مشاركة متدنية جدا بالخارج| انتخابات الرئاسة المصرية.. حاضرة إعلاميا غائبة ميدانيا

الخميس - 7 ديسمبر 2023

  • جريدة "الشروق" تحذف خبرًا عن ضعف الإقبال في سفارة مصر بلندن وتنشر عكسه تماما
  • حشد ديني وإعلامي وسياسي لحث المواطنين على المشاركة وتهديد مباشر لموظفي الحكومة
  • صحف مستقلة تؤكد عزوف المواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية.. واستطلاع رأي: نسبة مؤيدي السيسي لا تتعدى 2%

 

إنسان للدراسات الإعلامية – وحدة الرصد:

انتهت مرحلة تصويت المصريين بالخارج، والتي أجريت على مدار ثلاثة أيام "١، ٢، ٣ ديسمبر ٢٠٢٣" في ١٣٧ سفارة وقنصلية مصرية بـ ١٢١ دولة حول العالم، ولم تعلن نسب إقبال الناخبين على التصويت في الخارج، كما لا توجد أي استطلاعات للرأي توضح اتجاه وأعداد الذين أدلوا بأصواتهم، وسط توقعات بتدني نسب مشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات الحالية بشكل غير مسبوق.

تأتي الانتخابات الرئاسية وسط جو عام خانق سياسياً وتدن لمستوى المعيشة بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة.

وعلى مدى الأيام الماضية، ضخّم الإعلام المصري الانقلابي المشاركة في انتخابات الخارج، وصور أن الناخبين شاركوا بالملايين ووصف العملية الانتخابية بـ"العرس الديمقراطي"، رغم أن المصريين بالخارج بالكاد يذكرون أن هناك انتخابات رئاسية.

إقبال ضعيف و أوامر بتزييف الواقع

وقد أظهرت تغطية التليفزيون المصري للانتخابات في الخارج ما بدا إقبالًا ضعيفًا، ونشر موقع "الشروق" في أول أيام التصويت بالخارج، خبرًا عن ضعف الإقبال في سفارة مصر بلندن، قبل أن يحذف الخبر لاحقًا. (الخبر المحذوف)

وسريعاً بدل الموقع ذاته الخبر بأخبار جديدة عن الاقبال الواسع على التصويت من المصريين بالخارج.ونشرت الشروق بعد حذف الخبر ما يشير إلى إقبال كبير، مثل: (إقبال كثيف من المصريين بالخارج في عدة دول خلال الساعات الأولى للتصويت في انتخابات الرئاسة)، نتخابات الرئاسة.. مشاركة فعالة للجالية المصرية في فرنسا)، وهو ما يعني أن أوامر صدرت بالحذف والاستبدال لتزييف الواقع.

ونشر موقع "الدستور" أن عملية الانتخابات تمت في هدوء وشفافية.("وى نيوز" تبرز هدوء وشفافية الانتخابات الرئاسية المصرية فى الخارج)، فيما ذهبت "صدى البلد" بعيدأ حيث نشرت تقريرا حقوقيا لـما يسمى بـ"ائتلاف نزاهة"  يشيد بالمرحلة الأولى من الانتخابات قالت فيه: العملية الانتخابية بالخارج كانت سلسة وبدون شكاوى.(تقرير حقوقي يشيد بالمرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية.. وهذه أبرز الملاحظات)

وهو المتوقع بالفعل لأن أغلب المصريين قاطعوا الانتخابات ومن ذهب للتصويت قلة قليلة تدعم السيسي لمصالحها.

كما نشر الموقع ذاته أن المصريين أقبلو على الانتخابات بشكل غير مسبوق رغم الظروف الصعبة التي عانى منها العالم، فقد كان الطقس سيئا جدا ودرجات الحرارة تقل عن الصفر لأول مرة في هذا العام.(الاتحادي الديمقراطي: الانتخابات المصرية فى الخارج كانت عرسًا ديمقراطيًا غير مسبوق)

كما نشر موقع "القاهرة الإخبارية" أن الاقبال على الانتخابات كان كبيراً في ألمانيا تحت عنوان ( انتخابات الرئاسة المصرية 2024.. الإقبال على التصويت خلال اليوم الأول بألمانيا كان كبيرا للغاية)

مرشح "منافس" يزعم حياد أجهزة الدولة

وذهب المرشح "الصوري" في مسرحية الانتخابات الرئاسية حازم عمر الى الإشادة بأجهزة الدولة في مرحلة الانتخابات.("اليوم السابع": المرشح الرئاسي حازم عمر: أجهزة الدولة التزمت الحياد.. ولا توجد أى عراقيل)، متجاهلاً الممارسات العقابية التي مورست على بعض المرشحين "الجادين" وإبعادهم عن السباق الرئاسي عنوة، مثل أحمد الطنطاوي أو جميلة إسماعيل.

