قوى موازية للدولة في الشارع وعلى الحدود.. "البلطجة" تحكم مصر!

الخميس - 16 مايو 2024

   

  • بأمر سلطة الانقلاب..الإعلام يغسل سمعة بلطجية كبار ويحولهم إلى رموز وطنية!!
  • "نخنوخ" و"العرجاني".. منتجات السلطة العسكرية لحماية المصالح وإدارة الفوضى
  • مبارك والسيسي استخدما العصابات المشبوهة لمواجهة قوى المعارضة وثوار يناير
  • أكثر من 500 ألف بلطجي توظفهم أجهزة الأمن لإدارة الانتخابات ومواجهة المظاهرات
  • السيسي هدد المصريين بسيناريو الفوضى من خلال "باكتة" ومائة جنيه لكل بلطجي
  • "نخنوخ" من سجين جنائي ورئيس عصابة إلى رئيس لأكبر شركة أمن وحراسة بمصر!
  • "العرجاني" أشهر بلطجية سيناء أصبح "رئيس اتحاد القبائل" ومن أكبر رجال الأعمال!  

 

إنسان للإعلام- خاص:

على مدار أربعة عقود مضت، أصبح "البلطجية" أو "البلاطجة" عصا الدولة العسكرية الغليظة بمصر، وتوسعت الدولة في استخدامهم؛ لترويع المعارضين وتهديد القوى السياسية.

استخدمهم مبارك و السيسي في أوقات الانتخابات، ولمواجهة ثوار يناير، وخلق "حالة" من الفوضى في المجتمع عندما يلوح أي تهديد للنظام.

الأمر لم يتوقف عند حدود الاستخدام، بل عمد السيسي في السنوات الأخيرة إلى محو التاريخ الأسود لرموز البلطجة الكبار والعفو عنهم وتقديمهم للمجتمع كرموز وطنية، وتمكينهم من قيادة شركات ومجموعات أعمال وتنظيمات قبلية شبه عسكرية، وهو ما يعتبره مراقبون تكرار لسيناريو "حميدتي" في السودان، وقد يجر مصر إلى حرب أهلية.

صبري نخنوخ و إبراهيم العرجاني، هما أشهر رموز البلطجة التي جرى غسل سمعتها إعلاميا بعد تبني السيسي لهما شخصيا، فبعد إفراجه بعفو "رئاسي" عن "نخنوخ" المحكوم بعد ثورة يناير بالسجن 28 عاما بتهم  "البلطجة وحيازة أسلحة ومخدرات"، صدّره السيسي لرئاسة أكبر شركة أمن وحراسة في مصر، وبعد تغاضيه عن اختطاف العرجاني لمجموعة من جنود مصر في سيناء وتجارته في المخدرات والسلاح، عينه مؤخرا رئيسا لما يسمى باتحاد القبائل العربية، ومكنّه قبل ذلك من إدارة اقتصاديات سيناء ومعبر رفح على وجه الخصوص، وأظهره كرجل أعمال يمتلك مجموعة متشعبة الأنشطة في كل ربوع مصر!.

من هنا يدق الخبراء ناقوس الخطر، إذ يعتبرون أن شبكات البلطجية، الذين قدرهم المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في عام 2015، بأكثر من نصف مليون شخص، وبالتأكيد تضاعف عددهم الآن، لا بد أن تمثل خطرا على أمن واستقرار البلاد، إذ هي عامل هدم لمؤسسات الدولة، وتمهد -في حال وجود أي تهديد للنظام- لحرب أهلية ستأكل الأخضر واليابس.

في هذا الملف نناقش كيف نمت ظاهرة البلطجة "السياسية"، بمعرفة الأجهزة الأمنية، وكيف تم تسخيرها لمصلحة بقاء النظام العسكري الديكتاتوري؟ وكيف يتم بروزة كبار البلطجية إعلاميا وغسل سمعتهم؟ كما نناقش المخاطر المصاحبة لوجودهم ونمو أعمالهم داخل مصر وكيف يمكن أن تدمر هذه الظاهرة على مستقبل البلاد.

