"حماس لن تموت"| هكذا تناولت الصحافة الغربية استشهاد يحيى السنوار

الاثنين - 21 أكتوبر 2024

إنسان للإعلام- وحدة الترجمة:

تعامل الغرب والصحف الغربية مع استشهاد يحيي السنوار من زاوية تصور أن قتل الاحتلال له قد يسهم في وقف الحرب في غزة، ومن ثم تداعيات الحرب الشاملة في الشرق الأوسط، لكن صحف ومواقع غربية اعترفت أن استشهاد القادة لا يؤثر على الحركة ويظهر قادة جدد دائما.

"حماس" تتجاوز صدمة اغتيال القادة

موقع "BBC" ركز في تقرير نشره، يوم 19 أكتوبر 2024، على أن حماس لا تتأثر باستشهاد قادتها، وكانت تجاوز باستمرار صدمة اغتيال كبار قادتها على مر السنين، منذ تسعينيات القرن العشرين.

الإذاعة البريطانية قالت في تقرير باللغة الإنجليزية: إنه "رغم نجاح إسرائيل في قتل معظم قادة حماس ومؤسسيها، فقد أثبتت الحركة قدرتها على العثور على قادة ومؤسسين جدد".

أكدت بروز محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، كشخصية محورية، ويُعتقد أنه يقود حماس، وقد يلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل الحركة في غزة، لكن "BBC" تساءلت عن مصير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة ومن سيكون مسؤولاً عن سلامتهم وحمايتهم.

مات "السنوار" وستبقى "حماس"

وقالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، 19 أكتوبر 2024، في مقال كتبته "أدوري كيرث كرونين"، مديرة معهد كارنيغي ميلون للاستراتيجية والتكنولوجيا، إن "السنوار مات، لكن حماس ستبقي".

أكدت أن "حماس لا تتأثر كثيرا باستشهاد قادتها وقتل السنوار لن ينهي حماس، فهي ستبقي كما هي ولن يتحقق الهدف المعلن للحملة الإسرائيلية، أي تدمير قدرات حماس العسكرية والسياسية، واستعادة الردع، وتوفير الأمن للمواطنين الإسرائيليين".

قالت إن "حماس جماعة راسخة عمرها أكثر من أربعين عامًا، ولديها مكاتب خارج غزة، من شأنها أن تساعدها على البقاء، كما أنها تحظى بمساعدات كبيرة من إيران، ولم تنتهِ أي جماعة مسلحة مدعومة من دولة قط لمجرد وفاة زعيمها" .

أوضحت أنه "على مدى العقود الماضية، اغتالت إسرائيل زعماء حماس ومنذ عمليات القتل المبكرة التي استهدفت صانع القنابل يحيى عياش (في عام 1996)، ومؤسس الجماعة أحمد ياسين (في عام 2004)، وخليفته عبد العزيز الرنتيسي (في عام 2004)، وحتى عمليات القتل الأحدث هذا العام التي استهدفت صالح العاروري، ومروان عيسى، وإسماعيل هنية، وغيرهم، ولكن الجماعة لم تستسلم واستمرت، منذ تأسيسها في عام 1987، ولن تفعل ذلك الآن". أضافت: "ببساطة قتلت إسرائيل زعيم حماس في غزة، لكن ستنجو الجماعة وأجندتها السياسية وتبقى على قيد الحياة".

وتقول الباحثة في مقالها إن استراتيجية "قطع الرأس"، أي هزيمة المجموعة المسلحة من خلال قتل قيادتها، تترك أثرها، وهي فعالة، و"لكن أبحاثي التي قمتُ بها على مسارات 457 حملة ومنظمة، وغطت مئة عام، وَجَدَت أن الجماعات التي تنتهي بقطع الرأس تميل إلى أن تكون صغيرة، ومنظمة هرميًا، وتتميز بالإعجاب بشخصيات القادة".

أوضحت أن "الجماعات والشبكات الأكبر عمرًا والأكثر ترابطًا فيمكنها إعادة تنظيم نفسها والبقاء على قيد الحياة"، و"حماس لديها خبرة في عملية خلافة القادة"

أكدت أنها كتبت، في عدد يناير/فبراير 2024 مقالًا في "فورين أفيرز" أيضا، قالت فيه إن استراتيجية "قطع رأس" القيادة لا تنطبق على حماس، فهي منظمة شديدة الترابط، ولديها أجندة سياسية متشدّدة تعتمد على الدعم الدولي، وتلعب بوعي أمام جمهور دولي".

وقالت: إن "حقيقة أن السنوار قتل أثناء عملية إطلاق نار روتيني، وليس نتيجة لعملية استهداف، ستعزز من صورته كمقاتل شهيد مات مع قواته، ومن المتوقع أن يحل شقيق السنوار، محمد، مكانه، وسينتفع من مكانة شقيقه القوية".

