تدعم الاحتلال بالبيانات والصور.. هكذا تتواطأ "جوجل" و "ميتا" في إبادة الفلسطينيين
الأربعاء - 8 مايو 2024
- "هيومن رايتس" تتهم شركة "ميتا" بإسكات الأصوات الداعمة لفلسطين على "إنستغرام" و "فيسبوك"
- "إسرائيل" تقتل الناس لمجرد وجودهم في مجموعات "واتساب" مع أفراد ينتمون لحركة "حماس"
- "جوجل" تبيع خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الحرب الصهيونية للتعرف على وجوه المقاومين وقتلهم
- مشروع "نيمبوس" يزود الجيش الصهيوني بـ "تكنولوجيا خطرة".. وبنك الأهداف بات أكبر من قدرة الطائرات على القصف
- تقارير غربية: نظم الذكاء الاصطناعي المتاحة لـ"إسرائيل" تؤدي لإنشاء "مصنع اغتيالات جماعية"!!
إنسان للإعلام- خاص:
في 20 ديسمبر 2023، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" شركة "ميتا" بإسكات الأصوات الداعمة لفلسطين على منصتي"إنستغرام" و"فيسبوك" بشكل متزايد، إذ قالت في تقريرها إن "سياسات وممارسات ميتا تعمل على إسكات الأصوات الداعمة لفلسطين وحقوق الإنسان الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك في موجة من الرقابة المشددة على وسائل التواصل الاجتماعي".
وفي يوم 20 أبريل 2024، كشف رائد الأعمال الأمريكي في قطاع التكنولوجيا "بول بيغار"، عن علاقة بين شركة "ميتا" المالكة لتطبيق "واتساب" ونظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي "لافندر"، المستخدم بتحديد أهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي بحرب غزة.
وأكد أن إسرائيل تقتل الناس لمجرد وجودهم في مجموعات "واتساب" مع أفراد ينتمون لحركة "حماس"، موضحا أن ذلك الاشتباه بحد ذاته مثير للريبة لأنه لا يكشف عن كيفية حصول إسرائيل على تلك البيانات، من دون مشاركتها من طرف "ميتا".
ومع استمرار العدوان الصهيوني على غزة، تتكشف تدريجيا أدوار شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية في دعم الاحتلال ببيانات وتقنية تساعده في إبادة غزة.
وبعد كشف تقارير أمريكية و"إسرائيلية" تفاصيل "الجرائم الروبوتية"، وكيف يستخدم الكيان الصهيوني الذكاء الاصطناعي الذي تقدمه الشركات الأمريكية في عدوانه على غزة، كشف تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية، 12 أبريل 2024 أنها اطلعت على وثيقة داخلية تؤكد أن شركة "جوجل" توفر خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الدفاع "الإسرائيلية"، وتفاوضت على تعميق شراكتها معها رغم حرب الإبادة المتواصلة في غزة.
"تايم" أكدت أن الوثيقة التي اطلعت عليها أظهرت أنه لدى وزارة الدفاع "الإسرائيلية" ما وصفته بـ"منطقة إنزال" خاصة بها داخل "غوغل كلاود"، وهي نقطة دخول آمنة إلى البنية التحتية للحوسبة التي توفرها "غوغل"، تسمح للإسرائيليين بتخزين البيانات ومعالجتها والوصول إلى خدمات الذكاء الاصطناعي.
وكانت "غوغل" قد شهدت ثورة من جانب بعض موظفيها، بسبب عقد بقيمة 1.2 مليار دولار مع إسرائيل يوفر تكنولوجيا تستخدم ضد الفلسطينيين، وزعم متحدث باسم الشركة لمجلة "تايم"، 8 إبريل 2024، أن تعاونها مع حكومة الاحتلال مخصص لأغراض مدنية.
وكشفت "تايم" أن الوزارة "الإسرائيلية" طلبت مساعدة استشارية من "جوجل" لتوسيع وصولها إلى "جوجل كلاود"، من أجل السماح لـ"وحدات متعددة" بالوصول إلى تقنيات الأتمتة، وذلك وفقاً لمسودة عقد مؤرخة في 27 مارس 2024.