"البلطجة".. صناعة دولة العسكر

يعد البلطجية من أهم أدوات حكم الدولة العسكرية، وقد اعتمدت وزارة الداخلية، في معاركها مع قوي المعارضة، في كثير من الأوقات، على عصابات البلطجة، خاصة بعد أنقلاب 3 يوليو 2013.

في ظل هذه البيئة السياسية، المحفزة لظهور البلطجة والبلطجية، تحول كبار البلاطجة من أشخاص مهمشين لا قيمة لهم إلى أصحاب أعمال، وسمحت لهم الدولة بالعمل تحت غطاء شبه شرعي، مثل تأجير مكاتب ومحلات ورفع لافتات عليها بمسمى "شركات تصدير واستيراد"، لكنها في الحقيقة مكاتب لتأجير البلطجية مقابل 500 جنيه للفرد في الساعة الواحدة. وهذه المكاتب منتشرة في عدد من المحافظات، خاصة القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، كما أثبت ذلك تقرير للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، صدر عام 2015.

وجاء في ذلك التقرير أن هناك أكثر من 500 ألف بلطجي ومسجل خطر في محافظات مصر، يرتكبون كل يوم شتى أنواع الجرائم بمقابل مادي، حيث تحولت "البلطجة" إلى "مهنة" لديها قوة وعتاد وسلطة تحت سمع وبصر الدولة.

بل وجدنا "التقرير" يؤكد أن هناك ما يقرب من 4 آلاف قضية موجودة داخل أدراج القضاء، من بعض الأهالي ضد شخصيات معروف عنها البلطجة ، كما أن هناك نسبة مماثلة ترفض التقدم ببلاغات خوفا من بطشهم.

ورصد التقرير تصدر العاصمة نسبة انتشار البلطجة، وأنها لم تعد مقصورة على الأحياء الشعبية، بل انتشرت كذلك في ما يسمى بـ"الأحياء الراقية" كمناطق المعادى والمهندسين والدقي، حيث قام بعض الأغنياء بتأجير بلطجية لحمايتهم من السرقة والتعديات.

لا غرابة في ذلك، فقد نقل رئيس حزب "الوسط" المصري أبو العلا ماضي، عن الرئيس الراحل محمد مرسي، في  مارس 2013، قوله: "إن المخابرات العامة شكلت تنظيما مكونا من 300 ألف بلطجي، يعملون بإمرة ضباط أمن الدولة (الأمن الوطني حاليا).(1)

واكد تقرير لصحيفة "صاندي تايمز" البريطانية إن نظام السيسي سعى للافراج عن البلطجية  الكبار، خاصة أمير البلطجة "صبري نخنوخ"، الذي جعلته ثروته ونشاطاته نجما قبل اعتقاله والحكم عليه بالسجن، بعد فضح جرائمه على يد القيادي الإخواني محمد البلتاجي(2)

وخلال 2023، تحدث السيسي عن البلطجية، ودورهم في تسيير الأعمال لقاء منحهم المخدرات ومال، وقال حينها: "ممكن أهد مصر بمليار جنيه، مشيرا لإمكانية منح 100 ألف شخص ظروفهم صعبة "باكتة بانجو" و20 جنيها أو مائة جنيه و"شريط ترامادول"، لكل منهم، لإحداث فوضى بالبلاد"، ما اعتبره البعض إشارة لاتصاله بعالم البلطجية وتشغيله لهم.

وفي 25 سبتمبر 2023، جرى الإعلان عن شراء أشهر بلطجية مصر، صبري نخنوخ، مجموعة شركات "فالكون" للأمن والحراسة، وخدمات الأموال، والقائمة على تأمين سفارتي السعودية والكويت بالقاهرة، وجامعات مصرية وبنوك وشركات كبرى.

ولتلك الشركة دور في دعم الانقلاب العسكري منتصف 2013، ومنذ العام 2014 يقوم قطاع "الدعم والتدخل السريع"، بها بوأد تظاهرات طلاب الجامعات وتسليم المعارضين منهم للأمن، والقيام بنفس الدور خلال مباريات كرة القدم.

