حرب غزة تنعش قضية "إبستين"| "التشهير"..سلاح صهيوني لتطويع قادة العالم

الأربعاء - 10 يناير 2024

  • أعمال قذرة أدارها الملياردير اليهودي "جيفري إبستين" للسيطرة على ساسة العالم لصالح الكيان الصهيوني
  • تسجيلات وفيديوهات في وثائق المحكمة الفيدرالية لرؤساء أمريكيين سابقين وأمير بريطاني ومشاهير
  • ملياردير يهودي أمريكي آخر كان حلقة الوصل بين "الموساد" ومالك جزيرة الفضائح في البحر الكاريبي
  • محاولات للإيقاع بأمراء عرب من خلال صفقات مشبوهة لإتمام عملية التطبيع مع كيان الاحتلال

 

إنسان للإعلام- خاص:

قضية الملياردير اليهودي، جيفري إبستين، التي تملأ فضاء الإعلام الأمريكي حاليا، تعيد إلى الأذهان عمليات "الكنترول" أو "العمليات الخاصة"، التي كان يقودها ضابط المخابرات المصري، صفوت الشريف (أصبح وزيرا للإعلام ورئيسا لمجلس الشورى فيما بعد)، في ستينيات القرن الماضي، وكان يقصد بها الحصول على صور أو أفلام تثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات فيما بعد.

لا أحد يمكن أن يجزم بأن "إبستين" تعلم من "الشريف" هذا الأسلوب "القذر" للتحكم بالمشاهير والقادة، ومن ثم التشهير بهم وابتزازهم، ولكن المؤكد أنه من بنات أفكار اليهود، لا أحد غيرهم، وأنهم يملكون وحدهم براءة اختراعه.

وسابقا، كانت تُنشر العديد من الروايات عن سعي اليهود للسيطرة على قادة سياسيين في العالم ومشاهير، عبر سلاحي "الجنس" و"المال"، بجانب "الإعلام"؛ لتطويع العالم للتعاطف مع اليهود والاحتلال الصهيوني، لكن تلك الروايات غالبا ما كان يرفضها البعض مطالبا بالدليل.

لكن جاء استدعاء قضية الملياردير، جيفري إبستين،  التي تتحدث عنها كل الصحف والقنوات الأمريكية، رغم انتحار صاحبها منذ 4 سنوات داخل السجن، ليكشف علاقات الكيان الصهيوني والموساد بالشبكة الإباحية التي كان يديرها "إبستين"؛ بغرض الإيقاع بسياسيين ومشاهير.

وكانت المحكمة الفيدرالية في نيويورك، كشفت يوم 3 يناير 2024 وثائق تضم أسماء قادة سياسيين ومشاهير وفنانين يُشتبه في تورطهم مع الملياردير، جيفري إبستين، الذي ارتكب في السابق جرائم جنسية، وتم حبسه عدة مرات، ثم تردد أنه انتحر بسجنه عام 2019.

و"جيفري إبستاين" هو ملياردير أمريكي له علاقات قوية مع النخب المالية والسياسية، واشتهر باستدراجه الفتيات صغار السن، لمغامراته الجنسية القذرة.

هذه الفضيحة يسمونها في أمريكا  (Pizza Gate) أو (فضيحة البيتزا) أو "حب البيتزا" (الاسم الرمزي للأطفال الصغار)، ويقصد بها استغلال الفتيات القاصرات في شبكات دعارة إجبارية، واستغلال ضعف أخلاق سياسيين ومشاهير لجذبهم ايها وتصويرهم وابتزازهم لاحقا.

اشتري "إبستاين"، ومعه اليهود المتصلين بالموساد، جزيرة في البحر الكاريبي جعلوها ملاذا لكبار الساسة والمشاهير من الولايات المتحدة وبريطانيا، وغيرها ليقوموا فيها بأعمال منافية للأخلاق والإنسانية، وعبرها ربما تمت عمليات للسيطرة عليهم بفضائح مُصورة مع الفتيات القاصرات، وهو ما يفسر -في كثير من الأوقات- صمت هؤلاء الساسة والمشاهير عن جرائم الاحتلال الصهيوني، بل واصطفافهم بجانبه.

