الإعلام المقاوم في مواجهة الدعاية الصهيونية.. من ينتصر في معركة الوعي؟
الثلاثاء - 3 يونيو 2025
الباحث د. رامي أبو زبيدة يكشف أبعاد الحرب الإعلامية بين المقاومة والاحتلال:
- العدو يستخدم الحرب الإعلامية كأداة استراتيجية لضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني
- شبكة "أفيخاي" تدار من الخارج وتنفذ هجمات سيبرانية لزرع الانقسام والشك بين الفلسطينيين
- الإعلام المقاوم أداة إنقاذ نفسي وروحي.. وقوته عنصر ردع فعّال يعادل أثر الصواريخ وقت العدوان
- الفلسطينيون باتوا أكثر تحصينا.. وروايات الشهداء تلعب دورًا مركزيًا في بناء وعي الجيل الجديد
- الوحدات السيبرانية "الإسرائيلية" تنسق مع أطراف عربية.. والمناعة المجتمعية تتطلب إعلامًا محترفًا وموحدًا وشفافًا
إنسان للإعلام- حوار خاص:
حذّر الباحث الفلسطيني في الشؤون العسكرية والأمنية، د. رامي أبو زبيدة، من تصاعد وتيرة الحرب النفسية والإعلامية التي يشنّها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنها لم تعد مجرّد حملات دعائية، بل باتت "أداة استراتيجية موازية للعمل العسكري"، تستهدف بشكل مباشر ضرب الروح المعنوية وزعزعة الثقة بالنفس وبالقيادة والمقاومة.
وأوضح، في حوار خاص مع مركز "إنسان للإعلام"، أن الاحتلال يستخدم شبكات سيبرانية ممنهجة، على رأسها ما يُعرف بـ"شبكة أفيخاي"، التي تُدار من خارج الأراضي المحتلة، وتُشغّل حسابات مزيفة باللغة العربية تهدف إلى إحداث انقسام وجداني ونفسي داخل المجتمع الفلسطيني، خصوصاً في أوساط الشباب، عبر بث الشكوك وتكريس الهزيمة الذاتية.
ورغم هذه الهجمة المركّبة، شدد أبو زبيدة على أن الجمهور الفلسطيني أظهر تطورًا ملحوظًا في وعيه، خاصة منذ معركة "سيف القدس"، حيث ارتفعت مستويات التحصين الرقمي، وازداد الحذر من الحسابات "المحايدة" المضلِّلة، وانتشرت ثقافة التحقق من المعلومات، ما ساهم في كبح تأثير الدعاية المعادية.
وبيّن أن أساليب الحرب النفسية "الإسرائيلية" تتنوع بين التشكيك في القيادات، وتضخيم خسائر المقاومة، والتشويش المعلوماتي خلال العمليات العسكرية، وأن هذه الحرب تُدار من قبل وحدات احتلالية متخصصة بالتنسيق مع أطراف عربية مشاركة في مشاريع "التنسيق الأمني"، وهو ما يفاقم من خطورتها.
في المقابل، أثنى أبو زبيدة على الدور المتنامي للإعلام المقاوم، واصفًا إياه بـ"أداة إنقاذ نفسي وروحي في لحظات القصف والعدوان"، حيث يسهم في نقل صورة الصمود والبطولة، ويعزز الثقة بالنصر، ويحول الفقد الفردي إلى رمز وطني جامع، خاصة من خلال تسليط الضوء على روايات الشهداء التي تلعب دوراً محورياً في ترسيخ الوعي النضالي لدى الشباب.
وأشار إلى أن أحد أبرز أدوات الردع النفسي يتمثل في "إظهار القوة" عبر الإعلام المقاوم، من خلال مقاطع العمليات العسكرية وتسجيلات إسقاط الطائرات واقتحام المواقع، التي تؤثر في معنويات العدو بقدر تأثيرها في رفع معنويات الفلسطينيين، وتفكيك صورة "الجيش الذي لا يُقهر".