تصريحات عمر ليست بالمستغربة فهو قد ترشح لإكمال صورة الانتخابات التعددية، فالمرشح نفسه الذي يعتبر الحزب الذي يمثله مؤيداً لحكومة السيسي قال إن تأييده للسيسي لا يمنع ترشحه وأن ذلك ضرباً من الدهاء السياسي.("الشروق": لميس الحديدي لحازم عمر: حزبك مؤيد للحكومة لماذا تترشح؟.. والمرشح: ذكاء سياسي).

المثير في تلك الانتخابات هو إصرار النظام المصري بكل أذرعه السياسية والإعلامية والدينية وحتى الحكومية على حشد المواطنين للمشاركة بكل السبل رغم عزوف المواطنين، فنشرت "صدى البلد": (وكيل القوى العاملة بالنواب: تأييد السيسي في انتخابات الرئاسة واجب وطني( ، (نائبة: المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب وطني..وتطالب بعدم الانسياق وراء دعوات المغرضين).

ونشر "اليوم السابع": (راعى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية: المشاركة في الانتخابات واجب وطنى)، ونشرت "الهيئة الوطنية للاعلام"(مجدي الألفي : التصويت في الانتخابات الرئاسية واجب وطني)

ونشر موقع "درب": (البابا تواضروس: المشاركة في الانتخابات الرئاسية تأكيد للمواطنة.. لا تصدقوا ما يُقال إن أحد المرشحين الرئاسيين “ناجح ناجح)” 

كيف تناولت المواقع المستقلة الانتخابات؟

في المقابل تناولت بعض المواقع المستقلة الانتخابات الرئاسية في صورتها الحقيقية فرصدت إجراء الانتخابات في جو من المقاطعة، ووسط تفاقم الأوضاع الاقتصادية التي من المتوقع أن تؤدي إلى إجراءات تقشف مؤجلة لما بعد الانتخابات.

على سبيل المثال، نشر موقع "القدس العربي" عن استعداد السيسي لولاية ثالثة وسط التضخم المرتفع وقال: بمجرد انتهاء التصويت، سيراقب المحللون عن كثب التدابير التقشفية التي يعتقدون أنه تم تأجيلها بسبب الانتخابات ويمكن أن تكون بداية لترتيب أوضاع النظام المالي لمصر. وسيكون ذلك تحدياً كبيراً.("القدس العربي": السيسي يستعد لولاية ثالثة وسط تحديات التضخم المرتفع وتراكم الديون وإجراءات التقشف المؤجلة لما بعد الانتخابات)

ونشر موقع "الحرة": (وسط أزمات السكر والدولار والكهرباء.. السيسي يستعد للولاية الثالثة)، موضحا أنه رغم المشكلات الاقتصادية تبدو الطريق ممهدة لفوز عبد الفتاح السيسي بولاية ثالثة، وسط تهميش أو سحق حركات المعارضة الموثوق بها وانشغال أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان بالحرب في غزة.

وعن عدم اهتمام الجالية المصرية بالخارج بالانتخابات جاء في تقرير لموقع "عربي ٢١" بعنوان:(لماذا سقطت انتخابات الرئاسة من حسابات المصريين في الخارج؟) "إن البعض تفاجأ بالانتخابات الرئاسية التي توارت خلف أخبار حرب الإبادة التي تجرى في قطاع غزة، ووصفها البعض الآخر بأنها أجريت في صمت ولم ينتبه لها الكثيرون".

أضاف التقرير، على لسان السياسي المصري المعارض في بريطانيا، محمد سودان: "لا أظن أن هناك أي مؤشرات على أن هناك انتخابات رئاسية مصرية في الخارج سوى فيديو من السنغال لمواطنين سنغاليين أمام مقر السفارة بأعلام مصرية في مشهد فج عن طبيعة الانتخابات".

"لندن خلت من أي مظاهر للانتخابات سوى من بعض أنصار النظام والمؤيدين والمنتفعين من أجل الظهور في الصورة أمام الكاميرات، وغير ذلك لا يوجد أي اهتمام بالحدث على أي مستوى".

كما نشر "عربي ٢١" تقريرا بعنوان: (استطلاع رأي يؤكد أن نسبة مؤيدي السيسي برئاسيات مصر أقل من 2 بالمئة، أبرز فيه النسبة المتدنية لمؤيدي السيسي في الانتخابات، قائلا: "كشف استطلاع رأي، هو الأحدث في مصر، عن نسبة تأييد متدنية جدا للسيسي في الشارع المصري، ففي الدراسة التي قام بها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام" تكامل مصر" وخص "عربي21"، بنشر نتائجها، بلغت نسبة مؤيدي السيسي من المصريين نحو 1.9 بالمئة.

