توالي ردود الأفعال الدولية والرسمية حول سيطرة طالبان على كابول

الثلاثاء - 17 آغسطس 2021

أثار سيطرة حركة طالبان الأفغانية على العاصمة كابول ردود أفعال واسعة ومتباينة.. حيث سيطرت طالبان على كل أفغانستان تقريبا في غضون أيام رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.. ومنذ مايو الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري..

وفي التقرير التالي نرصد عدد من ردود الأفعال الدولية والرسمية ..

مجلس الأمن

عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الإثنين، جلسة طارئة بشأن الوضع في أفغانستان . وطالب فيها ، بـ"الوقف الفوري لكافة الأعمال العدائية في أفغانستان وتشكيل حكومة جديدة شاملة عبر المفاوضات".

وأكد المجلس أن "إنهاء الصراع في أفغانستان يكون من خلال تسوية سياسية مستدامة وشاملة، بقيادة وملكية أفغانية، تدعم حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأطفال والأقليات".

وأكد مجلس الأمن على "أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان، لضمان عدم استخدام أراضيها لتهديد أو مهاجمة أي بلد، وعدم قيام طالبان أو أي جماعة أفغانية أخرى أو فرد بدعم الإرهابيين في أي دولة أخرى".

الولايات المتحدة الأمريكية :

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يقف "بشكل مباشر" وراء خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وذلك وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها .. وتساءل بايدن: "كم يستحق الأمر من أرواح أمريكية إضافية؟".

وقال إنه على الرغم من الانسحاب "الفوضوي"، "لم يكن هناك وقت مناسب أبدا لانسحاب القوات الأمريكية".

وقال بايدن في بيان يوم السبت :" إن تركيزه ينصب على ضمان إجلاء الأمريكيين من البلاد بأمان وتسريع عملية الحصول على تأشيرات للأفغان الذين ساعدوا الجهود الأمريكية وأصبحوا الآن أهدافًا لطالبان".

مؤكدا "إن عاما أو خمس سنوات أخرى من الوجود العسكري الأمريكي ما كان ليحدث فرقا إذا كان الجيش الأفغاني لا يستطيع أو لا يسيطر على بلاده." "ولم يكن الوجود الأمريكي اللامتناهي وسط صراع أهلي في بلد آخر مقبولًا بالنسبة لي".

وقد اعترف بايدن صراحة بالهزيمة فى أفغانستان قائلا: إن "الوضع في أفغانستان انهار بأسرع مما كنا نتوقعه، لكننا لا يمكن أن نقاتل في حرب مع قوات أفغانية ليست مستعدة للمشاركة فيها".

"ما نراه الآن يثبت أن ما من قوة عسكرية يمكنها تغيير مجرى الأحداث في أفغانستان ، لكن الصين وروسيا تريدان من الولايات المتحدة أن تستمر في إنفاق مواردها في قتال لا يتوقف".

وأن بلاده أنفقت أكثر من تريليون دولار في أفغانستان، وجهزت الجيش الأفغاني، ووفرت له كل ما يحتاجه، لكن جنوده هربوا أمام مقاتلي طالبان."

وأن الحكومة الأفغانية رفضت نصيحته بضرورة المصالحة مع طالبان، وأن الرئيس الأفغاني أشرف غني أصر على أن القوات الأفغانية ستحارب، ومن الواضح أنه كان مخطئا."

فيما أعربت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، عن قلقها العميق إزاء التقارير المتعلقة بمعاملة طالبان لجميع الأفغان، وقالت إن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة الأفغانية بذل كل ما في وسعهم لحماية النساء من المعاملة اللاإنسانية من قبل طالبان.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أمس الاثنين في برنامج "توداي" على شبكة إن بي سي "من المؤكد أن السرعة التي سقطت بها المدن كانت أكبر بكثير مما توقعه أي شخص بما في ذلك الأفغان ، بما في ذلك العديد من المحللين" الذين يراقبون الوضع.

وقال ريان كروكر ، السفير السابق لأفغانستان في عهد إدارة أوباما ، إن إدارة بايدن لديها "افتقار تام للتخطيط المنسق لما بعد الانسحاب" ووصف المأزق الحالي بأنه "جرح من صنع نفسه".

