حماس لن تنهار باستشهاد "السنوار"| الصحافة العبرية: "يجب إنهاء الحرب"

الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024

إنسان للإعلام- وحدة الرصد:

أجمع محللون في الصحف الصادرة في الكيان الصهيوني على أنه يتعين على الحكومة "الإسرائيلية" السعي بشكل سريع إلى التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة ولبنان، في أعقاب استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.

وشددوا على أن حماس لن تنهار بعد استشهاد السنوار ولن تختفي وهناك مخاطر على "إسرائيل" من استمرار مبدأ (وحدة الساحات) الذي دفع السنوار به، لذا رأوا أنه "من المهم الاتفاق علي وقف الحرب".

حماس لن تنهار أو تتفكك

وقال باحثان صهيونيان، وهما جنرالان في الاحتياط، إن حماس تلقت ضربة كبيرة باستشهاد السنوار لكنها لن تتفكك، وحذرا من التورط بالنشوة والوهم، وشددا على ضرورة إتمام "إسرائيل" صفقة قبل أن تتبدد مكاسبها.

المحاضر في جامعة تل أبيب، الدكتور ميخائيل ميليشتاين قال، في مقال نشرته «يديعوت أحرونوت»: "إن استشهاد السنوار أكبر إنجازات إسرائيل في الحرب التي «فُرضت عليها» في 7 أكتوبر، وهو يضاهي، أو ربما يفوق اغتيال نصر الله".

وعلل رؤيته هذه بالقول "إن السنوار كان وراء هجوم السابع من أكتوبر، وهو الذي خطط له عقداً من الزمن، واعتبره مهمة حياته وحسب تصوراته، كان يُفترض أن يغير الهجوم مجرى التاريخ في اتجاه القضاء على إسرائيل، حتى لو كلفه ذلك حياته".

أوضح أن "السنوار أشعل بعقله المتقد معركة إقليمية خطرة، تلقت إسرائيل في بدايتها ضربة غير مسبوقة، لكن هذه الحرب أدت، في الوقت نفسه، إلى زعزعة مكانة معسكر المقاومة بصورة كبيرة"، من وجهة نظره.

ووصف الباحث الصهيوني السنوار بأنه كان "قائداً ذا وزن رمزي ووظيفي في الوقت نفسه، وكان محبوباً من جانب كثيرين من الفلسطينيين، وهو الذي فرض جدول الأعمال الوطني الفلسطيني في السنوات الأخيرة، كما كانت له الكلمة الفصل فيما يتعلق بإدارة الحرب وحُكم حماس في غزة، وكذلك فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن صفقة تحرير الأسرى".

طبقا لـ "ميليشتاين" جاء اغتيال السنوار في وقت حساس للغاية، بالنسبة إلى حركة حماس، فبعد عام على اندلاع حرب أكتوبر، ظل هو الشخصية المهيمنة في غزة، لكن الحلقة التي كانت تحيط بالسنوار أصبحت ضعيفة وشاحبة، ومستنزَفة في ظل مواجهة عسكرية مستمرة.

وحسب ميليشتاين تعيش «حماس» في هذه اللحظة "حالة من الصدمة والفراغ في القيادة، مشابهة لما عاشه حزب الله قبل شهر، بعد اغتيال نصر الله".

وأكد أن السيناريو الأقل احتمالاً للتحقق هو أن يؤدي اغتيال السنوار إلى انهيار شامل لهيكل «حماس» أو هروب جماعي، أو استسلام واسع، وربما حتى انتفاضة شعبية ضد «حماس».

لكنه قال إن أعضاء «حماس» سيظلون متشددين، أيديولوجياً، حتى بعد اغتيال قائدهم، وسيظلون مخلصين لفكرهم «المتطرف» ومواصلة القتال، تماماً كما كانت عليه الحال بعد اغتيال القادة التاريخيين، مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأحمد الجعبري.

يواصل الباحث الصهيوني: "مع ذلك، يترك السنوار خلفه فراغاً كبيراً"، مرّجحا أن "يحدث نوع من تقاسُم الصلاحيات، بحيث تتولى شخصيات بارزة كانت قريبة من السنوار، مثل أخيه محمد، مسؤولية مواصلة القتال والحفاظ على سيطرة «حماس» على الشارع، أو ربما تفعل ذلك شخصيات بارزة في الجناح العسكري، مثل رائد سعد وعز الدين حداد، على الرغم من أنهما يفتقران إلى المهارات السياسية، أو الدعم الشعبي الواسع".