بدأت القصة بشراء هذا الملياردير، الذي تم سجنه عام 2005 لمدة 11 شهرا لتحرشه بفتاة قاصر عمرها 14 سنة في ولاية فلوريدا، جزيرة في البحر الكاريبي؛ ليقوم هناك بممارسات مشبوهة، يدعو إليها سياسيين وفنانين ومشاهير من بلدان مختلفة.

وفي 2019،  قُبض عليه بتهمة التورط مع فتيات قاصرات وتم سجنه، ثم انتشر خبر موته منتحرًا في زنزانته، وسط شائعات أنه تم قتله من جانب سياسيين ومتنفذين لإخفاء أسرار  كان يعلمها عنهم، أو سجلها لهم.

الجديد هو أن المحكمة الفيدرالية الأمريكية، التي كانت تحاكمه، قررت يوم 18 ديسمبر 2023 نشر وثائق القضية، فظهرت منذ 3 يناير 2023 أسماء سياسيين ومشاهير وفتيات قاصرات ربما تورطوا مع الملياردير الراحل في جرائم جنسية كشفت عن علاقته مع الكيان الصهيوني والموساد.

وثائق بمئات الأسماء

هذه الوثائق، التي يجري نشرها تباعا، ظهرت في دفعتها الأولي أسماء ما يزيد على 170 شخصا، يشتبه أنهم على علاقة بطريقة أو بأخرى بـ "إبستين" والاتهامات التي تلاحقه بالاتجار بالجنس مع الأطفال، بحسب تقرير لشبكة "CNBC"، 3 يناير 2024.

وقد ذكر تقرير لشبكة "CNN"، 3 يناير 2024، أن الأسماء المتورطة التي وردت أسماؤها في الوثائق تصل إلى 200 إسم.

وأظهرت الدفعة الثانية من وثائق ومستندات القضية، المكونة من أكثر من 328 صفحة، أن "إبستين" استخدم 30 من الفتيات القاصرات "لابتزاز رجال أقوياء، منهم سياسيين أمريكيين بارزين، ومديري أعمال، ورؤساء أجانب، وغيرهم من قادة العالم.

ويوم 5 يناير 2024، تم الكشف عن المجموعة الثالثة من وثائق "إبستين"، وتتكون من 412 صفحة جديدة، وتحتوي على أسماء وتفاصيل إضافية.

وظهرت أسماء جديدة لمخرجين وممثلين ضمن الوثائق رغم الكشف عن أن عارضة الأزياء السابقة وشريكة إبستين "أدريانا روس" قامت بإزالة أجهزة الكمبيوتر من قصر إبستين في "بالم بيتش" قبل أن يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من تفتيش المبنى.

وقالت صحف أمريكية إن ظهور أسماء مشاهير في الوثائق لا يعني بالضرورة أنهم متورطون في ارتكاب مخالفات.

لماذا إثارة القضية الآن؟

السؤال المطروح الآن: لماذا في هذا التوقيت ظهرت وثائق الفضيحة، تزامنا مع الحرب الصهيونية على غزة؟ أم أن الأمر ليس له علاقة؟

يجمع مراقبون على أن التوقيت له أهمية، خاصة أن الرجل رحل عن الدنيا قبل أربع سنوات، فربما أراد الكيان الصهيوني أن يوجه رسالة تحذير لبعض كبار السياسيين، في أمريكا وبريطانيا خصوصا،  بأن أي تغير في مواقفهم الداعمة للكيان قد يكلفهم مناصبهم وسمعتهم إلى الأبد.

ولطالما كان الجنس وفضائحه أداة فعالة لإرغام السياسيين وصناع القرار على الامتثال لرغبات دوائر الاستخبارات العالمية، و"الموساد" يستخدمه منذ نشأته كسلاح أساسي.

وقد أظهر الكشف عن قضية "إبستين" أن وراء تجارة القاصرات من أجل الجنس، عملية استخباراتية صهيونية كبيرة للسيطرة على الساسة والمشاهير وصناع القرار في أمريكا وغيرها، ما يعني أن جلب وتوريط سياسيين ومسئولين أمريكيين وأوروبيين، بل وعرب، في زيارة جزيرة إبستين للجنس الحرام مع القاصرات، كان مستهدفا أيضا للسيطرة عليهم ضمن خطط الموساد.