ولفت إلى أن الإعلاميين الفلسطينيين، رغم تعرضهم لضغوط نفسية هائلة نتيجة العمل تحت الاستهداف المباشر، وانخراطهم في المعاناة المجتمعية، يواصلون تقديم نموذج نادر من المهنية الوطنية، ويسهمون في تعزيز "المناعة النفسية الجمعية" التي باتت سلاحاً حاسماً في مواجهة الحرب المعنوية "الإسرائيلية."
وختم د. أبو زبيدة بالتأكيد على أن بناء هذه المناعة النفسية يتطلب استراتيجية إعلامية استباقية، تُركز على التثقيف، وتوحيد الخطاب الوطني، وفضح شبكات الحرب النفسية، وإبراز النماذج الملهمة، في مواجهة آلة دعائية ضخمة لا تهدف فقط إلى كسر إرادة الفلسطينيين، بل إلى إعادة تشكيل وعيهم من الداخل.
وإلى نص الحوار:
● كيف تؤثر الحرب الإعلامية "الإسرائيلية" على الحالة النفسية للفلسطينيين في غزة والضفة؟
الحرب الإعلامية "الإسرائيلية" تُمارَس كأداة استراتيجية موازية للعمل العسكري، وتهدف بشكل مباشر إلى النيل من الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة.
هذا التأثير يظهر في عدة أشكال، أولها الإرهاق النفسي والجمعي نتيجة الضخ المتواصل لرسائل سلبية ومحبطة تصوّر المقاومة على أنها خاسرة، وتصور المجتمع على أنه منهار. كما يعمد الاحتلال إلى زرع الشك والخوف عبر بث شائعات ممنهجة، خصوصًا أثناء العمليات العسكرية، ما يؤدي إلى اهتزاز الثقة بالنفس وبالقادة وبالخيارات الوطنية.
كذلك يلعب على وتر التقسيم الداخلي حيث يُستثمر الإعلام "الإسرائيلي" في إذكاء التناقضات المجتمعية والسياسية، لخلق نوع من الانقسام النفسي والوجداني بين مكونات الشعب الفلسطيني.
ويعمد إلى التأثير على الشباب بشكل خاص عبر توجيه حملات سيبرانية تستهدف وعي الجيل الجديد من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي، بهدف إبعادهم عن العمل الوطني، وتكريس النماذج الغربية كبدائل للهوية الفلسطينية المقاوِمة.
ومن خلال متابعتنا، تعمل هذه الأدوات ضمن شبكات متعددة أبرزها ما نطلق عليه اليوم شبكة "أفيخاي" التي تدار من خارج الأراضي الفلسطينية وتشغّل حسابات وهمية باللغة العربية، لإعطاء انطباع زائف بـ"الموضوعية"، بينما هي في الحقيقة أدوات حرب ناعمة ممنهجة.
● ما أساليب الحرب النفسية التي يستخدمها الاحتلال "الإسرائيلي" لزعزعة الروح المعنوية للمقاومة؟
تعتمد "إسرائيل" في حربها النفسية على عدة أساليب تكتيكية واستراتيجية. أبرزها إنتاج صفحات مزيفة بأسماء عربية محايدة أو وطنية، تنشر محتوى مشككاً في جدوى المقاومة وتضخم خسائرها.
وكذلك التشكيك في القيادات والمؤثرين من خلال تصوير قادة المقاومة على أنهم مستفيدون من معاناة الناس أو غير متأثرين بالحرب، واستغلال لحظات التوتر والقصف لبث الرسائل المحبطة، وتضخيم صور الدمار على حساب صور الصمود.
بالإضافة إلى التشويش المعلوماتي عبر ضخ كم هائل من الأخبار الكاذبة المتزامنة مع عمليات ميدانية؛ لإرباك الوعي العام والتأثير النفسي على الحاضنة الشعبية، وإثارة الشكوك داخل بنية المقاومة والمجتمع (من يتجسس؟ من خان؟ لماذا تأخر الرد؟)؛ بهدف خلق شعور بالخيانة والانكشاف.
