تطورات تعزز مكانته داخليًا وإقليميًا.. الإعلام التركي يحتفي بنجاح "دبلوماسية أردوغان"

الثلاثاء - 20 مايو 2025

إنسان للإعلام- تقرير:

شهدت الساحة السياسية والإعلامية في تركيا، خلال الأسبوع الثاني من مايو 2025 سلسلة من التطورات المتسارعة، التي صبّت معظمها في صالح الرئيس رجب طيب أردوغان، ووضعت اسمه في صدارة العناوين.

فمن الإعلان المفاجئ عن حل حزب العمال الكردستاني، إلى الدور التركي اللافت في ملف العقوبات على سوريا، مرورًا بالتحركات الدبلوماسية النشطة في الحرب الروسية الأوكرانية، بدت أنقرة وكأنها تتحرك على أكثر من جبهة في آنٍ واحد لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

واللافت أن هذا الحراك لم ينعكس فقط في وسائل الإعلام الموالية للحكومة، بل وجد صداه أيضًا في الصحف القومية والمستقلة، التي وصفت ما جرى بأنه "أسبوع انتصارات" شكل نقطة تحول في المشهدين الداخلي والخارجي لتركيا.

تحول غير مسبوق

تحت عنوان «تحول جديد بقيادة أردوغان: حزب العمال الكردستاني يعلن عن حله»، نشرت صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة مقالًا للكاتب إحسان أكتاش، تناول فيه إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) حل نفسه، واصفًا هذه الخطوة بأنها "تحوّل كبير في تاريخ الصراع بين الدولة التركية والتنظيمات الإرهابية". وأكد الكاتب أن هذا القرار يُعد بمثابة "ثورة أردوغانية جديدة" جاءت نتيجة الإرادة السياسية القوية للرئيس أردوغان وحزبه الحاكم.

وأشار إلى أن هذا الإعلان "يأتي في سياق جهود مستمرة لمكافحة الإرهاب، ويمثل نجاحًا لاستراتيجيات الحكومة في تعزيز الأمن والاستقرار داخل البلاد".

كما رأى أن "الخطوة ستنعكس إيجابيًا على المشهد الداخلي، إذ تساهم في إنهاء حالة القلق وعدم الاستقرار التي سادت لسنوات طويلة بفعل نشاط التنظيم.

وأضاف أن "حل حزب العمال الكردستاني قد يفتح الباب أمام فرص جديدة للحوار الوطني وإعادة الإعمار في المناطق التي عانت من النزاعات المسلحة، مما يعزز من وحدة البلاد وتماسكها الاجتماعي".

 ولفت أيضًا إلى أن "لهذه الخطوة أبعادًا جيوسياسية، من شأنها أن تقلل التوترات مع دول الجوار وتحسن علاقات تركيا الإقليمية والدولية".

وختم الكاتب تقرير بالتأكيد على أن هذا التطور يمثل انتصارًا حقيقيًا للحكومة التركية، ويدعم رؤية أردوغان لـ"تركيا خالية من الإرهاب".[1]

نحو حقبة سلام جديدة

وفي تغطية مشابهة، نشرت قناة "سي إن إن" ترك تقريرًا بعنوان «دور PKK في تركيا: من الإرهاب إلى الحل»، نقلت فيه عن مصادر متعددة إعلان الحزب الكردي عن حله الذاتي بعد سنوات من الصراع.

 واعتبرت القناة أن هذا القرار يمثل تحولًا جذريًا في نهج التنظيم، الذي لطالما لجأ إلى العمل المسلح لتحقيق أهدافه.

وأشارت إلى أن القرار جاء نتيجة سلسلة من الاجتماعات والمفاوضات، تضمنت دعوات من شخصيات بارزة مثل عبد الله أوجلان، زعيم الحزب، الذي دعا إلى حل سلمي للنزاع.

وختمت القناة تقريرها بالإشارة إلى أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار والتعاون بين الحكومة التركية والأكراد، ما يعزز الاستقرار والتنمية في جنوب شرق البلاد[2]

تطور بارز في الملف السوري

في سياق آخر، أبرزت صحيفة "جمهوريت" اليسارية إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وبدء مرحلة جديدة من التطبيع مع دمشق.

 وذكرت، تحت عنوان «ترامب يعلن عن فتح تاريخي في سوريا: رفع العقوبات وبداية التطبيع»، أن هذا القرار جاء بعد مفاوضات دبلوماسية طويلة، معتبرة أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تعكس تغيّرًا في المقاربة تجاه الملف السوري.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التطور جاء متزامنًا مع ضغوط تركية متواصلة قادها أردوغان، الذي طالب مرارًا بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ووقف معاناة المدنيين.

 وأشارت إلى أن الرئيس أردوغان لعب دورًا محوريًا في دفع المجتمع الدولي نحو هذا التحول، مستخدمًا نفوذه الإقليمي ومبادراته السياسية لإحداث تأثير ملموس في مواقف الأطراف الدولية.