ووصف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ، ديفيد بتريوس ، الذي أشرف على القوات في أفغانستان خلال إدارة أوباما ، استيلاء طالبان على السلطة بأنه "كارثي" و "نكسة هائلة للأمن القومي" ، محذرًا من أن الأمور ستزداد سوءًا ما لم تغير الولايات المتحدة مسارها.

فيما اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاثنين أنه "حان الوقت كي يستقيل جو بايدن" على خلفية انتصار حركة طالبان في أفغانستان. وأورد ترامب في بيان "عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان جنبا إلى جنب مع الارتفاع الهائل في الإصابات بكوفيد، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المُعَطّل".

مشيرا في بيان آخر يوم الأحد إلى أن "ما فعله جو بايدن بأفغانستان أسطوري. سيصبح أحد أعظم الهزائم في التاريخ الأميركي!".

فرنسا :

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على بلاده حماية الأفغان الذين قدموا لها المساعدة، وأن للشعب الأفغاني الحق بالعيش باستقرار وأمان.

وشدد ماكرون في كلمة متلفزة الاثنين على "وجوب ألا تصبح أفغانستان مجددا معقلا للإرهاب"، مؤكدا أن تحرك فرنسا "يهدف أولا إلى مواصلة مكافحة الإرهاب الإسلامي بكل أشكاله".

ونبه الرئيس الفرنسي إلى أن "مجموعات إرهابية موجودة في أفغانستان وستسعى إلى استغلال انعدام الاستقرار"، داعيا إلى "رد (دولي) مسؤول وموحد" ومضيفا "أنه رهان من أجل السلام والاستقرار الدوليين ضد عدو مشترك، الإرهاب ومن يدعمونه"، وقال "سنقوم بكل ما هو ممكن لتتمكن روسيا والولايات المتحدة وأوروبا من التعاون بفاعلية لأن مصالحنا واحدة"، وتحدث عن "مبادرة" مع الأوروبيين للحؤول دون "موجات هجرة واسعة" من أفغانستان.

بريطانيا :

وصف وزير الدفاع البريطاني بين والايس الإثنين عودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان بأنها "فشل للمجتمع الدولي" معتبراً أنه "ليس الوقت" المناسب للاعتراف رسميا بطالبان كحكومة.

واعتبر الوزير الذي سبق أن انتقد علناً الأسبوع الماضي القرار الأميركي بالانسحاب من أفغانستان، عبر شبكة "بي بي سي" أن ما حصل "فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تُحلّ في ليلة وضحاها".

لكنّه أكد أن الالتزام البريطاني في أفغانستان الذي كلّف 457 جندياً بريطانياً حياتهم خلال 20 عاماً من التدخل، "لم يذهب سدى".

واعتبر والايس في حديث عبر قناة "سكاي نيوز" أنه "الآن ليس الوقت" المناسب للاعتراف بطالبان كحكومة أفغانية رسمية.

وأشار إلى أن "هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها قبل اتخاذ هذه القرارات" معتبراً أن أفعال متمردي طالبان "لا تتوافق مع وعودهم".

فيما  دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين الى عقد اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة الدول السبع "في الايام المقبلة" من أجل تبني "مقاربة موحدة" بشأن التطورات في افغانستان بعدما سيطرت عليها طالبان.

وتشاور جونسون الاثنين مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون و"شدد على ضرورة ان يلتئم المجتمع الدولي ويتبنى مقاربة موحدة في شان افغانستان، سواء على صعيد الاعتراف باي حكومة مقبلة او على صعيد منع ازمة انسانية"، وفق ما افادت رئاسة الوزراء لافتة الى أن جونسون "اعرب عن نيته تنظيم اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة السبع في الايام المقبلة لهذه الغاية"

روسيا

من جهته، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف، أن موسكو مستعدة للعمل مع الحكومة الانتقالية التي ستتشكل في أفغانستان.

وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية (تاس) إن بلاده دعمت دائمًا الحكومة الانتقالية في أفغانستان، ولذلك ستعمل مع الحكومة المرتقبة.

