جيل أمريكي جديد مناهض للصهيونية.. الانتفاضة بدأت بالجامعات
الخميس - 2 مايو 2024
- الحكومة الأمريكية توسع عملياتها لمواجهة ما أسمته "النفوذ الأجنبي الخبيث" في الجامعات
- وزارة الأمن الداخلي الأمريكية وضعت خطة لاختراق الجامعات تحت ستار "محاربة حماس"
- "انترسيبت": حرب غزة أثرت على العقيدة السياسية للأمريكيين وخلقت جيلا مناهضا للصهيونية
- صحفي أمريكي من أصل يهودي: مستوى الدعم للصهيونية يتراجع حتى بين اليهود الأمريكيين
- مديرة الاستخبارات الأمريكية: الصراع في غزة يشكل تحديا أمام شركائنا العرب الرئيسيين
إنسان للإعلام- خاص:
توسعت الشرطة الأمريكية في حملة الاعتقالات للطلاب والأساتذة بمختلف الجامعات على خلفية المظاهرات والاعتصامات المؤيدة لفلسطين والمطالبة بوقف الحرب في غزة.
تم القبض على العشرات في كل جامعة ووصلت الحصيلة حتى نهاية أبريل 2024 إلى 1200 طالب وأستاذ، في جميع أنحاء الجامعات الأمريكية، وفقا لـ "واشنطن بوست"
وصل الأمر بالشرطة- على غير المعتاد- أن تستخدم الرصاص المطاطي وكرات الفلفل ضد المتظاهرين في جامعة أريزونا، وغيرها ، في مشهد يشبه ما يحدث في الدول الاستبدادية، ما جعل رئيس جامعة كاليفورينا، على سبيل المثال، يقول: إن الهجوم على طلابنا وأعضاء هيئة التدريس أمر غير مقبول على الإطلاق.
وبعدما نجحت جهات أمنية والكونجرس في عقاب استاذة جامعات، بسبب دعمهم مظاهرات طلاب الجامعات ضد الاحتلال، نشطت المباحث الأمريكية (FBI) في تتبع طلاب الجامعات في أمريكا تحت لافتة "محاربة اختراق حماس للجامعات".
إخماد التظاهرات- من وجهة نظر خبراء – ليس نهاية المطاف، فقضية فلسطين صارت حية في عقول الأجيال الجديدة وفي مخزون عاطفتهم، نتيجة ما يشاهدونه من عدوان نازي غير إنساني على شعب غزة وفي عموم الأراضي الفلسطينية، مما يؤكد أن المجتمع الأمريكي أمام تحولات مهمة على المدى البعيد، أي أننا الآن نمر بلحظة ميلاد جيل أمريكي مناهض للصهيونية.
خطة اختراق الأمن للجامعات
وفي وقت مبكر، كشف موقع "انترسيبت" الأمريكي، يوم 10 مارس 2024، عن وثائق تؤكد أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تكثف جهودها لاختراق الجامعات تحت ستار "محاربة حماس" أو ما تسميه "النفوذ الأجنبي الخبيث" مستغلة ما تصفه بـ "هجوم حماس على إسرائيل" في السابع من أكتوبر 2023.
قالت: تأتي هذه الحملة في الوقت الذي تبذل فيه وزارة الأمن الوطني جهوداً غير معلنة للتأثير على المناهج الجامعية لمحاربة ما تسميه "التضليل" وفق المصدر ذاته.
ونال تركيز وزارة الأمن الداخلي على الاحتجاجات في الجامعات مباركة الرئيس جو بايدن، وفقاً للبيت الأبيض، ففي نهاية أكتوبر 2023، قال مسؤولو الإدارة إنهم يتخذون إجراءات لمكافحة معاداة السامية في الجامعات وعينوا العشرات من "خبراء الأمن السيبراني والأمن الوقائي في وزارة الأمن الداخلي للتعامل مع الجامعات"
تحرك المباحث الأمريكية جاء في ظل تخوف من تحول في المجتمع الامريكي بفعل حرب غزة وعداء شعبي خاصة من الأجيال الجديدة للصهيونية والسياسة الأمريكية المناصرة لإسرائيل.