ونشر موقع "نون بوست" تقريرا عن حسم نتائج الانتخابات قبل بدئها، بعنوان: ( كيف حسم السيسي نتائج الانتخابات الرئاسية قبل أن تبدأ؟)، جاء فيه: "خارطة المرشحين النهائية تشير إلى أن فكرة المنافسة باتت شبه معدومة، في ظل الفوارق الكبيرة بين السيسي ومنافسيه"

وتحت عنوان حزب العيش والحرية يقرر عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية: نحذر من عواقب استمرار مشهد الانتخابات المسرحي وانعكاساته على كل المستويات)، نشر موقع "درب" بيانا لحزب العيش والحرية يعلن فيه مقاطعته للانتخابات، وقال فيه: "من جديد يبدو أننا أمام إعادة إنتاج مشهد انتخابات الرئاسة عام 2018 وهو الأمر الذي حذر منه الحزب في أكثر من موقف"

كما نشر الموقع ذاته عنوان يقول: (التحالف: عملية شكلية لا تتيح اختيار سياسات بديلة)، كشف فيه مقاطعة حزب التحالف للانتخابات، حيث قال الحزب إن "الانتخابات لم تنجح في استقطاب الاهتمام الواجب لا شعبيًا في الداخل ولا دوليًا، بسبب عدم توفر ضمانات النزاهة والتنافسية الحقيقية".

تناقضات التغطية للانتخابات بالخارج

وتناول موقع "الأخبار" اللبناني تناقضات التغطية للانتخابات بالخارج، تحت عنوان (الانتخابات المصرية على الشاشات... كلّ حاجة وعكسها)، حيث قال: "جاءت تغطية «الشاشات السيساوية» لانتخابات الخارج مليئة بالمهازل التي ستتكرر بدءاً من الأحد المقبل. سيدات فاقدات للوعي السياسي يصنّفنه بـ «عزيز مصر»، ومشهد مؤثر لمواطن مصري في الكويت يقصد السفارة واضعاً جهاز تنفّس اصطناعي. مع ذلك، لم تفلح الصور في تأكيد الإقبال، ما يزيد من مشقّة مهمّة القنوات في نهاية الأسبوع الحالي.

ونشر موقع "عربي بوست": (سنغاليون يهتفون للسيسي أثناء تصويت مصريين في الانتخابات الرئاسية بسفارة مصر بالسنغال.. ونشطاء يسخرون)، مظهرا صورة لمواطنين سنغاليين يقفون في طوابير الاقتراع ويهتفون للسيسي وردود فعل نشطاء".

وفي تقرير لموقع "الخليج الجديد" قال إن بعض الشخصيات الرئيسية في أحزاب مدنية مثل حزب المحافظين يرون أن الرأي العام فقد الاهتمام بالانتخابات لشعوره بأن الأمور مرتبة وأن النتيجة موضوعة مسبقا وغير قابلة للتعديل. ("الخليج الجديد": حرب غزة تطغى على رئاسيات مصر.. مرشحون غائبون وانتخابات بلا ضجيج أو دعاية)

كما نشر الموقع ذاته: (مصر.. الانتخابات الرئاسية تنطلق 1 ديسمبر والمصريون يكادون لا يذكرونها) ، وقال: "فقد المصريون اهتمامهم بتلك الانتخابات بعد تعطيل ترشح أحمد الطنطاوي، المنافس الوحيد الذي كان ينظر إليه بجدية لمواجهة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، واقتصار المنافسة على مرشحين دفعت بهم الأجهزة السيادية، بما في ذلك فريد زهران الذي جاء قرار ترشحه بعد طلب مباشر من قيادات أمنية، مقابل بعض الإجراءات بينها الإفراج عن بعض المعتقلين"

وجول مقاطعة شخصيات عامة للانتخابات، نشر موقع "ذات مصر": مش هنتخب.. نجيب ساويرس يعلن «مقاطعة» الانتخابات الرئاسية المقبلة).

كما نشر موقع "العرب" اللندني الممول إمارتيا:(غياب المعارضة عن الانتخابات يقوض البديل الديمقراطي في مصر)، وقال: "أصدرت تسعة أحزاب، من بين 12 حزباً داخل الحركة، بياناً مع بدء الحملات الانتخابية مطلع الشهر الماضي، أعلنت فيه عدم دفعها بأي مرشح رئاسي، وأن “الانتهاكات” التي صاحبت إجراءات الترشح وأهدرت ضمانات الحياد وقواعد المنافسة حولت الانتخابات إلى “استفتاء مقنّع”.

كما نشر الموقع ذاته تحت عنوان (ضعف المشاركة هاجس أمام انتخابات الرئاسة المصرية)، ما يشير إلبى خوف النظام المصري من ضعف الاقبال على التصويت، فقال: "وتبدو قلة حضور المواطنين في الانتخابات الحالية أمرا منطقيا، وقد لا تنشغل بها جهات مقتنعة بأن الخطر الذي تواجهه البلاد أكثر تأثيرا من انتخاب رئيس جديد".

كما هو واضح من التقارير والمنشورات السابقة، يعتبر المصريون نتائج تلك الانتخابات محسومة ولا داعي لعقدها توفيرا للنفقات، مطالبين النظام بتوجيه تلك الأموال إلى حل مشاكل المصريين، فهي تعتبر ثالث انتخابات محسومة مسبقاً لمصلحة السيسي الذي يضمن فوزه فهو لم يطرح إلى اليوم أصلاً أي برنامج انتخابي.