ويضيف: "في المقابل، يبدو أن قيادة حماس في الخارج ستضطر إلى التدخل بصورة أعمق لملء الفراغ الذي نشأ، وبصورة خاصة في إدارة الجانب السياسي، وأهم ما فيه المفاوضات المتعلقة بصفقة كان السنوار وقف ضدها بعناد.

وقد يصبح أشخاص، مثل خليل الحية، نائب السنوار السابق، أو القادة القدامى، مثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، أكثر قوة من ذي قبل".

وزعم أن "حقيقة أنهم مقيمون في قطر، ويخضعون لضغوط الدوحة (وبطريقة غير مباشرة من الولايات المتحدة) توفر فرصة لتقدم المفاوضات في هذا الوقت".

تنظيم "حماس" لن ينتهي

ويقول ميليشتاين إنه مع كل ما تقدم، من المهم تبنّي نهج واقعي في قراءة الواقع وتحديد الأهداف، مثلما هي الحال مع حزب الله، فإن اغتيال السنوار لا يعني انتهاء التنظيم، إلا أن المهارات التي يمتلكها خلفاء السنوار ستكون أقل كثيراً من تلك التي كان يمتلكها السنوار، لكن من المحتمل أن تواصل حماس السيطرة على المجال العام في غزة، وتحتفظ بقدرات عسكرية في المستقبل القريب، حتى لو كانت أقل كثيراً مما كانت عليه في 7 أكتوبر".

ويرى أنه "يتعين على إسرائيل، لتحقيق القضاء على القدرات الحكومية والعسكرية لحركة حماس العودة إلى المعضلة التي ترافقها منذ بداية الحرب، وفي جوهرها الاعتراف بالحاجة إلى السيطرة على القطاع بكامله والبقاء فيه فترة طويلة، وبصورة خاصة إذا كانت تريد خلق ظروف لإنشاء بديل لحركة حماس".

ويمضي ميليشتاين في محاولة استشراف المستقبل، فيقول: «أما في الوقت الراهن، وفي ظل استمرار إسرائيل في حرب استنزاف شرسة في مواجهة حزب الله المجروح، وفي ظل الحاجة إلى التحرك ضد إيران، فمن غير المستحسن الاتجاه نحو احتلال كامل لغزة".

ويزعم أن "اغتيال السنوار يوفر فرصة للتقدم بطريقة أكثر سلاسة في خيار الصفقة، إذ بات واضحاً أن اليد العليا في المعركة هي لإسرائيل، وأنها قادرة على ضمان حريتها في التحرك لتنفيذ خطوة استراتيجية ضد حماس في أي لحظة".

ويرى «أن الوقت أصبح مصيرياً، ويجب استغلال الصدمة التي تعيشها حماس والحذر من الوقوع في الاعتقاد أن الضربة التي تلقتها الحركة ستؤدي إلى الحسم، مثلما تعلمنا أيضاً من حالة نصر الله. لقد نشأت أمامنا فرصة استراتيجية لإطلاق سراح المختطفين، ومن واجب الحكومة استغلال هذه الفرصة".

قتل "السنوار" لن يعيد الأسرى

من جهته يقول رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق "عاموس يادلين"، في مقال نشره موقع "القناة 12" العبرية: إنه "بعد السنة المريعة التي عاشتها إسرائيل، والتي بدأت بحرب طويلة وقاسية تركت ندوباً دامية لأجيال طويلة، انتهى فصل آخر من الحساب مع السنوار الذي أراد إلحاق ضرر غير مسبوق بإسرائيل".

ويرجح أن "تعمل إسرائيل على ملاحقة كل المشاركين في الهجوم وقتلهم، وستواصل تفكيك حماس في العقود المقبلة كما فعلت يدها الطولى منذ زمن".

وطبقا لمزاعم يادلين "المطلوب هو تفكير خلاق ومبادرة إسرائيلية بشأن المخطوفين.. لذلك، يجب التصرف بطريقة خلاقة، ويتعين على حكومة إسرائيل إعلان استعدادها لإنهاء الحرب، إذا جرى إطلاق كل المخطوفين دفعة واحدة، ووقف النار مدة أسبوع، وتقديم جائزة مالية وتأمين خروج آمن من القطاع لكل من يعيد مخطوفاً، أو مخطوفة".

وتابع: "في المقابل، ممنوع أن تسمح إسرائيل باستمرار رؤيا السنوار بشأن وحدة الساحات، بعد موته: «من هنا، مثلما جرى بعد اغتيال نصر الله، من المهم ألّا نشعر بالنشوة، لأن كل زعيم إرهابي يوجد مَن يخلفه، فنحن ما زلنا في خضم أطول حرب عرفناها في تاريخ الدولة منذ قيامها".