وما فعله إبستين في شبكة دعارة القاصرات، تم بمساعدة امرأة بريطانية اسمها "غيسلين ماكسويل"، وهي ابنة عميل الموساد الذي يصفه الكيان الصهيوني بأنه "بطل قومي إسرائيلي"، روبرت ماكسويل.

وكان لافتا أن ألكساندر أكوستا، النائب العام الأمريكي السابق في ميامي، قال لصحيفة (Talking point of Memo)، في 10 يوليو 2019، عن الأسباب التي دفعته لمنح جيفري إبستين "صفقة إقرار تسوية قضائية ميسرة"، في عام 2007، أنه "تم إبلاغي بأن إبستين على علاقة بأجهزة الاستخبارات، وأُوصيت بعدم التدخل في شأنه"!!

وعلق المحلل السياسي الفلسطيني، "ياسر الزعاترة"، عبر حسابه على "إكس" أن قراءة البُعد السياسي لوثائق شبكة الجنس الأمريكية الكبيرة تشير إلى أن "الأمر لم يكن ذا صلة بالتجارة، بقدر صلته بالسياسة والقوة والنفوذ".

وقال إنه "إذا صح ما ذكره عميل سابق في جهاز "الموساد" عن أن إبستين وصديقه ماكسويل (والد جيسلين) كانا جاسوسين للجهاز، فإن الأمر يغدو أكثر وضوحا".

وقد انتشرت تكهنات بأن نشر الوثائق الآن ربما استهدف الضغط على شخصيات ربما تكون متورطة في هذه الوثائق، وابتزازها كي تقف بجانب الكيان في حرب غزة، أو لا تغير مواقفها على الأقل.

وأيد هذا التوجه الباحث في الشئون الدولية "إدريس آيات"، عبر حسابه على منصة "إكس"، مشيرا لعدة أمثلة من الابتزاز السياسي قامت به أجهزة المخابرات حول العالم انطلاقًا من فضائح جنسية.

ما هو دور "الموساد"؟

في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" عام 2020، ادعى ضابط صهيوني سابق، يُدعى "آري بن ميناشي"، أن والد صديقة "إبستين" السابقة، غيسلين ماكسويل، روبرت ماكسويل، وجيفري إبستين، كانا عميلين "إسرائيليين"، وأن جميع الفضائح المذكورة في قضية "إبستين" قد تم تدبيرها لصالح الموساد؛ بهدف جمع المعلومات وابتزاز الشخصيات المشهورة.

وقال "ميناشي" أنه تم استدراج وخداع الأمير البريطاني "أندرو" واستخدامه لتوجيه شخصيات مشهورة نحو "إبستين"، وأن وزير العمل الأميركي السابق، ألكسندر أكوستا، قد أشار مسبقا إلى أن "إبستين" كان يعمل لصالح الاستخبارات "الإسرائيلية".

وقد أظهرت الوثائق، التي تم كشفها يناير 2024، أن الملياردير الصهيوني " ليزلي ويكسنر" صاحب شركة "فيكتوريا سيكريت"، وأحد أكبر الممولين التاريخيين للكيان الصهيوني، من زبائن "إبستين"، ويتعاون معه بقوة في الإتجار بالفتيات الصغيرات، لأسباب تتعلق بابتزاز سياسيين ورجال أعمال، وأن "إبستين" استغل علاقته مع ويكسنر، الذي كان يعرفه منذ الثمانينيات، لتجنيد عارضات الأزياء القاصرات والاتجار بهن.

كما أن طائرة "ويكسنر"، التي تردد أن إبستين اشتراها منه، كانت تُستخدم لتهريب الفتيات القاصرات إلى الولايات المتحدة.

وتم الكشف عن أنه في أوائل الثمانينيات، أسس "ويكسنر" مؤسسة باسمه، مخصصة لتجنيد وتدريب القادة الصهاينة المستقبليين في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكان منهم رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود باراك، والذي ظهرت صورة له في منتجع "إبستين".

