حرب الصورة في "طوفان الأقصى".. كتائب القسام تهزم الكيان الصهيوني
السبت - 25 نوفمبر 2023
- الاحتلال فشل في "حرب الصورة".. والعالم سخر من متحدثيه العسكريين بعد "فبركة" صور من مستشفى الشفاء
- "حماس" نجحت في قلب المعادلة بفيديوهات اقتحام المستوطنات وتفجير الدبابات والمدرعات من نقطة صفر
إنسان للإعلام- خاص:
في حرب الصورة والكلمة، أثبتت المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام، تفوقها -بمراحل- على إعلام الاحتلال الصهيوني الذي يلجأ إلى الكذب و"فبركة" البيانات، دون أن يقدم دليلا مقنعا على ما يقول.
ورغم امتلاكه الإمكانيات التكنولوجية، وتمويل مليارديرات يهود العالم حملات إعلامية لتبييض صورته والتغطية على جرائم الحرب البشعة التي يقوم بها، خسر الكيان الصهيوني "حرب الصورة"، ما انعكس على تظاهر ات الملايين في العالم ضده.
ومنذ بداية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، حاول كل طرف تسخير قوة الصورة للتأثير على الرأي العام، لكن الغلبة ظهرت منذ البداية لصالح المقاومة الفلسطينية، حيث شكل التصوير جزءاً مهماً من عمليات كتائب عز الدين القسام، فكسب الفلسطينيون معركة الصورة، وبات المتحدث العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" أشبه بأبطال السينما التاريخيين الذي ينتظره الجميع أمام الشاشات ليزف لهم أنباء الانتصارات واحدا تلو الآخر.
تسجيل جنود القسام بكاميراتهم صور اقتحام حصون الجيش الصهيوني، الذي تخشاه أنظمة عربية، واقتيادهم للأسري، وتوثيق تدمير الدبابات والآليات، وظهور مصداقية رواياتهم، أكسبهم هذه الحرب مبكرا.
بالمقابل أصبحت صور جرائم الاحتلال في محاصرة المستشفيات، وقتل الأطفال غير مكتملي النمو بقطع الكهرباء والاكسجين والوقود عنهم، واستخدام أسلحة محرمة، عنوان فشلهم الأكبر في حرب الصورة.
الاحتلال يخسر "الصورة"
في موقع "قناة N12"، قال المحلل الصهيوني "تامير هيمان"، 13 نوفمبر2023: "ترغب إسرائيل في تحقيق ثلاثة أمور من العملية العسكرية: استبدال سلطة "حماس" بأُخرى، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، واستعادة المخطوفين، حتى تستعيد الشعور بالأمان، وترمم مكانتنا العسكرية في الشرق الأوسط".
لكنه اعترف بصعوبة هزيمة كتائب القسام، أو استعادة المخطوفين دون صفقة تبادل، واعترف أيضا بخسارة معركة الصورة.
دلل على هذا بالضغط الدولي المتصاعد، والاحتجاجات المناهضة للحرب، قائلا إن "عقارب الساعة تدق، والوقت آخذ في النفاد".
والحقيقة أن عدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه دفعه للسعي للتركيز على "لقطات" في غزة يحاول بها ترميم صورته وإظهار انتصاره في حرب الصورة، لكنها جاءت بنتائج عكسية.
مثلا: حاول تسجيل صورة نصر من غزة بالسيطرة على "المجلس التشريعي الفلسطيني" والتقاط جنوده صورة داخل المجلس، وصور أخري لاستجمام جنوده أمام بحر غزة للتهيئة للهدنة التي باتت مؤكدة ثم الانسحاب.(تغريدة للمتحدث العسكري الصهيوني تدلل على ذلك)
لكن الصحفي الفلسطيني المقيم في غزة، عبد الغني الشامي، أكد أن "هذه محاولة فاشلة من الاحتلال "يحاول من خلالها تصدير صورة انتصار للجمهور الإسرائيلي".
