الإعلام الجديد ينتصر| انقلاب موازين الشارع الأمريكي تجاه فلسطين
الأحد - 7 يناير 2024
- "طوفان الأقصى" أيقظ الشعب الأمريكي.. و51% من الشباب يؤيدون "إنهاء إسرائيل" وتسليم الأرض لحماس!
- حملة التخلي عن بايدن (Abandon Biden) .. هل تكون كلمة السر لإسقاط أول رئيس أمريكي بسبب غزة؟
- 83% من منشورات الإنترنت المتعلقة بالحرب ضد الكيان الصهيوني و9% فقط معه
إنسان للإعلام- خاص:
قبل أيام، قالت صحيفة "واشنطن بوست": إن الرئيس "جوزيف بايدن" أراد "معرفة كيف يتصرف فريقه وحملته بشأن انخفاض أرقامه في استطلاعات الرأي"، حيث أظهرت استطلاعات رأي متنوعة انخفاض شعبية بايدن، بعد سلسلة تهديدات له من جانب أمريكيين مسلمين وعرب ومن ولايات مختلفة، بسبب دعمه الإبادة الصهيونية في غزة، ودوره في قتل آلاف الأبرياء.
وكان زعماء أميركيون مسلمون من 6 ولايات متأرجحة، تعد "حاسمة" في انتخابات الرئاسة الأميركية، تعهدوا- قبل نحو شهر- بالحشد ضد إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن بسبب دعمه العدوان على غزة، لكنهم لم يستقروا بعد على دعم مرشح بديل في انتخابات 2024.
وكالة "رويترز" أكدت 3 ديسمبر 2023 أن هذه الولايات الست من بين الولايات القليلة التي أتاحت لبايدن الفوز في انتخابات 2020، لذا سيعقدون طريق بايدن نحو الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في العام المقبل 2024 ويسقطونه.
صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أوضحت، 2 ديسمبر ،2023 أن قادة المجتمع الإسلامي في الولايات الأمريكية المتأرجحة مثل ولاية ميتشيغان ومينيسوتا وأريزونا وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا أطلقوا حملة لعدم التصويت لبايدن في الانتخابات الرئاسية في عام 2024، واستخدام وسم #AbandonBiden
وقد تحول هذا الوسم الذي يعني "تخلوا عن بايدن" ليصبح في مقدمة التغريد الأميركي بعد اجتماع قيادات مسلمة وقرارها إسقاط الرئيس المتورط في جرائم الحرب الإسرائيلية في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وكتب الشيخ حسن شبلي، أحد قادة مسلمي أمريكا الذين شاركوا في إطلاق الحملة ضد بايدن ومنظم حملة الإبادة الجماعية من فلوريد، عبر تويتر: تحالف المنظمين المسلمين من 9 ولايات متأرجحة رئيسية "هدفه إرسال رسالة أن دماء الأطفال الفلسطينيين هي خط أحمر".
قال: "سنبذل كل ما في وسعنا لضمان أن يكون بايدن رئيسًا لولاية واحدة (أي إسقاطه في انتخابات 2024) نتيجة لتمكينه الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.(التغريدة)
وتقول صحف أمريكية إن هذه الحملة الالكترونية مؤثرة وانضم لها أمريكيون عاديون وليس المسلمون والعرب فقط بدليل استطلاعات الرأي التي تؤكد خسارة بايدن.
وأكدوا أن هذه الحملة قد تكلف بادين بالفعل خسارة الانتخابات، ما يعني أنها ستكون مفارقة أن يكون أول رئيس أمريكي يخسر الانتخابات بسبب إبادة الفلسطينيين وخاصة غزة
ويدعم الأميركيون المسلمون، الذين يقدر عددهم بنحو 3.45 مليون أميركي الديمقراطيين في الانتخابات الوطنية، وفقاً لـ "المعهد العربي الأميركي"، بحسب صحيفة "نيويورك بوست"، 2 ديسمبر 2023.
