المسلمون فى جمهورية أجاريا
الأربعاء - 20 أكتوبر 2021
الموقع والمساحة:
أجاريا جمهورية جورجية تتمتع بالحكم الذاتي تابعة لجمهورية جورجيا..
تقع جمهورية أجاريا على الساحل الجنوبي الشرقي للبحرالأسود بين جورجيا وتركيا، يحدها من الشمال منطقة غوريا، ومن الشرق سامتسخه–جافاخيتي ومن الجنوب تركيا.
تتكون معظم أراضي أجاريا إما من التلال أو الجبال.
ومساحتها ثلاثة آلاف كيلو متر، وسكانها حوالي نصف مليون نسمة، وعاصمتها مدينة باتوم على ساحل البحرالأسود، وهي ميناء بترولي هام، يصلها خط أنابيب بباكو، وأغلب سكان أجاريا يعتنق الإسلام، وللأتراك العثمانيين جهد في هذا.
دخول الإسلام إلى أجاريا:
بدأ الإسلام ينتشر في أجاريا بعد أن أصبحت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 17, و قد بدأ عدد المسلمين بالازدياد خصوصا بعد عشرينيات القرن 19.
وعندما أجبر العثمانيون على ترك المنطقة لروسيا سنة 1878، هاجر حوالي 6000 مسلم من أجاريا بحثا عن مستقر في الدول المجاورة.
سنة 1921، و في خضم النزاع بين تركيا و الاتحاد السوفيتي، تأسست جمهورية أجاريا ذات الحكم الذاتي لحماية المسلمين بالمنطقة.. لكن منذ ذلك الوقت، بدأت نسبة الإسلام تتناقص شيئا فشيئا، إلى أن أصبحت الغالبية الدينية في أجاريا تابعة للكنيسة الجورجية الأرثوذكسية.
ويشكل المسلمون حسب التقديرات حوالي 40% من مجمل السكان في أجاريا، بتعداد بلغ 115,261 مسلما سنة 2002.. ولكن وصل اليوم حوالي نصف مليون مسلم ..
أجاريا تحت سيطرة روسيا القيصرية:
هيمن العثمانيون على أجاريا عام 1614.. واعتنق أهل أجاريا الإسلام تدريجياً في هذه الفترة.
ولكن بعد الحرب الروسية العثمانية (1877–1878)، خرجت روسيا منتصرة وأجبرت العثمانيين على التنازل عن أجاريا للإمبراطورية الروسية المتوسعة في معاهدة سان ستيفانو الموقعة في 3 مارس 1878، وصودق على هذا الضم في مؤتمر برلين. وشكلت أجاريا منطقة باطوم التي اندمجت في ولاية كوتايس. أصبحت مفترق طرق تجارية وشهدت طفرة صناعية، مدعومة بتطوير ميناء باطوم، المرتبط حاليا بباكو عن طريق السكك الحديدية وخط أنابيب النفط.
أجاريا تحت سيطرة جورجيا:
بعد احتلال مؤقت من قبل القوات التركية والبريطانية في 1918 – 1920، أصبحت أجارا جزءًا من جمهورية جورجيا الديمقراطية في عام 1920، بعد صراع عسكري قصير في مارس 1921، تنازلت حكومة أنقرة عن الإقليم لجورجيا بموجب المادة السادسة من معاهدة قارص بشرط توفير الحكم الذاتي للسكان المسلمين. وهكذا أصبحت أجاريا في 16 يوليو 1921، أي بعد خمسة أشهر من غزو الجيش الأحمر لجورجيا، الكيان الإقليمي الوحيد للاتحاد السوفيتي الذي تأسس على أساس ديني وغير عرقي، تحت اسم جمهورية أدجارا الاشتراكية السوفيتية المتمتعة بالحكم الذاتي (حتى عام 1937 كان الاسم أجارستان)، المرفقة إلى جمهورية جورجيا الاشتراكية السوفياتية، وبهذا بقيت أجاريا تحت لواء جورجيا، ولكن تتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي المحلي.
