تقارب حكومة أردوغان مع الأنظمة ينعكس على تناول الإعلام العربي لانتخابات تركيا
الخميس - 18 مايو 2023
إنسان للدراسات الإعلامية- وحدة الرصد:
انعكست العلاقات السياسية للحكومات العربية مع دولة تركيا على معالجات الصحف العربية والمواقع والفضائيات العربية للانتخابات التركية الأخيرة.
نرصد في هذا التقرير أثر السياسات الأخيرة التي اتخذتها تركيا تجاه الدول العربية خلال الفترة الماضية على تغطية الإعلام للانتخابات التركية، والتي ظهرت بشكل واسع ومُفصّل ومعمق.
في اليوم الأول للانتخابات، الأحد 14 مايو 2023، ركزت الصحف العربية على عدة مضامين مهمة، بما في ذلك ختام الرئيس التركي "رجب طيب |أردوغان" للجولة الانتخابية بالصلاة في مسجد "آيا صوفيا" في ولاية إسطنبول، وسردت الصحف الإجراءات المتعلقة بالانتخابات والتي منها (دخول فترة الصمت الانتخابي والمحظورات التي تصاحبها)، كما توقعت حضور كبير للناخبين، بالإضافة إلى الانتخابات وأهميتها للأكراد السوريين والعرب.
ومع بدء الجولة الانتخابية فعليا تناولت الصحف السعودية والإماراتية خبر بدء عمليات التصويت وإدلاء الرئيس ومنافسيه بأصواتهم. وتناولت الصحف المصرية بعض الحوادث التي حدثت خلال الانتخابات وصعوبتها، وأشارت إلى التزام الرئيس بالدور أثناء إدلائه بصوته، واختتمت التغطية بإعلان انتهاء عملية التصويت وبدء عملية الفرز، وهو ما لم يكن يحدث بهذا الشكل لو بقيت العلاقات التركية العربية على حالها قبل محاولات التقارب، ولكن هذا لا يعني حيادية الإعلام العربي تماما، فقد أظهر الإعلام الإماراتي والسعودي تحيزا نسبيا في التغطية لصالح المعارضة التركية.
في هذا السياق، أبرز موقع "صدى البلد" المصري، أهمية الانتخابات بالنسبة للأتراك وأكد على استعداد الملايين للتوجهة لصناديق الاقتراع، وظهر عنوان: "لحظة الحسم بدأت| ملايين الأتراك يتوجهون لصناديق الاقتراع لتحديد مصير بلادهم"، رغم أنه ليلة انقلاب 2016 كان الموقع نفسه والقناة يصبان كل غضبهما على رئيس تركيا أردوغان ويعلنان تأييدهما للانقلاب.
وسلط موقعا "الشرق الأوسط" و"عكاظ" السعوديين، الضوء على دعوة الرئيس "رجب طيب أردوغان" ومرشح المعارضة "كمال كليجدار" للناخبين للإقبال على صندوق الإقتراع، وتناول "الشرق الأوسط" -تحديدا- أهمية الانتخابات بالنسبة لأكراد سوريا، وجاءت عنوان الشرق الأوسط " أكراد سوريا... عينهم على انتخابات تركيا..يراهنون على تفاهمات مع منافس إردوغان"
موقع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، قال بدوره "بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا".
ونشر كلا من "بوابة فيتو" و "المصري اليوم"، العناوين التالية: "جوانب طريفة وإنسانية من «الانتخابات التركية"، "أزمات قلبية تطيح بـ3 سيدات من المشاركات في الانتخابات التركية"، "أردوغان يؤدي الصلاة بمسجد آيا صوفيا في ختام حملته الانتخابية".
في الأيام التالية، ركزت الصحف المصرية والعربية على تحليل النتائج الأولية للانتخابات وتوقعات جولة الإعادة، وتناولت تصريحات الرئيس ومنافسه، بالإضافة إلى تعليقات البيت الأبيض والكرملين على الانتخابات. وتناولت التقارير أيضًا تأثير نتائج الانتخابات على الصحافة الغربية وعلى السوريين والحكومة الليبية، كذلك تناولت تأكيد القائم بالأعمال في القاهرة أن السياسة الخارجية لتركيا لن تتأثر بنتيجة الانتخابات. وختمت التقارير بتوقعات لجولة الإعادة في الانتخابات التركية.
وأبرز موقع "مصراوي" النتائج الأولية للانتخابات وأوضح في عناوينه، أن جولة الإعادة هي الأولى في تاريخ الدولة التركية، ومن عناوينه: "نتائج أولية.. نسبة مشاركة تاريخية في الانتخابات الرئاسية التركية"، "للمرة الأولى في تاريخها.. تركيا تتجه لجولة انتخابات رئاسية ثانية بين أردوغان وأوغلو"
كذلك نشر موقع "العربية نت": "لأول مرة منذ 100عام.. تركيا تستعد لجولة ثانية في الانتخابات الرئاسية"
وتناولت الصحف العربية تصريحات المتنافسين للاستعداد للجولة الثانية كالتالي:
مصراوي: "أردوغان يخطب في أنصاره مع استمرار فرز الأصوات"
البوابة نيوز: "الانتخابات التركية| كليتشدار أوغلو: سأفوز بجولة الإعادة"
البيان: "كليجدار أوغلو يتعهد بالفوز على أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات"
عكاظ: "هيئة الانتخابات التركية: لا فائز.. وجولة ثانية 28 مايو"
وبالنظر إلى هذه، يمكننا القول إن سياسة تحسين العلاقات الخارجية للدولة التركيا- التي اتخذتها حكومة الرئيس أردوغان- مع الدول العربية في الفترة الأخيرة، قد أثرت بشكل واضح على التغطية الإعلامية للصحف العربية للانتخابات التركية، فقد اقتربت هذه الصحف من تبني مواقف حيادية في تناولها لهذا الحدث السياسي المهم، وعرضت الأحداث والمضامين بطريقة متوازنة دون التحيز لأي طرف من الأطراف الانتخابية. في المقابل، اختفت حدة الألفاظ التي والإسلوب، التي كانت تعتمدها تلك الصحف في تناول الشأن التركي عامة قبل هذا التقارب.