ولدى سؤاله عمّا ما إذا كانت روسيا ستعترف بحركة طالبان باعتبارها حكومة شرعية في أفغانستان، قال كابولوف إن بلاده لم تعترف بعد بذلك.

وشدّد على أن “كل شيء له وقته”.

فيما عاد السفير الروسي لدى كابول ليعلن أنه سيلتقي قادة من حركة طالبان اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن موسكو ستقرر ما إذا كانت ستعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة بناء على "سلوكياتها".

وقال كابولوف لإذاعة "صدى موسكو" إن "السفير الروسي (ديمتري جيرنوف) يتواصل مع طالبان،وسيلتقي منسقهم للشؤون الأمنية"، لمناقشة خصوصاً المسائل المرتبطة بأمن السفارة الروسية في كابول

تركيا

وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن سفارة بلاده في العاصمة الأفغانية تواصل أعمالها.

وأوضح تشاووش أوغلو في تصريح للأناضول، أن تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة بخصوص بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان.

وأشار إلى وجود نحو ألف و500 مواطن تركي في أفغانستان، بينهم أصحاب شركات تنشط في هذا البلد.

وتابع قائلا “تواصلنا مع جميع مواطنينا المتواجدين في أفغانستان وزوّدناهم بمعلومات عن مساعينا لحمايتهم وكيفية إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان، وسنوفر الإمكانات اللازمة لإجراء الراغبين في مغادرة أفغانستان”.

وأردف قائلا “هناك من عاد إلى تركيا، وهناك من أراد البقاء في أفغانستان بسبب روابط عائلية أو بسبب أعمالهم، ونتواصل مع الجهات المعنية في أفغانستان من أجل حماية مواطنينا”.

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن بلاده تتواصل مع جميع الأطراف منذ بداية توسع حركة طالبان في البلاد، وأن هذا التواصل ما زال مستمرا.

ألمانيا

وأغلقت ألمانيا سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل. وقالت الخارجية الألمانية في بيان إن “الوضع الأمني في أفغانستان تردى بشكل مأساوي”.

وناشدت الوزارة جميع المواطنين الألمان هناك مغادرة البلاد.

وبحسب معلومات نشرتها لاحقا مجلة دير شبيغل الألمانية، تم إخلاء السفارة بالفعل..

فيما اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الإثنين أن التدخل الغربي في أفغانستان حيث استعادت طالبان السلطة "لم يكن نجاحه" على قدر الآمال المعقودة، على الرغم من الضربات التي تلقّاها تنظيم القاعدة منذ العام 2001.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي في برلين "من المسلّم به أن القاعدة لم تعد قادرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة انطلاقا من أفغانستان كتلك التي شنّتها في 11 أيلول/سبتمبر 2001"، لكنّها شددت على أن "كل الأمور الأخرى التي تلت لم تتكلل بالقدر نفسه من النجاح ولم تتحقق وفق ما خطّطنا له".

وفي وقت سابق الاثنين وصفت ميركل الوضع في أفغانستان بأنه "مرير" معتبرةً أن "أسبابًا سياسية داخلية" أميركية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية من أفغانستان.

وقالت المستشارة أمام مسؤولين في حزبها، وفق ما أفاد مشاركون في الاجتماع وكالة فرانس برس، أن "انسحاب القوات (من أفغانستان) كان له تأثير الدومينو".

من جانبه اعتبر وزير الخارجية الالماني الاثنين أن المجتمع الدولي "أساء تقدير" الوضع في أفغانستان، حيث سيطرت طالبان سريعا على السلطة إثر انسحاب القوات الأجنبية.

وقال هايكو ماس "لا شيء إضافيا لنقوله. نحن جميعا، الحكومة، أجهزة الاستخبارات، المجتمع الدولي، أسأنا تقدير" الوضع في افغانستان.

الصين :

وكانت أبدت الصين التي تتشارك حدوداً مع أفغانستان تمتدّ على 76 كلم، استعدادها الاثنين لإقامة "علاقات ودية" مع حركة طالبان، غداة سيطرة المتمردين على كابول.

وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ أمام الصحافة أن بكين "تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره ومستقبله".

وأضافت أن متمردي طالبان "عبروا مرات عدة عن أملهم في تطوير علاقات طيبة مع الصين".

