الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. قفزة تقنية ومحاذير أخلاقية
الاثنين - 13 يناير 2025
- مؤتمر لشبكة "الجزيرة": الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة وتحديًا لمهنة الصحافة في آنٍ واحد
- من المهم تطوير أدوات الممارسة الإعلامية و مكافحة الأخبار الزائفة والتضليل الممنهج
- ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة مساعدة لا بديلاً عن العنصر البشري
إنسان للإعلام- تغطية خاصة- الدوحة:
أكد مؤتمر شبكة "الجزيرة" الإعلامية حول "الذكاء الاصطناعي في الإعلام" أن التطور التقني المتسارع يمثل فرصة وتحديًا في آنٍ واحد لمهنة الصحافة، فالمواكبة الفاعلة لهذا التطور تعد شرطًا أساسيًا للبقاء في المستقبل الإعلامي، فيما قد يكون الجمود والاكتفاء بالأساليب التقليدية سببًا لتحول البعض إلى جزء من الماضي.
وركز المشاركون في المؤتمر، الذي عقد بالدوحة، السبت والأحد 11 و12 يناير، على القضايا الأخلاقية والتحديات التقنية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام. وشددوا على أهمية تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا لتطوير أدوات مبتكرة تعزز الممارسات الإعلامية، تسهم في مكافحة الأخبار الزائفة، وتكشف التضليل الإعلامي الممنهج.
وأكدوا ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة مساعدة لا بديلاً عن العنصر البشري، حفاظًا على دور الطاقات البشرية في المنظومة الإعلامية.
كما شددوا على أهمية إنشاء قاعدة بيانات موثوقة لتمييز المحتوى الحقيقي عن المزيف، بجانب وضع آليات تقييم شاملة قبل تطبيق هذه التقنيات في غرف الأخبار.
مبادرات "الجزيرة"
وفي الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، كلمة أكد فيها ريادة الشبكة في استخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتعزيز أدائها الصحفي وخدمة رسالتها الإعلامية.
أوضح "سواق" أن الشبكة تبنّت العديد من المبادرات الرائدة، مثل نشر مقالات ومقاطع فيديو تستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقديم برامج تدريبية متطورة للصحفيين لتزويدهم بالأدوات والمعارف التقنية اللازمة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل يمثل تحولًا عميقًا يتطلب مسؤولية ووعيًا بالفرص والتحديات، لضمان الحفاظ على قيم المهنة وأخلاقياتها.
كما حذر من المخاطر التي قد تترتب على استخدام هذه التقنيات، مثل التزييف العميق والتحيز الخوارزمي، مما قد يؤثر على مصداقية المحتوى الإعلامي ويعزز الصور النمطية.
رؤية للمستقبل
من جانبه، تحدث أبران مالدونادو، سفير شركة OpenAI وخبير الذكاء الاصطناعي، عن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام، موضحا كيفية إسهام هذه التقنية في تحسين الكفاءة من خلال تحليل البيانات وإنتاج المحتوى.
وأشار إلى تحديات أخلاقية، مثل التحيز الخوارزمي وفقدان الخصوصية، مؤكداً أهمية تطوير استراتيجيات مسؤولة لتوظيف الذكاء الاصطناعي. وأشاد "مالدونادو" بجهود دولة قطر في استخدام هذه التقنيات للحفاظ على الثقافة في التعليم.
تحذيرات ومقترحات
وفي ختام المؤتمر، خلصت المناقشات إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة حيوية لتطوير الإعلام وتحسين المحتوى الإعلامي، إضافةً إلى دوره في تحليل البيانات الضخمة، ومع ذلك، أشار المشاركون إلى تحديات جوهرية تواجه استخدام هذه التقنيات، مثل التزييف العميق والحملات المضللة، مما يستدعي الحذر وتبني استراتيجيات مسؤولة.
وخلص المؤتمر إلى ضرورة تبني نهج متوازن يجمع بين الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي والتحديات المرتبطة به.
وأوصى بتعزيز الوعي بأهمية هذه التقنية، ووضع معايير لضمان استخدامها بشكل مسؤول يدعم التطور الإعلامي ويحافظ على مصداقيته وأخلاقياته.