عِقد من التراشق الإعلامي الغربي المصري.. الجميع يُكَذبّون سردية إعلام النظام
الأحد - 28 يوليو 2024
- تقرير "سي إن إن" عن "الهدنة" حلقة جديدة في الصراع بين إعلام مصر وصحافة الغرب
- ترويج مستمر لنظرية المؤامرة لصرف الرأي العام عن سرديات الغرب عن الأوضاع بمصر
- هجوم شديد على الإعلام الغربي بعد كشفه سيطرة المؤسسة العسكرية على الاقتصاد
- إعلام الغرب كشف كذب سردية صحافة مصر في مختلف الأحداث وتنبأ بسقوط النظام
إنسان للإعلام- خاص:
منذ انقلاب 3 يوليو 2013م، تشهد الأجواء بين الصحافة المصرية الرسمية والإعلام الغربي حالة من الصراع المستمر، بسبب مخالفة الصحافة الغربية للسردية المصرية في معظم الأحداث التي تمر بها البلاد.
ولذا، يلحظ المراقب حالة من التوتر المستمر بين الجانبين، وهجوما مستمرا من إعلاميي السيسي على كثير من الصحف والمواقع الغربية.
ولعل أحد أبرز مشاهد هذا التوتر ما حدث مؤخرا، حيث شن الإعلام المصري هجوما على تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" عن مفاوضات الهدنة في غزة.
ويستعرض هذا الملف هذا التوتر المستمر خلال العقد الفارط، راصدا عددا من النماذج التي توضح طرفا من حلقات هذا الصراع.
تقرير«سي إن إن»عن مفاوضات غزة
أثار تقرير لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، نشر في الأسبوع الأخير من مايو 2024، غضبا رسميا في مصر، نتيجة اتهامه القاهرة بتحريف وثيقة المفاوضات الخاصة بالهدنة في غزة.
وفق التقرير، فإن مصر خدعت الجميع وحرفت الوثيقة التي وافقت عليها "إسرائيل" وقدمتها لـ "حماس" لتعلن الحركة موافقتها على نسخة مختلفة تماما من الاتفاق.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة، أن المخابرات المصرية غيّرت من طرفها شروط مقترح وقف إطلاق نار وقعت عليه حكومة الاحتلال، وأدى إلى إفشال جهود التوصل إلى اتفاق.
وادعت أن ما وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم يكن ما اعتقدت قطر والولايات المتحدة أنه قُدِّم للحركة للمراجعة النهائية، وأن التغييرات المصرية أدت إلى موجة غضب واتهامات متبادلة بين قطر وأمريكا و"إسرائيل" وأوصلت المحادثات إلى طريق مسدود، وقال مصدر أمريكي مطلع للشبكة: "لقد خُدعنا جميعا".
وحسب التقرير، كان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "بيل بيرنز" غاضبا ومحرجا، عندما وصلته أنباء تغيير مصر شروط الاتفاق، لأنه لم يكن مطلعا، ولم يخبر الإسرائيليين بها.
وكشفت المصادر بأن الضابط الرفيع في المخابرات المصرية، المسؤول عن ذلك، يدعى أحمد عبد الخالق، وهو النائب الأول لرئيس جهاز المخابرات عباس كامل.
وقالت: إن الضابط المصري أخبر الإسرائيليين بشيء، وأخبر حركة حماس بشيء آخر، وأدرج المزيد من مطالب حركة حماس في الاتفاق، فيما كانت قطر والولايات المتحدة تعتقدان أن مصر قدمت الوثيقة نفسها لجميع الأطراف.
وردّت مصر على اتهامات الشبكة دون أن تسميها، من خلال مصدر "رفيع المستوى" تحدث لقناة "القاهرة الإخبارية" المملوكة لجهاز المخابرات، مؤكدا أن بلاده "تستغرب محاولات بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة". وأضاف: "من الغريب استناد بعض وسائل الإعلام لمصادر تطلق عليها مطلعة"
وتابع: "بعض الأطراف تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة".
وواصل المصدر: "ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في القطاع جاءت بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور"، مؤكدا أن "ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن جاءت نظرا لخبرة مصر وقدرتها على إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة".
بعد حديث المصدر رفيع المستوى، تعددت وتباينت ردود الأفعال الإعلامية على محتوى التقرير والسردية التي أوردها، فعلى سبيل المثال: وصف الصحفي محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام في مجلس الشيوخ المصري، ما نشرته "سي إن إن"، بأنها "شائعات تبثها وسائل الإعلام الغربية للتشكيك في دور مصر وجهود الوساطة التي تمارسها في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن".