ويظهر العقد أن "غوغل" تقدّم فواتير لوزارة الدفاع الإسرائيلية بأكثر من مليون دولار مقابل خدماتها الاستشارية.
ونسخة العقد التي اطلعت عليها "تايم" لم تكن موقعة من قبل "جوجل" أو وزارة الدفاع الإسرائيلية، لكن تعليقاً، في 27 مارس، على العقد نفسه، من قبل أحد موظفي الشركة الذي طلب نسخة قابلة للتنفيذ من العقد، ورد فيه أن التوقيعات "ستكتمل من دون اتصال بالإنترنت، لأنها صفقة بين إسرائيل و مشروع نيمبوس".
كذلك منحت "جوجل" الوزارة "الإسرائيلية" خصماً بنسبة 15 في المائة على السعر الأصلي مقابل الاستشارات في "إطار عمل نيمبوس"
وكان قد تم الكشف عن ذروة هذا التعاون العسكري بين غوغل واسرائيل في اكتوبر 2021، حين وقع أكثر من 90 عاملا في شركة أمازون، و300 آخرون في شركة جوجل، على رسالة داخلية تطالب الإدارة بالانسحاب من مشروع "نيمبوس"، الخاص بتزويد الجيش الإسرائيلي بـ "تكنولوجيا خطرة" تستخدم في إيذاء الفلسطينيين.
ودعا العاملون قادة جوجل وأمازون، إلى قطع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي، معتبرين أن العقود "نمط مقلق من العسكرة".
ومشروع "نيبموس" هو عقد بلغت قيمته 1.2 مليار دولار، ويهدف إلى توفير خدمات سحابية إلكترونية للجيش والحكومة في إسرائيل وفق موقع "انترسيبت" الاستقصائي الأمريكي، 15 نوفمبر 2023.
دور جوجل في الإبادة
وفي 5 أبريل 2024، كشف تقرير لموقع "انترسيبت" عن بدء الاحتجاجات ضد جوجل لمدها الاحتلال بتكنولوجيا قتل أهالي غزة، حين استلقى عشرات المتظاهرين على الأرض ملفوفين بملاءات بيضاء عليها نسخة معدلة من شعار جوجل مكتوب عليها (إبادة) بدل (جوجل)، مطالبين بإنهاء عمل الشركة مع الحكومة الإسرائيلية.
جوجل علقت بصورة تدينها قائله: "لن نقول أي شيء عن استخدام إسرائيل لبرنامج الصور الخاص بها لإنشاء "قائمة اغتيالات" في غزة"، بعدما تبين أن الاحتلال يستخدم العديد من برامجها ومنها برنامج التعرف على الوجه والصور المخزنة لدي جوجل للتعرف على فلسطينيين وقتلهم أو اعتقالهم!
يتعارض هذا مع سياسة الشركة، حيث تحظر "جوجل" استخدام تقنيتها لـ "الضرر الفوري"، لكن "إسرائيل" تستغل تقنية التعرف على الوجه لإنشاء شبكة صيد للفلسطينيين، وذلك رغم ادعاء جوجل لسنوات عديدة أنها تتبنى معايير عالمية مختلفة لحقوق الإنسان!!
ويقول موقع "انترسيبت" إن تقارير أكدت أن الجيش "الإسرائيلي" قام بتطبيق شبكة للتعرف على الوجه في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث قام بمسح الفلسطينيين العاديين أثناء تحركهم في جميع أنحاء المنطقة المدمرة، في محاولة للفرار من القصف المستمر والبحث عن لقمة العيش لعائلاتهم.
ويعتمد البرنامج على أداتين مختلفتين للتعرف على الوجه، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز: إحداهما من صنع المقاول الإسرائيلي كورسايت، والأخرى مدمجة في منصة تنظيم صور المستهلك الشهيرة المقدمة من خلال صور جوجل.