وأشارت المتحدثة إلى أن السفارة الصينية لدى كابول "تواصل العمل بشكل طبيعي".

ودعت الصين التي أجلت مطلع تموز/يوليو 210 من رعاياها من أفغانستان، السلطات الجديدة إلى ضمان أمن من ظلوا في البلاد.

في الأسابيع الأخيرة، وصفت السلطات الصينية الانسحاب الأميركي من أفغانستان بأنه خطوة "غير مسؤولة".

في مواجهة خطر حصول فوضى في أفغانستان، بدأت بكين اعتباراً من أيلول/سبتمبر 2019 محادثات مع طالبان التي زار وفد منها الصين آنذاك.

قطر

ودعت دولة قطر إلى وقف “فوري وشامل ودائم” لإطلاق النار في كامل الأراضي الأفغانية، وضرورة العمل عاجلا على “انتقال سلمي” للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة بالبلاد.

وقال بيان للخارجية القطرية إن الدوحة “تتابع عن كثب التطورات المتسارعة للأوضاع في العاصمة كابل، وتدعو إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الأفغانية”.

وأكدت على “ضرورة العمل عاجلا على انتقال سلمي للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانية وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد”.

كما شدد البيان على “ضرورة ضمان سلامة المدنيين في كافة الأراضي الأفغانية.”

وجددت قطر التزامها بمواصلة العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لإحلال السلام الدائم في أفغانستان بما يحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتطور.

وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي مشترك عقده الاثنين، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، بالعاصمة عمان، إن بلاده تسعى لحدوث انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان والتمهيد لحل سياسي شامل.

وأضاف آل ثاني أن هناك "عملا مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة للمساعدة في إعادة بسط الاستقرار بأفغانستان"، مشددا على "أهمية المحافظة على المكتسبات وعدم المساس بأمن الشعب الأفغاني وبسط الاستقرار في البلاد بأسرع وقت ممكن

السعودية :

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، الاثنين، إنها "تقف مع الشعب الأفغاني وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد".

وأعربت عن أملها "أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات"

عمان :

وفي سلطنة عمان، هنأ المفتي الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، الشعب الأفغاني بما اعتبره "فتحا مبينا ونصرا على الغزاة المعتدين

وقال في تغريدة عبر حسابه الموثق على تويتر: "نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين"، داعيا إياه إلى أن يكون "يدا واحدة في مواجهة جميع التحديات، وألا تتفرق بهم السبل وأن يسودهم التسامح والوئام"

فلسطين :

وهنأت حماس طالبان بزوال العدوان الأمريكي وقال هنية إن زوال الاحتلال (الأميركي) عن التراب الأفغاني مقدمة لزوال كل قوى الظلم، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين.

وتمنى هنية -خلال اتصاله مع الملا برادر- لأفغانستان الوحدة والمنعة والازدهار، وأشاد بأداء الحركة سياسيا وإعلاميا.

في المقابل، أعرب برادر -حسب البيان- عن شكره وتقديره لاتصال هنية، متمنيا لفلسطين وشعبها المظلوم النصر والتمكين، ثمرة لجهادهم ومقاومتهم، كما دعا الدول والشعوب إلى نصرة الشعب الفلسطيني.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي هنأت الشعب الأفغاني بما وصفته بتحرير الأراضي الأفغانية من الاحتلال الأميركي، وأعربت -في بيان- عن أملها بالأمن والسلام لأفغانستان وشعبها،

وقالت في بيان إن "الشعب الأفغاني المسلم سطّر أعظم البطولات الجهادية ضد كل الغزاة على مر تاريخه المشرّف".

كندا

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني، في مقدمتهم أفراد الدعم الأفغاني وعائلاتهم الذين كانوا يعملون لصالح كندا في أفغانستان.

وأدان ترودو في تصريح للصحفيين، العنف الحاصل في أفغانستان، مؤكدا أن كندا ستواصل دعم الشعب الأفغاني.

وأوضح أن إجراءات نقل 20 ألف لاجئ أفغاني إلى كابل، مستمرة في منطقة آمنة بالعاصمة كابل، وأن كندا تتعاون في هذا الخصوص مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول الحليفة.