واعتبر أنها "مجرد محاولات لتخفيف الضغط على الحكومة الأمريكية المتهمة في الوقت الحالي بسبب فشلها في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار".
وتابع في تصريحات متلفزة: "نحن أمام حكومة أمريكية مترددة تستيقظ صباحا فتجد الطلاب في الجامعات يتظاهرون من أجل فلسطين، فيما يخرجون ببعض التصريحات مثل ضرورة ضمان الأمن وعدم الموافقة على اجتياح رفح الفلسطينية، بينما في المساء عندما تذهب إلى مراكز الدراسات والأماكن التي يركز عليها اللوبي اليهودي، تجدها تصدر تصريحات معاكسة تماما لما صدر عنها صباحا، لتؤكد دعمها لأمن إسرائيل، وأن ذلك من مسؤوليتها".
وقد تناقلت معظم وسائل الإعلام المصرية، القريبة من النظام، هذه التصريحات، إضافة إلى تصريحات رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان حول رفض مصر التشكيك في دورها كوسيط نزيه.(1)
وفي سياق الهجوم على تقرير "سي إن إن"، قال محمد مرعي مدير المرصد المصري، خلال حديثه مع أحد البرامج التلفزيونية، إن "التقرير الذي يتهم مصر بإفشال اتفاق الهدنة والرهائن بين حركة المقاومة الإسلامية وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي هو محاولة فاشلة من أجل الضغط على مصر".
وأشار مرعي إلى التزامن بين التقرير المذكور، وما نشرته وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية متعددة. واعتبر أن الهدف هو "محاولة إفشال الدور المصري والضغط على مصر وعلى مواقفها الخاصة بوقف أي تنسيق أو تعاون مع إسرائيل، ورفض فتح معبر رفح إلا بعد تنفيذ المطالب المصرية الخاصة بانسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح من جانب فلسطين وتسليمه للإدارة الفلسطينية".
كما زعم أن "مصر ترفض الضغوط الإسرائيلية والأمريكية منذ أسبوعين، ولديها موقف ثابت بشأن هذا الأمر".
واتهم الإعلام الأمريكي بأنه "يحاول القفز على الدور المصري من أجل تشويهه"، مشددا على أن "دور مصر ليس منحة من أحد"، وعزا ذلك إلى أن هذا الدور "فرضته مسؤولية مصر بحجمها وقوتها".
وكرر ادعاءه بأن تقرير الـ "سي إن إن" له "مسار خاص"، وأنه "مرتبط بمحاولة الضغط على مصر التي رفضت التجاوب مع المطالب الأمريكية والإسرائيلية".
واعتبر مدير المرصد المصري أن التقرير جزء من سلسة تقارير ومقالات نشرها الإعلام الأمريكي والإسرائيلي، بإيعاز من الجانب الإسرائيلي، ومساعدة من الجانب الأمريكي، وذلك من أجل الضغط على الجانب المصري بعد المواقف الأخيرة التي اتخذتها مصر فيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي في رفح واحتلالها للجانب الفلسطيني منها. (2)
هجوم مستمر على الصحافة الغربية
لم يكن تقرير "سى ان ان" بداية الخيط في حالة التراشق بين الصحافة الغربية والمصرية، فهي حالة مستمرة منذ انقلاب 3 يوليو 2013، بسبب الرفض المصري لما ينشر عن النظام في الصحافة الغربية.
وهناك نماذج متعددة للمعالجات الصحفية المصرية، في الرد على ما ينشر بالصحافة الغربية، منها على سبيل المثال:
- "متحدث الخارجية: مسلسل استهداف مصر فى الإعلام الغربى واضح منذ بداية الأزمة"(3)
- "الانتخابات الرئاسية".. ملحمة شعبية ووطنية صنعها الشعب لمواجهة مخططات الإعلام الغربي". (4)
- "ضياء رشوان: وسائل الإعلام الغربية تتلقف بعض الشائعات وتحولها لحقائق". (5)
- "الصحف المصرية: الإعلام الغربي يعمل ضد مصر حتى لا تملك اقتصادا قويا"(6).
- "خبير علاقات دولية: ما تقوله CNN ليس بجديد فهو استمرار لمسلسل الأكاذيب المستمر"(7).
