"واشنطن بوست": سقوط "الأسد" يزعزع استقرار الحكام المستبدين

الأربعاء - 18 ديسمبر 2024

  • لا يوجد مكان يتجلى فيه الخوف أكثر من مصر .. والأمر مرعب لنظام السيسي
  • رعب السيسي ناتج من قبول الغرب والخليج للتغيير في سوريا وخوفه من التخلي عنه
  • الدول العربية تخشى الإسلاميين وانتشار الديمقراطية.. وقد تحاول التأثير على مسار سوريا
  • الحكومات العربية ليس لديها خيار سوى التعامل مع هيئة تحرير الشام

 

إنسان للإعلام- وحدة الترجمة:

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن "سقوط الأسد بأيدي الثوار الإسلاميين يزعزع استقرار الحكام المستبدين في المنطقة"، لذا فهم خائفون، خاصة نظام عبد الفتاح السيسي.

قالت، في تقرير كتبته مراسلتا الصحيفة من القاهرة ودبي، يوم 14 ديسمبر 2024: "يشعر زعماء في دول مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية بالقلق من أن تؤدي الإطاحة بالأسد وصعود حكومة إسلامية إلى إثارة الاضطرابات في الداخل، وإلى إعادة مشهد الأيام الأكثر إثارة في الربيع العربي".

أضافت أن "لا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الخوف أكثر من مصر، حيث استولى عبد الفتاح السيسي على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013، وأطاح بحكومة الإخوان المسلمين المنتخبة بعد الربيع العربي".

وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين يشعرون بالغضب وبالإحباط بسبب ظروفهم، ويشاركون غضبهم بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن "الحماسة الثورية المتجددة، في منطقة لا تزال تحت حكم المستبدين، أثارت قلق الزعماء العرب، الذين استأنف العديد منهم مؤخرا علاقاتهم مع الرئيس السوري بشار الأسد".

أوضحت أن سفراء سبع دول عربية التقوا بممثلي القيادة الجديدة في سوريا، التي طمأنت السفراء بأنهم يريدون علاقات إيجابية معهم مؤكدين لهم "أنتم لستم في خطر"، أي دولكم، بحسب مسئول دبلوماسي عربي لـ "واشنطن بوست"، "ولكن القلق من حكام سوريا الإسلاميين الجدد ظل يحكم مواقف الأنظمة الاستبدادية العربية".

أشارت إلى أن أحد أسباب القلق وخوف هذه الأنظمة من ثوار سوريا هو "الجاذبية السياسية للحركات الإسلامية، التي شكل انضباطها وتنظيمها وبرامجها الاجتماعية الشعبية تهديدا دائما للحكام المستبدين في المنطقة"، حسبما يقول فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية للصحيفة.

يضيف: "لا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الخوف أكثر من مصر، حيث استولى عبد الفتاح السيسي على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013، وأطاح بحكومة الإخوان المسلمين المنتخبة بعد الربيع العربي".

وذكرت الصحيفة أن نفوذ سوريا المحتمل خارج حدودها هو ما يثير قلق دول مثل مصر، حيث سجن السيسي ما يصل إلى 20 ألف معتقل سياسي، وفقا للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية (أكثر من 60-80 الفا وفق منظمات حقوقية أخري).

وعلقت "مي السعدني"، المديرة التنفيذية لمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط ومقره واشنطن، على بث موقع إخباري تابع لجماعة الإخوان المسلمين مقطع فيديو لمحتجين يصرخون في وجه السيسي أثناء زيارته للنرويج، بأنه "التالي بعد الأسد".

وأكدت لواشنطن بوست أن "الأمر مرعباً بالنسبة لنظام السيسي الاستبدادي وهو يشاهد ما جرى في سوريا، ويعرف أنه، أيضاً، غير قادر على تلبية احتياجات مواطنيه".

وأرجع مصريون رعب السيسي، ليس فقط من انتصار الثوار الاسلاميين في سوريا، ولا من الشعب المصري، ولكن من قبول امريكا والغرب والخليج، على مضض، لهذا التغيير في سوريا، ما يعني أنهم سيتخلون عنه أيضا بسهولة لو حصلت ثورة ضده.

ونقلت "واشنطن بوست" عن هشام يوسف، وهو دبلوماسي مصري سابق، قوله: إن حصول هيئة تحرير الشام، وهي جماعة ذات تفكير مماثل للإخوان، على موطئ قدم في سوريا، "يشكل تهديدًا أيديولوجيًا ووجوديًا للسيسي".

أكد أن السعودية والإمارات تتقاسمان هذه المخاوف مع مصر، وسبق لهما أن قادتا الثورة المضادة في المنطقة في أعقاب الربيع العربي، باستخدام ثرواتهما الهائلة لإحباط الحركات الشعبية ودعم الحكومات الاستبدادية في البحرين ومصر وليبيا وتونس واليمن.

وتنقل "واشنطن بوست" عن محللين ومسئولين، أنه "رغم تحفظاتها، فإن الحكومات العربية ليس لديها خيار سوى التعامل مع هيئة تحرير الشام".

وتشير لاقتراب الدول العربية من سوريا بحذر، والسعي لفرض نفوذها "ولكنها تنتظر أيضا لمعرفة ما إذا كان من الممكن احتواء الاضطرابات التي تلت سقوط الأسد".

وفي تقرير آخر لـ "واشنطن بوست"، 15 ديسمبر 2024،  أكدت أن جيران سوريا العرب، الذين كانوا في طور تطبيع العلاقات مع الأسد، يراقبون التطورات بحذر، بسبب تولي إسلاميين قيادة سوريا.

ونقلت عن "فواز جرجس"، أن الدول العربية "تخشى الإسلاميين وانتشار الديمقراطية"، و"إذا نشأ نظام جديد في دمشق يجعلهم غير مرتاحين، فقد يحاولون التأثير على مسار سوريا من خلال دعم عملاء محليين".

و أكد تقرير آخر لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن "الأردن ولبنان والإمارات لا يريدون هيمنة الإسلاميين على سوريا".

ونقلت الصحيفة عن "دبلوماسيين عرب" أن الأردن ولبنان والإمارات، التي كانت تقيم علاقات ودية مع الأسد، "يسعون لضمان عدم هيمنة الإسلاميين على أي حكومة انتقالية قادمة، خوفاً من عودة التطرف في المنطقة".

لقراءة تقرير واشنطن بوست اضغط هنا