وقال مسؤول "إسرائيلي" مجهول لصحيفة التايمز إن صور جوجل عملت بشكل أفضل من أي تقنية بديلة للتعرف على الوجه، مما ساعد الإسرائيليين على إعداد "قائمة اغتيالات" لمقاتلي حماس!!
لهذا قال موقع "انترسيبت" إن استخدام الجيش الإسرائيلي لمنتج جوجل المجاني والمتاح للعامة مثل الصور يثير تساؤلات حول التزامات الشركات في مجال حقوق الإنسان، ومدى استعداد الشركة للتصرف فعليًا بموجبها.
أيضا قامت خرائط موقعي غوغل و "ويز" بتعطيل تحديثات حركة المرور المباشرة لمناطق إسرائيل وقطاع غزة بناء على طلب الجيش الإسرائيلي، وذلك قبيل الاجتياح البري على قطاع غزة، وفقا لشبكة "بلومبيرغ" الإخبارية.
ما هو مشروع "نيمبوس"؟
مشروع "نيمبوس" هو عقد وُقّع عام 2021، قيمته 1.2 مليار دولار، لتوفير خدمات سحابية إلكترونية للجيش والحكومة الإسرائيليين. وتسمح هذه التكنولوجيا بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانوني عن الفلسطينيين، وتسهل توسيع المستوطنات اليهودية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.
وقد وُقّع هذا العقد في نفس الأسبوع الذي هاجمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 250 شخصاً، من بينهم أكثر من 60 طفلاً.
وبموجب شروط العقد، لا تستطيع "جوجل" و"أمازون" منع أي جهة حكومية إسرائيلية، وبينها الجيش، من استخدام خدماتهما، ولا تستطيعان إلغاء العقد. لكن هذه المرة الأولى التي يكشف فيها عن عقد يوضح أن وزارة الدفاع الإسرائيلية هي أحد عملاء "جوجل كلاود"
وقال متحدث باسم الشركة لمجلة "تايم"، 8 إبريل 2024: "لقد كنا واضحين جداً في أن عقد نيمبوس مخصص لأعباء العمل التي تشغل على منصتنا التجارية من قبل وزارات الحكومة الإسرائيلية، مثل المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم، وليس موجهاً إلى أعباء عمل عسكرية حساسة للغاية أو سرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات".
ويأتي الكشف عن هذا العقد بعد أن كشفت تقارير إسرائيلية إخبارية أخيراً أن جيش الاحتلال يستخدم نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف للغارات الجوية على قطاع غزة.
من المحتمل أن يتطلب نظام الذكاء الاصطناعي هذا بنية تحتية للحوسبة السحابية لكي يعمل. لا يحدد عقد "غوغل"، الذي اطلعت عليه مجلة تايم، التطبيقات العسكرية- إن وجدت- التي تستخدمها وزارة الدفاع الإسرائيلية، وإن كانت "جوجل كلاود" بينها، لكن موظفين في الشركة أكدوا لـ "تايم" أن "جوجل" لديها قدرة محدودة على مراقبة كيفية استخدام عملائها، وبينهم إسرائيل، بنيتها التحتية السحابية.
وكانت "جوجل" قد طردت المهندس إيدي هاتفيلد، الناشط في مبادرة "لا تكنولوجيا للأبارتهايد"، الذي احتجّ على مشروع نيمبوس، خلال فعاليات "مايند ذا تِك" Mind the Tech، وهو مؤتمر إسرائيلي سنوي للتكنولوجيا في نيويورك، في مارس الماضي. وكشفت "تايم" أن اثنين من موظفي "جوجل" استقالا احتجاجاً على المشروع نفسه.
وعلى الرغم من الاستياء والتحرّكات الاحتجاجية التي قام بها موظفو "جوجل" خلال الأشهر الأخيرة، اعتراضاً على موقفها من العدوان على غزة وعقودها التجارية مع إسرائيل، فإن الشركة الأميركية العملاقة لا تتجاهل هؤلاء وتقمعهم فحسب، بل توفر لجيش الاحتلال ما يساعده على إبادة غزة بسكانها.
ذكاء اصطناعي للقتل!