- "«مسلم»: شائعات الإعلام الغربي عن مصر محاولة لتخفيف الضغط على الإدارة الأمريكية"(8).
- "الإعلام الغربي يهاجم مصر من بوابة غزة"(9).
- "الإعلام الغربي يواصل حملته الشرسة على "القضاء المصري"(10) .
- "ميرفت التلاوي: الإعلام الغربي يتعمد تشويه حقيقة ما يحدث بمصر"(11).
- «العبيدي»: سقطة «نيويورك تايمز» تثبت دور الإعلام الغربي في تشويه مصر"(12).
- "كاتب صحفى يهاجم وسائل إعلام أمريكية بعد نشرها تقارير مُضللة عن مصر"(13) .
- الإعلام الغربي يهاجم مصر بسبب السكة الحديد والسيسي يتمسك بكامل الوزير"(14).
- "بالرغم من العرض المذهل لموكب نقل المومياوات.. الإعلام الغربي يترصد لمصر ويهاجم الدولة المصرية"(15).
إلى جانب ذلك، يلحظ المراقب أن إعلاميي نظام السيسي دأبوا على مهاجمة الصحافة الغربية بسبب تناولها للأحداث في مصر.
ومن أمثلة ذلك ما قاله الإعلامي المحسوب على الجهات الأمنية، أحمد موسى، حيث صرح بأن "الإعلام الغربي -بما يكتبه عن مصر- يستهدف خراب الوطن"، وذكر أن "دولا قد تُدمر دول تحت مسمى الحريات وحرية الرأي والتعبير. وهو ما يفعله الإعلام الغربي من خلال تقاريره المستمرة عن مصر".
وأضاف موسى، في برنامجه "على مسئوليتي" المذاع على قناة " صدى البلد "، بتاريخ 19 مارس 2022: "العالم كله يعيش أمام خديعة الإعلام الغربي وأكاذيب شريرة من وسائل الإعلام العالمية تجاه مختلف القضايا"(16).
كما زعم موسى، في حلقة من برنامجه بتاريخ 16 مايو 2022 ، أن "الصحافة الغربية تهاجم كل المشروعات الناجحة التي أنجزها السيسي"، وهاجم بشدة فضائية "بي بي سي عربية"، ووصفها بأنها "سيئة وقذرة ولا مهنية"، وقرنها بوكالة "رويترز". وأردف: "هذا هو الإعلام الذي يتخذ موقفا سلبيا من البلد، ويتخذ موقفا سلبيا من الشعب.. هذه القنوات والإذاعات فقدت المصداقية"(17).
وفي السياق ذاته، هاجمت الإعلامية بسمة وهبة، خلال برنامج (90 دقيقة) المذاع على قناة "المحور"، بتاريخ 1 مارس 2022، الصحافة الغربية، زاعمة أنها "لا تنقل الحقائق، سواء عن الوقائع المصرية أو العالمية" (18)
وعلق الإعلامي يوسف الحسيني على تقرير "سي إن إن" عن موقف مصر من الهدنة في غزة، بقوله: إن "الإعلام الغربي لم يتوقف أبدا عن الكذب"، مضيفا أن "هذا الإعلام يفتقد لأقل درجات الأمانة المهنية".
وأضاف الحسيني، خلال برنامج "التاسعة" المذاع على القناة "الأولى" المصرية، بتاريخ 22 مايو 2024، أن "عادة الشبكات الإخبارية الغربية ذائعة الصيت أن تتلاعب بالحقائق لمصلحتهم، دون مراعاة المهنية في التعاطي مع الحقائق. (19) "
وفي السياق نفسه ، علق الإعلامي محمد مصطفى شردي، على "الأكاذيب التي نشرها موقع وكالة CNN الأمريكية"، وفق وصفه، خلال تقديمه حلقة جديدة من برنامج "الحياة اليوم"، والذي يذاع على قناة الحياة الفضائية، بتاريخ 20 مايو 2024.
وقال شردي إن "إسرائيل كانت تزج، في البداية، باسم مصر فى مثل تلك الأكاذيب، والآن أصبح الإعلام الغربى يساند إسرائيل فى تلك الأكاذيب"، لافتا إلى أن "ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أكد أن ما نُشر محض ادعاءات خالية من الحقائق"، وأضاف أن "الإعلام الغربي يستهدف مصر وتشويهها"(20).