وعقب حرب الإبادة الجماعية الحالية في غزة، التي بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023، لعبت "مؤسسة ويكسنر" دورا في عقاب الطلاب الأمريكيين المعادين للبربرية الصهيونية، حيث قامت بسحب تمويلها لجامعة هارفارد لمجرد أن بعض الطلاب دعموا فلسطين.

وسابقا، في 15 يوليو 2021، قالت صحيفة "رولينج ستون" -بحسب 4 مصادر موثوقة- أن جيفري إبستين كانت له صلات بالقادة "الإسرائيليين" وكان "جاسوسا.

وذكرت الصحيفة أن "ستيفن هوفنبرج"، الذي كان يتولى أعمال إبستين، أكد لمحررة الصحيفة أن "إبستين كان يتحرك في دوائر المخابرات"، وكان متورطًا في "قضايا الأمن القومي"، التي تنطوي على الابتزاز وتجارة النفوذ وتداول المعلومات على مستوى خطير للغاية.

كما نقلت "رولينج ستون" عن أربعة مصادر منفصلة، بشكل رسمي، تأكيدهم أن تعاملات "إبستين" في عالم الأسلحة دفعته إلى العمل لدى حكومات متعددة، بما في ذلك "الإسرائيليين".

وأوضحت أن "روبرت ماكسويل"، البرلماني البريطاني اليهودي، الذي كان قناة الوصل بين الموساد والحكومات الأخرى، قدم إبستين للقادة "الإسرائيليين" في مناسبات مختلفة وعرفه بهم ليتعاون معهم.

وبحسب مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، 11 نوفمبر/تشرين ثان 1991 "تعتبر إسرائيل ماكسويل بطل قومي لها"، وقد زار تل أبيب وفكر في شراء فريق "بيتار القدس" المتطرف لكرة القدم.

وقد تحدث تقرير سابق لصحيفة "جيروزاليم بوست"، 18 يوليو 2021، عن ارتباط جيفري إبستين مع شخصيات قيادية في إسرائيل".

ومنذ ذلك الحين، أصبح إبستين يتباهى بكونه مستشارًا لقادة عدة دول، منها "إسرائيل"، وكان معروفًا في الأوساط "الإسرائيلية" بدوره كـ "وسيط محنك قادر على الانتقال بين ثقافات وشبكات متنوعة لتحقيق أجندات القادة".

وبحسب التقرير، كان "إبستين" يتنقل في أوساط الاستخبارات بإرشاد معلمه، المقاول الدفاعي البريطاني الراحل عام 2011، دوغلاس ليز، الذي أدخله في عالم التجسس.

وكانت إحدى المهمات الاستخباراتية الموكلة لـ "إبستين" من قبل الكيان الصهيوني هي إدارة "مؤسسة ويكسنر "، حيث كان إبستين يدير هذه المؤسسة والتي قيل إنها قدمت الملايين للكيان.

وقد تضمن دفتر "إبستين" السري، الذي نسخة ونشره أحد خدمه عقب وفاته، مقطعاً قصيراً تحت بند "إسرائيل"، واحتوى بيانات اتصال تعود لرئيسي وزراء سابقين، وهما إيهود باراك وإيهود أولمرت، وغيرهما العديد من الأفراد ممن يملكون عناوين بريد إلكتروني تابعة للحكومة "الإسرائيلية".

ويقول الناشط البريطاني "روبن مونوتي" إن "جيفري إبستين كان مقربًا بشكل خاص من بيتر ماندلسون" (يهودي عضو مجلس اللوردات البريطاني)، وإن "ماندلسون" وزميله "كير ستارمر" اعترضا على وقف إطلاق النار في غزة، مطالبين باستمرار الإبادة ووصفا مطلب وقف النار بأنه "سخيف"، وهذا يبين سبب عدم وجود معارضة بين السياسيين في بريطانيا للعدوان "الإسرائيلي" على غزة.

رؤساء أمريكا متورطون

كان من أشهر أسماء السياسيين الذين وردت أسماؤهم في الوثائق، رؤساء أمريكا السابقين: دونالد ترامب، وباراك أوباما، وبيل كلينتون (ذُكر 50 مرة في وثائق المحكمة)، ونائب الرئيس الأمريكي الأسبق "آل غور"، والأمير البريطاني "آندرو" دوق يورك، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق إيهود باراك.