ويتابع: «الآن، الهدف الأساسي لإسرائيل الساحة الإيرانية التي تشكل تهديداً مباشراً يجب مواجهته، والمطلوب من إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني بقوة، بصورة تجمع بين الحاجة إلى تعزيز الردع وبين إغلاق الحادث".

ويقول: "إن إسرائيل لا تزال في خضم مواجهة تدور على سبع جبهات مختلفة، وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، من الصائب أن تقترح إسرائيل إنهاء الحرب في الساحات التي تقبل مطالبها، والشروط التي ستضعها إسرائيل هي: عدم وجود تنظيمات إرهابية بالقرب من حدودها، ومطالبة الدولة في لبنان بأن تعود دولة، وأن تشكَّل لجنة عربية في غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وإجراء عملية إعادة الإعمار، فقط بعد نزع السلاح".

واستناداً إلى إنجازات الحرب والردع الناشئ، يدعو يادلين إسرائيل لإعلان عقيدة أمنية جديدة، تعمل في إطارها على منع ازدياد قوة التنظيمات التي يقول إنها ارهابية على حدودها، وتضرب كل مَن يهاجمها، وأيضاً تضرب وكلاءه، ويكون هذا الإعلان مدعوماً بتفاهمات مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية".

ويضيف: "قد يرمز موت السنوار إلى بداية نهاية الحرب في غزة، وإلى نهاية بداية الحرب الإقليمية في مواجهة إيران ووكلائها. والكرة الآن في يد الحكومة الإسرائيلية".

حان الوقت لوقف الحرب

حسب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن "اغتيال السنوار وأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، "يستحقان تسجيلهما على أنهما ذروة الحرب".

قال: "تمت تصفية معظم طبقة القيادة الثانية في كلتا المنظمتين، ولن يكون هناك مرشحين آخرين للتصفية، وتم تفكيك قدرات حماس العسكرية، وفقد حزب الله جزءا كبيرا من قدراته القيادية والسيطرة، وثمة شك إذا ستكون هناك إنجازات أكبر من هذه في المستقبل".

وأضاف أن "الاستنتاج هو أن هذه هي النقطة الصحيحة لبدء عملية دبلوماسية، فلدى إسرائيل ما يمكن أن تقدم: إنهاء الحرب في كلتا الجبهتين، ولديها ما ستحصل عليه: إعادة المخطوفين، نزع سلاح غزة، غياب حماس كقوة عسكرية وسلطوية، نزع السلاح في جنوب لبنان من قوات حزب الله، استئناف القرار 1701 واستبدال يونيفيل بقوى أقوى وتأييد دولي لحق إسرائيل في توغل عسكري في غزة وجنوب لبنان إذا خُرقت الاتفاقيات".

ودعا القيادة السياسية والعسكرية إلى دراسة إمكانية عدم مهاجمة إيران، ردا على هجومها الصاروخي على إسرائيل، مطلع الشهر الجاري، "فقد باتوا يعلمون أننا لسنا غشماء"

وبحسبه "برنياع"، فإنه "يوجد في قيادة الجيش الإسرائيلي تأييد واسع للسعي إلى إنهاء الحرب. وهي تأخذ بالحسبان أيضا الثمن الباهظ الذي يجلبه القتال المتواصل بسقوط قتلى وجرحى إسرائيليين يوميا، وبضائقة الجيش في الموارد وتعلقه بإمدادات الذخيرة الأميركية"

وأشار "برنياع" إلى أن "القرار موجود بأيدي شخص واحد: بنيامين نتنياهو. والسؤال هو: إلى أين يريد التوجه الآن، هل يريد تحويل الإنجاز إلى اتفاقيات أم أنه يسعى إلى مواصلة الحرب في إحدى الجبهتين أو كلتيهما. وقد تحدث عن إعادة المخطوفين وكذلك عن استمرار الحرب رغم أنهما متناقضان"

وأضاف أن "الجهات المهنية في إسرائيل تعتبر أنه في المدى الفوري ستواجه حماس صعوبة في استئناف المفاوضات. ولاحقا، بدون السنوار، ربما سيكون أسهل على قيادة حماس أن تقدم تنازلات. وهذا مشروط بحوزة ما تبقى من قيادة حماس لمخطوفين يسيطرون على مصيرهم"

أين الأسرى "الإسرائيليين"؟

قال محلل الشؤون الاستخباراتية في يديعوت أحرونوت "رونين بيرغمان": إن الاعتقاد لدى مسؤولين أمنيين إسرائيليين بشأن احتمالات اتفاق تبادل أسرى بعد اغتيال السنوار، هو أن "زعيما جديدا لحماس، في الداخل أو الخارج، لن يتمكن من الموافقة، وبالتأكيد في المرحلة الأولى، على أقل مما وافق عليه السنوار".