كما تحول قائد مليشيات "اتحاد قبائل سيناء" إبراهيم العرجاني، صاحب السوابق الجنائية بتجارة السلاح والمخدرات والاعتداء على الأمن إلى رجل أعمال له شراكات وأدوار رسمية بعد دوره بالحرب على عناصر تسميها السلطات "بالإجرامية والإرهابية" بسيناء.

وأكدت تقارير إعلامية وجود علاقة وطيدة بين العرجاني، وبين الرجل الثاني في المخابرات المصرية، نجل رئيس النظام السيسي، مبينة أنه في هذا الإطار يمكن فهم كيف تحول العرجاني من متهم مطلوب من الأمن إلى أحد أباطرة الاقتصاد في مصر.

وفي 16 أغسطس الماضي، أثير الحديث عن دور العرجاني في "طائرة الذهب" التي أوقفتها زامبيا وصادرت 5.7 ملايين دولار، وسبائك كانت على متنها، وأوقفت 8 مصريين.

وفي 31 أكتوبر الماضي، ظهر العرجاني إلى جانب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال افتتاحه مشروعات بسيناء، في مشهد يشير لحجم أدواره التي منحتها له حكومة السيسي.

وفي نوفمبر الماضي، جرى إعادة تعيين العرجاني، كعضو بالجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء، وهو جهاز السيادي التابع لوزارة الدفاع المصرية.

أما آخر حلقات تصعيد العرجاني، فكانت الإعلان عن تأسيس ما يسمي "اتحاد القبائل العربية" برئاسة العرجاني، في أول مايو 2024، والذي يضم "رموزًا وكيانات متعددة، وجاءت تلبية لمتطلبات المرحلة الراهنة"، بحسب بيان متحدثه الرسمي مصطفى بكري، وهو ما عتبرته أحزاب سياسية فعاليات معارضة «كيان عرقي»، وحذرت من خطورة «توسع نفوذه وتسليحه»، حتى لا يتحول إلى ميليشيا تهدد أمن الدولة واستقرارها، كما حدث مع مليشيا "الدعم السريع" في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي".

وتجدر الإشارة هنا إلى أن "السيسي، ورث تنظيم البلطجية، بعد أن اقتحمت المخابرات الحربية التي كان يرأسها؛ مقرات الأمن الوطني (أمن الدولة)، تحت غطاء شعبي، واستولت على كل وثائقه، وأهمها سجلات البلطجية الذين كانوا تحت إدارة العادلي ورجاله".(3)

الإعلام يغسل سمعة أباطرة البلطجة

قام الإعلام المصري المُسيطر عليه من قبل جنرالات العسكر، بعمل خطير جدا يخالف الدستور والقانون، وهو غسل سمعة أباطرة البلطجة، الذين خدموا الانظمة العسكرية، وكانوا من أدواتها الرئيسية في مواجهة قوي المعارضة والسيطرة على الشارع.

لكن اللافت، بعد إحكام السيسي قبضته على السلطة، أن يتم تبييض ملفات عتاة الإجرام وتحويلهم إلى رموز وطنية وتقديمهم في كل المحافل بصفتهم وجهاء ورجال أعمال وغير ذلك، وهو ما حدث تحديدا مع صبري نخنوخ و إبراهيم العرجاني، حيث تسابقت المعالجات الصحفية في تلميعهما، ومن ذلك سلسلة من الأخبار نشرتها صحيفة وموقع "الأهرام" بشأن "العرجاني" تحت عناوين مثل: "إبراهيم العرجاني يؤكد اصطفاف أهالي سيناء خلف القيادة السياسية وأجهزة الدولة"(4)، "إبراهيم العرجاني: أرض سيناء ستظل مصرية.. ونرفض أي محاولة للمساس بها"(5).

