تصاعد الضغوط الدولية لوقف انتهاكات النظام المصري الحقوقية

السبت - 18 سبتمبر 2021

العفو الدولية : مصر تقوم بمحاولة ماكرة لتبييض سجلها الحقوقي الذي يسجل تصاعدا مستمرا للانتهاكات .. ومطالبات أممية بوقف تنفيذ أحكام " رابعة " .. و مسؤولة أمريكية: "ما يحدث للنشطاء بمصر موجع للقلب".. وإيطاليا تطالب بالإفراج عن "جورج باتريك"

تواصلت على مدار الساعات القليلة الماضية ، ضغوط دولية على النظام المصري لوقف الانتهاكات الحقوقية ، وإطلاق سراح المعتقلين ، حيث أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا، أكدت فيه  أن الانتهاكات في مصر تتصاعد في حق المعتقلين السياسيين ، وأن النظام المصري لايسعى بشكل جدي لتغير سياساته الانتقامية من معارضيه، وأن مصر تقوم بمحاولة ماكرة لتبييض سجلها الحقوقي الذي يسجل تصاعدا للانتهاكات باستمرار، من خلال الاستراتيجية الحقوقية التي أعلن عنها مؤخرا..

وقال مدير البحوث وكسب التأييد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية  فيليب لوثر: "  تبنّي السلطات المصرية حديثا لاستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان وسط جلبة صاخبة .. ما هو إلا مجرّد "محاولة ماكرة لتبييض سجلها غير المشرّف في حقوق الإنسان" .

 ورصد تقرير المنظمة استخدام الأمن الوطني تلك الإجراءات للتحكم بحياة ٢١ رجلا و ٩ سيدات بين عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١..  وأوضح كيف دأب ضباط الأمن الوطني على تهديد النشطاء في كل استدعاء بالقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة إذا لم يحضروا جلسات الاستجواب  فضلا عن مداهمة الضباط لمنازل من امتنع عن الحضور

 من جانبها أصدرت أيضا منظمة العفو الدولية تقريرا الخميس الماضي حول الأوضاع في مصر..  وتحكم قطاع الأمن الوطني بحياة النشطاء عبر شبكة أسمتها باسم "شبكة الخوف ".. تعرض لاستدعاءات غيرقانونية والاستجوابات القسرية مع معاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة .

 فيما أبدى من جانبهم خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة قلقهم بشأن الإعدام الوشيك بحق  12 مصرياً  .. تم الحكم عليهم بشكل جماعي في قضية "فضّ رابعة"  

وقال الخبراء الأمميون: محاكمة "رابعة" خالفت الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة .. و شابتها مزاعم الاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية

موضحين أنهم أرسلوا مذكرة أممية إلى السلطات المصرية في يوليو2021 الماضي ..  وطالبوا فيها بوضوح بوقف هذه الإعدامات المسيسة والمخالفة لكل موازين العدالة

الخبراء الأمميون: المحكمة التي أصدرت الاحكام الجائرة على معتقلي فض رابعة  لم تستوفِ الإجراءات القضائية ومعايير الإجراءات القانونية والمحاكمة العادلة..  ولا سيما فيما يتعلق بالحق في الوقت والتسهيلات لإعداد الدفاع والاتصال بمحامٍ من اختيار الفرد  والحق في أن يحاكم أمام محكمة مختصة ومحايدة ومستقلة  والحق في استجواب الشهود

منوهين إلى أن المحاكمة تقاعست عن التحقيق في مزاعم المتهمين بالاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة.. أو العقوبة القاسية  أو اللاإنسانية .. مؤكدين أن ما حدث مع المحكوم  عليهم بالإعدام في قضية "رابعة" ... يرقى إلى مستوى انتهاك الحق في الحياة .

كما أن القاضي الذي ترأس المحاكمة الأولية عبّر علناً عن انتقاده لاعتصام رابعة العدوية ولأعضاء وأنصار الإخوان المسلمين.. بينما كانت المحاكمة لا تزال جارية  ..

الخبراء الأمميون: 6 من أصل 12 رجلاً حُكم عليهم بالإعدام في قضية فض "رابعة" .. لم يحضروا "الفض" وكانوا في حجز الشرطة أو الأمن في يوليو 2013...  وبالتالي لا يمكن أن يكونوا متورطين في التفريق العنيف لساحة رابعة العدوية  الذي حدث في أغسطس .