وعلقت بأنه "لا يوجد طرف بارع في عمليات الاغتيالات المستهدف مثل إسرائيل، ولكن السؤال الرئيسي هو: هل لدى حكومة نتنياهو خطة سياسية لتخفيف التهديد الذي سيمثله الجيل القادم من قادة حماس؟"

"طوفان الأقصى" غيّر الشرق الأوسط

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، 19 أكتوبر إن هجوم يحيى السنوار وحماس في "طوفان الأقصى" على إسرائيل غيّر الشرق الأوسط ولكن ليس كما كان يتصور، فإسرائيل جُرحت لكنها لم تنحنِ، والدولة الفلسطينية باتت بعيدة أكثر من أي وقت مضى.

ونقلت الصحيفة عن "نانسي عقيل"، الرئيسة التنفيذية لمركز السياسة الدولية قولها: "حقق السنوار بالتأكيد هدفه المتمثل في جلب القضية الفلسطينية إلى مركز الجغرافيا السياسية".

وتضيف "لكن هذا جاء بتكلفة عالية جدا، وفي الواقع لم يغير شيئا في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وإذا لم تتغير سياسة الولايات المتحدة، فإن الوضع بالنسبة للفلسطينيين لن يتغير".

ورأت الصحيفة -في تحليل- أن "زعيم حماس سعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بهجوم العام الماضي على إسرائيل، وجر إيران وحزب الله اللبناني وجزء كبير من المنطقة إلى ما توقع أنه سيكون معركة حاسمة تنتهي بزوال دولة إسرائيل."

وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة تغيرت بالفعل بعد هجوم أكتوبر، لكن ليس كما كان يتمنى السنوار، حيث تسبب الرد الإسرائيلي في مقتل عشرات الآلاف في غزة ولبنان، بما في ذلك السنوار نفسه وزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان، إلى جانب عدد لا يحصى من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.

الصحيفة الأمريكية الداعمة لإسرائيل زعمت أنه "مثل هجمات 11سبتمبر التي كان أسامة بن لادن يهدف فيها إلى تدمير القوة الأميركية في الشرق الأوسط وقيادة استيلاء المتشددين الإسلاميين على المنطقة، لم تسر مناورة السنوار الدموية كما هو مخطط لها، وظهرت القوة العسكرية الإسرائيلية، وأبطلت "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وجعلت تطلعات تقرير المصير الفلسطيني بعيدة أكثر من أي وقت مضى".

ويخلص التحليل إلى أنه "في الوقت الحالي، نجت العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول العربية من تجارب العام الماضي، واهتز سلام إسرائيل البارد مع الأردن ومصر لكنه لا يزال قائما، وكذلك الاتفاقات الدبلوماسية الأخيرة مع المغرب والبحرين."

الإدارة الأميركية: "فرصة لإحياء المفاوضات"

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، زعم أن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، يشكل "فرصة" لإطلاق مسار السلام ومستقبل أفضل في غزة بدون حماس.

كما زعم البيت الأبيض أن السنوار كان العقبة الرئيسية أمام وقف الحرب، معتبرا أن مقتله يمثل "نقطة تحول قد تسرع المحادثات" نحو إنهاء الحرب في القطاع.

وقال غوردون غراي، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، بموقع قناة "الحرة" الأمريكية إن الإدارة الأميركية ترى في مقتل السنوار "فرصة لإحياء المفاوضات" لوقف إطلاق النار في غزة بعد أن تعثرت لأسابيع متعددة.

وأضاف أن قادة حماس الجدد "قد يتخذون نهجا مختلفا" ولذلك هي "فرصة" يمكن النظر إليها جديا.

وبشأن النفوذ الأميركي في هذه المرحلة، لا يعتقد غراي أن للولايات المتحدة نفوذا كبيرا لممارسته في الوقت الراهن من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، وذلك بسبب اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

السنوار سيصبح أيقونه في غزة والعالم

وفي السياق ذاته قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، 20 أكتوبر 2024، إن "موت المحارب السنوار شهيدًا سيجعله أيقونه في غزة وخارجها وسيصبح نموذجا ساميا كبطل فلسطيني.

قالت: "أدت المؤامرة المحيطة بوفاة السنوار إلى تأجيج فكرة الاستشهاد التي انتشرت بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ اللحظة التي تم فيها تأكيد وفاة زعيم حماس".

أكدت أن "حقيقة مقتله وهو يرتدي زيًا قتاليًا وسترة قتالية بعد إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على جنود إسرائيليين، وحتى مهاجمة طائرة بدون طيار تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بهراوة خشبية ألقاها بذراعه العاملة المتبقية في لفتة أخيرة من التحدي، كل هذا يجعل السنوار متميزًا عن أسلافه الذين اغتيلوا".