ولاشك أن هذه الأساليب تدار من قبل وحدات متخصصة مثل "وحدة 8200" السيبرانية ووحدة العلاقات العامة في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، بالتعاون مع عناصر تنفذ أجندات تنسيق أمني من بعض الأجهزة العربية.
● هل لاحظتم تغيرًا في وعي الجمهور الفلسطيني تجاه الرسائل الإعلامية المعادية؟
نعم، هناك تطور ملحوظ في وعي الجمهور الفلسطيني، خاصة منذ معركة "سيف القدس" وحتى العدوان الحالي، حيث ظهرت عدة مؤشرات إيجابية:
أولاً، ارتفعت نسبة التحصّن الرقمي بشكل ملحوظ، فأصبح الكثير من المستخدمين أكثر حذرًا تجاه الحسابات المزيفة أو تلك التي تظهر نفسها على أنها "محايدة" بينما هي في الحقيقة مضللة.
ثانياً، تنامت ثقافة التحقق من المعلومات، وذلك بفضل المنصات الإعلامية للمقاومة التي تنشر محتوى توعويًّا مستمرًا حول أساليب الدعاية المعادية، وتكشف زيف ادعاءات الاحتلال وألاعيبه الإعلامية.
ثالثاً، برز وعي شعبي متزايد بحرب الوعي، حيث أدرك الفلسطينيون أن المعركة لم تعد تقتصر على الأرض فقط، بل تمتد إلى العقول والأفكار، وهو ما ساهم في تقليل تأثير الدعاية "الإسرائيلية" بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، يبقى الجمهور الفلسطيني بحاجة إلى إعلام مقاوم أكثر احترافية واستمرارية، خاصة في ظل الضخامة غير المسبوقة للهجمة الإعلامية المعادية، وتعدد الجهات المشاركة في هذه الحرب النفسية الرقمية، والتي تعمل بتنسيق ممنهج لتحقيق أهدافها.
● كيف يسهم الإعلام المقاوم في رفع المعنويات وتثبيت الناس في لحظات القصف والعدوان؟
الإعلام المقاوم يؤدي دورًا محوريًا في نقل صورة الصمود الحقيقي للناس داخل غزة وخارجها، في مواجهة آلة إعلامية ضخمة تهدف إلى تكريس صورة الانهيار، حيث يعمل على عدة مستويات:
أولاً، يعمل إعلام المقاومة على إبراز البطولات الميدانية الآنية، مما يربط الجماهير مباشرةً بساحات المعركة ويعزز شعور المشاركة والتلاحم، حيث تتحول الأحداث اليومية إلى قصص ملهمة ترفع الروح المعنوية.
ثانياً، يوجه الخطاب نحو الثقة بالنصر وعدالة القضية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين إشاعة الأمل والحفاظ على الكرامة، دون الانجراف إلى العواطف أو الانفعالات المفرطة التي قد تضعف الموقف الأخلاقي للمقاومة.
ثالثاً، يسلط الضوء على قصص عائلات الشهداء وصمودهم، محولاً الفقد الفردي إلى رمز وطني جامع، مما يخفف من وطأة الحزن الشخصي ويعزز الشعور بالتضامن المجتمعي.
رابعاً، في لحظات القصف الشديد، تتحول الرسالة الإعلامية المقاومة إلى أداة إنقاذ روحي ونفسي، تذكر الناس بهدفهم السامي وقيمهم الراسخة، وتكسر حاجز العزلة والخوف الذي تحاول آلة الحرب "الإسرائيلية" فرضه.
● ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الرسائل الإعلامية الإيجابية في تحصين المجتمع من الهزيمة النفسية؟
الرسائل الإيجابية لا تعني التجميل أو الإنكار، بل تعني:
أولا، تأكيد قدرة الشعب على تجاوز المحن، واستدعاء تجارب الصمود السابقة، وتعزيز الخطاب المبدئي القيمي مثل: ربط التضحية بالشرف والبطولة، وليس بالحزن واليأس.
ثانيا، تحويل الألم إلى أمل؛ بإبراز نتائج التضحيات على المدى البعيد، وربطها بتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية ملموسة.