ومما سبق من أمثلة، تتضح طريقة تعاطى إعلاميي النظام مع التقارير الغربية عن مصر، ونخلص من ذلك إلى مجموعة من الاستنتاجات، منها ما يلي:
- على مدار عقد مضى، حاول الإعلام المصري بكل وسائله الاشتباك مع ما تنشره وسائل الإعلام الغربية مما يخالف السردية المصرية عن الواقع.
- وظفت الصحف المصرية معالجاتها الصحفية للرد على ما ينشر بالصحافة الغربية من تقارير عن الغضب الشعبي من سياسات النظام الانقلابي.
- استمرت الصحف المصرية، على مدار العقد الماضي، في تفنيد ما تنشره الصحف الغربية عن الفشل الاقتصادي للنظام العسكري المصري.
- تبنت معالجات الصحف المصرية نظرية المؤامرة ضد مصر، وسعت للترويج لها، من أجل صرف الرأي العام عن السرديات الغربية عن الأوضاع في مصر، والتي تكشف الكثير من الحقائق عن الواقع.
- دأب صحفيو النظام على الهجوم المستمر على الصحف الغربية والتشكيك في مصداقيتها.
- إعلاميو الانقلاب دأبوا على مهاجمة وسائل الإعلام الغربية، وفشلوا في تفنيد ما كشفته من حقائق عن الفشل العام للنظام المصري في مختلف المجالات.
- تضافرت كل جهود إعلاميي السيسي والصحف المصرية، في الهجوم على شبكة "سي إن إن "، بعد تقريرها الأخير عن إفشال مصر الهدنة في مايو الماضي.
الصحافة الغربية وكشف النظام المصري
وإذا انتقلنا للجانب الآخر، سنجد أن الصحافة الغربية، تناولت على مدار العقد الماضي الواقع المصري، بسردية مغايرة لسردية النظام وإعلامه، وتحدثت عن الانهيار الاقتصادي، بل وتطرقت إلى احتمالية اندلاع ثورة شعبية اكتملت معظم أسبابها.
ومن أمثلة معالجات الإعلام الغربي للواقع المصري ما يلي:
- نشرت صحيفة "ميدل إيست آي"، تقريرا بعنوان: " هل مصر على شفا ثورة أخرى؟"، أكدت فيه أن مصر على شفا ثورة جديدة، ستكون أشد من ثورة 25 يناير(21) .
- في السياق نفسه، نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا بعنوان: "الأزمة الاقتصادية تهدد مصر بربيع عربي جديد"، أكد فيه أن مصر مهددة بربيع عربي جديد بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية ، وازدياد مساحات الفقر(22).
- وأيضا، نشرت مجلة "وورلد بوليتيك سريفيو" (WPR) الأمريكية، في 7 ديسمبر 2022، مقالاً لألكسندر كلاركسون، المحاضر في الدراسات الأوروبية في جامعة كينجز كوليدج بلندن، تحت عنوان: "سيسي مصر يجلس على برميل بارود"، تناول فيه أثر الفساد على مصر، وذكر بأن هذا الفساد "سيجعل الأوضاع الحالية لن تستمر طويلا بهذا الشكل"(23).
- كما أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز"، في تقرير لها بعنوان" "دولة السيسي الجديدة فشلت رغم الدعم الخليجي"، أن دولة السيسي التي وعد ببنائها قد فشلت بالفعل، على الرغم من مساعدات دول الخليج والمانحين، وأن مستقبلها أصبح على المحك في حالة استمرار تدهور الأوضاع الحياتية للشعب. (24)
- وتحت عنوان: "خيارات السيسي تتضاءل.. والمصريون فقدوا الثقة في قيادتهم"، أكدت مجلة "إيكونوميست" أن خيارات نظام السيسي تتضاءل في السعي لإيجاد مخرج للأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، مؤكدة أن العديد من المصريين فقدوا الثقة في قيادتهم، وأنهم يحلمون باليوم الذي يتخلصون منها فيه. (25)
- وفي تقرير بعنوان: "السيسي يهدد جمهورية الضباط.. لماذا تحتاج مصر إلى الديمقراطية لإصلاح اقتصادها؟"، شددت "فورين بوليسي" على أن مآل حكم النظام العسكري في مصر هو الفشل.
وأشارت إلى أن الديمقراطية لم تعد حاجة سياسية وحقوقية في البلد العربي الكبير فقط، بل أصبحت حاجة ملحة لإصلاح اقتصاده أيضا. وأضافت: "من المفارقات أن حكم السيسي ، وهورجل عسكري، أصبح التهديد الأكثر إلحاحا لحكم الضباط الذي استمر 70 عاما"(26).