قالت: "عندما تم اغتيال زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين بصواريخ أطلقتها طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الإسرائيلي في عام 2004، كان يُدفع على كرسي متحرك بعد الصلاة في أحد مساجد غزة، ولم يتبق من جسده إلا القليل لتصويره، ولكن الصور المتخيلة للضربة الصاروخية القاتلة أصبحت جزءًا من الأيقونات التي ظهرت على الفور تقريبًا على الجدران في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، إلى جانب صور الزعيم ذو اللحية البيضاء وهو يصعد إلى السماء ولا تزال صور ياسين شائعة في غزة والضفة الغربية، وغالبًا ما تظهره برفقة شهداء أكثر حداثة."

قالت: "ترك السنوار خلفه جثة مقاتل مزقته الحرب، وقد يقارنها بعض الفلسطينيين بالصورة الأخيرة لتشي جيفارا، الطبيب الأرجنتيني الذي قاتل في ثورة كوبا لكنه توفي في النهاية على أيدي الجيش البوليفي عام 1967، وأصبح رمزًا لقضيته".

قالت: "يبدو أن الأسطورة المحيطة به، والتي زرعها بجد واجتهاد وهو لا يزال على قيد الحياة، سوف تظل حية من خلال آلاف الملصقات والجداريات في الشوارع.

وكان إرثه أيضًا هو "تغيير قواعد اللعبة"، ولكن ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا التغيير في صالح الفلسطينيين.

تغيير "جيوسياسي" جديد في المنطقة

وقالت وكالة "رويترز"، 19 أكتوبر 2024، في تقرير موسع أن "إسرائيل تسعى إلى تحقيق مكاسب استراتيجية قبل الانتخابات الأميركية بعد مقتل السنوار".

ونقلت عن محللين أن "مقتل زعيم حماس يحيى السنوار انتصار كبير لإسرائيل لكن لا يوجد سبب يدفع نتنياهو إلى وقف حروبه قبل الانتخابات الأميركية".

قالت: "من المتوقع أن يستخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل السنوار للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة. لكن الزعيم الإسرائيلي قد يفضل الانتظار حتى نهاية ولاية بايدن والمجازفة بالرئيس المقبل، سواء المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، أو منافسه الجمهوري دونالد ترامب، الذي تربطه علاقات وثيقة بنتنياهو".

وأكدت أن "القادة الإسرائيليين يسعون إلى تحقيق مكاسب استراتيجية تتجاوز الانتصارات العسكرية لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي لصالح إسرائيل وحماية حدودها من أي هجمات مستقبلية، وفقا لمصادر مطلعة على تفكيرهم حتى بعد قتل السنوار".

أكدت أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، تسارع إسرائيل إلى إلحاق أقصى قدر من الضرر بحماس في غزة وحزب الله في لبنان، وتستغل اللحظة لإنشاء مناطق عازلة بحكم الأمر الواقع في محاولة لخلق واقع لا رجعة فيه قبل تولي الرئيس الجديد منصبه في يناير 2025"، حسبما قالت ثمانية مصادر لرويترز.

ومن خلال تكثيف عملياتها العسكرية ضد حزب الله وحماس، تريد إسرائيل ضمان عدم قدرة أعدائها وراعيتهم الرئيسية، إيران، على إعادة تنظيم صفوفهم وتهديد المواطنين الإسرائيليين مرة أخرى، بحسب دبلوماسيين غربيين ومسؤولين لبنانيين وإسرائيليين ومصادر إقليمية أخرى.

ونقلت رويترز عن ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى، والذي يعمل الآن باحثا في معهد واشنطن للأبحاث: "هناك مشهد جديد، وتغيير جيوسياسي جديد في المنطقة".

صورة خيالية لانتهاء الحرب

وقدمت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية الموالية لإسرائيل صورة خيالية عن انتهاء الحرب بعد قتل السنوار، متصورة أن حماس ستنقسم وتضعف وسيستسلم قادتها.

قالت: "على الرغم من أن الدبلوماسيين الأميركيين يقولون إن زوال السنوار يزيل عقبة رئيسية أمام السلام، فإنهم يعترفون بأن الوسطاء ما زالوا يواجهون طريقا مليئا بالتحديات."

ونقلت "أحمد فؤاد الخطيب"، وهو باحث في مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط زعمه أن "الفوضى داخل حماس بعد وفاة السنوار قد توفر فرصة لاستغلال حالة عدم اليقين والانقسامات لتسريع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين وتنفيذ خطة تهدئة عامة وتسريح داخل حماس"!!

كما زعم أن "إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة يجب أن تقدم الآن عفواً شاملاً عن أعضاء حماس المتبقين الذين يلقون أسلحتهم ويتوقفون عن القتال، وتحدث عن عرض مكافآت مالية لأولئك الذين يسلمون الرهائن الإسرائيليين أو يقدمون معلومات تؤدي إلى معرفة مكان المختطفين المتبقين".