وذهبت صحيفة وموقع "الدستور" إلى وصف "العرجاني " بأنه موحد القبائل ضد المخاطر التي تهدد سيناء، وذلك في تقرير بعنوان "الشيخ إبراهيم العرجانى.. موحد قبائل سيناء"(6)، كما وجدنا الدستور تبرز جهود العرجاني في محاربة الأنفاق على حدود غزة، في تقرير بعنوان "العرجاني" : تدمير 98% من أنفاق سيناء"!(7)، رغم أنه دور غير وطني وغير إنساني.  

بالعكس، ومن باب غسيل السمعة "للعرجاني" وإظهار واجهة إنسانية مصطنعة له، تحدثت "الدستور"  عن دوره في التبرعات الخيرية للمؤسسات الاجتماعية، ومنها  "مؤسسة حياة كريمة "، فنشرت خبرا بعنوان "حياة كريمة" تشكر مؤسسة "العرجاني" لتبرعها بـ100 ألف كرتونة مواد غذائية"(8).

أما صبري نخنوخ، رمز البلطجة في عهد مبارك والسيسي، فكان له نصيب كبير أيضا من التلميع الإعلامي، ومن ذلك احتفاء موقع "اليوم السابع" برفض النقض تأييد حكم بحبسه في إحدى القضايا، في خبر بعنوان "الدستورية العليا تقضى بعدم تنفيذ حكم المؤبد على صبري نخنوخ"(9). وهي نفسها "اليوم السابع"، التي وصفت "نخنوخ" بـ"البلطجي"، في عام 2012، وأثنت على د. محمد البلتاجي، المعتقل والمحكوم بالإعدام حاليا، لكشفه امبراطورية بلطجة نخنوخ، في تحقيق آنذاك بعنوان "البلتاجى يتهم "نخنوخ" بقيادة التنظيم السرى لبلطجية النظام السابق.. ويطالب النيابة بالتحقيق فى حشده لمجموعات فى أحداث وزارة الداخلية.. القيادى الإخوانى: الوزارة أبلغتنى أنه مورد بلطجية". (10)

ومن جانبها، أبرزت صحيفة "الدستور" مشاركة نخنوخ المشاهير مناسباتهم الاجتماعية، في خبر بعنوان "صبري نخنوخ يشارك في عزاء شعبان عبدالرحيم "(11)، وهي نفسها "الدستور"، التي أثنت، في عام 2014، على حكم بتأييد سجنه، لممارسته البلطجة، وذلك في خبر بعنوان "النقض" تؤيد حبس "نخنوخ" 15 عامًا في اتهامه بممارسة البلطجة"(12).

التاريخ الأسود لرموز البلطجة

 على الجانب الآخر، كشفت الصحف المستقلة التاريخ الأسود لأباطرة البلطجة في مصر، وفي مقدمتهم "نخنوخ" و "العرجاني".

 ومن أمثلة ذلك تقرير مطول نشره موقع "مدى مصر"، بعنوان "شبه جزيرة العرجاني"، كشف فيه  العلاقات المشبوهة بين نظام السيسي و"العرجاني"، ومباركة الأجهزة السيادية لسيطرته على سيناء، وعلى معبر رفح، وكيف تتقاطع عنده خطوط الأعمال والسلطة.

ووصفه التقرير بـ"طريد سابق للعدالة"، وعرض تحوله، على يد ابن السيسي" محمود" إلى قائد كتيبة من القبائل تساعد الجيش في حربه على الإرهاب، وأحد أكبر رجال الأعمال في مصر!.

وأكد التقرير أن صعود "العرجاني"، خلال السنوات الماضية يثير أسئلة كثيرة، باتت أكثر إلحاحًا مع استمرار الحرب في غزة،  وسيطرة "العرجاني" على أي شيء يمر عبر معبر رفح.

وفضح التقرير- من بين تقارير إعلامية أخرى محلية ودولية- فرض "العرجاني" إتاوات على كل من يحاول الخروج من غزة حتى لوكان مصريا، بقيمة تقترب من 5 ألاف دولار، عن طريق شركته «هلا»، التي أصبحت مسيطرة بشكل كامل على حركة المرور بالمعبر، كما استعرض تاريخ العرجاني والأحكام التى صدرت بحقه، ودوره المشبوه في عمليات غسيل الأموال عن طريق شركاته(13).