وأكدت "جمهوريت" أن قرار ترامب جاء تتويجًا لهذه الجهود، ويمثل نجاحًا للسياسة الخارجية التركية بقيادة أردوغان، خاصة فيما يتعلق بأمن الحدود ومحاربة الإرهاب.

 وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد تطورات مهمة في الملف السوري، قد تعيد تشكيل العلاقات بين أنقرة ودمشق[3]

الأمن القومي التركي والسوري

بدورها، ركزت صحيفة "هابرلر" المستقلة على تصريحات الرئيس أردوغان بشأن رفع العقوبات عن سوريا، ونشرت تقريرًا بعنوان «الرئيس أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة إيجابية نحو الاستقرار»، ذكرت فيه أن "أردوغان" اعتبر هذه الخطوة نجاحًا للدبلوماسية التركية، مؤكدًا أن عودة الاستقرار إلى سوريا هدف استراتيجي لأنقرة.

ونقلت الصحيفة قول أردوغان "إن الأمن القومي السوري هو امتداد مباشر للأمن القومي التركي"، وأن رفع العقوبات وفتح قنوات الحوار من شأنه أن يدعم جهود مكافحة الإرهاب ويعزز الأمن في المنطقة بأسرها. كما نقلت تأكيد الرئيس استمرار بلاده في دعم الحلول السياسية، والتنسيق مع جميع الأطراف لتحقيق السلام الدائم في سوريا[4]

الحرب الروسية الأوكرانية

وفي سياق الدور التركي في الحرب الروسية الأوكرانية، نشرت قناة "بينجو ترك" القومية تقريرًا بعنوان «ضبط دقيق للدبلوماسية: استراتيجية تركيا في الحرب الروسية الأوكرانية»، نقلت فيه عن الكاتب كانسو آكار تأكيده أن تركيا أثبتت مكانتها كقوة استراتيجية على الساحة الدولية عبر تبني سياسة دبلوماسية متوازنة.

وأشار التقرير إلى أن أنقرة، منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، أقامت علاقات قوية مع كلا الطرفين، مما مكنها من لعب دور الوسيط، خصوصًا من خلال "اتفاقية ممر الحبوب" التي ساهمت في تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

 وذكرت القناة أن تركيا استضافت أول اجتماع مباشر بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا، كما واصلت تواصلها مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي.

وأكد آكار أن تركيا "ليست مجرد طرف محايد، بل هي جسر حقيقي بين الشرق والغرب"، وهو ما منحها القدرة على التأثير في مسار الأحداث.

و أشار إلى أن رفض أنقرة الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا مكّنها من الحفاظ على علاقات اقتصادية قوية مع موسكو[5]

الوسيط الفائز سياسيا ودبلوماسيا

وفي تغطية موازية، نشرت صحيفة "تيما ترك" المستقلة تقريرًا بعنوان «الإشادة بمباحثات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول: أردوغان هو الفائز»، أكدت فيه أن مبادرة الرئيس أردوغان لاستضافة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول لقيت إشادة واسعة من مصادر دبلوماسية محلية ودولية.

ورأت الصحيفة أن أردوغان خرج كفائز سياسي ودبلوماسي في هذا الملف، حيث نجحت تركيا في توفير منصة آمنة ومحايدة للحوار، ما عزز من فرص التوصل إلى تفاهمات.

 وأكدت أن هذا التحرك عزز مكانة تركيا على الساحة الدولية، ورسخ قدرتها على تحقيق توازن دقيق بين المصالح الروسية والغربية.

وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن هذه المبادرة تمثل خطوة استراتيجية مهمة في السياسة الخارجية التركية، مع ترقب لمزيد من المبادرات الدبلوماسية التي تعزز من دور أنقرة في دعم السلام الإقليمي والدولي[6]

 


المصادر:

[1] تحول جديد بقيادة أردوغان: حزب العمال الكردستاني يعلن عن حله، صحيفة "يني شفق" ، 13 مايو 2025، https://linksshortcut.com/zNtIv 

[2] دور حزب العمال الكردستاني في تركيا: من الإرهاب إلى الحل، نقلت قناة "سي إن إن ترك"، 12 مايو 2025، https://linksshortcut.com/DErCN

[3] ترامب يعلن عن فتح تاريخي في سوريا: رفع العقوبات وبداية التطبيع، صحيفة "جمهوريت"، 14 مايو 2025  https://linksshortcut.com/TZDEZ

[4] الرئيس أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة إيجابية نحو الاستقرار، صحيفة "هابرلر" الالكترونية، 14 مايو 2025، https://linksshortcut.com/MGsos

[5] ضبط دقيق للدبلوماسية: استراتيجية تركيا في الحرب الروسية الأوكرانية، قناة "بينجو ترك"، 17 مايو 2025،https://linksshortcut.com/rnDfI

[6] الإشادة بمباحثات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول: أردوغان هو الفائز، صحيفة "تيما ترك" ، 17 مايو 2025، https://linksshortcut.com/VwvyM