بعد الركود الدبلوماسي في ملف سد النهضة .. الهند تسعي لعرقلة مشروع قرار بمجلس الأمن بشأن سد النهضة.. و"عبد العاطي " يعترف بأن فقدان كل مليار متر مكعب من حصة مصر يؤدي إلى بوار 200 ألف فدان و يؤثر على 200 ألف أسرة ..  ومحللون مصريون: السيسي رفع الراية البيضاء أمام إثيوبيا في أزمة سد النهضة.. والسودان تتراجع عن تعضيد الموقف المصري

في تطور جديد بملف سد النهضة  كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد" عن تحركات مصرية لدى عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لمنع عرقلة مشروع القرار الذي تعتزم تونس تقديمه خلال الفترة المقبلة بشأن سد النهضة الإثيوبي، ويسعى للحفاظ على حقوق دولتي المصب مصر والسودان ، كما أكدت أن الهند تسعى لعرقلة مشروع قرار بمجلس الأمن بشأن "السد "..

 وقالت "المصادر" : هناك اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى جرت أخيراً بين المسؤولين المصريين ونظرائهم في دولة الهند..  في أعقاب تقارير بشأن استعداد نيودلهي لعرقلة مشروع القرار الذي تسعى تونس للتقدم به ودعم موقف إثيوبيا  في مواجهة مصر والسودان.

وتضمنت الاتصالات مع الجانب الهندي عرضاً شاملاً للأزمة مع إثيوبيا..  والمحاولات المصرية لتقريب وجهات النظر للتوصل لحل سياسي وسلمي للأزمة  .. و تضمنت عرض الردود الإثيوبية على كافة المحاولات والوساطات الدولية لحل الأزمة، وما شملته من تعنت أديس أبابا

فيما طالب الجانب المصري - وفقا للمصادر ذاتها - المسؤولين في الهند  ببناء موقفهم بما يحفظ أمن وسلم المجتمع الدولي والذي تعدّ منطقة القرن الأفريقي إحدى ركائزه الأساسية.

وأضافت أنه أصبح واضح للنظام المصري ان أثيوبيا نجحت خلال المرحلة الماضية  في استقطاب كثير من دول العالم لموقفها .. وأن هناك تأثير كبير  للتحركات الذي قامت به الدبلوماسية الإثيوبية  ..  لذا تخطط مصر حاليا لزيادة التأثير على مواقف بعض الدول مثل روسيا، والصين، والجزائر.. وأن الخطة التحرك المصري الجديدة لن تكون في إطار رد الفعل فقط، ولكن تتضمن أيضاً جوانب خاصة بتحركات استباقية..

وأوضحت "المصادر" أن مصر صدرت للعالم مؤخرا صورة من خلال محاولات الهجرة غير النظامية عبر السواحل المصرية  .. كرسالة مصرية للأوروبيين من جانب المسؤولين عن إدارة ملف سد النهضة الإثيوبي بان نقص المياه سيدفع الملايين للتوجه صوبهم

يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات وزير الري المصري محمد عبد العاطي للآثار السلبية لنقص حصة مصر من المياه ..   أنه يترتب عليه فقدان فرص العمل في مجال الزراعة  ومن ثم تزايد محاولات الهجرة نحو أوروبا بشكل تصعب السيطرة عليه ..

وقال " عبد العاطي"في تصريحات متلفزة للجزيرة  : "هناك تحركات دبلوماسية بملف سد النهضة و لا يمكن الإعلان عنها إلا إذا كانت تأتي بنتيجة  .. والمبادرة الجزائرية ان   لم تأتِ بنتيجة  فلا جدوى منها".  

موضحا أن " القاهرة وضعت خططا استراتيجية لمواجهة الشح المائي جراء أزمة سد النهضة..  من بينها إقامة أضخم محطات في العالم لمعالجة المياه "

مؤكدا على أن هناك ضبابية واضحة في موقف أثيوبيا ..وأنها لا تفصح عن كمية استهلاكها من مياه النيل .. وأن التأثير بمقدار مليار متر مكعب على حصة مصر المائية يؤدي إلى بوار 200 ألف فدان  بما يؤثر على 200 ألف أسرة     

مشيرا إلى أن الأثيوبيين يحظون بنصيب الأسد من مياه النيل .. وما تستهلكه مصر معلن لكلّ العالم  وهو الحدّ الأدنى الذي يعيش عليه المصريون

من جانبهم اعتبر محللون مصريون أن السيسي عاجز أمام إثيوبيا في أزمة سد النهضة.. ورفع الراية البيضاء أمام مخطط أديس أبابا لحرمان مصر من حصتها التاريخية

وأن تصريحات السيسي التي أطلقها مؤخرا للمطالبة بضرورة التوصل لحل قانوني يرضي أطراف الأزمة الثلاثة .. لن يستجيب لها احد وأثيوبيا  ستقدم علي الملء الثالث منتصف العام القادم وهو الذي فرط في الأمن المائي لمصر منذ التوقيع على اتفاق 2015 بالخرطوم

وقال خبير السدود د.محمد حافظ : " تصريحات السيسي للاستهلاك المحلي .. ومصر  دخلت  مرحلة الفقر المائي والسد الأثيوبي أصبح واقع بعد تفريط السيسي في حصة مصر التاريخية "

وقالت مصادر مصرية : " هناك تحركات من قِبل القاهرة  للسيطرة على الموقف السوداني الذي تراه متراجعاً بشأن ملف أزمة سدّ النهضة الإثيوبي .. والحكومة السودانية نجحت أخيراً في انتزاع فرصة من المكون العسكري في مجلس السيادة السوداني لإعادة ترتيب العلاقة مع إثيوبيا بشأن السد بالشكل الذي يضمن أكبر استفادة للخرطوم  وهو ما يعني إضعاف الموقف المصري في أي مفاوضات مقبلة"

وأشارت المصادر إلى ملامح التوجه السوداني الجديد وأنها تتمثل في فتح قنوات مع إثيوبيا لحلّ الجزئية الخاصة بتبادل البيانات والمعلومات بشأن تشغيل السد...  عبر آلية محكمة ودائمة بالطريقة التي لا تسّبب أضراراً للسودان  في مقابل حصول الخرطوم على امتيازات بشأن الحصول على كهرباء السد

وقد تواصل السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان  للتباحث حول  حول تغير موقف السودان .. وكلف رئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل، بزيارة إلى الخرطوم للتأثير علي موقف الخرطوم

فيما صدرت تعليمات سيادية مؤخرا  لوسائل الإعلام وكبار الكتّاب بعدم التطرق إلى أزمة السد في الوقت الراهن..  بسبب الموقف المتعثر في القضية  البلدين بشأن الأزمة