وفي ديسمبر 2023، أرسل مجلس الشراكة الأكاديمية للأمن الداخلي التابع للوزارة الذي يعرف اختصاراً بـ HSAPC، تقريراً إلى الوزير أليخاندرو مايوركاس يوضح خطة للتصدي للاضطرابات الناجمة عن يوم 7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، بحسب "انترسيبت".
واستعانت وزارة الأمن الداخلي بهذه الهيئة الاستشارية، المكونة من مجموعة من الأكاديميين والاستشاريين والمتعاقدين، لنيل الدعم لأهداف الأمن الداخلي والتجنيد في الجامعات.
في إحدى التوصيات المقدمة في تقرير 11 ديسمبر 2023، كتب المجلس أنه يتعين على وزارة الأمن الداخلي "توجيه مكتبها الداخلي لإنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي للعمل مع "الرابطة الدولية لمديري إنفاذ القانون في الجامعات" و"الرابطة الوطنية لموظفي الموارد الجامعية"؛ لتقديم طلب إلى الكونغرس "بمراجعة القوانين التي تحظر على وزارة الأمن الداخلي توفير موارد معينة، مثل التدريب والمعلومات، للجامعات والمدارس الخاصة، ولكن القيود الحالية عائق أمام تحقيق أقصى قدر من النتائج المثلى".
وأوصى المجلس في تقريره وزارة الأمن الداخلي بـ "تصحيح أي هفوات أو انقطاعات في تبادل المعلومات في الحال، وتوضيح الموارد التي تقدمها وزارة الأمن الداخلي للجامعات، مع الأخذ في الاعتبار المواقف المتقلبة والمتصاعدة والحرجة أحياناً في الجامعات خلال الصراع المستمر في الشرق الأوسط"
واستجابة لجهود البيت الأبيض، أوصى المجلس بأن يعين مايوركاس "منسقاً لسلامة الجامعات ومنحه السلطة الكافية لقيادة جهود وزارة الأمن الداخلي لمكافحة معاداة السامية وكراهية الإسلام"، وكانت النتيجة ما نراه الآن من اقتحامات واعتقالات.
ويقول تقرير المجلس إن توسيع جهود الأمن الداخلي سوف "يبني جواً من الثقة يشجع على الإبلاغ عن الحوادث والتهديدات وأعمال العنف المعادية للسامية والمعادية للإسلام"
شراكة أكاديمية مع "الأمن الوطني"
في السياق، كتب مايوركاس في 14 نوفمبر 2023 أن شراكة أكاديمية مع وزارة الأمن الوطني ستعمل على تطوير حلول ليس لإحباط سرقة الحكومات الأجنبية للأبحاث الممولة من الأمن القومي والأبحاث المهمة في الجامعات فقط، وإنما أيضاً لمكافحة ترويج "أفكار" الحكومات الأجنبية التي ترى الحكومة أنها تتعارض مع المصالح الأمريكية.
والمهام الثلاث التي حددها مايوركاس هي: "أفضل الإرشادات والممارسات لمؤسسات التعليم العالي للحد من مخاطر النفوذ الأجنبي الخبيث والتصدي له"، إلى جانب "النظر في إقامة شراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات حول النفوذ الأجنبي الخبيث"، إضافة إلى "تقييم لكيفية تعزيز الحكومة الأمريكية لعملياتها الداخلية ووضعها لتعزيز التنسيق ومعالجة مخاطر الأمن القومي المرتبطة بالنفوذ الأجنبي الخبيث التي تواجه مؤسسات التعليم العالي".
