د.عز الدين الكومي : العقرب هو (جوانتامامو السيسي) .. والخارجية الأمريكية ترفض الانتهاكات
الأربعاء - 11 آغسطس 2021
في ظل تصاعد الانتهاكات وتعامي القضاء المصري عن آلاف الشكاوى من قبل المعتقلين وذويهم وصدور العديد من التقارير الحقوقية في هذا الصدد .. واصلت الخارجية الأمريكية رفضها للانتهاكات الحقوقية في مصر مؤكدة أن لديها مخاوف عميقة بشأن حقوق الانسان في مصر.
من جانبه، وصف وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى سابقا د. عز الدين الكومي : سجن العقرب بأنه "جوانتانامو السيسي" .. حيث ينكل فيه بالمعتقلين أشد تنكيل ..
وتابع الكومي في تصريحاته اليوم الأربعاء لعربي 21 ، " ويلاقون المعاملة القاسية صيفاً وشتاءٍ ، ففي الشتاء يحرموا من الأغطية التي تقيهم من البرد وينامون على الأرض .. وفي الصيف يتحول السجن إلى جهنم لعدم وجود تهوية ودرجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية ولا ماء بارد ولا استحمام مما يؤدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والحشرات .."
ووافقه الرأي المتحدث باسم منظمة " حقهم " الإعلامي مسعد البربري – وهو معتقل سابق بالعقرب – قائلا في شهادته لـ"عربي21" "الاختلافات شاسعة بين سجن العقرب وغيره .. فالزنازين هناك ضيقة مصممة لمسجون واحد فقط لكن فعليا يتم وضع من 3 إلى 4 أفراد فيها .. و الزنزانة بها مرحاض مكشوف ولا يسمح بعمل ستارة .. والكارثة الأكبر أن السجن ممنوع عنه الزيارات .. ومايحدث للمعتقلين فيه قتل عمد ولكن بالبطئ "
على صعيد متصل .. دق بيان للشبكة المصرية لحقوق الإنسان ناقوس الخطر بسبب زيادة محاولات الانتحار والاتجاه المتصاعد نحو الإضراب عن الطعام.. مؤكدا أنها مؤشرات خطيرة تحتاج إلى الوقوف أمامها طويلاً... وطالب بإعادة النظر في أحوال معتقلي سجن العقرب ومنحهم أبسط الحقوق الواجبة للسجناء ..
حيث أكد بيان " الشبكة المصرية " أن هناك زيادة مطّردة في أعداد المضربين عن الطعام تزامناً مع منع السجناء من حقوقهم الأساسية .. وأوضاع الحبس غير الإنسانية التي لا تضمن الوفاء بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة الواجبة للسجناء.
كما تعددت محاولات الانتحار بين السجناء داخل العقرب بسبب التضييق المتواصل ... وحرمانهم من رؤية ذويهم من خلال منع الزيارات وظروف الحبس المأسوية
كما أن المنع من التريض تسبب في آثاراً خطيرة على صحة السجناء فأُصيب عدد كبير منهم بأمراض جلدية معدية نظراً لعدم تعرضهم للشمس... وزاد الأمر سوءا مع عدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة بالعلاج وقلة أدوات النظافة حيث يبلغ نصيب كل معتقل صابونة صغيرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر
وأضاف بيان "الشبكة المصرية " : يتضور السجناء جوعاً بسبب منع الزيارات للعام الرابع على التوالي... وإغلاق (الكانتين) لفترات طويلة إضافة إلى قلة المعروض وغلاء سعر السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه
مؤكدا أن الإجراءات الإجرامية في حق المعتقلين بالعقرب ليست وليدة اللحظة بل هي مستمرة منذ سنوات... ويأتي الإضراب كرد فعل طبيعي تجاه ما يعانيه السجناء من استمرار السلطات في الانتهاكات المتكررة بحقهم
كما أدى التنكيل المتواصل بالمعتقلين إلى آثار نفسية وجسمانية خطيرة .. تزامناً مع استمرار السلطات المصرية في تجاهل الأوضاع المأسوية التي يعيشها سجناء العقرب والتي تزداد سوءاً بمضي الوقت وكأنها توجه رسالة إلى المعتقلين، مفادها "لن نرحمكم"
من جانبهم رأى حقوقيون وسياسيون : أن بيان الشبكة المصرية "جرس إنذار" قبل فوات الأوان وإزهاق المزيد من الأرواح ... في بلد لم يعد من الممكن فيه مراقبة أو محاسبة أو حتى انتقاد السلطة أو القدرة على إيقاف هجمتها الشرسة على حقوق الإنسان..
وقال المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان أحمد العطار: "إدارة سجن العقرب لا تزال تمارس أقصى أنواع التعذيب البدني والنفسي على معتقلي سجن شديد 1 و 2... وتزداد معاناتهم مع استمرار منع الزيارات للعام الرابع على التوالي وحرمانهم من جميع الحقوق الدنيا للسجناء وإصابة العديد بإصابات وأمراض كثيرة وخاصة في فصل الصيف، وارتفاع درجات حرارة والتي تزداد سوءا مع قسوة التصميم الخرساني لزنازين السجن والتي تحولها إلى قطعة من الجحيم .. وكل هذا يؤدي إلى تنامي الشعور باليأس الذي من الممكن أن يدفع المعتقل لفعل أي شئ "
فيما واصلت الخارجية الأمريكية رفضها للانتهاكات الحقوقية في مصر .. حيث قالت "ميرا ريزنيك" مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإقليمية في مكتب الشؤون السياسية العسكرية : " لدينا مخاوف عميقة من انتهاكات حقوق الإنسان بمصر.. و الولايات المتحدة أكدت رفضها للانتهاكات الحقوقية ونسعى لتراجعها "
جاء ذلك، خلال حديثها أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي حول الشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب والتي يترأسها السيناتور "كريس ميرفي ، مؤكدة : " سنواصل إثارة مخاوفنا بشأن انتهاكات حقوق الإنسان باستمرار مع المسؤولين المصريين على أعلى المستويات" .. و "هذا عنصر أساسي في تعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع مصر".
كما أعربت عن اعتقادها بأن القرارات المتعلقة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية لأمن مصر يجب أن تكون مبنية على معلومات وقائمة ومرتبطة بقيمنا... وأكدت انه مثلما يمكن أن تسهم مساعدتنا في الاستقرار الوطني للشركاء فإنها يمكن أن تعرض الأمن البشري للخطر إذا لم تُدر بشكل صحيح ..
وقالت : " جزءا رئيسيا من قرارات نقل الأسلحة يتمثل في جهودنا لضمان عدم استخدام المعدات الأمريكية في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان .. وتقليل مخاطر وقوع إصابات بين المدنيين على يد شركائنا "