ونبه إلى أن هذه الصورة لجنود الاحتلال داخل البرلمان الفلسطيني، "وضعتها كل الصحف العبرية على الصفحات الأولى للاستعراض"، ما يوضح الهدف منها.
أوضح أن جيش الاحتلال يزعم أنه سيطر على مقر المجلس التشريعي وشركة الكهرباء ومجمع أنصار والجوازات ومقر شرطة الرمال (العباس) وكلية التدريب الأمني والعسكري لحكومة حماس والعديد من المقرات الحكومية والأمنية.
"لكن الحقيقة أن هذه كلها مواقع في غرب غزة تم إخلاؤها منذ بدء الحرب من قبل مقاتلي القسام وحكومة حماس، لأنها تتعرض للقصف، ولا تعني السيطرة عليها شيئا، كما أنهم لم يمكثوا فيها لمخاوف أمنية"، وفق "الشامي".
ونشر الناشط السيناوي د. حسام فوزي جبر، صورة لجنود صهاينة متحصنين بين 4 جرافات على شاطئ غزة، ويؤدون صلاة تلمودية، وقال في تغريدة، معلقا علة الصورة: "صورة .. جنود الاحتلال يؤدون صلواتهم على شاطئ بحر غزة الصورة ليست صورة نصر بقدر ما هي صورة رعب وكذلك صورة تعبر عن الحرب الدينية ورغم هذا مازال البعض يتفلسف ويقول بأنها ليست حربا دينية ومازال الغباء يلاحق أهله للأسف. (تغريدة حسام جبر)
وحين حاول الاحتلال استخدام "الصورة" لترويج أنه توجد أنفاق و"إرهابيين" في المستشفيات، وتنقل من كذبة إلى أخرى واختلق الأحداث، وقع في فخها، لأنه تجاهل أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التحقق باتت قادرة على كشف زيف ادعاءاته.
أيضا حاول إخراج صورة لمسن فلسطيني يسانده جندي إسرائيلي لادعاء مساعدتهم للنازحين، لكن الجندي قام بقتل المسن بشير حجي (79 عاما) بعد ذلك مباشرة، حسبما قالت عائلة الشهيد! (تغريدة في حساب الجزيرة على موقع إكس)
وقبل هذا حاول الصهاينة الترويج لأكذوبة وهمية هي قطع حماس رؤوس أطفال "إسرائيليين"، لكنهم فشلوا في تقديم صورة واحدة تثبت ذلك، ثم تبين زيف وكذب الواقعة كلها؛ ما شكل نقطة في مباراة الصورة لصالح المقاومة.
وحاول الاحتلال مجددا تحقيق "لقطة انتصار"، بالزعم أن المستشفيات هي مقار المقاومين والرهائن، لكنه فشل في إثبات ذلك، لترتد عليه في شكل هزيمة في حرب الصورة، تعكس فشلا استخباريا جديدا.
وظهر المتحدثون باسم جيش الاحتلال بصورة بائسة يكذبون، وهم يحاولون أخذ لقطات في غزة يربحون بها حرب الصورة وحفظ ماء الوجه كمبرر للدمار الذي فعلوه، لكن تولى كشف أكاذيبهم الإعلاميون الصهاينة قبل الفلسطينيين.
مستشفيات وحضّانات "إرهابية"!
كانت الخسارة الفادحة الأكبر للاحتلال في" حرب الصورة" هي تصوير وبث ما جرى من قصفهم مستشفيات غزة ثم حصارها وقطع الكهرباء والوقود عنها، وتراكم الجثث ودفن بعضها في فناء المستشفيات، ثم طرده الأطباء والمرضي بالقوة، ما زاد ضغوط العالم وأظهرهم كبرابرة.
