الإعلام الأمريكي يهاجم نواب "الكونجرس" المدافعين عن فلسطين!

السبت - 28 سبتمبر 2024

  • شبكة "CNN" نسبت تصريحات مكذوبة للنائبة رشيدة طليب لتحجيم دعمها لغزة
  • موظفو "CNN" هاجموا تحيز الشبكة المستمر لصالح إسرائيل ومعاداة الفلسطينيين

 

إنسان للإعلام- قسم الترجمة:

يلعب الإعلام الأميركي، الممول في كثير من الأحيان من جهات صهيونية، دورا في تشويه أخبار الحرب في غزة ولبنان، وتشويه مواقف نواب أميركيين معارضين للإبادة الصهيونية في غزة باتهامهم بمعاداة السامية.

وفي سبيل التضييق على من يعارضون إسرائيل وفرض حصار عليهم، تختلق وسائل الإعلام تصريحات وتنسبها لنواب أميركيين معارضين للإبادة الجماعية في غزة  ثم تتهم هؤلاء النواب بأنهم معادون للسامية، ضمن حملات لإسقاط هؤلاء النواب في الانتخابات.

كمثال، تعرضت النائبة الأمريكية الفلسطينية الأصل "رشيدة طليب" لـ "التشهير" من جانب شبكة "CNN" ومواقع صحفية يهودية أمريكية منها "جويش انسايدر" ونسبوا لها تصريحات لم تقلها، وانتقد كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي انتشار هذه المعلومات الكاذبة مما يسمي "الإعلام الحر المحايد الأميركي"!

هذه الصحف الأمريكية ادعت أن عضو الكونغرس الأمريكية رشيدة طليب زعمت أن "المدعية العامة لولاية ميشيغان دانا نيسل تلاحق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة ميشيغان لأنها يهودية".

لكن طليب لم تدل بمثل هذه التعليقات قط، بل تحققت العديد من وسائل الإعلام والمصادر من زيف هذا الكلام وفندته، حسبما ذكر موقع "ميدل إيست أون لاين".

صحيفة "ديترويت مترو تايمز"، وصحيفة "جويش انسايدر" نشرتا عن هذه القصة التي تم التحقق من أنها أكاذيب وأن "طليب" لم تدل بمثل هذه التعليقات، وكان أول من ألف هذه القصة هو مذيع شبكة  CNN

ورغم ثبوت أن القصة غير حقيقية وملفقة لم تتوقف صحف ومواقع أمريكية عن نشر هذه المعلومات الكاذبة على وسائل التواصل، لذا انتقد الصحافي مهدي حسن شبكة "سي إن إن" لأنها أتاحت "منصة للادعاءات الكاذبة" وفق قوله.

وكان قد تردد أن مدعية ميشيغان تسعى حاليا إلى توجيه اتهامات ضد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة ميشيغان، استنادا إلى مزاعم مفادها أن بعضهم اعتدوا على ضباط الشرطة وشاركوا في الترهيب العرقي، فتم ترويج ادعاءات كاذبة في وسائل الإعلام الأمريكية أن النائبة "طليب" اتهمتها بأنها تفعل هذا لأنها "يهودية" لحشد المجتمع الأمريكي ضد العرب والمسلمين.

لكن تبين أن تعليق عضو الكونغرس حول التحقيق مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين اقتصر على الحديث عن "التعصب ضد الفلسطينيين في الجامعات الأميركية والقمع ضد الطلاب"، ولم تذكر أي شيء عن المدعية العامة اليهودية للولاية.

لذا طالب فرع ميشيغان التابع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية شبكة CNN بالتراجع والاعتذار عن الادعاء الكاذب الذي تم تقديمه ضد "طليب".

لن يتوقفوا عن الكذب

وقد اتهم تقرير لموقع "إنترسيبت" الأمريكي، 24 سبتمبر 2024، مذيعي شبكة CNN بأنهم "لن يتوقفوا عن الكذب بشأن ما لم تقله رشيدة طليب أبدًا".

قال: "على مدى الأيام الثلاثة الماضية، قدم مذيعا شبكة CNN جيك تابر ودانا باش درساً متقدماً في الإهمال و"الفبركة" الصحفية، والذي يمكن وصفه في هذه الحالة بشكل أفضل بـ "الكذب"، حيث خصص المذيعان وقتا محددا على الهواء لاتهام نائبة ميشيغان رشيدة طليب بمعاداة السامية بناء على تعليق نسباه إليها وهو التعليق الذي لم تقله أبدا!!

برنامج "حالة الاتحاد" على قناة "سي إن إن" مع تابر وبرنامج "السياسة الداخلية" مع دانا باش، زعما سويا أن نائبة "طليب" شككت في قدرة المدعية العامة لولاية ميشيغان دانا نيسل على أداء وظيفتها بشكل عادل "لأنها يهودية".

موقع "إنترسيبت" الذي وبخ المذيعين الأمريكيين قال إن انتقادات طليب لديانة المدعية العامة أو هويتها اليهودية لم يحدث أصلا ولم تقل ذلك فمن أين جاءا بهذه "الفبركة "؟.

