تضامن كامل مع قضية فلسطين|الإعلام التركي: "فقدان السنوار خسارة كبيرة للأمة"
الخميس - 24 أكتوبر 2024
إنسان للإعلام- وحدة الترجمة:
تفاعلت الصحف التركية بشكل واسع مع استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ورغم تباين ردود الأفعال، سلط الإعلام التركي الضوء على أبعاد هذا الحدث الجسيم وتداعياته المحتملة على مستقبل الصراع في المنطقة، واتفقت وسائل الإعلام على إدانة جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في غزة والضفة، وأظهرت دعما غير محدود للشعب الفلسطيني.
أظهرت منشورات الصحف والمواقع التصريحات القوية من قبل القيادة السياسية التركية، التي أكدت التضامن الكامل مع القضية الفلسطينية، ونقلت صحيفة "تركيا" القومية، تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان عن استشهاد يحيى السنوار، خلال لقاء مع رؤساء البلديات في إسطنبول، قائلاً: "أدعو الله أن يرحم الشهداء، وخاصة يحيى السنوار الذي استشهد في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. نحن في تركيا نكون دائمًا في صف المظلومين، ونقف ضد الظالمين. نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الكرامة والحرية، وأحيي جميع قادة المقاومة الذين رووا أراضي غزة بدمائهم المباركة"[1].
وفي رد فعل قوي نشرت صحيفة "صباح" التابعة للمحافظين، انتقاد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، أوغور تشيليك، تصريحات كاتس وزير خارجية الكيان الصهيوني، بقوله :"نحن أمام وزير خارجية نازي وقاتل، وهو عضو في عصابة قتل همجية تتفاخر بالقتل والإبادة. "كاتس" ومن هم على شاكلته يهاجمون رئيسنا لأنه مدافع عن القيم الإنسانية، إن المقاومة في غزة هي قمة كرامة الإنسان، وفي النهاية، ستنتصر كرامة الإنسان على الهمجية ومجرمي الابادة الجماعية. "كاتس" والقتلة الذين معه سيحاسبون أمام العدالة على الجرائم التي ارتكبوها ضد الإنسانية"[2].
فقدان السنوار يمثل خسارة كبيرة للأمة
وتحت عنوان "قضية فلسطين قضية مجدها الشهداء" نشرت قناة "دوغرو خبر"، التابعة للتيار الاسلامي، مؤتمرا صحفيا عقده نائب رئيس حزب الهدى، شهزاده دمير، داخل البرلمان التركي، تحدث فيه عن استشهاد القائد يحيى السنوار، مشيداً بشجاعته ودوره الفاعل في ميدان الجهاد.
واعتبر "دمير" أن فقدان السنوار يمثل خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، مؤكدا في الوقت نفسه أن القضية الفلسطينية ستظل تنمو بفضل تضحيات الشهداء.
أضاف أن استشهاد القادة الفلسطينيين السابقين، مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، لم يُضعف المقاومة، بل جعلها أقوى وأكثر صموداً، مشيراً إلى أن استشهاد السنوار لن يكون استثناءً، بل سيعزز من روح المقاومة ويزيدها صلابة.
ودعا "دمير "الأمة الإسلامية إلى التحرك ضد "الصهاينة الوحشيين"، معتبراً أن استمرار العدوان الإسرائيلي يعود إلى تقاعس الدول الإسلامية وعجزها عن اتخاذ موقف حازم، مؤكداً أن هذا العجز هو السبب الرئيسي وراء فقدان قادة المقاومة ويزيد من جرأة الاحتلال في ارتكاب المزيد من الجرائم. وفي هذا السياق، دعا السلطات التركية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد "الصهاينة المجرمين"على حد وصفه، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً خائنون يعيشون في بلدنا ويتكلمون بألسنتنا وهم أذرع خبيثة للاحتلال ويشاركون في جرائم ضد الفلسطينيين، وطالب بإلغاء جنسياتهم ومحاكمتهم بتهمة الإبادة الجماعية.
وأكد أن استشهاد السنوار يمثل خسارة ليس فقط للفلسطينيين، بل لكل الأمة الإسلامية، وحذر من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى معاناة أكبر لجميع الدول الإسلامية إذا لم تُتَّخذ خطوات جادة لوقف الجرائم الصهيونية.
واختتم دمير تصريحاته بالدعوة إلى وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة "الصهيونية الوحشية"، مؤكداً أن "النيران التي أشعلها الاحتلال لن تقتصر على فلسطين، بل ستطال الجميع إذا لم يتم التحرك الفوري لوقفها"[3].
السنوار قاتَل حتى آخر لحظة في حياته
وبعنوان "حماس تؤكد استشهاد السنوار الذي قاوم حتى آخر أنفاسه"، ركزت صحيفة "يني شفق"، على الإشادة بالمقاومة الفلسطينية وبدور السنوار في النضال من أجل حرية فلسطين.
وأكدت، عبر مصادر رسمية من حماس، مثل القيادي البارز باسم نعيم، أن "استشهاد السنوار لن يثني الحركة عن مواصلة طريق المقاومة"، حيث قال نعيم إن الوضع "مؤلم" لكنه شدد على أن حماس ستنتصر في النهاية.
أبرزت الصحيفة أيضًا تصريحات القيادي في الحركة خليل الحية، الذي أكد أن "السنوار قاتَل حتى آخر لحظة في حياته، وقدم حياته من أجل قضية الحرية"، مؤكدًا على صلابته وشجاعته منذ شبابه وحتى في فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية، وبعد إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى، استمر في قيادة النضال.