وتابع قائلا “نشعر بقلق بالغ وحزن إزاء محنة الشعب الأفغاني اليوم، سنواصل العمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لضمان عدم إهدار الجهود المبذولة لدعم الشعب الأفغاني”.

إيران

ورحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتشكيل مجلس تنسيق أفغاني، للإشراف على انتقال السلطة في البلاد.

وأعرب ظريف، في تغريدة عبر تويتر عن أمله في أن يؤدي تنسيق المجلس إلى “الحوار والانتقال السلمي للسلطة” في الدولة التي مزقتها الحرب.

وقال الوزير الإيراني إن “العنف والحرب مثل الاحتلال لا يحلان المشاكل أبدا”، مؤكدا أن بلاده “مستعدة لمواصلة جهود إرساء السلام”.

من جانبه اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الإثنين أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان هو "هزيمة" يجب أن تشكل فرصة لتحقيق "سلام مستدام" لدى الجارة الشرقية للجمهورية الإسلامية، وفق بيان نشره الموقع الالكتروني للرئاسة.

وقال رئيسي إن "الهزيمة العسكرية وخروج الولايات المتحدة من أفغانستان يجب أن تتحول الى مناسبة لإعادة الحياة والأمن والسلام المستدام في هذا البلد".

وشدد الرئيس الإيراني على أن بلاده "تعتقد أن السلطة الناتجة عن إرادة الشعب الأفغاني المظلوم هي مصدر للأمن والاستقرار" في أفغانستان التي وصفها بأنها دولة "جارة وشقيقة".

باكستان :

قال مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة منير أكرم، إن أولوية بلاده في أفغانستان، هي تشكيل حكومة شاملة تستوعب جميع الأعراق والمعتقدات، وتحظى بدعم دولي واسع.

وأشار أكرم، في تصريح للأناضول، الثلاثاء، إلى احتمال نشوب صراعات دينية وعرقية في حال عدم تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.

وأفاد أن الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهم مع حركة "طالبان" بخصوص سحب قواتها من أفغانستان، واصفا قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب بأنه "صحيح ومنطقي".

وأوضح أن سرعة سيطرة "طالبان" على عموم أفغانستان، فاجأت الجميع، وأن قوات الأمن الأفغانية لم تكن تمتلك الرغبة الكافية لمقاومة عناصر الحركة.

وتابع: "لم يتم تزويد الجيش بالطعام والسلاح بشكل صحيح، ولم يكن لديه ما يحتاجه للقتال، في الوقت نفسه هناك خيبة أمل متزايدة بين السكان المحليين من الحكومة الفاسدة".

وأردف: "لم تكن هناك مقاومة ضد طالبان في المناطق الريفية بأفغانستان، والحركة استغلت هذا أيضًا".

وأضاف أكرم، أن انهيار الجيش الأفغاني في ظل هذه الظروف، كان أمرا لا مفر منه.

وشدد على وجوب العمل من أجل منع نشوب حرب داخلية في أفغانستان.

وأكد أن باكستان لن تفتح حدودها في وجه اللاجئين الأفغان الجدد، مشيرا أن لدى بلاده أعدادا كثيرة منهم.

منظمة العفو الدولية

حذّرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد، من ازدياد الأوضاع سوءاً في أفغانستان، في حال لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات سريعة وحازمة.

وأكدت كالامارد في بيان لها، الاثنين، على ضرورة التفكير المسبق بالمأساة التي تشهدها أفغانستان حالياً، واتخاذ التدابير اللازمة بشأن ذلك.

وأضافت: "الوضع في أفغانستان سيزداد سوءاً في حال لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات سريعة وحازمة."

وأشارت إلى أن الآلاف من الشعب الأفغاني، يواجهون مستقبلاً غامضاً في ظل مخاطر ردود أفعال حركة طالبان.

وشددت على ضرورة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتوفير الأمن في مطار كابل، بالتزامن مع استمرار عمليات الإجلاء.

كما طالبت " كالامارد" الحكومات الأجنبية باتخاذ ما يلزم من أجل تأمين مغادرة كافة المستهدفين من قبل طالبان، خارج أفغانستان.