وجاءت قضية الأطفال المبسترين (الخدج الذين ولدوا قبل الموعد الطبيعي)، ومات قرابة 6 منهم (من أصل 39 طفلاً في مستشفى الشفاء)، بسبب قطع الاحتلال الكهرباء عن الحضانات، واضطرار أطباء المستشفى لجمعهم في سرائر عادية وإحاطتهم بورق رقائق الألومنيوم (الفويل) لتدفئتهم بدل أن يموتوا من البرد، لتدمر ما تبقي من صورة للاحتلال، بعدما نشرت صحف عالمية تفاصيل الفضيحة.
صحيفة "إندبندانت" البريطانية قالت، 13 نوفمبر 2023: "الأطباء في مستشفى الشفاء يستخدمون "ورق الفويل الألمونيوم" لإنقاذ حياة عشرات الرضع بعد توقف الحاضنات عن العمل؛ لمنع الاحتلال الذي يحاصر المستشفيات بالدبابات، الكهرباء والوقود لتشغيل المولدات".
قالت: "يجمعون كل 8 أطفال ناقصي النمو في سرير عادي ويحيطون كل سرير بورق الألومنيوم ليظل الأطفال دافئين ولا يموتون من شدة البرد".
وحين حاول جيش الاحتلال تحسين "الصورة" بالإعلان، 14 نوفمبر 2023، أنه "ينسق عملية نقل حضّانات إلى غزة" لتلافي موتهم، عبر بيان مرفق بفيديو لجندية تقوم بإنزال حضانات من سيارة، كشف الأطباء أنها أكاذيب، وزادت الواقعة من تدهور صورة المحتل. (الصورة الكاذبة)
حاول المحتل مرة أخري نشر فيديو لموظفة "إسرائيلية" خلفها حضانة أطفال تقول: "حربنا ليست مع أهل غزة، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، والمساعدة في الإخلاء، وتسهيل نقل الإمدادات الطبية والغذاء"!(الفيديو الكاذب)
أيضا نشر حساب "بريطانيون يهود من أجل إسرائيل" على تويتر صورة، يزعم أنها لجنود إسرائيليين يعتنون بأطفال فلسطينيين داخل مستشفى الشفاء، وكشف نشطاء أنها داخل مستشفيات داخل الكيان المحتل وليست في غزة.(التغريدة)
وأثار ذلك سخرية نشطاء على مواقع التواصل من كل أنحاء العالم، لأن جيش الاحتلال يحاصر المستشفيات ويقتل المرضي والأطفال وكل من يحاول الخروج. (تغريدة بكاريكاتير ساخر)
ثم جاء اقتحام مستشفى الشفاء بالكامل، يوم 15 نوفمبر 2023، لإثبات ادعاءات الاحتلال بوجود أنفاق وأسري "إسرائيليين" ومكاتب لقيادات حماس وذخيرة، ليصبح ثالث فشل استخباراتي للكيان منذ 7 أكتوبر، جعله يخسر حرب الصورة، رغم محاولات سلطات الاحتلال إثبات أن المستشفى استخدمته حماس. (الجزيرة مصر- أطباء ومصابون يختنقون بسبب غازات القذائف التي أطلقها جيش الاحتلال)
وكان الفشل الاستخباراتي الأول متمثلا في عدم رصد عملية اقتحام يوم 7 أكتوبر 2023، التي انهار فيها الجيش الصهيوني، والثاني فشل قوات الاحتلال في العثور على خريطة الأنفاق تحت الأرض أو اقتحامها.
حيث فشل الاحتلال في تأكيد الرواية القائلة بأن المستشفيات، خاصة "الشفاء" بها ثكنات عسكرية مكان احتجاز للرهائن، لتبرير عملية التطهير وإبادة الفلسطينيين وطردهم من قطاع غزة، وقصف المستشفيات في عمل إجرامي نادرا ما تسجله الحروب.
واعترفت إذاعة الجيش الصهيوني، 15نوفمبر 2023، إنه "لا مؤشر على وجود أسرى إسرائيليين بمستشفى الشفاء في مدينة غزة"، ونقلت عن الجيش قوله: "لا يوجد ما يشير إلى وجود مختطفين داخل المستشفى"!
