واختيار من يحكمه.

"الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"

وحول الأوضاع المتردية داخل السجون، أوضح الدكتور محمود حسين أن قيادات الجماعة تعرضت لضغوط كبيرة لمحاولة وقف إضراب الشباب عن الطعام داخل السجون، ولكنهم أكدوا أنهم ربوا هؤلاء الشباب على أن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.

وأضاف د. حسين أن المرشد العام وقيادات الإخوان يعانون من العزل الكامل ومنع زيارات الأهل والمحامين، ولا تقدم لهم أدنى أنواع الرعاية الصحية، مؤكدا أن المعتقلين خاصة في بدر 3 يتعرضون لظروف قاسية؛ مما دفع بعدد من الشباب للإقدام على الإضراب عن الطعام.

وتابع أن المرشد العام وإخوانه يتعرضون لانتهاكات تفوق طاقة البشر، ولكنهم يقدمون أروع أمثلة الصمود والثبات على المبدأ والتضحية في سبيل هذا الدين، والله حافظهم.

وحول آخر تطورات الأزمة داخل الجماعه أكد د. حسين أن الإخوان تديرها مؤسسات بدءا من مجلس الشورى العام، الذي هو أعلى سلطة في الجماعة، بالإضافة إلى المؤسسات التنفيذية.

وأوضح أن الشورى العام يمارس مهامه بشكل مستمر، وهو مجلس منتخب يمثل كل محافظات مصر وينتخب مكتب الإرشاد من بين أعضائه، واللوائح تضع آليات لتعويض أي نقص في أعضاء الشورى، وقد انعقد المجلس عشرات المرات منذ الانقلاب والجميع يعلم هذا، ملمحا إلى أن الأزمة الاخيرة في الجماعة لم تحدث نتيجة قصور في اللوائح ولكنها حدثت بسبب عدم التزام البعض بهذه اللوائح.

أوضاع الشباب في الداخل والمهجر

وأجاب دكتور محمود حسين على سؤال حول دور الجماعة مع الشباب وهل يتم استيعاب قدراتهم والدفع بهم إلى مراكز قيادية، فأكد أن أغلب شباب الجماعة في داخل مصر وأن الاولوية تكون للكفاءة ولا توجد في الجماعة ثنائية الشباب والشيوخ، "بل القاعدة إذا تساوى الشيخ مع الشاب في الكفاءة قدمنا الشباب".

وحول شباب الجماعة في المهجر أكد د. حسين أنهم يعانون من مشاكل كثيرة نتيجة الهجرة وقلة فرص العمل وقلة المحاضن التربوية، وهذه أزمات يتشارك فيها الشيوخ مع الشباب حيث تقل فرص العمل ويعاني الجميع تبعات الهجرة، إلا أن الجماعة تسعى قدر الطاقة لحل مشاكل الشباب في المهجر، وفقا للإمكانات المحدودة، ولكننا الأولوية لمعالجة مشاكلهم

رسائل إلى الإخوان والأنظمة

وختم د. حسين حواره بتوجيه عدد من الرسائل، منها رسالة للمعتقلين وأسرهم قال فيها: "أنتم  ضربتم المثل الأعلى في الصمود والثبات"، كما وجه رسالته إلى الإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها وطالبهم بالتمسك بجماعتهم وبأخلاقهم وبثوابتهم والاستفادة من شهر رمضان ليكون فرصه للابتهال إلى الله والدعاء له أن يفرّج الكرب ويكشف الغمة.

كما طالب الشعب المصري بعدم اليأس، مؤكدا أن نصر الله قادم "وهذا يقيننا بالله"، وختم برسالة وجهها إلى الانظمة المتخاصمة مع شعوبها، مؤكدا أن وجود هذه الانظمة  مرهون بحركة الشعوب، وأنهم سينالون جزاءهم في الدنيا قبل الآخرة.

شاهد الحوار كاملا