كما كشفت مواقع وصحف مستقلة تاريخ صبري نخنوخ، ومن أمثلة ذلك تقرير نشره موقع "الشارع المصري"، بعنوان "تنصيب البلطجي “نخنوخ” على رأس “فالكون”.. هل يستعد السيسي لسيناريو الفوضى؟(14)، أورد  أسباب تنصيب زعيم البلطجية صبري نخنوخ على رأس مجموعة شركات "فالكون" للأمن والحراسة، وخدمات الأموال، في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2023م، والدلالات شديدة الخطورة لهذا القرار، ومنها أن "الدكتاتور عبدالفتاح السيسي  اتخذ هذه الخطوة لمواجهة أي سيناريو للاحتجاجات الشعبية، ليكون في مقابلها سيناريو فوضوي يقوده نخنوخ وأمثاله".

وتعرض التقرير لتاريخ "نخنوخ" مع نظام مبارك، ثم دوره في مواجهة الثوار في يناير 2011، حيث ساهم رجاله في “موقعة الجمل”، وتم إلقاء القبض عليه في أغسطس 2012،  وصدر ضده حكم بالسجن المؤبد بعد إدانته بتهمة حيازة أسلحة بصورة غير مشروعة، وتنسيقه الدائم مع الأجهزة الأمنية، ثم مناصرته بقوة نظام السيسي ومساندته في الانتخابات التي أجريت بعد الانقلاب.

كما نشر موقع "الجزيرة نت" تقريرا ينتقد فيه غسل النظام المصري وإعلامه سمعة "نخنوخ"، بعد الإفراج عنه بعفو رئاسي، وذلك بعنوان "برعاية السيسي.. هل عاد "نخنوخ" ليدير إمبراطورية البلطجية مجددا؟". (15)

مصر بين "البلتاجية" و البلطجية

وتحت عنوان  "مصر بين البلتاجية والبلطجية"(16)،  قارن أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، بين موقف  الثورة والسيسي من ظاهرة البلطجة، مذكرا بنجاح النائب د. محمد البلتاجي، المحكوم بالإعدام حاليا، في فضح أباطرة البلطجة ، مؤكدا أن "مرحلة البلتاجية" -بحسب وصفه- ترمز إلى المصري الأصيل المخلص لدينه ووطنه، الثابت على مبدئه، المقاوم للظلم وأهل الظلم ونظامه ودولته مهما كانت سطوته، المضحّي من أجل قيمه وأمته بالنفس والنفيس.

أما البلطجة التي تتمثل في نخنوخ وأمثاله، فوصفها د. عبدالفتاح "بالروح الخبيثة المستكبرة التي قام عليها انقلاب العسكر، ومن شايعه، ويسير بها وعليها"، مشيرا إلى مصير نخنوخ الذي تم الافراج عنه بعفو رئاسي وأصبح قريبا من متخذي القرار.

ورغم الفرق الهائل بين المعسكرين، كان صادما حرص الإعلام الموجه من قبل سلطة الانقلاب على تضليل الرأي العام حول تاريخ البلطجية الأسود، وتحويلهم من أرباب سوابق ومسجلي خطر إلى رموز تحت دولة السيسي، وذلك ضمن دور مشبوه لتسخير هؤلاء البلطجية لتهديد الشعب، والتحول لسيناريو الفوضى إذا قرر الشعب الخروج للميادين، أي أن الدولة باتت فعليا محكومة بالبلطجة من أعلى إلى أدنى مستوى. 

وفي هذا السياق، يؤكد موقع "عربي 21" أن البلطجة وأباطرتها من أخطر التهديدات لاستقرار المجتمع المصري، حيث لا تخلو صحيفة مصرية من خبر يومي عن سطوة عناصر البلطجية وتغولهم بالشارع، خاصة مع الظهور المتتالي لكبار قادتهم من رجال العالم السفلي للجريمة في البلاد إلى جانب عبدالفتاح السيسي، ومشاركة بعضهم جهات سيادية في مشروعاتها.