وهكذا بدلا من أن تسجل بالصورة والفيديو انتصارا وهميا، أثبتت أمام العالم خسارتها حرب الصورة لصالح الفلسطينيين مجددا، بعدما تبين خلو المستشفى من قيادات حماس، وأنه لا يضم ذخيرة حربية ولا مكاتب للتخطيط سوى ما اخترعه الاحتلال من أكاذيب.
وكي لا يخسر المزيد في حرب الصورة، بعدما صور الأطباء والعاملين بالمستشفيات وقائع الجرائم الصهيونية من تفجير حجرات الأدوية واعتقال مرضي، قام جنود الاحتلال بسحب الهواتف المحمولة للطواقم الطبية الموجودين داخل مستشفى الشفاء، حسبما ذكرت مراسلة قناة "الحرة" في غزة.
ورغم تنقل الاحتلال من كذبة إلى أخرى واختلاق أحداث، فقد وقع في فخها، لأنه تجاهل أن الكاميرات ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التحقق، باتت قادرة على كشف زيف ادعاءاته، التي كان آخرها اتهام "أيام الأسبوع بالإرهاب".
علم الإبادة الجماعية
وانتهي الأمر بجنود الاحتلال لادعاء النصر برفع علمهم، علم الإبادة الجماعية، فوق مستشفى مليء بالأطفال المحتضرين والمرضى، لانتزاع صورة أي نصر، ثم طرد المرضي واخلاء المستشفى لفبركة صور عن أن الشفاء كانت مقرا لحماس والأسري! (فيديو)
ولم يسلم من هذا "أوفير جندلمان"، مدير مكتب نتنياهو، الذي حاول اللعب على وتر اقتحام أنفاق المقاومة الفلسطينية بحثا عن أي صورة نصر، ونشر فيديو زعم أنه لـ "كلاب هجومية تابعة للقوات الإسرائيلية تلاحق حماس داخل أنفاقهم وتقهرهم"!؟
لكن الصحفي الصهيوني "يوآف زيتون" نشر الفيديو نفسه وقال ساخر: "لا أعرف من هو المسؤول الإسرائيلي الذي يوزع هذا الفيديو"، مؤكدا: "بحثت عنه وتبين أنه جزء من تدريبات من سنوات سابقة ولا علاقة له بحرب غزة!" (تغريدة يوآف زيتون)
ولأنهم خسروا حرب الصورة في المستشفيات، فكان من الطبيعي أن يكذبوا ويروجوا لأي أكاذيب، اعتمادا على أنهم منعوا التصوير بعد احتلال مستشفى الشفاء، وسحبوا موبايلات الطاقم الطبي، ولم يعد هناك سوى الصورة التي يريدونها.
وسخر نشطاء عرب من نشر الاحتلال صور لأسلحة موضوعة بشكل مرتب للغاية وادعاء العثور عليها في مبنى بمستشفى الشفاء، مؤكدين أنه نفس أسلوب أجهزة الأمن في دول استبدادية عربية، مثل مصر، في تلفيق التهم لأبرياء.
واستبق القيادي في حماس، عزت الرشق، أكاذيب الاحتلال بقوله: "لا نستبعد أن يقوم الاحتلال بالتلفيق وعمل مسرحية ووضع أسلحة وعتاد بـ مستشفى الشفاء لتبرير جريمته". (الجزيرة مباشر)
هذا الفشل الصهيوني تبعه فشل أمريكي في إثبات وجود حماس داخل المستشفيات رغم ترويج واشنطن للأكاذيب الصهيونية، فحين طُلب من المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان يقدم دليلا أن حماس موجودة في مستشفى الشفاء، حاول التهرب ثم قال إنه "سمع أخبارا تقول هذا"! (تغريدة من حساب سمر جراح)
كيف ربح الفلسطينيون؟
شكلت الصورة جزءاً مهماً من عملية "طوفان الأقصى"، لذلك وصفت هذه العملية بأنها تُشكل اختراقاً غير مسبوق، وصدمة لآلة الحرب "الإسرائيلية"، بكامل عتادها ومنظومتها الحربية والاستخبارية والسياسية.