استقلال أجاريا:
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، أصبحت أجاريا جزءًا من جمهورية جورجيا المستقلة ولكنها منقسمة سياسيًا. لقد تجنبت الانجرار إلى الفوضى والحرب الأهلية التي عانت منها بقية البلاد بين عامي 1991 و 1993 .
وبعد ثورة الزهور عام 2003 والإطاحة بشيفرنادزه لصالح زعيم المعارضة الإصلاحي ميخائيل ساكاشفيلي، الذي تعهد بقمع النزعة الانفصالية داخل جورجيا..وفي ربيع عام 2004، اندلعت أزمة كبيرة في أجاريا حيث سعت الحكومة المركزية إلى إعادة فرض سلطتها على المنطقة.
ومع إنذار ساكاشفيلي باستعمال القوة والاحتجاجات الجماهيرية في باطومي ضد حكم أباشيدزه الاستبدادي، أُجبر زعيم أجاريا على الاستقالة في 6 مايو 2004، وبعد ذلك ذهب إلى المنفى في روسيا. بعد الإطاحة بأباشيدزه، قُدم قانون جديد لإعادة تعريف شروط استقلالية أجاريا.
وخلف ليفان فارشالوميدزه أباشيدزه رئيسًا للحكومة.
في يوليو 2007، نقل مقر المحكمة الدستورية الجورجية من تبليسي إلى باطوم.
في نوفمبر 2007، أنهت روسيا وجودها العسكري الذي دام لقرنين من الزمان في جورجيا بالانسحاب من القاعدة العسكرية الثانية عشرة في باطوم.
في أكتوبر 2012، بعد فوز الائتلاف المعارض "الحلم الجورجي" في الانتخابات التشريعية الوطنية والإقليمية، خلف أرتشيل خابادزي ليفان فارشالوميدزي كرئيس لجمهورية أجاريا المستقلة.
النشاط البشرى:
تمتلك أجاريا أرضًا جيدة لزراعة الشاي والحمضيات والتبغ. تتميز المنطقة الجبلية والغابات بمناخ شبه استوائي، حيث يتواجد العديد من المنتجعات الصحية. يعتبر التبغ والشاي والحمضيات والأفوكادو من المحاصيل الرئيسية. تربية الماشية مهمة أيضا. تشمل الصناعات تعبئة الشاي ومعالجة التبغ وتعليب الفاكهة والأسماك وتكرير الزيت وبناء السفن.
وتعتبر باطوم، عاصمة المنطقة، بوابة مهمة لشحن البضائع المتجهة إلى جورجيا وأذربيجان وأرمينيا غير الساحلية. يستخدم ميناء باطوم لشحن النفط من كازاخستان وتركمانستان. تتعامل مصفاة النفط الخاصة بها مع نفط بحر قزوين من أذربيجان والذي يصل عبر خط أنابيب إلى ميناء سوبسا وينقل من هناك إلى باطوم بالسكك الحديدية. عاصمة أجاريا هي مركز لبناء السفن وتصنيعها.
وتلعب السياحة دورًا مهمًا في الاقتصاد الأجاري. وهي سياحة ساحلية بشكل أساسي، بفضل المناخ ومتوسط درجة حرارة المياه بين 21 و 29 درجة مئوية حسب الموسم.
مسجد باتومي
يقع مسجد باتومى في مدينة باتومي وهو أقدم المساجد في هذه المدينة.
تم بناؤه على يد عائلة أصلان بك خيمشيشفيلي، وهي عائلة من نبلاء جورجيا المسلمين، وهو المسجد الباقي بين ثلاثة مساجد هي الأثرية الأقدم في باتومي، وقد دمر المسجدان الآخران إبان الحقبة السوفيتية.
يتميز المسجد بتصميمه المعماري العتيق، وهذا ما يجعله تحفة معمارية أوروبية مسلمة، أي خليط مميز ونادر من الهندسة المعمارية.