كل هذا يساهم في تقوية "المناعة النفسية الجمعية"، وجعل الوعي الجمعي مقاومًا للاختراق، تمامًا كما يقاوم الجسم الفيروسات.
● إلى أي مدى يُعد "إظهار القوة" في الإعلام المقاوم عنصرًا نفسيًا فاعلًا في ردع الاحتلال؟
إظهار القوة هو أحد أهم عناصر الحرب النفسية المضادة؛ لأنه يكسر صورة "الجيش الذي لا يُقهر"، ويعيد تشكيل صورة الفلسطيني المقاتل كندّ عسكري وأمني.
كما يبث الرعب في صفوف الجنود والمستوطنين الذين يتابعون باهتمام بيانات المقاومة المصورة وتسجيلات العمليات.
أيضا يعزز الثقة الداخلية لدى الشعب، ويمنحه شعورًا بأن المقاومة ما تزال تملك زمام المبادرة.
ومن هنا فإن مقاطع مثل تفجير آليات، إسقاط طائرات مسيّرة، أو تصوير اقتحام مواقع العدو، هي أدوات ردع إعلامي فعّالة تكاد تعادل الصواريخ على الجبهات.
● كيف تؤثر روايات الشهداء والبطولات اليومية على الوعي الجمعي للشباب الفلسطيني؟
تمثل روايات الشهداء ذخيرة رمزية حية في الوعي الوطني الفلسطيني، حيث تؤدي دوراً محورياً في تشكيل وعي الجيل الجديد، فهي تقدم نماذج عملية يحتذى بها، لا تقتصر على البطولة الميدانية فحسب، بل تشمل أيضاً قيم الثبات على المبدأ والصمود الأخلاقي.
تعيد هذه الروايات تعريف مفهوم البطولة عبر تجسيده في نماذج بشرية قريبة، حيث يتحول الشهيد من رمز بعيد إلى شخص مألوف - شقيق، جار، أو زميل دراسة - مما يجعل القيم النضالية أكثر واقعية وقابلية للاحتذاء.
كما تلعب هذه القصص دوراً حاسماً في ربط التجارب اليومية بالنضال الوطني الكبير، مانعةً بذلك الانزلاق نحو العدمية أو الانغماس في الهموم الفردية، وهي بهذا المعنى تشكل جسراً بين الماضي والحاضر، وتضمن استمرارية الرواية الوطنية.
الأهم أن هذه الروايات تخلق ما يشبه "منظومة القيم النضالية" الحية، التي تتجدد باستمرار وتتفاعل مع متغيرات الواقع، محافظةً على الحيوية الثورية للشباب الفلسطيني وقدرتهم على الابتكار في أشكال المقاومة.
● ما هي أبرز التحديات النفسية التي تواجه الإعلاميين الفلسطينيين أثناء تغطية الحروب؟
يواجه الإعلاميون الفلسطينيون تحديات نفسية جسيمة أثناء أداء مهامهم التغطوية في زمن الحرب، أبرزها التعامل اليومي مع مشاهد الدمار والضحايا، مما يخلق ضغوطاً نفسية متراكمة تؤثر على صحتهم العقلية على المدى البعيد، بالإضافة إلى العمل تحت خطر الاستهداف المباشر، كما حدث مع العشرات من الزملاء الإعلاميين الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم في غزة، مما يضعهم في موقف صعب بين دورهم كمحترفين إعلاميين وواقعهم كأفراد مستهدفين.
كما يعانون من ضغوط هائلة في محاولة إيصال الرواية الصحيحة رغم انقطاع وسائل الاتصال المتكرر، وهي مسؤولية إضافية تثقل كاهلهم، ناهيك عن تحملهم أعباء المعاناة الشخصية، حيث لا ينفصل الإعلامي عن مجتمعه، وغالباً ما يكون هو نفسه ضحية فقدان المنزل أو الأحبة، مما يضيف أبعاداً إنسانية عميقة لتحدياتهم المهنية.