وأشار الخبراء إلى تصاعد تنفيذ أحكام الإعدام في مصر منذ عام 2020 ..  حيث أُعدِم ما لا يقل عن 107 أشخاص وحتى الآن منذ بداية عام 2021 .. و نُفِّذ 58 حكماً بالإعدام..  ما يجعل مصر ثالث أكبر منفذين للإعدام على مستوى العالم

كما لفتوا إلى أن البعثة المصرية الدائمة في جنيف طالبت بمد مهلة الرد على المذكرة الأممية  حتى 15 أكتوبر  المقبل... دون تقديم أي تفنيد موضوعي على الوقائع المذكورة في المذكرة

 ومن جانبها ، أكدت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة "لندا توماس جرينفيلد" أن مايحدث مع النشطاء والمعارضين في مصر يفوق أي تصور .. وإن بلادها تعمل على ملف قضية النشطاء المصريين وعلى رأسهم المعتقل "علاء عبدالفتاح" الذي أعلن عن اعتزامه الانتحار..

 وقالت أن ملف حقوق الإنسان في مصر "على طاولة النقاش"بشكل جاد .. وعلى النظام المصري ان يستجيب للمطالب التي تستهدف وقف الانتهاكات الحقوقية .

وعبرت عن تضامنها مع والدة علاء عبد الفتاح ، وأنها تتصور مشاعر  (ليلى سويف) .. حينما تسلمت الرسالة بشأن عزم أبنها على الانتحار بسبب المعاملة القاسية التي تقع بحقه وكثير من المعتقلين بمصر .

ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو يطالب في تصريحات إعلامية..  بمحاكمة عادلة وسريعة للباحث المصري الإيطالي باتريك جورج زكي تؤدي  إلى إطلاق سراحه

  وكالة الأنباء الإيطالية أن: " دي مايو"  طالب بإطلاق سراح  باتريك جورج زكي “بسرعة .. وأن يحصل علي محاكمة عادلة  تنتهي بحكم يعيد لباتريك الحرية التي انتزعت منه

" دي مايو "في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا:  قمنا بتنشيط سفارتنا في القاهرة والسفارات الأوروبية ..  وذلك لمتابعة المحاكمة التي ستنعقد جلستها الأولى في 28 سبتمبر الجاري للناشط "باتريك"

وفي سياق متصل ، قال الناشط المصري محمد سلطان في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست"  : بايدن خالف وعوده بشأن "ديكتاتور ترامب المفضل".. وخصم  130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر لا يكفي .. وأن أموال دافعي الضرائب بامريكا تذهب  لأكثر الأنظمة الاستبدادية قسوة في العالم..  والذي قام بسجن وقتل مواطنين أمريكيين بمصر    

مشيرا إلى ان إدارة بايدن منحت أموالا للسيسي أكثر مما قدمته إدارة ترامب خلال عامها الأول في المنصب... وكان هذا الاختبار المبكر لمصداقيتها والتزامها بسياسة خارجية تتمحور حول الحقوق فشلا ذريعا ..

وتابع، " كنت أفتخر بدعم ترشح بايدن للرئاسة  بعد أن تطوعت بلا كلل وقمت بجمع التبرعات لحملته.  .. و الرئيس غرد عن استهداف السيسي لعائلتي أثناء حملته الانتخابية ولكن بعد ذلك أصيبت  بخيبة أمل قاسية في الإدارة الجديدة " .

 وأضاف : إدارة بايدن تدرك السلطات الشاملة التي يتمتع بها السيسي .. و يمكنه  بجرة قلم  تلبية جميع المعايير الأصلية المنصوص عليها في قانون الاعتمادات .. و قامت إدارة بايدن بعمل جمباز قانوني لمنح السيسي أموال دافعي الضرائب  رغم كل جرائمه الحقوقية

" سلطان" : الحكومات والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان تواصل توثيق مجموعة واسعة من الانتهاكات المنهجية في مصر..  بما في ذلك القتل خارج القانون والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية واحتجاز الصحفيين والرقابة والفساد

واستراتيجية السيسي الحقوقية المعلنة مؤخرا ..  لا توفر مسارا ذا مغزى نحو الإصلاح السياسي.. ولا تذكر المعتقلين السياسيين..  وتفتقر إلى إرشادات واضحة حول تحسين حقوق المرأة