ومن الممثلين: ليوناردو دي كابريو، كاميرون دياز، وكيت بلانشيت، ومادونا، وباريس هيلتون، ونعومي كامبل، وتوم هانكس، وبروس ويليس، وكيفن سبيسي، والمخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ.

ومن المشاهير أيضا: الساحر ديفد كوبرفيلد، والمخرج الشهير جورج لوكاس صاحب سلسلة أفلام Star War، وعالم الفيزياء ستيفن هوكنغ المصاب بالتصلب الجانبي الضموري، وسيتم نشر مئات الأسماء الأخرى في الأيام القادمة.

إلا أنه لم يتم اتهام أي من هؤلاء المشاهير بمساعدة إبستين في فضائحه الجنسية، بحسب مجلة "تايم" الأمريكية 4 يناير 2024، خاصة أن بعضهم جاء ذكر اسمه عرضا، مثل دونالد ترامب الذي جاء مرتبطا بالحديث عن طلب طائرة "إبستين" الهبوط في مزرعته لمواجهتها أحوالا جوية سيئة، دون أي حديث عن تورط ترامب، كما نفى بعض هؤلاء المشاهير علاقته بشبكة رجل الجنس مع القاصرات.

لكن مع استمرار كشف وثائق أخري قالت سارة رانسوم، إحدى ضحايا إبستين، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن دونالد ترامب مارس الجنس مع "العديد من الفتيات"

ووفقًا لأحدث وثائق المحكمة غير المختومة، احتفظ جيفري إبستاين بمقاطع فيديو للابتزاز أظهرت بيل كلينتون ودونالد ترامب وريتشارد برانسون وهم يمارسون الجنس مع نساء زودهم بها!!

ومن الأسماء البارزة اللافتة في وثائق المحكمة، شخصية سياسية أمريكية تفاوضت مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والرئيس السوداني السابق عمر البشير، ومحام أمريكي قد يدافع عن جرائم الكيان أمام محكمة العدل الدولية في قضية إبادة غزة.

ومن بين الأسماء البارزة في القائمة، بيل ريتشاردسون، سفير واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة، ووزير الطاقة بعهد الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، والذي تولى أيضاً منصب حاكم ولاية فلوريدا، وتوفي ريتشاردسون، في سبتمبر/أيلول 2023، حيث ذكرت "فيرجينيا جيفري"، التي رفعت دعوي مدنية عام 2015، ضد جيزلين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين والتي تمت إدانتها بارتكاب "جرائم جنسية"، اسم "ريتشاردسون" ضمن نشاط جنسي بحسب وثائق المحكمة.

و ورد في قائمة الأسماء أيضاً، آلان ديرشوفيتز، وهو محام أمريكي يهودي مؤيد بشدة للكيان الصهيوني، وتربطه علاقة قوية برئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو.

وقد ذكرت تقارير صحفية أن نتنياهو يريد من "ديرشوفيتز"، تمثيل "إسرائيل" في جلسة استماع محكمة العدل الدولية، بشأن القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حربها على غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وفقاً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، 3 يناير 2024.

و"ديرشوفيتز" كان محاميا لـ"إبستين"، وهو أستاذ قانون في جامعة هارفارد سابقاً، ووفقا للوثائق: "أجبر إبستين قاصرة على ممارسة الجنس مع ديرشوفيتز عدة مرات".

وتذكر الوثائق أيضاً أن "ديرشوفيتز " كان شاهد عيان على الاعتداء الجنسي على عدة قاصرات أخريات من قبل إبستين ومتعاونين آخرين معه!!.

وقد وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، 2 يناير 2024، "ديرشوفيتز" بأنه "كلب الهجوم" لنتنياهو على الساحة الدولية، لذلك قد يُصدره لقضية اتهام "إسرائيل" بالإبادة الجماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية.