ويتميَّز بألوانه الورديّة، والخضراء، بالإضافة إلى الزرقاء، وتتزين جدرانه بالآيات القرآنية.
وفى عام 2016 اجتمع المسلمون في "جامع أورتا" بمدينة "باتومي" - ثاني أكبر مدينة في "جورجيا" - لجمع 12 ألف توقيع لدعوة الحكومة إلى إظهار بعض النوايا الحسنة والسماح لهم ببناء مسجد جديد.
وقد أُرسِلت العريضة إلى الرئيس، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، وحكومة جمهورية "أجاريا" المستقلة، ودبلوماسيين أجانب.
ويشير المشاركون في هذا الحدث إلى أنه تم تقديم العديد من الطلبات منذ أكثر من 25 عامًا، ولكن لم تُبدِ الحكومة أي رد فعل لحل المشكلة.
وتكمن المشكلة في عدم اتساع المسجد الوحيد في مدينة "باتومي" لجميع المصلين، ما يُجبرهم على الصلاة خارج المسجد في أجواء شدة البرودة وسط تساقط الثلوج في فصل الشتاء.
ويرى العديد من أبناء الجالية الإسلامية أن بناء مسجد جديد هو الحل الأمثل لتلك المشكلة، وأن إدخال توسعات جديدة لن تساعد على توفير فضاء يتسع لجميع المصليين، فضلاً عن إضرارها بواجهة المسجد وهندسته المعمارية
وضع المسلمين اليوم فى أجاريا:
أدى انهيار الاتحاد السوفيتي وإعادة استقلال جورجيا إلى تسريع نمو المسيحية في المنطقة، وخاصة بين الشباب. كما لا تزال هناك مجتمعات سنية مسلمة في أجاريا، ولا سيما في منطقة خولو. وفقًا للإحصاء الوطني الجورجي لعام 2014، يمثل المسيحيون الأرثوذكس حوالي 60٪ من السكان، في حين يمثل المسلمون نسبة 39٪. الباقون هم من المسيحيين الأرمن (0.3٪) وآخرون (3٪).
تواجد تركي مميز فى أجاريا:
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وإلى عام 2004 كان تواجد الأتراك في المنطقة نسبيا، وفي زمن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، الذي أنتهت فترته الرئاسية عام 2013، تم تقديم الجوازات الجورجية للأتراك بشكل واسع، وقال النائب السابق للبرلمان الجورجي ديمتري لورتكيبانيدزه "أصبحت مقاطعة أجاريا المتمتعة بالحكم الذاتي ساحة للتوسع التركي".
وقال النائب: "في أكتوبر 2012، عندما كنت عضواً في البرلمان، اتضح أنه لمدة شهر واحد فقط… بموجب مرسوم مباشر من رئيس جورجيا، حصل 2233 مواطنا تركيا على الجنسية الجورجية ".
وبحلول عام 2011، عندما تم الانتهاء من تحديث البنية التحتية الحضرية بأكملها، وإعادة إعمار المدينة القديمة وتوسيع الشارع الجديد، بدأت شركات البناء التركية الاستثمار بنشاط ، ودخلت سوق العقارات في باتومي بسرعة.
والمشترين هناك أغلبهم أتراك والعاملين أيضا أتراك.
كما استثمر الأتراك ببناء محطات الطاقة الكهرومائية في جورجيا.
وتعد تركيا ثاني دولة من حيث الاستثمار في أجاريا، يتم مشاركة المركزالأول بشكل غير متوقع بين النرويج والهند.
وبدأت تثار نعرات قومية جورجية عن خطرالوجود التركي فى أجاريا، وبدأ يستخدمها المرشحون كبرامج انتخابية لجذب الناخبين بشكل عام..بالرغم أن حجم التوسع التركي في أجاريا مبالغ فيه من قبل السياسيين والخبراء ليس إلا.