هذا هو مكمن الخطر، حيث باتت البلطجة عملا مؤسسيا محميا بأعلى رأس في الدولة، ويقف أباطرتها كتفا بكتف مع كبار رجال الدولة، وأصبحت مهنة أساسية لعاطلين لقاء أجر، بفعل سياسات النظام من الإفقار والبطالة والغلاء.

  

  • المصادر:
  1. "تقرير: 500 ألف بلطجي يصنعون دولة الرعب في مصر"، العربي الجديد ، 03 مايو 2015، https://n9.cl/pzzs0
  2. "تايمز: بلطجية يحكمون القاهرة وقد يطلق السيسي زعيمهم"، عربي 21،   25مايو 2014 ، https://n9.cl/dmakd
  3. "لبلطجة تبرز في مصر بعام 2023.. علاقات غير مشروعة بين النظام ورؤوسها" ، عربي21 ، 25 ديسمبر 2023 ، https://n9.cl/xsrxaq
  4. "إبراهيم العرجاني يؤكد اصطفاف أهالي سيناء خلف القيادة السياسية وأجهزة الدولة" ، الاهرام  ، 31 فبراير 2023، https://n9.cl/p0sl5
  5. " ابراهيم العرجاني: أرض سيناء ستظل مصرية.. ونرفض أي محاولة للمساس بها" ، الاهرام،   10فبراير 2023 ، https://n9.cl/mjxae
  6. "الشيخ إبراهيم العرجانى.. موحد قبائل سيناء" ، الدستور ، 31 أكتوبر 2023 ، https://www.dostor.org/4540691
  7. ""العرجاني" : تدمير 98% من أنفاق سيناء" ، الدستور " 14 مايو 2015، https://www.dostor.org/825794 
  8. ""حياة كريمة" تشكر مؤسسة "العرجاني" لتبرعها بـ100 ألف كرتونة مواد غذائية" ، الدستور ، 2يونيو 2023 ، https://www.dostor.org/4412930
  9. "الدستورية العليا تقضى بعدم تنفيذ حكم المؤبد على صبرى نخنوخ" ، اليوم السابع ، 06 فبراير 2016 ، https://n9.cl/4iyzd
  10. "البلتاجى يتهم "نخنوخ" بقيادة التنظيم السرى لبلطجية النظام السابق.. ويطالب النيابة بالتحقيق فى حشده لمجموعات فى أحداث وزارة الداخلية.. القيادى الإخوانى: الوزارة أبلغتنى أنه مورد بلطجية" ، اليوم السابع ، 01 سبتمبر 2012 ، https://n9.cl/ytfs1
  11. "صبري نخنوخ يشارك في عزاء شعبان عبدالرحيم " ، جريدة الدستور، 4ديسمبر 2019 ، https://www.dostor.org/2929663
  12. ""النقض" تؤيد حبس "نخنوخ" 15 عامًا في اتهامه بممارسة البلطجة" ، الدستور ، 3نوفمبر 2014 ، https://www.dostor.org/706255
  13. "شبه جزيرة العرجاني" ، مدى مصر،12 فبراير 2024، https://n9.cl/rkblk
  14. "تنصيب البلطجي “نخنوخ” على رأس “فالكون”.. هل يستعد السيسي لسيناريو الفوضى؟ " ، الشارع السياسي ، 23أكتوبر 2023، https://politicalstreet.org/6141
  15. "برعاية السيسي.. هل عاد "نخنوخ" ليدير إمبراطورية البلطجية مجددا؟" ، الجزيرة نت، 19 مايو 2018، https://n9.cl/ljygw
  16. سيف الدين عبد الفتاح، "مصر بين البلتاجية والبلطجية" ، العربي الجديد، 04 يناير 2019، https://n9.cl/2rk43