السودان: هل طلب "حميدتي" دعما تركيا لحسم خلافات العسكر لصالحه؟!

السبت - 5 يونيو 2021

فيما يبدو أنه "تضارب مصالح"، تشير تقارير من السودان إلي حالة تأزم وتوتر فى الخرطوم بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتى وبين القوات المسلحة السودانية مع رفع درجة الاستعداد القتالي داخل العاصمة الخرطوم، كما نشرت تلك المواقع صورا لسواتر ترابية حول القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم.

جاء هذا بالتزامن مع تحذير محمد حمدان دقلو (حميدتي) النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني مساء أمس الجمعة من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد.

"حميدتي" قال في فيديو نشره على صفحته الرسمية في فيسبوك، خلال مراسم تأبين أحد قيادات حركة تحرير السودان التي يقودها مني أركو مناوي، إن السودان في وضع مفصلي غير مريح "تفكك اجتماعي، وسياسيا مضطرب تماما، وفي وضع أمني غير مريح، واقتصاديا تأثر الفقير والغني"، مشيرا إلى أن الأزمة المعيشية ألقت بظلالها السلبية على البلاد.

وأكد حميدتي أن التغيير الذي حدث في السودان في 11 أبريل/نيسان 2019 هو مجرد عزل للرئيس السابق عمر البشير دون تغيير بقية الأوضاع.

 وكشف حميدتي عن حملات منظمة ضده من جهات -لم يسمها- بسبب جلوسه على مقعد النائب الأول لمجلس السيادي، متوعدا بالملاحقة القانونية لمن وصفهم بمروجي الفتنة، دون توضيحهم.

هذه "الهبة" من حميدتي قد تكون لها مآرب سياسية، وقد تكون نتيجة ضغوط فعلية، لكن لماذا الآن؟

يلاحظ مراقبون أنها جاءت عقب زيارة حميدتي لتركيا قبل أسبوع والتي أشاد فيها بدعم تركيا لشعب بلاده، مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية، برغم أن المجلس الانتقالي والحكومة السودانية الجديدة أخذا موقفا سلبيا من تركيا عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.

وقدم حميدتي للرئيس التركي أردوغان "شرحا عن طبيعة الأوضاع في السودان بعد التغيير"، ونقل " "تقدير الشعب السوداني للأدوار الكبيرة التي ظلت تؤديها تركيا تجاه قضايا السودان".

وعلى فرض أن حميدتي طلب دعما تركيا في مواجهة "خصوم مجهولين" فإن الزيارة بحد ذاتها كانت لافتة للانتباه في هذا التوقيت، وخاصة أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أعلن في 7 مارس/آذار 2020 عن مشروع "لإعادة هيكلة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وفقا لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية"، وهذه الهيكلة هي أحد مهام الفترة الانتقالية منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/نيسان 2019 الرئيس عمر البشير.

اللافت أن كلا من العميد الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني، والناطق باسم قوات الدعم السريع العميد جمال جمعة آدم نفيا، في بيانين منفصلين، وجود توتر عسكري بين الجيش والدعم السريع، كما نفى الناطق باسم قوات الدعم السريع ذلك أيضا.. ولكن الأيام المقبلة قد تكشف شيئا جديدا.

المصدر   وكالات