وأظهر استطلاع للرأي أجري في أكتوبر 2023 أن الدعم لبايدن بين الناخبين العرب الأمريكيين انخفض بنسبة 42 بالمائة
لكن استطلاعًا للرأي أجري على مستوى البلاد، في أكتوبر 2023، برعاية "المعهد العربي الأمريكي"، وجد أن المسلمين يتخلون عن بايدن بأعداد كبيرة مع تكثيف إسرائيل حربها ضد حماس في غزة.
وقال 17 بالمائة فقط من الأمريكيين العرب الذين شملهم الاستطلاع إنهم يعتزمون التصويت لبايدن في عام 2024 – مقارنة بـ 59% قالوا إنهم دعموه في عام 2020.
كان هذا أول استطلاع في تاريخ استطلاعات معهد AAI الممتد لـ 26 عامًا والذي وجد دعمًا أقل من الأغلبية للحزب الديمقراطي بين الناخبين.
ونقلت رويترز عن جيلاني حسين مدير فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في مينيسوتا، خلال مؤتمر صحفي بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان، عندما سئل عن بدائل بايدن: "نحن لا ندعم (الرئيس السابق دونالد) ترامب".
وقال الأميركيون المسلمون إنهم لا يتوقعون أن يعامل ترامب مجتمعهم بشكل أفضل إذا أعيد انتخابه، لكنهم رأوا أن حرمان بايدن من أصواتهم هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل السياسة الأميركية.
تحركات لإسقاط بايدن
وبدأت حملة "التخلي عن بايدن" عندما طالب الأميركيون المسلمون في مينيسوتا "بايدن" بأن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بحلول 31 أكتوبر 2023، ثم امتدت الحملة إلى ميشيغان وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا وفلوريدا مع تزايد تورط بايدن في الحرب ودعمه اسرائيل بأقوى الاسلحة فتكا بالفلسطينيين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الناخبون المسلمون سينقلبون ضد بايدن بشكل جماعي، لكن التحولات الصغيرة في الدعم يمكن أن تحدث فرقا في الولايات التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل في عام 2020.
وقد يكون ذلك حاسما في ولاية مثل ميشيغان، حيث فاز بايدن بنسبة 2.8 نقطة مئوية ويمثل العرب الأميركيون 5% من الأصوات، وفقا للمعهد العربي الأميركي.
وقال طارق أمين، وهو طبيب يمثل الجالية المسلمة في ولاية ويسكونسن، إن هناك نحو 25 ألف ناخب مسلم في الولاية التي فاز فيها بايدن بنحو 20 ألف صوت. وتابع: "سنغير التصويت وسنجعله متأرجحا".
وفي ولاية أريزونا، حيث فاز بايدن بنحو 10500 صوت، قال الصيدلي حازم نصر الدين لوكالة "رويترز": "يوجد أكثر من 25 ألف ناخب مسلم بالولاية وفقا لمركز سياسات الهجرة الأميركية بجامعة كاليفورنيا سان دييجو"، وأضاف: "لن نقف مع رجل لوّث موجة زرقاء بقطرات دم حمراء"
وقال موقع "أكسيوس"، 3 ديسمبر 2023: إن هؤلاء الزعماء المسلمون يشنون حملة "تخلوا عن بايدن" بسبب "عدم رغبته في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية الأبرياء في فلسطين وإسرائيل"، وأن الحملة تلقي دعما قويا عبر مواقع التواصل وفي مؤتمرات يعقدها المسلمون والمعارضون للابادة في غزة.
ووفق أكسيوس، فقد التقى البيت الأبيض مع القادة العرب الأميركيين للاستماع إلى أفكارهم، ومازالت المحادثات مستمرة، علما بأن هذه الولايات "المتأرجحة" جميعها بها جيوب ملحوظة من العرب والمسلمين، ولكن لا توجد إحصائيات موثوقة لعدد الناخبين المسجلين.