إعلام المقاومة استطاع اختراق الصورة النمطية المغروزة في وعي الاحتلال والعالم عن فلسطيني أعزل في مواجهة دبابات العدو وجنوده، لا يملك في يده سوى علم فلسطين وفي الأخرى مقلاع.
وجعل الصهاينة والعالم يدركون أنهم جيش مقاوم فلسطيني متكامل مُدرب على أعلي مستوى، وصنع سلاحه بنفسه، وبالتالي لا يمكن هزيمته بسهولة.
لم ترصد كاميرات جنود القسام المحمولة معالم الخوف والرعب على وجوه جنود الاحتلال فحسب، بل شكلت صور انتزاع بعضهم من دباباتهم وسحبهم كالخرق البالية أمام مرأى العالم صدمة نفسية وعقدة للاحتلال.
بل وصورت معالم انهيار الكيان الصهيوني، ما جعل كثيرين يربطون بين "طوفان الأقصى" واقتراب لعنة "العقد الثامن" أي زوال دولة الاحتلال قبل بلوغها عمر الـ 80 (حاليا 74 عاما).
كشفت حرب الصورة القسامية قدرات الصهاينة الواهية، بعد تصوير أسر بعض جنرالات العدو وجنود نخبته من مخابئهم وثكناتهم.
وذلك دون أن يستخدموا في اختراقها مدرعات أو طائرات حربية وإنما أسلحة بسيطة للغاية، مثل الطائرات الشراعية، والزوارق البسيطة، والدراجات النارية، وقليل من العربات المدنية!
لذلك يرى الكاتب "بديع صنيج" في موقع "الميادين"، 16 أكتوبر/تشرين أول 2023 أن "حرب الصورة هذه المرة قلب بها الإعلام المقاوم المعادلة".
في بداية الحرب، كان هدف الكيان أن يبين للعالم – بالصورة-أنه "ضحية اعتداء عليه"، وتصوير مقاتلي القسام علي أنهم "دواعش" لشيطنتهم إعلاميا، وتصويرهم كحركة إرهابية لا "مقاومة"، وأنها تواجه هجمة شبيهه بما واجهه الغرب من جانب تنظيم الدولة.
هدفت بذلك لضمان التعاطف الغربي معها، وتبرير سلوكها الهمجي في تدمير وسحق غزة وأهلها وتسويتها بالأرض، حد الحديث عن ضربها بقنبلة نووية مثل هيروشيما وتهجير أو قتل كل من فيها، لكن المقاومة وصمود أهالي غزة ضد حرب التجويع والإبادة، وجرائم الحرب التي أرتكبها الاحتلال، والذي جرى بثه في صور وفيديوهات عدة، جعل حماس تحرك الضمير العالمي.
وتغير الرأي العام لتخرج مظاهرات واحتجاجات غير عادية، لا تطالب فقط بوقف إطلاق النار، بل وترفع شعار "من النهر للبحر" أي زوال "إسرائيل".
حشد إعلامي يهودي
لأنها خسرت حرب الصورة منذ اليوم الأول، وخسرتها أكثر بعد اتساع حجم الإبادة في غزة، تحرك مليارديرات اليهود في أمريكا وأوروبا لدعمها.
الملياردير الأمريكي في قطاع العقارات "باري ستيرنليخت"، حشد الدعم لحملة إعلامية ضخمة هدفها "تعزيز صورة "إسرائيل" وشيطنة حركة المقاومة" الإسلامية (حماس) للرد على تصاعد حملة التضامن العالمي للفلسطينيين.
قال: إن الحملة هدفها أن "تساعد إسرائيل على المضي قدما في ترويج روايتها عن الحرب"، بعدما بدأ العالم يتحرك لمناهضة العدوان الصهيوني في قطاع غزة.