وحسب تقرير نشرته مجلة 972+ وهي مجلة إخبارية إسرائيلية، فإن "إسرائيل" تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي في استهداف وقتل الفلسطينيين.
التقرير استند إلى مقابلات مع ستة من ضباط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذين يستخدمون برامج الذكاء الاصطناعي في الوحدة 8200 المسؤولة عن إدارة شبكات التجسس والأمن السيبراني في الجيش الإسرائيلي.
وحسب التقرير فإنه ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة تم تطوير برنامجين يعملان بالذكاء الصناعي لاستهداف وقتل الفلسطينيين:
الأول" هو برنامج "لافندر" الذي تم من خلاله إعداد "قائمة قتل" تضم ما يقرب من 37 ألف فلسطيني لاستهدافهم دون التحقق من هويتهم.
والثاني: هو برنامج "أين أبي" أو Where's Daddy?، وهذا النظام قام بعملية مسح لسكان قطاع غزة بالأسماء والهويات والعناوين عبر ما يسمي بالبيج داتا Big Data وقد تم استخدام هذا النظام في إبادة عائلات فلسطينية بأكملها خلال الحرب الحالية بشكل انتقائي.
وهذا النظام أيضا هو الذي تستند إليه إسرائيل في القول بأن لدي حماس ما يقرب من 30 إلى 40 ألف مقاتل.
ويقول معد التقرير ، يوفال أبراهام، إن برنامج "أين أبي؟" يقوم بمسح معلومات عن 90% من سكان غزة على الأرجح، ويمنح كل فرد تقييما يتراوح بين واحد إلى 100، وهو تقييم يستند على طريقة تفكير الآلة، وهو عبارة عن احتمالات قائمة على معلومات صغيرة تتجمع لتكون احتمالية بأن ذلك الفرد هو عضو في الأجنحة العسكرية لحماس أو الجهاد الإسلامي أو متعاطف معهما.
ويقول أبراهام: إن مصادره أخبروه أن الجيش كان يعلم أن ما يقرب من 10% من الأشخاص الذين حددتهم الآلة على أنهم سيُقتلون ليسوا من مقاتلي حماس، ولم يكونوا كذلك، فبعضهم كان على علاقة بعيدة بحماس، والبعض الآخر لم يكن له أي صلة على الإطلاق بحماس.
الأكثر خطورة وإجراما هو توصيل هذه الأنظمة بالطائرة المسيرة التي تقوم باستهداف المدنيين الفلسطينيين بشكل عشوائي بناء على المعلومات التي يتم تغذيتها بها من خلال هذه النظامين (لافندر و أين أبي).
مصنع اغتيالات جماعية
ومنذ بداية العدوان على غزة، سعى الاحتلال لتجربة أنظمة الذكاء الصناعي حتى ولو لم تكن دقيقة، واستخدمت إسرائيل تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة ومتطورة على نطاق واسع في هجومها، ما أثار تساؤلات ومخاوف بين نشطاء وجماعات حقوق الإنسان بشأن احتمالية «استخدام إسرائيل العشوائي» لهذه التكنولوجيا في الحرب، خصوصاً مع ازدياد عدد القتلى المدنيين.
وفي عام 2019، أنشأ جيش الاحتلال مركزًا جديدًا يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي "لتسريع عملية توليد الأهداف".
وقال رئيس أركان الجيش السابق، أفيف كوخافي، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" 23 يونيو 2023 إن القسم الإداري الذي يحدد الأهداف هو وحدة تضم مئات الضباط والجنود، وتعتمد على قدرات الذكاء الاصطناعي.
ولخص "كوخافي" مهمة هذه الوحدة الحربية المدعومة بأنها "آلة يمكنها، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، معالجة الكثير من البيانات بشكل أفضل وأسرع من أي إنسان، وترجمتها إلى أهداف للهجوم".
كشف أنه حين جرى استخدام هذه الآلة لأول مرة في حرب 2021 مع غزة، كانت تولد 100 هدف جديد كل يوم، بينما قبلها "كنا نقوم فيها بإنشاء 50 هدفًا سنويًا".