ورغم كل هذه الصعوبات، يواصل الإعلاميون الفلسطينيون تقديم نموذج فريد في الشجاعة المهنية والالتزام بالرسالة الوطنية، محققين توازناً نادراً بين المصداقية الصحفية والمسؤولية الوطنية في ظل أصعب الظروف.
● كيف يمكن قياس نجاح أو فشل حملة إعلامية نفسية موجهة من العدو أو المقاومة؟
يُمكن تقييم فعالية الحملات الإعلامية النفسية من خلال مجموعة من المؤشرات الاستراتيجية:
أولاً، منسوب التفاعل الشعبي ودرجة التأثير في الروح المعنوية، حيث يُلاحظ ارتفاع الحماس الوطني أو انتشار حالات الإحباط بين الجمهور المستهدف.
ثانياً، ردود الفعل الميدانية والإعلامية للعدو، بما في ذلك ظهور علامات الارتباك في الخطاب الرسمي، أو تعديل الاستراتيجيات العسكرية والأمنية نتيجة للحملة الإعلامية.
ثالثاً، قدرة الرواية الفلسطينية على اختراق الإعلام العالمي، ومدى نجاحها في تحدي السردية "الإسرائيلية" المهيمنة على المنصات الدولية.
رابعاً، مستوى الانخراط الشعبي في مواجهة الدعاية المعادية، كما يتجلى في الحملات الشعبية لفضح شبكات التضليل مثل "أفيخاي" والحسابات المزيفة.
خامساً، نوعية التأثير النوعي وليس الكمي فقط، حيث يُقيّم مدى عمق التأثير في المعنويات الجماعية، وقدرة الحملة على تعزيز الصمود النفسي أو زعزعته حسب الجهة المُرسلة.
ويجب أن ندرك أن قياس التأثير النفسي يتطلب تحليلاً شاملاً يتجاوز المؤشرات الرقمية البسيطة، ليشمل تقييم التحولات في الوعي الجمعي واتجاهات الرأي العام على المدى المتوسط والبعيد.
● برأيك، ما المطلوب من الإعلام اليوم لبناء "مناعة نفسية" مجتمعية في وجه الحرب المعنوية؟
لتحقيق مناعة نفسية مجتمعية فاعلة، يتطلب الإعلام الفلسطيني التركيز على عدة محاور أساسية:
- التثقيف الإعلامي الجماهيري، من خلال إنتاج محتوى توعوي ممنهج يكشف أساليب الدعاية المعادية ويقدم أدوات عملية لتفنيدها، مع تنظيم ورش عمل تخصصية لشرائح المجتمع المختلفة.
- بناء سردية وطنية موحدة تعتمد على خطاب متجانس يتجاوز الانقسامات الداخلية، مع التركيز على قيم الشفافية والمصداقية والانتماء الوطني، بعيداً عن المزايدات السياسية.
- تعزيز الإنتاج الإعلامي المقاوم؛ بتوفير الموارد اللازمة وتطوير الكوادر المهنية، ومواكبة أحدث التقنيات الإعلامية لضمان تنافسية الخطاب الفلسطيني.
- فضح شبكات الحرب النفسية، عبر كشف آليات عمل شبكات مثل "أفيخاي" وتوثيق ارتباطها بالمخاطر الأمنية، مع إبراز أدلة ملموسة على تورطها في التضليل الإعلامي.
- إبراز النماذج الملهمة، من خلال تسليط الضوء على قصص المقاومين والإعلاميين الشهداء وعائلات الصامدين، لتعزيز القيم النضالية وتجذير ثقافة الصمود.
- تبني استراتيجية إعلامية استباقية تتحول من رد الفعل إلى الفعل المبادر، عبر خطاب إعلامي يمتلك رؤية استراتيجية واضحة، يحوّل الألم إلى طاقة نضالية، واليأس إلى أمل عملي.
هذه العناصر مجتمعة تشكل نظاماً متكاملاً للمناعة النفسية، يحتاج إلى تنسيق بين كل مكونات المنظومة الإعلامية والمجتمعية، مع استمرارية في التطوير والتقييم لمواكبة تطور أساليب الحرب النفسية المعادية.