جنون الأسعار بسبب الدولار: كاتب يؤكد إفلاس المصريين بشكل غير مسبوق

الثلاثاء - 31 مايو 2022

تحت عنوان (جنون الأسعار في عصر الدولار… كيف تنجو من الأزمة الاقتصادية بمصر؟)، كتب سيد عبدالحميد، مقالا في "عربي بوست" الثلاثاء 31 مايو 2022، قال فيه: "تتعرض جيوب المواطن المصري للإفلاس لأكثر من مرة في الشهر الواحد. وكل شخص منا بات عليه أن يقتصد بصورة أكثر حزماً أكثر من أي وقتٍ مضی، تحسباً لأي ارتفاع مفاجئ في سعر أي شيء، بغض النظر عن أن كل السلع ترتفع أسعارها في الكثير من الأحيان بلا أي سبب!"

أضاف: "في زمن الدولار وعصر الحرب الروسية الأوكرانية التي تشبه صورة مصغرة من الحرب العالمية الثالثة التي نبدو مقدمين عليها، في عالمنا المجنون الذي لا يجد الناس فيه أي وقت للتعافي كُلياً حتی يشعلوا الحروب بينهم لأي سبب، أصبح الإنسان العادي الهادئ البسيط أكثر عرضة للأضرار أكثر من أطراف الحرب أنفسهم، بسبب العولمة ومفاهيم ما بعد بداية الألفية الثالثة، التي أسهمت في جعل العالم قرية صغيرة أصبح تأثير الحرب في النصف الثاني من العالم يتسبب في إفلاس المجتمعات الموجودة في النصف الأول منه".

تابع: " في الوقت الحالي يمنح الجميع تهمة إفساد الحياة العامة والغلاء في المعيشة للدولار الأمريكي، الذي يساوي 20 جنيهاً مصرياً. كلما زاد سعر أي شيء في السوق أسأل عن السبب، بالرغم من أن الإجابة مُعلبة وجاهزة للاستخدام: الدولار هو السبب. وبالرغم من أن زيادة أسعار أساسيات الحياة من طعام وشراب وأغذية ومستلزمات، وصولاً للبنزين والسولار والشاي والقهوة تنبع جزئياً من اضطراب صرف سعر الدولار بالجنيه المصري، لكن المنتفعين من كافة الجهات يقومون بزيادة الضغط واستخدام أسوأ الحيِل للخروج من أي أزمة بأقصی استفادة.

بالإضافة لوجود عقلية استهلاكية نشأت بالتوازي مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بيننا، رسخت في أذهان الجميع وجود نمط حياتي واحد ثابت ومثالي، يشمل توثيق أجمل اللحظات بأنقی صورة في أفضل مكان، ونحن نحصل علی أكثر الخدمات جودة، فإننا نقع جميعاً تحت نفس الضغط الاجتماعي الذي يُشكل عبئاً إضافياً علی إمكانياتنا المادية، والذي يدفع الجميع بجنون لمحاولات الخروج عن الطبقة الاجتماعية الحالية للوصول لأخری أعلی، مهما كانت الطرق ومهما كانت النتائج المترتبة علی هذا."

وقال: "مازلنا ننفق مئات الآلاف في تحضيرات الزواج للحصول علی إشادة من يزورون بيوت العروسين، بلا أي اهتمام حقيقي بمدی توافقهم مع بعضهم البعض، ومازلنا نصرف آلاف الجنيهات في تكاليف الجنازات، ونجلب أفخم المتعهدين في ترتيب مظاهر العزاء، بلا أي نظرة حقيقية لمدی فائدة الأمر للميت، مازلنا نحاول التقاط أفضل صورة لحياة باهتة شديدة البؤس، فقط لنقوم بوضعها علی مواقع التواصل الاجتماعي، وكتابة جملة مقتبسة من كتاب أو فيلم جميل لنُظهر للآخرين أننا نعيش مثلهم، بالرغم من أننا يجب أن نعيش كما نريد نحن فقط"

وختم بقوله: "يجب علی من يعيش في عصرنا الحالي داخل العالم الثالث المليء بالمشكلات أن يدرك أن نجاحه في محاولة ترتيب الأولويات هو أهم نجاح له، وأن قيمته وفائدته لن تزيد بالصورة الذهنية المأخوذة عنه من خلال الصور العديدة عالية الجودة، بل من قيمته في حياته الواقعية، من محاولاته الدائمة في الارتقاء بنفسه في محيط عمله ومحيط دائرته الاجتماعية، بالبحث الدائم عما يجعله أكثر دعماً لمن حوله."

المصدر: عربي بوست