جمهورية داغستان الإسلامية

الاثنين - 3 مايو 2021

جمهورية داغستان الإسلامية:

هي إحدى الجمهوريات القوقازية، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي الحالي، هي جزء من الران، والران جزء من إقليم أكبر أطلق عليه المؤرخين والجغرافيون العرب (الرحاب) وكان يضم إلى جانب داغستان، كلاً من أرمينيا وأذربيجان، و داغستان تعني بلاد الجبال ، كما تعد قلعة الثقافة الإسلامية في روسيا 

الموقع والمساحة :

 تقع داغستان في وسط منطقة القوقاز، ويحدها من الجنوب والجنوب الغربي أذربيجان وجورجيا، ويحدها غربا وشمالا الشيشان وستافروبول وجمهورية كالميكيا، ومن الشرق يحدها بحر قزوين.

ويجري بها عدد من الأنهار، من أهمها نهر "تيرك" و"سولاك" و"سامور" التي تمد معظم منطقة القوقاز بالمياه، كما يوجد بها عدد من المحطات الكهرمائية، الواقعة على نهر سولاك، التي تزود جنوب روسيا بالطاقة الكهربائية.

وتبلغ مساحة داغستان حوالى 50.300 كم، أى مايزيد عن مساحة سويسرا.

وطبيعة داغستان خلابة المناظر ومتنوعة الملامح، تتجاور فيها الأحراش شبه الاستوائية، مع المناطق الصحراوية وتعلو فوق الوديان سلسلة من الجبل يغطي قممها الجليد والثلج، وتندفع الأنهار الجبلية السريعة الجريان بمياهها إلى بحر قزوين الدافئ الذي تمتد على طول سواحله بلاجات رملية.

 وأرض داغستان غنية بينابيع المياه المعدنية الشافية. وفي مصيف (تالغي) يمكن معالجة أمراض كثيرة..

كما يوجد بها الكثير من الآثار التى تروي قصة تاريخ شعوبها، تبرز من بينها أقدم مدينة محصنة في أراضي الدولة الروسية هي قلعة (دربند)، على ساحل بحر قزوين. وكان يمر بها في القرون الوسطى الطريق الحريري.

 الموارد الطبيعية:

يتوافر في داغستان، النفط والغاز الطبيعي، الفحم، والذهب.

دخول الإسلام إلى داغستان:

دخل الإسلام لهذه المناطق مبكراً عندما فتح سُراقة بن عمرو أذربيجان عام 22 هجرية في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ثم أتم عبد الرحمن بن ربيعة الفتح بدخول مدينة " دربند " على ساحل بحر قزوين، وكان العرب يسمونها " باب الأبواب" وتقع هي الآن في " داغستان " وتوجد بها مقبرة لرفات 40 صحابيا، ثم واصل " سراقة بن عمرو" فتوحاته بالقوقاز؛ ففي عهد الخليفة الراشد " عثمان بن عفان " - رضي الله عنه - فتح أرمينيا وجورجيا، وفتحها صلحاً مقابل الجزية، ثم جاءهم جيش بقيادة "حبيب بن مسلمة "  فأخضعهم.

ثم توالت الفتوحات في هذه المنطقة وتأكدت في عصر الدولة الأموية، ومنذ النصف الثاني من القرن الأول الهجري وشعب الداغستان على اتصال وثيق بالإسلام وحضارته وثقافته، وخضعت هذه المنطقة لحكم الأمويين والعباسيين والسلاجقة والعثمانيين حتى خضعت للحكم القيصري الروسي منذ أواخر القرن الثامن عشر، ثم استمرت التبعية لروسيا السوفيتية ولا تزال تخضع جمهورية داغستان لحكم روسيا الاتحادية إلى اليوم، بالرغم من وجود رئيس لها، ولايزال الكثير من القوميات يحافظ على لغة القرآن، وبها قومية الدارجين ، التي تتميز بالتزام أبنائها من الجنسين والحفاظ على الزي الإسلامي والثقافة الإسلامية.

خضوع داغستان لسيطرة الروس:

في عام 1860 تم تشكيل إقليم داغستان تحت الإدارة العسكرية الشعبية ضمن الإمبراطورية الروسية .

وفى عام 1877 اندلعت انتفاضة رداً على نشوب الحرب الروسية التركية، عامي 1877 – 1878.

 وقد قاد الانتفاضة نجل الإمام شامل إمام القوقاز.

ولكن سرعان ما تم قمع هذه الانتفاضة وإعدام مدبريها وتهجير الأشخاص المشتبه بمشاركتهم في الانتفاضة إلى شتى أقاليم روسيا.

وقد أيدت داغستان ثورة أعوام 1905 – 1907 ثم ثورة أكتوبر في روسيا ، "الثورة البلشفية" عام1917.

 كما شاركت داغستان بنشاط في الحرب الأهلية وخاصة ضد الجنرال دينيكين.

الحقبة السوفيتية:

في 20 ينايرعام 1921 أعلن قيام الجمهورية الداغستانية السوفيتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي . ويرتبط العهد السوفيتي في تاريخ داغستان بتاريخ الإتحاد السوفيتي كله وإنشاء القطاعين الحديثين للصناعة والزراعة.