وأشار الموقع إلى أن عدد الأميركيين المسلمين، بمن فيهم العرب والسود والآسيويون، يبلغ حوالي 3.45 مليون نسمة، وفق مركز بيو للأبحاث. ويقدر المعهد العربي الأميركي أن حوالي 59% من الناخبين العرب الأميركيين أيدوا بايدن عام 2020، لكنه يقول إن استطلاعاته تشير إلى أن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير الأسابيع الأخيرة.
مواقع التواصل تدعم غزة
ومنذ اندلاع طوفان الأقصى والرد الصهيوني بحملة إبادة في غزة، حدث تحول كبير ليس ضد الرئيس الأمريكي فقط ولكن ضد الاحتلال بصورة غير معهودة.
القناة 12 العبرية، أكدت يوم 17 ديسمبر 2023 إن شركة Mig Al أجرت تحليلا كشف عن صورة قاتمة للإسرائيليين، وهي أن الأغلبية المطلقة للمنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات في وسائل الإعلام الدولية الكبرى هي ضد "إسرائيل"!
تقرير القناة، كشف أن 83 في المئة من المنشورات على الإنترنت المتعلقة بالحرب هي ضد "إسرائيل" و9 في المئة فقط لصالحها.
أكدت أنه: "في المواقع الإخبارية الكبرى، ومقابل كل تقرير إيجابي تجاه "إسرائيل"، هناك ثلاثة تقارير تقدم "إسرائيل" بشكل سلبي".
وأشارت إلى أن "من بين 372 ألف مقال منشور بشأن الحرب، 64 في المئة منها حيادي، و28 في المئة ضد (إسرائيل)، و8 في المئة لصالحها"
وهذا رغم أن مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما التابعة لشركة ميتا (فيسبوك وأنستجرام)، تشن حملة منظمة ضد المحتوى الفلسطيني، الذي يعرّف العالم بجرائم الاحتلال وتحذف كل ما يهاجم الكيان الصهيوني.
ومنتصف أكتوبر الماضي، نشر موقع "إنترسبت" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن ممارسات القمع التي تنتهجها كل من شركة "تيك توك" و"أنستغرام"، خلال فترات العدوان "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني.
وقال الموقع، إنه في الوقت الذي تصعد فيه "إسرائيل" قصفها لقطاع غزة ردا على هجوم مفاجئ من حماس، تلاحق شركتا تيك توك وإنستغرام موقعا إخباريا مخصصا لتقديم تغطية للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".
وذكر الموقع أنه على أنستغرام وفيسبوك (المملوكين لشركة ميتا)، تحجب من البحث الوسوم المتعلقة بحماس و"طوفان الأقصى".
وأضاف أن استهداف هذه المنصات للحسابات التي تقدم تغطية على أحداث فلسطين، يأتي في الوقت الذي يصعب فيه الحصول على معلومات من الناس في غزة، وسط الحصار "الإسرائيلي" الشامل على سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وتمنع فيه "إسرائيل" وسائل الإعلام الأجنبية من دخول القطاع الساحلي.
شباب أمريكا يؤيدون حماس!
هذا التحول تجاه العدوان انعكس علي عداء خطير للكيان الصهيوني في أمريكا نفسها وضد إدارة بايدن، فقد ظهر في استطلاع للرأي أن أغلبية من الشباب الأمريكيين بين 18 و24 عاماً تتبنى مواقف غير داعمة للكيان، بل ومناهضة له أحياناً، كما يعتقدون أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزة.
الاستطلاع الذي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست ، 17 ديسمبر 2023، بيّن أن 51% من الشباب من هذه الفئة العمرية يعتقدون أن الحل طويل المدى للصراع الصهيوني الفلسطيني هو "إنهاء إسرائيل وتسليمها لحماس والفلسطينيين"!!
وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد هاريس ومركز الدراسات السياسية الأمريكية بجامعة هارفارد، وشمل ألفي ناخب أمريكي من فئات عمرية مختلفة، أن غالبية الأمريكيين تدعم "إسرائيل" في حربها على غزة، إلا أن 67% من هؤلاء الشباب يؤيدون وقفاً غير مشروط لإطلاق النار من شأنه أن يُفرج عن المحتجزين في غزة، ويترك حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السلطة.