ونستقرئ مما سبق مجموعة من الخلاصات، منها ما يلي:
- دأبت الصحافة الغربية على انتقاد الأوضاع المصرية في ظل الانقلاب، وسلطت الضوء على عدد من مواطن الفساد والفشل.
- كل ما تنبأت به الصحافة الغربية من فشل في مختلف مجالات إدارة الدولة بمصر، تحول لواقع عاشه المصريون، وذلك جعلها هدفا للإعلام المصري.
- حرصت الصحافة الغربية على كشف الانتهاكات التي يرتكبها النظام المصري في ملف حقوق الإنسان.
- كشفت الصحافة الغربية الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية، وغرقها في الاهتمام بالسيطرة على الاقتصاد المصري.
- فتحت الصحف الغربية أبوابها أمام بعض الكُتاب المصريين، بعد منعهم من الكتابة في وسائل الإعلام المصري ، بسبب انتقاداتهم للأوضاع بمصر.
وسائل إعلام ترصد احتدام الصراع
رصدت بعض الصحف العربية حالة الصراع بين وسائل الإعلام المصرية والإعلام الغربي. ومن أمثلة ذلك تقرير، نشره موقع "اندبندنت عربي"، في 22 أكتوبر 2019، تحت عنوان: "مصر بين إعلام محلي "موجّه" وغربي "متحيز"... والتسييس يؤجج الأزمة "، حيث أكد أن حالة الصراع بين الإعلام المصري والغربي يتصاعد بشكل غير مسبوق، منتقدا الإعلام المصري الذي وصفه بأنه "أصبح حبيس الأوامر والتوجيهات السيادية"، كما أشار، في ذات الوقت، إلى تركيز الصحافة الغربية على الواقع المصري(27).
وتحت عنوان: "مواجهة غير متكافئة بين الإعلام المصري والصحافة الغربية"، نشرت صحيفة "العرب" تقريرا أكدت، من خلاله، أن هناك مواجهة بين الإعلامين المصري والغربي، واعتبرت أنها مواجهة "غير متكافئة". وعزت غضب النظام وإعلامه من الإعلام الغربي، إلى أن الأخير يكشف الكثير عن خفايا الواقع المصري.
كما نشرت الصحيفة ذاتها تقريرا آخر بعنوان: "مصر تتحدى وسائل إعلام غربية.. والجهات الإعلامية المصرية عليها التعامل بجدية مع الإعلام الغربي في نشر الوقائع والأحداث التي تمر بها مصر"، حيث انتقدت "حالة الصراع الدائم بين الصحافة الغربية والمصرية"، وتناولت بالتفاصيل واقعة تقرير "سي إن إن" عن مفاوضات الهدنة(29) .
_________________
المصادر:
- تامر هنداوي، "تقرير «سي إن إن»يتّهم القاهرة بالتلاعب بمفاوضات هدنة غزة" ،القدس العربي، 22 مايو 2024،https://n9.cl/hoxgtv
- رويدا المحروقي"مدير المرصد المصري للدراسات يكشف ماوراء تقرير الـ”سي إن إن”حول فشل مفاوضات الهدنة" ،بوكسنيوز، 22مايو 2023
- "متحدث الخارجية: مسلسل استهداف مصر فى الإعلام الغربى واضح منذ بداية الأزمة" ،الاهرام ،20أكتوبر 2023،https://n9.cl/41sue
- ""الانتخابات الرئاسية" ملحمة شعبية و وطنية صنعها الشعب لمواجهة مخططات الإعلام الغربي" ،الاهرام، 12 ديسمبر 2023 ،https://n9.cl/5cg6i
- "ضياء رشوان: وسائل الإعلام الغربية تتلقف بعض الشائعات وتحولها لحقائق" ،الاهرام، 23ابريل 2024 ،https://n9.cl/9mlze
- "الصحف المصرية: الإعلام الغربي عمل ضد مصر حتى لا تملك اقتصاد اًقوياً"،اليوم السابع،16 سبتمبر 2019 ،https://n9.cl/btye0
- "خبير علاقات دولية: ماتقوله CNN ليس بجديد فهو استمرار لمسلسل الأكاذيب المستمر" ،اليوم السابع،23 مايو 2024،https://n9.cl/5vyef