تحديات تواجه أمريكا وشركائها العرب
وقد حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هينز، يوم 12 مارس 2024 من أن الحرب في غزة، ساهمت في بروز تهديدات أمنية جديدة بوجه الولايات المتحدة من طرف جماعات إرهابية-حسب قولها- بسبب دعم واشنطن لإسرائيل.
وزعمت "هينز" في جلسة استماع سنوية بشأن التهديدات الأمنية العالمية، أن هذه الأزمة حفزت العنف لدى مجموعة من الجهات بجميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أن من السابق لأوانه معرفة امتدادات وتأثيرات ذلك، فمن المحتمل أن يحمل الصراع في غزة "تهديدات إرهابية قد تستمر لأجيال"
وأوضحت حسبما نقلته "واشنطن بوست"، 11 مارس 2024، أن هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل، أدى إلى بروز تهديدات جديدة للولايات المتحدة من قبل الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش، في حين استخدمت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران "الصراع كفرصة لمتابعة أجندتها الخاصة" ضد الولايات المتحدة.
وأضافت: "لقد رأينا كذلك كيف ألهمت هذه الأحداث، أفرادا للقيام بأعمال معادية للسامية وأخرى تندرج في إطار الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم"
وأدلت المسؤولة الأمنية بتصريحاتها، أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، في جلسة استماع مفتوحة يقدم فيها كبار قادة وكالات الاستخبارات الأميركية، شهاداتهم بشأن التحديات الأمنية حول العالم.
وتابعت هينز، أن "الصراع في غزة يشكل تحديا أيضا للعديد من الشركاء العرب الرئيسيين، الذين يواجهون مشاعر عامة ضد إسرائيل والولايات المتحدة بسبب الموت والدمار في القطاع، ولكنهم ينظرون أيضا إلى واشنطن باعتبارها وسيطا في وضع أفضل لإنهاء الحرب قبل أن تمتد إلى عمق المنطقة".
وبحسب واشنطن بوست، فقد حاول مسؤولو المخابرات الابتعاد عن الجدل الدائر حول الحرب التي عصفت بالسياسة الأميركية ووضعت إدارة بايدن في موقف صعب، يتمثل في دعم حليف يواجه إدانة متزايدة من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الدولية، وكذلك من ناخبين وليبراليين أميركيين، في ظل ارتفاع عدد القتلى المدنيين والأوضاع الإنسانية القاسية بالقطاع.
دعم الصهيونية يتراجع حتى بين اليهود
نتيجة ذلك، أكد الصحفي الأمريكي من أصل يهودي، آرون جيل، أن مستوى الدعم للصهيونية يتراجع في الولايات المتحدة، حتى بين اليهود الأمريكيين الذين يصفون أنفسهم علنا على أنهم مناهضين للصهيونية.
وأشار "جيل"، في بيان مكتوب نشرته وكالة "الأناضول"، إلى أن استطلاع نشره مركز "بيانات من أجل التقدم" البحثي في 5 نوفمبر 2023، أفاد بتأييد أكثر من 60 بالمئة من الناخبين الأميركيين وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد انخفاض مستوى دعم الصهيونية في الولايات المتحدة، قائلا: "عدد أكبر من اليهود الأميركيين الذين رأيتهم من قبل يعرفون أنفسهم بأنهم مناهضين للصهيونية بشكل علني"
وقال الصحفي الأمريكي: "هناك صراعات عميقة بين شباب اليهود المناهضين للصهيونية أو الذين انقطعت روابطهم بإسرائيل من جهة، وبين اليهود الأكبر سنا الذين لا يزال لديهم ارتباط عميق بـ (إسرائيل) من جهة ثانية".
______________
المصادر:
- DHS USING HAMAS TO EXPAND ITS REACH ON COLLEGE CAMPUSES
- Gaza war may stoke ‘generational’ terrorism threat, top intel official says
- صحفي أمريكي: دعم الصهيونية في الولايات المتحدة يتراجع