ورداً على سؤال عما إذا كانوا يعتقدون أن حماس منظمة يمكن التفاوض معها لتحقيق السلام، قال 76% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً إنهم يعتقدون أنه يمكن التفاوض معها.
كما أظهرت النتائج أن غالبية الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً وبين 25 و34 عاماً يعتقدون أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وبحسب الاستطلاع فإن 67% من المستجوبين من هذه الفئة العمرية يرون أن اليهود "ظالمون"، ويجب أن تتم معاملتهم كذلك.
ووفقاً للاستطلاع الذي أوردته صحيفة جيرزواليم بوست، فإن 53% من هؤلاء يعتقدون أنه يجب السماح بالدعوات إلى "إبادة اليهود".
إقبال على اعتناق الإسلام
تطور آخر أشارت له صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير 12 ديسمبر 2023، متعلق بتأثير هذه الحملات على الانترنت بفعل حرب غزة، مؤكده أن هناك إقبال كبير من الأمريكيين على اعتناق الإسلام، بعد معركة "طوفان الأقصى. قالت إن الشباب في أمريكا يبحثون عن مغزى للحياة، ووجدوا ضالتهم في اعتناق الإسلام.
ويأتي هذا في وقت ضج موقع تيك توك، بالتزامن مع حرب الاحتلال على غزة، بفيديوهات توثّق اعتناق الشباب الأمريكي للإسلام، كان أبرزها الناشطة والتيكتوكر الأمريكية ميغان رايس، التي أعلنت اعتناقها الإسلام وارتداءها الحجاب، وذلك بعد أيامٍ قليلة من إعلان دعمها لصمود الشعب الفلسطيني في غزة، وبحثها عن سرّ هذا الصمود، بدعوتها إلى التأمل في القرآن الكريم.
ونطقت ميغان رايس، في بثّ مباشر عبر صفحتها الخاصة على "تيك توك"، الشهادتين، معلنةً دخولها الإسلام، وقالت ميغان، التي ظهرت بالحجاب، إنها تشعر بالأمان والسلامة.
وأضافت الصحيفة العبرية، نقلاً عن علماء متخصصين في دراسة الإسلام، إن عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة ضد الاحتلال، والتي كانت تمثل "في ظاهرها" ضربة قوية للمسلمين في الولايات المتحدة، كانت فعلياً "حافزاً" لجعل الأمريكيين فضوليين ومهتمين بفهم الإسلام .
وأشارت الصحيفة إلى أنه في السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر اعتمد الدعاة المسلمون على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإسلام، حيث يروجون له "بلغة إنجليزية لا تشوبها شائبة" بطريقة إيجابية وموضوعية ومحبة للسلام
وتابعت أن الشباب الأمريكي من جيل "زد" يتهافتون مؤخراً على منصة (تيك توك)، وانخرطوا "مسرورين" في قراءة القرآن، وكانوا في غاية الحماس بشأنه، حتى إن البعض منهم اعتنق الإسلام.
طوفان الأقصى غيّر أمريكا
وبعد شن "حماس" حملتها العسكرية ضد الاحتلال الصهيوني، وصمود أهل غزة أمام الإبادة الصهيونية، زاد اهتمام الأمريكيين بقراءة القرآن والتعرف على الإسلام، وبحسب يديعوت أحرونوت، فقد عثر الإسلام هذه المرة على جمهور "مثالي" من الشباب المولودين بين منتصف التسعينيات وأوائل عام 2010، الذين وجدوا في القرآن وعلومه منطلقاً لوجهات نظرهم العالمية.
وأشار التقرير إلى أن الشابة الأمريكية رايس قامت بتحميل مدونة على تطبيق تيك توك عبّرت فيها عن إعجابها بالإسلام وصمود الشعب الفلسطيني، ولم تضيّع رايس أي وقت، فبدأت بقراءة سور من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وفي غضون أسابيع ارتدت رايس الحجاب، واعتنقت الإسلام ديناً.