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن "إسرائيل" ضربت أكثر من 12 ألف هدف، في أول 27 يوماً من العدوان الأخير على غزة.
كان أحد جوانب "جرائم الحرب" التي ارتكبها جيش الاحتلال في غزة، والذي كشفه تحقيق مشترك لمجلة "+972" وموقع "Local Call"، 30 نوفمبر 2023، هو أن جيش الاحتلال يستخدم برامج الذكاء الصناعي لمعرفة من يقطن في بنايات معينة ومع هذا يقوم بقصفها عمدا وقتل مئات المدنيين.
التحقيق الذي جاء بعنوان "مصنع اغتيالات جماعية" أكد أن القتل الجماعي الإسرائيلي لأهالي غزة "ليس عشوائيا ولكنه مقصود وممنهج".
ويجري التأكد من الأهداف المدنية غير العسكرية قبل قصفها باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي، ما مكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ حربه "الأكثر دموية على غزة"، وفق "+972"، وهي مجلة أسسها أربعة كتاب إسرائيليين في تل أبيب.
التحقيق، الذي استند لشهادات سبعة أعضاء حاليين وسابقين في الاستخبارات الإسرائيلية والعسكرية والقوات الجوية، أكد أنه في إحدى الحالات وافقت القيادة العسكرية الإسرائيلية "عن علم" على قتل مئات المدنيين الفلسطينيين بدعوى محاولة اغتيال أحد كبار القادة العسكريين في حماس، واعتبرته "أضرارا جانبية"!.
أكد أن الجيش الإسرائيلي تعمد التوسع في قصف أهداف ليست ذات طبيعة عسكرية في غزة، تشمل المباني العامة والبنية التحتية، بغرض إلحاق الضرر بالمجتمع المدني الفلسطيني و"خلق صدمة" كي يضغط المدنيون على حماس".
ووفقا للتحقيق، فإن تعمد قتل هذه الأعداد الكبيرة والتسبب في أضرار جسيمة بالحياة المدنية في غزة، سببه استخدام إسرائيل لنظام يسمى "الحبسورة" (الإنجيل)، المبني إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي.
وفقا لهذا النظام (الحبسورة) والذي يُسمي أيضا "غوسبل" The Gospel يمكن أن "تولد" أهدافًا بشكل تلقائي تقريبًا بمعدل يتجاوز بكثير ما كان ممكنًا في السابق.
وبحسب مصادر استخباراتية، فإن نظام الذكاء الصناعي "حبسورة" أو "غوسبل" يولد، من بين أمور أخرى، توصيات تلقائية لمهاجمة المساكن الخاصة التي يعيش فيها أشخاص يشتبه في أنهم نشطاء في حماس أو الجهاد الإسلامي، وتنفيذ اغتيالات جماعية.
وخطورة هذا النظام "إنه مثل المصنع يعمل بسرعة (على القتل) وليس هناك وقت للتعمق في الهدف"، حسبما يقول مصادر إسرائيلي للمجلة.
وفي 11 أكتوبر 2023، قال مسؤول عسكري كبير، لصحيفة "جيروزاليم بوست" عن "بنك الأهداف" الإسرائيلي، إنه بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة للجيش، كان تم إنشاء أهداف جديدة بمعدل أسرع من هجمات طيران الاحتلال!
وأن هذه الأنظمة الآلية الصناعية سهلت إلى حد كبير عمل ضباط المخابرات الإسرائيلية في اتخاذ القرارات أثناء العمليات العسكرية، بما في ذلك حساب الخسائر المحتملة التي لا يهتمون بها ويعتبرونها من فئة "الأضرار الجانبية"!
لهذا وصف ضابط مخابرات إسرائيلي سابق، نظام الذكاء الاصطناعي هذا، بأنه يسهل بشكل أساسي إنشاء "مصنع اغتيالات جماعية"، لأن الهدف هو "قتل أكبر عدد ممكن من نشطاء حماس"، وإيذاء المدنيين الفلسطينيين بشكل كبير.