داغستان ضمن روسيا الاتحادية:

تغير الوضع القانوني للداغستان، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، حين تم تغيير تسميتها وصارت تدعى أولاً جمهورية داغستان السوفيتية الاشتراكية ثم جمهورية داغستان عام 1991 .

شهد تاريخ داغستان المعاصر أحداثا مأساوية من بينها اختطاف الرهائن في مدينتي كزلارعام 1998 ، من قبل مقاتلي الشيشان بقيادة "سلمان رادويف" وهجوم المقاتلين على دار الحكومة والبرلمان في الجمهورية وغزو المجاهدين الشيشانيين لداغستان 1999.

تم عام 2006 استحداث منصب رئيس الجمهورية في داغستان، الذي شغله "موخو علييف" المدرس في المدرسة الثانوية سابقا..

وفي عام 2010 انتخب محمد سلام محمدوف رئيسا ثانيا للجمهورية، وفى عام 2013 تم انتخاب رمضان عبد اللطيفوف رئيساً للبلاد، لكنه استقال في 2017، وتم تكليف فلاديمير فاسيليف.

أهم المدن في داغستان:

  1. مدينة محج قلعة :

 عاصمة جمهورية داغستان، وهي الميناء

الروسي الوحيد، على بحر قزوين، الذي لا يتجمد في فصل الشتاء، وفيها مركز لبناء السفن وتكرير النفط.

وتعتبر مدينة "محج قلعة" من أكثر المدن القوقازية تنوعا عرقيا ومعماريا إلى جانب موقعها الجغرافي الذي يجعل منها حلقة وصل بين شواطئ بحر قزوين وسلسلة جبال القوقاز. وتعتبر مركزا علميا ضخما في منطقة شمال القوقاز، حيث يوجد فيها مركز الأبحاث العلمية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إضافة إلى حوالي 20 معهد أبحاث في مختلف المجالات العلمية كما يوجد فيها 12 فرعا للجامعات الروسية. ويبلغ عدد سكانها حوالي 550 ألف نسمة يمثلون أكثر من 60% قومية.

 وفيها مسجد تاريخي قديم مسجد «الجمعة» وهو ثاني أكبر المساجد في أوروبا بعد مسجد «قلب الشيشان» في غروزني.

  1. مدينة ديربينت أو دربند:

 مدينة إسلامية تاريخية شهيرة، يطلق عليها اسم «باب الأبواب». وتقع على ساحل بحر قزوين إلى الجنوب الشرقي من عاصمة محج قلعة. وهي ثاني أكبر مدن داغستان، وتبعد عن مدينة محج قلعة 121 كم.

وهي أيضا من أجمل مدن داغستان، وسط الحقول والبساتين، وتحف بها جبال القوقاز من كل الجهات إلا من جهة الشرق حيث البحر. وفيها مسجد جامع كبير، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن الميلادي، بناه مسلمة بن عبد الملك في سنة 734 م. ودربند مدينة قديمة جدا كانت مسورة، وسورها داخل في البحر، وهي محكمة البناء، موثقة الأساس. وكانت من أعظم الثغور الإسلامية وأجلها. فتحها المسلمون سنة 19 هجرية، وكان قائد الفتح سراقة بن عمرو وكان في مقدمة الجيش عبد الرحمن بن ربيعة.

عدد السكان:

يصل عدد السكان في داغستان إلى 2.5 مليون نسمة. ويشكل سكان الريف نسبة 50% منهم. ويتراوح عدد الداغستانيين الذين يعيشون خارج الجمهورية من 500 إلى 700 ألف شخص.

وتحتل جمهورية داغستان المرتبة الأولى بين أقاليم روسيا من حيث عدد القوميات التي تقطنها.

 حيث يقطن داغستان ما يزيد عن 60 شعبا وقومية، ولكن يعتبر شعب آفار أكثر شعوب داغستان، إذ يبلغ عددهم إلى 850.000 نسمة.

 يليهم شعب الدارغين، ويصل عددهم إلى 490.400 نسمة.

وفي المرتبة الثالثة يأتي شعب القموق ويصل عددهم إلى 431.700 نسمة.

 ويلي الشعوب الثلاثة، بقية شعوب داغستان.

 وتختلف لغات القوميات، لكنها تعود إلى اللغات الأربع الأساسية، وهي اللغات الإيرانية واللغات السلافية واللغات التركية واللغات الداغستانية. وبموجب دستور داغستان، فإن اللغة الروسية وكل اللغات الداغستانية تعتبر لغات رسمية في داغستان.

 إلا أن 14 لغة فقط لها كتابة خاصة بها، وبينها اللغات الأفارية والأذربيجانية والدارغينية والكوميكية واللاكية والليزغينية والنوغاي والروسية والروتولية والتابسارانية والتاتية والشيشانية.

ويشكل المسلمون نسبة 95% من السكان منهم 93%و 2%شيعة، و 4% من المسيحيين الأرثوذكس،و1% يهود ،هاجر معظمهم إلى دولة الكيان الصهيونى.