قالت: إن المذيع "تابر" من شبكة سي إن إن، لم يلتزم بأبسط المعايير الصحفية الأساسية مثل التحقق من الاقتباسات، واتهم طليب بأنها قالت أشياء لم تحدث.

وقال تابر: "تقترح النائبة طليب أنها لا ينبغي لحاكمة ميشيغان ملاحقة المتظاهرين ضد إسرائيل لأنها يهودية"!

وفي اليوم التالي زعمت زميلته المذيعة دانا باش في برنامجها على شبكة سي إن إن، دون أي مواربة، أن "طليب" اتهمت "المدعي العام اليهودي للولاية" بـ "السماح لدينها بالتأثير على وظيفتها"!!

من المدهش أن تابر وباش استمرا في الحديث حتى مع تحذير صحفي لهما مرارًا وتكرارًا من أن "طليب" لم تقل شيئًا من هذا القبيل.

وسبق أن هاجم موظفو شبكة سي إن إن التحيز المستمر للشبكة لصالح إسرائيل ومعاداة الفلسطينيين.

وقالت "طليب" لصحيفة "ديترويت مترو تايمز": "يبدو أن المدعية العامة قررت أنه إذا كانت القضية تتعلق بفلسطين، فإنها ستتعامل معها بشكل مختلف، وهذا وحده يتحدث عن الكثير من التحيزات المحتملة داخل الولاية التي تديرها".

وعلى الفور، حولت نيسل اتهام رشيدة بالتحيز ضد الفلسطينيين، وهو اتهام منتشر على نطاق واسع على مستوى المؤسسات في جميع أنحاء البلاد، إلى هجوم مزعوم معادٍ للسامية.

وكتبت نيسل على موقع تويتر تزعم:"لا ينبغي لرشيدة أن تستخدم ديني للإشارة إلى أنني لا أستطيع أداء وظيفتي بشكل عادل كمدعية عامة، إنه أمر معادٍ للسامية وخاطئ"، برغم أن طليب لم تذكر ديانة نيسل بدأت حملة التشهير ضدها!

ونبعت الكذبة الإعلامية للإعلام الأمريكي من تعليقات طليب على قرار "نيسل" بمقاضاة 11 متظاهرًا متضامنًا مع غزة من جامعة ميشيغان، والذين يواجهون اتهامات جنائية ملفقة بسبب اعتصامهم في حرم جامعتهم للاحتجاج على تمويل أمريكا الحرب والإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة.

وترجع خطورة هذا التشوية الإعلامي إلى أنه ترتبت عليه مواقف سياسية، فرغم أنه ثبت بوضوح أن طليب لم تدل بمثل هذا الادعاء بشأن نيسل، أصدرت مجموعة من 21 ديمقراطيًا في مجلس النواب بيانًا كتبوا فيه أن "التلميح إلى أن هذه القضايا يتم التعامل معها بشكل غير عادل بسبب خلفيتها الدينية هو أمر معادٍ للسامية ومزعج للغاية وغير مقبول".

لم يذكر بيان النواب صراحةً اسم "طليب" لكنه كرر نفس التشويه الإعلامي الذي تواجهه، مما أعطى ضمنيًا مصداقية لاتهامات معاداة السامية الكاذبة!

عميلة لحزب الله!

وسبق أن نشرت مجلة "ناشيونال ريفيو" رسما كاريكاتوريا يصور النائبة المسلمة رشيدة طليب وهي تحمل جهاز اتصال متفجر للإيحاء بأنها عميلة لحزب الله.

وضمن هذه الحملة الإعلامية الكاذبة، صوت مجلس النواب على توبيخ طليب بسبب حديثها ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة ودفاعها عن المقاومة الفلسطينية، وأيد 22 عضوا من حزبها القرار التمييزي ضدها!

واضطر الصحفي "ستيف نيفلينج"، مراسل "مترو تايمز "، الذي أجرى المقابلة مع رشيدة طليب، والتي تم اخذها وفبركتها في الشبكات والصحف الامريكية الأخرى للتدخل ونفي أنها قالت ذلك للرد على اتهامها بأنها معادية السامية.

كتب "نيفلينج" ردًا على المذيع تابر يقول فيه: "هذه كذبة تقولها، ولم تقل النائبة الأمريكية طليب أبدًا ما تقول إنها قالته".

كما رد على المذيعة دانا باش بقوله: "دانا باش من شبكة سي إن إن تكذب بشأن ما حدث، لم تقل النائبة رشيدة طليب إن المدعية العامة تحقق مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطيني لأنها يهودية، ولكنها "قالت إن هناك موقفًا معاديًا للفلسطينيين بين العديد من المؤسسات، ومعظمها لا يديرها يهود"، وفق قوله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر الترجمة:

- MEE, US Congreswoman Rashida Tlaib 'smeared' for antisemitic quote that never happened، https://2u.pw/k5Ko18Vs

- CNN, Anchors Won’t Stop Lying About Something Rashida Tlaib Never Saidk ، https://2u.pw/ElNP5jE