- "«مسلم»: شائعات الإعلام الغربي عن مصر محاولة لتخفيف الضغط على الإدارة الأمريكية" ،الوطن، 22 مايو 2024 ،https://n9.cl/tz06im
- "الإعلام الغربي يهاجم مصر من بوابة "غزة"" ،الوطن ،https://n9.cl/parwh
- "الإعلام الغربي يواصل حملته الشرسة على "القضاء المصري"،الدستور، 22 يونيو 2014 ،https://www.dostor.org/632690
- "ميرفت التلاوي: الإعلام الغربي يتعمد تشويه حقيقة ما يحدث بمصر" ،الدستور، 28 يونيو 2014 ،https://www.dostor.org/635970
- "«العبيدي»: سقطة «نيويورك تايمز» تثبت دور الإعلام الغربي في تشويه مصر"،الدستور، 7يناير 2018 ،https://www.dostor.org/2014216
- "كاتب صحفى يهاجم وسائل إعلام أمريكية بعد نشرها تقارير مُضللة عن مصر" ،الدستور،22 مايو 2024 ،https://www.dostor.org/4716710
- "الإعلام الغربي يهاجم مصر بسبب السكة الحديد والسيسي يتمسك بكامل الوزير" ، مصرنيوز، 21 أبريل 2021،https://n9.cl/p3urs
- "بالرغم من العرض المذهل لموكب نقل المومياوات الإعلام الغربي يترصد لمصر ويهاجم الدولة المصرية" ،مصرنيوز، 5 أبريل 2021،https://n9.cl/sng23
- "أحمد موسى: العالم يعيش خديعة كبرى من الإعلام الغربي" ،الاخبار، 19 مارس 2022 ،https://n9.cl/mu4ej
- "أحمد موسى يهاجم "عربي21" و"بيبي سي" و"رويترز"" ،عربي21، 16 مايو 2022 ،https://n9.cl/jclz0
- "بسمة وهبة تفتح النار على الإعلام الغربي: «أخيرًا ظهر المستخبي»" ،المصرياليوم ، 1مارس2022 ،https://n9.cl/5t9b8
- "يوسف الحسيني: الإعلام الغربي لم يتوقف أبدًا عن الكذب بشأن غزة " ،الوفد، 22 مايو 2024 ،https://www.alwafd.news/5357204
- "شردي عن أكاذيب CNN: الإعلام الغربي يمد يد العون لـإسرائيل ضد مصر" ،مبتدا دوت كوم، 20 مايو 2024 ،https://n9.cl/wfqe3k
- "ميدل إيست آي: هل مصر على شفا ثورة أخرى؟" ،الخليج الجديد، 26 يناير 2023 ،https://cutt.us/XMbxx
- "موقع روسي: الأزمة الاقتصادية تهدد مصر بربيع عربي جديد" ،عربي21، 2فبراير 2023 ،https://cutt.us/42zOn
- عادل رفيق ،"WPR": السيسي يجلس على برميل بارود بمصر" ،المعهد المصري للدراسات" ، 15 ديسمبر، 2022 ،https://cutt.us/I8dTu
- "فاينتشال تايمز" " : دولة السيسي الجديدة فشلت رغم الدعم الخليجي" ،عربي21 ، 19 يناير 2023 ،https://cutt.us/XtKPm
- "ECO: خيارات السيسي تتضاءل.. والمصريون فقدوا الثقة في قيادتهم"،عربي21 ، 25يناير 2023 ،https://cutt.us/4duRn
- "فورين بوليسي" : السيسي يهدد جمهورية الضباط.. لماذا تحتاج مصر إلى الديمقراطية لإصلاح اقتصادها؟" ،الخليج الجديد، 9 فبراير 2023 ،https://cutt.us/JSc2e
- أمينة خيري، "مصر بين إعلام محلي "موجّه" وغربي "متحيز"... والتسييس يؤجج الأزمة "،اندبندنت عربي، 22 أكتوبر 2019 ،https://n9.cl/4b4fc
- احمد الجمال،"مواجهة غير متكافئة بين الإعلام المصري والصحافة الغربية" ، جريدةالعرب، 18 أغسطس 2023 ،https://n9.cl/qj9k1
- "مصر تتحدى وسائل إعلام غربية .. والجهات الإعلامية المصرية عليها التعامل بجدية مع الإعلام الغربي في نشر الوقائع والأحداث التي تمر بمصر" ،جريدة العرب، 23مايو 2024 ،https://n9.cl/tfea