"بارقة أمل في الجيل الجديد".. حفاوة صهيونية بتغيير مناهج التعليم المصرية

الأحد - 20 أبريل 2025

  • معهد "إسرائيلي" يحلل محتوى 271 كتاباً مدرسياً مصرياً خلال الفترة من 2018 إلى 2023
  • المعهد العبري: الكتب المدرسية الجديدة تخلو تماماً من الصور النمطية "المعادية للسامية"
  • المناهج الجديدة تعزز "ثقافة السلام" وتؤكد على "القواسم المشتركة بين الإسلام واليهودية"
  • إدراج اتفاقية السلام "المصرية-الإسرائيلية" عام 1979 كجزء أساسي من المحتوى التعليمي

 

إنسان للإعلام- قسم الترجمة:

سلط تقرير نشره موقع "والا" العبري الضوء على ما اعتبره "نقطة مضيئة" في العلاقات المصرية-الإسرائيلية، مستنداً إلى دراسة أجراها المعهد الدولي للسلام والتعليم والبحوث المجتمعية الإسرائيلي، المتخصص في مراقبة المحتوى التعليمي ومكافحة خطاب الكراهية ومعاداة السامية في المناهج الدراسية حول العالم.

قالت الدراسة: إن المنظومة التعليمية المصرية تشهد عملية إصلاح واسعة النطاق تقودها وزارة التربية والتعليم، تستهدف إعادة صياغة كافة الكتب والمناهج الدراسية في جميع المراحل التعليمية والمواد الدراسية، في مشروع طموح يمثل تحولاً استراتيجياً في السياسة التعليمية المصرية.

هذه النتيجة توصل إليها المعهد "الإسرائيلي" بعد تحليل محتوى 271 كتاباً مدرسياً مصرياً صدرت خلال الفترة من 2018 إلى 2023، وخلص إلى وجود تغييرات جوهرية في طريقة تناول اليهود وإسرائيل والديانة اليهودية، موضحا أن هذه التغييرات تكتسب أهمية خاصة نظراً لضخامة النظام التعليمي المصري، الذي يعد الأكبر في الشرق الأوسط والعالم العربي، حيث يضم أكثر من 25 مليون طالب.

ووفقاً للدراسة، فقد أكملت مصر بالفعل إعادة كتابة المناهج الدراسية للصفوف السبعة الأولى، التي تستوعب ما يقرب من 70% من إجمالي طلاب المدارس في البلاد، مما يعني أن غالبية الطلاب المصريين يتعرضون بالفعل للمحتوى التعليمي الجديد.

من العداء إلى التعايش

رصدت الدراسة "الإسرائيلية" تحولاً ملحوظاً في طبيعة المحتوى التعليمي المصري، حيث أشارت إلى أن "الكتب المدرسية الجديدة تخلو تماماً من الصور النمطية "المعادية للسامية والعبارات التي تحض على العنف ضد اليهود وإسرائيل"، والتي كانت سمة بارزة في المناهج السابقة.

وأوضحت أن هذه المفاهيم استُبدلت بقيم جديدة تدعو إلى "التسامح والتعايش والتأكيد على القواسم المشتركة بين الإسلام واليهودية"، بالإضافة إلى تضمين المناهج الجديدة محتوى عاماً "يعزز ثقافة السلام والقبول بالآخر ونبذ التعصب.

وقدمت الدراسة مثالاً دالاً على حجم التغيير من خلال مقارنة المحتوى القديم والجديد لكتاب التربية الإسلامية للصف الخامس الابتدائي، ففي النسخة القديمة، كان الكتاب يربط بين حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 وبين حروب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ضد اليهود، مصوراً إياها كصراع ديني بين المسلمين واليهود، وليس كحرب في سياق وطني أو قومي.