ركزت "يني شفق" على إبراز السنوار كشخصية مقاومة حتى آخر لحظة، وأكدت أن موته جاء "نتيجة لعملية قمعية إسرائيلية"، مما يعكس التزام الصحيفة بنقل وجهة نظر تدعم حق المقاومة وتُظهر الفخر بتضحيات القادة الفلسطينيين[4].
وتحت عنوان "مقتل يحيى السنوار: ماذا ينتظر الشرق الأوسط؟" تناولت صحيفة "إندبندنت تركيا" (المستقلة) تفاصيل دقيقة عن تأثير هذه الحادثة على الصراع الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، واعتبرت الصحيفة أن استشهاده يعتبر نقطة تحول في الصراع، مما يزيد من مخاوف اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
في هذا السياق، استشهدت الصحيفة بتصريح خليل الحية، أحد قادة حماس، الذي شدد على أن النضال سيستمر حتى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. وتناولت الصحيفة كيفية مقتل السنوار، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف موقعه خلال دورية روتينية للجيش الإسرائيلي، حيث اندلعت اشتباكات أدت إلى إصابته. وأبرزت أن العملية لم تكن مخططة بشكل مُسبق، مما يعكس عشوائية الوضع العسكري في المنطقة.
كما تطرقت الصحيفة إلى تصريحات بنيامين نتنياهو بعد مقتل السنوار، و ركزت ايضا على أن إيران والمقاومة في لبنان مستمران في المقاومة[5].
عشوائية الوضع العسكري في جيش الاحتلال
وتحت عنوان "من العار أن نشاهد ملحمة النضال البطولي للفلسطينيين وهم يواجهون الموت وحدهم"، نشرت صحيفة "إيدنلك" التابعة لأنصار أتاتورك، خبر استشهاد السنوار وذكرت قول القيادي بحركة حماس، خليل الحية، إن السنوار "استشهد في سبيل تحرير فلسطين"، وتأكيده أن "المقاومة ستستمر حتى تحقيق الأهداف الوطنية وهذا التصريح يعكس التزام الحركة بمواصلة النضال رغم الخسائر".
وفي سياق تفصيل الأحداث، تحدثت "إيدينلك" عن عشوائية الوضع العسكري في جيش الاحتلال، كما سلطت الضوء على أن استشهاد السنوار قد يعزز من الدعم الدولي لحماس، حيث يمكن استخدام هذه الحادثة كرمز للصمود الفلسطيني، مما قد يسهم في تحسين موقف الحركة في المحافل الدولية ويزيد من التعاطف مع قضيتها[6].
وتحت عنوان "ماذا سيحدث في حرب غزة الآن؟"، سلطت صحيفة "حرييت" اليمينية، الضوء على الأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة، مشددةً على أن تصاعد التوترات بعد موت قائد الحركة يحيى السنوار سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والخسائر في الأرواح ،كما حذرت من أن استمرار الصراع بلا توقف قد يفاقم الأوضاع، مما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان سلامة المدنيين. وناقشت الصحيفة تأثير هذه الأحداث على توازن القوى في المنطقة، مُؤكدةً أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق وقف إطلاق النار.
وشددت على أن أي تأخير في إيجاد حلول سيسفر عن عواقب وخيمة على المدنيين في غزة، حيث يعاني الناس من تداعيات الصراع والجوع وانقطاع الدعم وندرة الخدمات الطبية وانتشار الأوبئة[7].
وتحت عنوان "كتاب أدعية مع مسبحة ورصاصة" قالت صحيفة "ميلليت" القومية: "لقد قضى حياته مستعدًا لجميع الظروف.. وأهم مؤشر أن أفراد المقاومة يحاولون التغلب على هذه الصعوبات من خلال العبادة والأخذ بالأسباب حتى ولو كانت ضعيفة أمام معدات جيش الاحتلال المتطورة.
وقالت: "كان البطل الشهيد جندي من جهة وعابد زاهد من جهة أخرى، وإلى الآن لم يتمكن العالم الإسلامي من حماية غزة، لكن أحد القادة في غزة علم مثل هذا الدرس للعالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده اكثر من ملياري نسمة"[8].
المصادر:
[1] "الرئيس أردوغان ورسالة يحيى السنوار: تحية لكل أبطال المقاومة"، صحيفة تركيا، 19 أكتوبر 2024، https://2h.ae/yzPY
[2] رد فعل قاسٍ من المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية "جيليك" على "كاتز"، صحيفة صباح، 18 أكتوبر 2024، https://2h.ae/sQmW
[3] "قضية فلسطين قضية مجدها الشهداء"، قناة دوغرو خبر، 18 أكتوبر 2024م، https://2h.ae/SNmf
[4] "حماس تؤكد استشهاد السنوار الذي قاوم حتى اخر أنفاسه"، صحيفة يني شفق، ، https://2h.ae/uYQW
[5] "مقتل يحيى السنوار: ماذا ينتظر الشرق الأوسط؟"، صحيفة اندبندنت تركيا، 18 أكتوبر 2024م، https://2h.ae/yngk
[6] "من العار أن نشاهد ملحمة النضال البطولي للفلسطينيين وهم يواجهون الموت وحدهم"، صحيفة "إيدنلك"، 18 أكتوبر 2024م، https://2h.ae/jGpD
[7] "ماذا سيحدث في حرب غزة الآن"، صحيفة "حرييت"، 19 أكتوبر 2024م، https://2h.ae/ArWm
[8] "كتاب أدعية مع مسبحة ورصاصة"، صحيفة "ميلليت"، 17 أكتوبر 2024م، https://2h.ae/wsnP