وكانت نتيجة هذه السياسات الصهيونية باستخدام هذا البرنامج للذكاء الصناعي خسارة فادحة في الأرواح البشرية في غزة، حيث فقدت أكثر من 300 أسرة 10 أو أكثر من أفرادها في القصف الإسرائيلي خلال أكتوبر ونوفمبر فقط 2023.
وبحسب الجيش الصهيوني، فقد أسقط خلال الأيام الخمسة الأولى من العدوان 6000 قنبلة على غزة، يبلغ وزنها الإجمالي حوالي 4000 طن، ودمر أحياء بأكملها، لأن هذه التقنية التي تعتبرها إسرائيل "ذكاء صناعي" في العدوان على غزة، تقوم بتوليد عشوائي للأهداف بالجملة وتتسبب في قتل آلاف المدنيين.
أثار ذلك تساؤلات ومخاوف بين نشطاء وجماعات حقوق الإنسان، باعتبار أنها "غباء" لا ذكاء صناعي وفق استخدام الاحتلال لها، واتهموا إسرائيل بـ "الاستخدام العشوائي" لهذه التكنولوجيا في الحرب، حسبما يشير تقرير لموقع "بولتيكو" 3 مارس 2024.
قالت"بولتيكو": في غاراته على غزة، اعتمد الجيش الإسرائيلي على نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي يسمى «غوسبل»، للمساعدة في تحديد الأهداف فشملت المدارس ومكاتب منظمات الإغاثة وأماكن العبادة والمرافق الطبية.
وتنقل "بولتيكو" عن نشطاء يتابعون سياسة حرب الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة، إن إسرائيل تُشوه الغرض من هذه التكنولوجيا، حيث تستخدمها لتوسيع قوائم الأهداف، بدلاً من حماية المدنيين.
ويؤكد أولئك النشطاء أن الولايات المتحدة يجب أن تُدين الجيش الإسرائيلي بسبب هذا الانتهاك الأخلاقي، وقصف منظمات الإغاثة والمرافق الطبية في غزة، بموجب هذه التقنية، بحجة أن حماس تُخفي مقاتلين وأسلحة في مبانيها.
ولم تُوقع إسرائيل على معاهدة تدعو إلى الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في الحرب، رغم توقيع أكثر من 50 دولة من بينها المملكة المتحدة، وألمانيا، وأوكرانيا.
وتسبب مد أمريكا لإسرائيل بهذه التكنولوجيا ثم استخدامها في القتل الجماعي بحجة التعرف على شخص مستهدف وسط جموع أو داخل مبني يجري نسف بالكامل، لضغوط على الولايات المتحدة من قبل منظمات حقوقية.
ويري موقع "بولتيكو" أن هذه المساءلة قد تجبر واشنطن على مواجهة بعض الأسئلة غير المريحة، حول مدى السماح للولايات المتحدة لحليفتها بالإفلات من مأزق استخدامها للحرب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأيدت أكثر من 150 دولة في ديسمبر 2023 قرارا للأمم المتحدة يتحدث عن "تحديات ومخاوف جدية" في مجال التقنيات العسكرية الجديدة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي وأنظمة السلاح الذاتية التشغيل.
التعرف على الوجه للقتل!
وأكد ضباط مخابرات إسرائيليون ومسؤولون عسكريون ومصادر لصحيفة "نيويورك تايمز" 27 مارس 2024 إن "إسرائيل بدأت في استخدام برنامج "التعرف على الوجه".
أكدوا أن جيش الاحتلال يقوم بـ "جمع صور الوجوه للفلسطينيين وفهرستها" ويمكنه تحديد أسماء الأشخاص في ثوان معدودة، بغرض قتل من يريد، بحيث يتم جمع الصور وحفظها دون علم أو موافقة السكان الفلسطينيين، ومن ثم استهداف شخصيات بعينها، ومع هذا فهم ينسفون المكان بكل من فيه لقتل الجميع، وقد يستخدمون هذا النظام لمحاولة اعتقال فلسطينيين.