ويرى آلان ديرشوفيتز، المكلف بالدفاع عن الكيان في القضية، أن: "اليهود أقوياء للغاية، وأغنياء جداً، ويسيطرون على وسائل الإعلام، ويهدد دوما بالقوة ضد أعداء إسرائيل".

هل حاولوا توريط "بن سلمان"؟

حين تم اعتقال "إبستين"، وقبل انتحاره عام 2019، نشرت معلومات عن علاقات غامضة له ومعلومات حساسة تخص السعودية وشخصيات عربية، لا تربط مباشرة بفضائحه الجنسية، لكن علاقته بهم مع انتشار الوثائق أثارت تساؤلات، خاصة أنه لا تزال هناك وثائق تُنشر تباعا.

بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، 18 أغسطس 2019، ووثائق محاكمة "إبستين" حينئذ، نشرت تفاصيل من بينها علاقاته في الشرق الأوسط، وأبرزها صلاته بشخصيات في السعودية.

الموقع البريطاني أكد أن "إبستين"، بصفته صاحب ملايين، عمل لعشرات الأعوام في مجال الشؤون المالية واستثمر الملايين في عدة شركات استثمارية ومشاريع تجارية، على اتصال بعدة شخصيات غنية ومؤثرة حول العالم.

وأنه جاء في "دفتر العناوين السري" الشهير الذي امتلكه إبستين، والذي نسخه كبير خدم كان يعمل لديه ونشره للعلن في 2015، أسماء عدة جهات اتصال شرق أوسطية بارزة، لكن لا يُعرف لأي مدى وصلت علاقات إبستين مع الشخصيات المذكورة.

وقد تضمنت الأسماء العربية البارزة في دفتر إبستين: رجل الأعمال السعودي عمرو الدباغ، ورجل المال السوري السعودي وفيق سعيد، والمدير التنفيذي البريطاني السوري أمادو فخري، الذي قضى عامين داخل السجن في كوبا على خلفية تهم بالفساد.

وقد روى الصحفي بـ "نيويورك تايمز" جيمس ستيوارت، في 12 أغسطس 2019، أن "إبستين" أخبره بأنه "تحدث مع السعوديين بشأن استثمار محتمل في شركة تسلا"، وهي الشركة المملوكة لإيلون ماسك.

ووفقاً لمقال ستيوارت، فإن إبستين لم يوضح أي سعوديين يقصد أو أية تفاصيل محددة أخرى، إلا أن صندوق الثروة السيادي السعودي استثمر ملياري دولار في شركة "تسلا" عام 2018، ومع ذلك، أنكرت الشركة أي تعاون بينها وبين "إبستين".

وقبل عام من انتحاره المثير للشكوك، تفاخر "إبستين" علناً بصلاته بقادة سعوديين مؤثرين، ومن بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب "نيويورك تايمز".

ووصف الصحفي جيمس ستيوارت، وهو يسرد وقائع زيارته لقصر "إبستين" الواقع في مدينة نيويورك، شهر أغسطس 2018، أنه أراه صورة لمحمد بن سلمان معلَقة على الحائط.وقال "ستيوارت" إن إبستين أخبره بأن "ولي العهد زاره عدة مرات، وأنهما يتحدثان كثيراً".

أيضا احتوى دفتر عناوين إبستين على أسماء "سعود"، و"الأمير سلمان"، والد محمد بن سلمان، وابن عم محمد بن سلمان، والسفير السعودي السابق للولايات المتحدة، بندر بن سلطان.

لكن رسميا، لم يرد اسم الملك سلمان أو أي أمير عربي آخر بوثائق "إبستين"، التي نشرتها المحكمة حتى الآن، وكل ما نشر عن ذلك عبر مواقع التواصل هو إشاعات، وفق صحف أمريكية وحسابات توثق وثائق المحكمة.

لكن المؤكد أن هناك محاولات صهيونية للتطبيع مع السعودية وتقديم إغراءات لحكام المملكة واستغلال الضغوط والنفوذ الأمريكي بهذا الشأن، وقد ظهرت مبادرة أمريكية جديدة، تحدث بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن للقادة السعوديين خلال زيارته للمملكة هذا الأسبوع، ضمن إطار لتسوية تعقب إنهاء الحرب الصهيونية الحالية على غزة.