هذه الحملة الإعلامية، التي أطلقت اسما مزيفا عليها هو "حقائق من أجل السلام"، هدفت إلى الحصول على تبرعات بملايين الدولارات من عشرات من أكبر الأسماء في العالم في مجال الإعلام والبنوك والتكنولوجيا، وفقا لموقع "سيمافور" الإخباري 9 نوفمبر 2023.
وقال "شتيرنليخت" إن الحملة تسعى إلى استعادة التأييد الشعبي لإسرائيل، من خلال نشر مقاطع فيديو على صفحات منصات التواصل الاجتماعي لإلقاء اللوم على حماس بالتسبب في محنة الفلسطينيين و"تفنيد مزاعم الجرائم الإسرائيلية".
وأكد موقع "سيمافور" إنه تم "مغازلة" أكثر من 50 مليارديرا تبلغ ثرواتهم مجتمعة نحو 500 مليار دولار، بينهم الرئيس السابق لشركة "غوغل" إريك شميدت، والرئيس التنفيذي لشركة "ديل" مايكل ديل، ورجل المال مايكل ميلكن، للمشاركة في "حملة تلميع "إسرائيل" وشيطنة حماس".
ما هي حرب الصورة؟
قديما، وعلى امتداد التاريخ، كان يقال "إن التاريخ يكتبه دائماً الطرف الأقوى"، لكن يبدو أن هذه المقولة انتهت صلاحيتها في زمن عولمة الصورة، ومواقع التواصل الاجتماعي.
في كل الحروب الصهيونية السابقة على قطاع غزة، وآخرها طوفان الأقصى، كان قادة وجنود الاحتلال لا يدركون أن كثيرا من الفلسطينيين والنشطاء والأطباء مسلحين بالكاميرات، والهواتف والمدونات الإلكترونية، وبالتالي يرصدون جرائمهم.
لهذا هُزم الاحتلال في حرب الصورة عدة مرات، وفشل فشلاً ذريعاً في منع وسائل الإعلام الجديدة من رصد وتصوير وبث جرائمه في مناطق عديدة، وهزمته كاميرات الموبايلات التي يحملها الفلسطينيون والصحفيون.
لم يكن حمل جنود القسام كاميرات فوق خوذاتهم لتصوير اقتحامهم المستوطنات وقتل جنود الاحتلال مجرد صدفة، بل يشير لخطة محكمة لربح "حرب الصورة" ضد الاحتلال وبث الرعب في صفوفه وخلخلته وهو ما حدث.
لقد تغير الأمر كثيرا بظهور "المواطن الصحفي" والكاميرا والموبايل والمدونة الإلكترونية التي توثق الحدث صوتا وصورا وحقائق.
وأصبحت التغطية الإعلامية، والصور المنقولة هي التي تصيغ الحرب، بل هي الحرب ذاتها، لأن الانطباعات التي تنشأ منها لا تؤثر في عموم المشاهدين فقط، بل تؤثر في أصحاب القرار أيضاً، كما يقول الكاتب عبد الرحمن الحبيب في مقال بموقع "إسلام ويب"، 14 أغسطس 2016.
ورغم محاولة دول كبري وإسرائيل استعادة سيطرتها على الصورة عبر نشر صور مزيفة لترسيخ حقائق مزورة من اختراعها كما حاول الاحتلال في مستشفيات غزة وكل منطقة دخلها، استمر فضحه بالكاميرا ومواقع التواصل، فلم يعد هناك ما يتم إخفاءه في حرب الصورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر التقرير:
مصادر أجنبية:
- Billionaires discuss $50 million anti-Hamas media blitz https://cutt.us/Tr5Vr
- Tin foil used to keep babies alive with incubators losing power at Gaza hospital – as tanks surround outside https://cutt.us/DeMi6
مصادر عربية:
- حرب السيطرة على الصورة https://cutt.us/Xo7jJ
- "مشاهد لن تُنسى".. كيف ربح الفلسطينيون حرب الصورة؟ https://cutt.us/X5QjN