كما كان الكتاب القديم يصف اليهود بأنهم "خونة بالفطرة"، ويكلف الطلاب بالبحث عن آيات قرآنية "تتحدث عن خيانة اليهود"، مع واجب منزلي تحت عنوان: "يهود الأمس هم يهود اليوم".

أما في المنهج الجديد، فقد تغيّر المحتوى جذرياً ليتضمن "اعتراف الإسلام بالتوراة كأحد الكتب السماوية المقدسة، مع إيراد شواهد من القرآن الكريم تدعو إلى التعايش مع اليهود على أساس السلام والعدل والتعاون"، والتأكيد على أن "النبي محمد سعى إلى السلام والتعايش والعلاقات الإنسانية الرحيمة مع اليهود".

اتفاقية السلام في المقررات

أحد أبرز مظاهر التغيير في المناهج المصرية الجديدة، وفقاً للدراسة "الإسرائيلية"، هو إدراج اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية الموقعة عام 1979 كجزء أساسي من المحتوى التعليمي، حيث "يُطلب من الطلاب حفظ بنود الاتفاقية وشرح فوائد السلام لمصر وللدول العربية".

كما أشارت الدراسة إلى ظهور "صورة توقيع اتفاقية السلام في البيت الأبيض وصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن لأول مرة في الكتب المدرسية المصرية"، الأمر الذي يعكس تحولاً كبيراً في طريقة تقديم "إسرائيل" للطلاب المصريين.

تناقض مع الخطاب الإعلامي

رغم هذه التغييرات الإيجابية في المناهج التعليمية، أشار التقرير العبري إلى وجود تناقض صارخ بين المحتوى التعليمي الجديد وبين الخطاب السياسي والإعلامي المصري الراهن تجاه "إسرائيل"، خاصة في ظل تداعيات الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووصف التقرير العلاقات بين البلدين بأنها "سلام بارد"، مشيراً إلى أن "الكراهية لإسرائيل واضحة ومسموعة، خاصة في الشارع المصري"، وأن "حرب طوفان الأقصى جلبت معها تدهوراً في العلاقات بين الطرفين، حيث تعتبر مصر حرب إسرائيل في قطاع غزة جريمة حرب".

كما أبرز التقرير "تصاعد التحذيرات المصرية في الآونة الأخيرة بشكل أقوى وأكثر حزماً، حول فكرة تهجير سكان غزة، خوفاً من أن يفر بعضهم إلى مصر، وهو ما يمثل تهديداً للأمن القومي المصري"، كما يصرح المسؤولون المصريون.

وأشار إلى أن "مصر تسخّر الإعلام للرد على إسرائيل، وذلك عبر تصريحات المحللين السياسيين والعسكريين المقربين من النظام"، واستشهد بتصريحات حادة أدلى بها ضباط سابقون في الجيش المصري وإعلاميون بارزون ضد "إسرائيل" وسياساتها في غزة.

دوافع التغيير وآفاق المستقبل

عزا التقرير العبري هذه التغييرات في المناهج المصرية إلى "رغبة القاهرة في الحفاظ على اتفاقية السلام"؛ نظراً للمصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين.

وأضاف أنه "رغم أن الشارع المصري ليس من محبي الصهيونية، ووسائل الإعلام في مصر تعبر عن غضب المصريين المستمر ضد إسرائيل"، إلا أن الحكومة المصرية مستمرة في نهج التغيير التربوي.

واختتم التقرير بالدعوة إلى "ضرورة النظر بإيجابية إلى التغيير الذي طرأ على المنظومة التعليمية في مصر، والأمل في أن يشكّل الجيل القادم هناك جزءاً من الجيل الجديد في العالم العربي ككل"، معبراً عن الأمل في أن "يؤدي ذلك مستقبلاً إلى تعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة".

 

المصدر:

مصر اليوم - بين الترحيب بـ7 أكتوبر والتعليم من أجل السلام، موقع "والا" العبري، 12 أبريل 2025، https://2u.pw/xKkdy