ويرى جون ب. ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أيضاً "إمكانية نشوء هذه اضطرابات، لكنه يشير إلى أن اضطراب حماس من شأنه أن يعقد الجهود الدبلوماسية في الأمد القريب.

وقال: "إن الحرب في غزة لم تنته بعد، ولكنها انتقلت إلى مرحلة جديدة. وسوف تتعرض حماس للانقسام كقوة مقاتلة، ومن المرجح أن ترغب بعض المجموعات داخل حماس في مضاعفة العنف، في حين قد تسعى مجموعات أخرى إلى الحفاظ على الخيارات للمستقبل"

وقال ألترمان: "يبدو أن السنوار  كان يعارض التسوية بشدة ، لذا فإن وفاته تجعل التوصل إلى نوع من التسوية أمرا أكثر احتمالا وفي الوقت نفسه، فإن الافتقار إلى زعيم واحد جدير بالثقة في حماس يعني أنه سيكون من الصعب دفع بعض أجزاء المنظمة نحو وقف إطلاق النار"

وبحسب تقييم "إيه بي سي نيوز" يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يستغرق الأمر أياما، إن لم يكن أسابيع، حتى يتمكن الوسطاء من إعادة التواصل دبلوماسيا بشكل كامل مع حماس في الوقت الذي تعمل فيه المجموعة على ترتيب شؤونها الداخلية، لكنهم يقولون إن من سيتم اختياره في النهاية كخليفة للسنوار قد يكون مؤشرا واضحا.

وإذا تم استبدال السنوار بشقيقه ومساعده الأيمن محمد، فإنهم يتوقعون أن تحاول المجموعة التمسك بمواقفها المتشددة. ومع ذلك، يعتقد المسؤولون أن ترقية مسؤول رفيع المستوى داخل الجناح السياسي لحماس قد تكون علامة إيجابية لمستقبل المفاوضات.

قالت: "إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتطلب تأمين التعاون ليس فقط من جانب حماس، بل من جانب الحكومة الإسرائيلية أيضاً، حيث يصر نتنياهو أن الحرب "لم تنته بعد"

ويقول جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي، ونائب ضابط الاستخبارات الوطنية الأميركي السابق للشرق الأدنى، إنه في حين أن وفاة السنوار قد تقدم فرصة "لإغلاق أحد أكثر الفصول إيلاما في تاريخ إسرائيل الحديث"، إلا أنها لن تفعل الكثير لحل الصراعات الإقليمية الأخرى في البلاد.

ويضيف أنه "من المؤكد أن وفاة السنوار لن تدفع إسرائيل إلى تغيير مسارها ورفض توجيه ضربة لإيران ردا على هجومها الصاروخي الباليستي في الأول من أكتوبر ، حتى لو جاء ذلك في وقت تجري فيه مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق في غزة، وإن ضرورة ضمان إعادة إرساء الردع لم تكن ذات أهمية أكبر من أي وقت مضى بالنسبة لإسرائيل".

"نيويورك تايمز: ما مصير جثة السنوار؟

وحول مصير جثة السنوار، الذي قام الاحتلال بإخفائها في ثلاجة موتي سرية، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، 18 أكتوبر 2024: "يبقى مصير الجثة غير واضح حتى الآن،.. فلم تعلن إسرائيل ما إذا كانت ستحتفظ بالجثة لاستخدامها في أية صفقة تبادل محتملة مقبلة، أو ما إذا كان سيتم دفنها بطريقة أخرى، أو إعادتها إلى حركة حماس".

وذكرت الصحيفة، نقلا عن خبراء، أن فكرة استخدامها ضمن عملية تبادل مسألة "غير مرجحة"، نظرا لأن "المسؤولين في إسرائيل لا يريدون لمكان دفن الجثمان (في الأراضي الفلسطينية) أن يصبح مزارا".

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جون بي ألترمان، للصحيفة: "أعتقد أنه سيتم دفنه بمكان سري غير معلن"، مشيرا إلى أنه "حينما قتل (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن، حظي بجنازة كريمة على الطريقة الإسلامية". وكانت قوات أميركية قد ألقت جثمان بن لادن في البحر، بعد اتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية.

 وأوضح ألترمان أنه "من المرجح أن يكون موقع دفن السنوار في إسرائيل، حيث يرغب الإسرائيليون في تجنب فكرة ادعاء أنصاره (السنوار) بأنه دفن كشهيد في الأراضي الفلسطينية"

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد أشارت في تقرير لها، 18 أكتوبر 2024 إلى أنه "حتى اللحظة ليس من الواضح كيف سيتم التعامل مع جثة السنوار "وما إذا كان سيتم استخدامها كورقة للمساومة في أية مفاوضات مستقبلية"، في إشارة إلى محاولات الوصول إلى صفقة لإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.