العسكريون الصهاينة أكدوا للصحيفة الأمريكية أن هذه التكنولوجيا تم استخدامها في غزة في البداية للبحث عن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر كأسرى، ولكن بعد ذلك بدأت في استخدامها على نطاق واسع لتحديد أي أشخاص لهم علاقات مع المقاومة الفلسطينية.
وأشارت "نيويورك تايمز " إلى أن تقنيات التعرف على الوجه حول العالم المدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت تنتشر بشكل أكبر حيث تستخدمها بعض الدول لتسهيل السفر والتنقل، فيما استخدمتها روسيا ضد الأقليات وقمع المعارضة، وبرز مؤخرا استخدامها من قبل إسرائيل في الحرب.
وفي 19 نوفمبر 2023 فوجئ الشاعر الفلسطيني، مصعب أبو توهة، عندما كان يمشي وسط حشد من الناس عبر نقطة تفتيش عسكرية على الطريق السريع، بجنود الاحتلال ينادون عليه بالاسم ويعتقلونه لاستجوابه، ضمن عمليات التعرف على الوجوه.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية أنه تم تحديد أبو توهة من خلال كاميرات تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالتعرف على الوجه، والتي تتيح تحديد أسماء الأشخاص وما إذا كانوا على قائمة المطلوبين لإسرائيل أم لا.
ومع هذا اعترف أحد الضباط الإسرائيليين للصحيفة الأمريكية بأنه "في بعض الأحيان كانت هذه التقنية تصنف بشكل خاطئ المدنيين على أنهم من مقاتلي حماس المطلوبين"!
وتعتمد هذه التكنولوجيا، التي طورتها شركة "كورسايت" الإسرائيلية، على أرشيف هائل من الصور التي تلتقطها طائرات مسيرة وصور أخرى يتم إيجادها عبر غوغل بحسب ما أكدت المصادر الإسرائيلية لـ "نيويورك تايمز".
وسبق أن وثقت منظمة العفو الدولية "أمنستي" عام 2023 استخدام إسرائيل لتكنولوجيا التعرف على الوجه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأطلقت عليه اسم "الذئب الأحمر" وهو شبكة مراقبة متنامية باستمرار ترسخ سيطرة الحكومة الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن تقنيات التعرف على الوجه حول العالم المدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت تنتشر بشكل أكبر وتستخدمها بعض الدول للقمع، مؤكدة وجود مخاوف من إساءة استخدام الاحتلال لهذا البرنامج.
وهناك استخدامات أخري للذكاء الصناعي في الحرب من قبل جيش الاحتلال، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى تقنية منظار تصويب معزز بالذكاء الاصطناعي طورته شركة "سمارت شوتر"، وزودت به أسلحة مثل البنادق والرشاشات.
كما تقوم تقنية أخرى على إطلاق مسيرات قادرة على رمي شباك على مسيرات أخرى بهدف تعطيل عملها.
أيضا لجأ الجيش الإسرائيلي إلى طائرات مسيرة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعداد خريطة للأنفاق تحت غزة، والتي تشير تقديرات غربية الى أنها تمتد على مسافة أكثر من 500 كلم، وبعض هذه المسيرات قادرة على رصد البشر والعمل تحت الأرض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر التقرير:
- Exclusive: Google Contract Shows Deal With Israel Defense Ministry
https://time.com/6966102/google-contract-israel-defense-ministry-gaza-war/
- GOOGLE WON’T SAY ANYTHING ABOUT ISRAEL USING ITS PHOTO SOFTWARE TO CREATE GAZA “HIT LIST”
https://theintercept.com/2024/04/05/google-photos-israel-gaza-facial-recognition/
- Israel Deploys Expansive Facial Recognition Program in Gaza
https://www.nytimes.com/2024/03/27/technology/israel-facial-recognition-gaza.html
- A mass assassination factory’: Inside Israel’s calculated bombing of Gaza
https://www.972mag.com/mass-assassination-factory-israel-calculated-bombing-gaza/
- Israel under pressure to justify its use of AI in Gaza
https://www.politico.com/news/2024/03/03/israel-ai-warfare-gaza-00144491