في اليوم العالمي لحرية الصحافة| "طوفان الأقصى" يفضح القمع الصهيوني للحقيقة
السبت - 3 مايو 2025
إنسان للإعلام- خاص:
منذ الساعات الأولى لانطلاق المعركة، فرضت حكومة الاحتلال الصهيوني حصارًا إعلاميًا مشددًا على قطاع غزة، حيث منعت بشكل قاطع دخول الصحفيين الأجانب والدوليين إلى القطاع عبر معبر بيت حانون (إيرز)، وهو المنفذ الوحيد المخصص لعبور الأجانب والصحفيين.
وأعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها الصادر في نوفمبر 2023 أن "السلطات الإسرائيلية منعت بشكل متعمد وممنهج الصحفيين غير الفلسطينيين من دخول غزة، مما تسبب في حجب الحقيقة عن العالم"[1]
كما أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن "إسرائيل رفضت السماح لأي فريق إعلامي دولي بالدخول إلى غزة، إلا بإذن عسكري وتحت إشراف قوات الجيش، وهو ما يهدد استقلالية التغطية الإعلامية"[2]
الاستهداف المباشر للصحفيين
لم يكن المنع وحده وسيلة الاحتلال لحجب الرواية الفلسطينية، بل تعدى الأمر إلى الاستهداف المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، سواء بالقصف أو القنص أو تدمير مقارهم ومعداتهم.
ووفقًا لإحصائيات نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومنظمة "مراسلون بلا حدود"، فقد قُتل أكثر من 200 صحفي فلسطيني منذ بدء معركة طوفان الأقصى حتى مايو 2025، معظمهم في غارات استهدفت منازلهم أو أثناء أدائهم مهامهم الصحفية[3]
وقد وثّقت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في يناير 2024، أي بعد نحو شهرين من بدء "طوفان الأقصى"، أن "عدة هجمات إسرائيلية على الصحفيين الفلسطينيين قد ترقى إلى جرائم حرب، في حال ثبوت تعمد استهدافهم مع العلم بأنهم مدنيون يحمونهم القانون الدولي"[4]
دور الإعلام الدولي
أثار التعتيم الإعلامي والاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة موجة استنكار واسعة في أوساط الإعلام العالمي، إذ دعا اتحاد الصحفيين الدولي (IFJ) إلى فتح تحقيق دولي مستقل في مقتل الصحفيين الفلسطينيين [5].
كما أصدرت شبكة "الجزيرة" ومؤسسة "بي بي سي" ومجموعة "رويترز" بيانات تدين استهداف الصحفيين المحليين، وتحمّل "إسرائيل" مسؤولية سلامة العاملين في الحقل الإعلامي.
وفي السياق ذاته، عبّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن "قلقه العميق من تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين في غزة، وضرورة محاسبة المسؤولين عنها وفق القانون الدولي"[6]
بين المطرقة والسندان
في الوقت نفسه، تُظهر معركة "طوفان الأقصى" أن الصحفي الفلسطيني يواجه خطرًا مضاعفًا: من جهة يعمل في بيئة شديدة الخطورة، ومن جهة أخرى يُستهدف عمدًا لأنه يحمل الكاميرا والقلم، وهو ما يُعد نقطة سوداء في سجل حرية الصحافة العالمي.
وبحسب مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، تراجعت فلسطين إلى المرتبة 156 من أصل 180 دولة، فيما وُصفت "إسرائيل" بأنها "من الدول التي تفرض قيودا شديدة على التغطية الإعلامية خلال الحروب".
في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، لا يُمكن للعالم أن يحتفل بحرية التعبير بينما تُزهق أرواح الصحفيين في غزة بلا محاسبة، وتُحجب الحقيقة خلف جدران الحصار والنار.
إن معركة "طوفان الأقصى" لم تكن فقط اختبارًا للسياسة والعسكرة، بل كانت اختبارًا لضمير العالم تجاه حرية الكلمة.
المصادر:
[1] مراسلون بلا حدود – تقرير نوفمبر 2023
[2] نيويورك تايمز – تغطيات ميدانية أكتوبر 2023
[3] نقابة الصحفيين الفلسطينيين – بيانات دورية 2023-2024
[4] منظمة العفو الدولية – تقرير يناير 2024
[5] بيان اتحاد الصحفيين الدولي، نوفمبر 2023
[6] موقع الأمم المتحدة – بيان المفوض السامي لحقوق الإنسان، ديسمبر 2023