أضاف أن "مسألة أخرى تقلق جدا رؤساء جهاز الأمن وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو أن موت القائد المحبوب من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر إلى تفكك سيطرة معينة في المنظمة، أو إلى أن تقرر الخلايا التي تحرس المخطوفين العمل وفق مشيئتها، وربما الانتقام من المخطوفين".

وأشار بيرغمان إلى أنه "ليس جميع الأسرى الإسرائيليين موجودين لدى حماس، وأن قسما منهم بأيدي حركة الجهاد الإسلامي أو جهات مختلفة.. وعدم التوقيع فورا على اتفاق وعدم دخول جهة بمقدورها السيطرة بشكل كبير إلى غزة، حتى لو كان هذا الأمر بالاشتراك مع حماس، من شأنه أن يؤدي إلى وجود عشرات "رون أراد" وهو مساعد الطيار الذي اختفى خلال صراعات على السيطرة بين منظمات في لبنان"

ونقل بيرغمان عن مسؤول أمني إسرائيلي "رفيع جدا"، قوله إن "هذه فرصة لايجب إهدارها بأي شكل، والبديل هو أننا سنفقد السيطرة على الوضع مقابل خلايا معدودة أو مقابل شخص متطرف يفرض سيطرته.. ويتعين على جميع الأدمغة في دولة إسرائيل أن تفكر كيف سيتم الآن إجراء اتصالات من أجل تحريك صفقة، وكي تتلقى حماس أيضا اتصالا من أجل التفاوض"

وقال المسؤول الأمني: "للأسف، أخشى أن تفعل الحكومة الإسرائيلية العكس تماما، وأن تصريحات نتنياهو تجعلهم يشعرون بأن إسرائيل لا تعتزم التوصل إلى أي صفقة، وأن هذا وقت تشديد المواقف، وأن نتنياهو يرصد الأجواء ويعقد مداولات بادعاء تناول الموضوع لكنه سيقول، مثلما فعل في الماضي عندما أراد المماطلة: "لا تعودوا إلى خطط سابقة، لماذا ينبغي الآن تعزيز قوتهم، بل ينبغي إضعاف موقفهم لأننا على موجة الانتصار".

لا عنوان في غزة أو قطر

ويرى المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أنه "بغياب السنوار لا يوجد عنوان في غزة ولا في قطر، ويتعين على إسرائيل أن تبحث عن عنوان بديل في غزة أو قطر أو في أي مكان في العالم، وأن تكون أفكارها مبتكرة وسخية أيضا بهدف التوصل إلى حل سريع للمشكلة الأكبر والأكثر إيلاما".

وأضاف أنه "حتى الأمس، كان بإمكان إسرائيل الادعاء أن تواصل الحرب من أجل مطاردة السنوار، لكن الوضع تغير الآن ورغم أن مقاتلي حماس سيبقون في غزة، لكن بالإمكان دفع حل أوسع يضع بديلا سلطويا واضحا بغياب السنوار"

وتابع أنه "لا يتعين على إسرائيل انتظار مقترحات أجنبية لحل كهذا، فالعالم يتنكر لها الآن، وقد يحاول أن يفرض عليها حلولا مريحة أقل بالنسبة لها.. وبالطبع لا ينبغي أن تستجيب إسرائيل للجناح المتطرف في الحكومة، الذي يعتقد أنه بإمكان اليهود الاستيطان في غزة، فهذه وصفة لكارثة من كافة النواحي وبدلا من ذلك، على الحكومة أن تدفع بمبادرتها حلا يقود إلى إعادة المخطوفين، وإنهاء الحرب وقيام حكم بديل في غزة".

واعتبر "ليمور" أنه "إلى حين انتهاء التوتر الذي قد يتخلله تبادل هجمات بين إسرائيل وإيران، "ترزح إسرائيل تحت وضع أمني وسياسي معقد في جميع الجبهات، وتحت تهديد متواصل بإطلاق قذائف صاروخية وطائرات مسيرة على جميع مناطق البلاد. ويرجح أن يحاول كثيرون من أنصار حماس في الضفة الغربية الانتقام من اغتيال السنوار، والأيام القريبة ستكون متوترة ومليئة بالعمليات الأمنية".

تحديات جدية لأي اتفاق

ووفقا لـ "تايمز أوف إسرائيل،" 18 أكتوبر 2024، فإنه "بقدر ما يمثل مقتل مهندس هجوم السابع من أكتوبر، أحد أكبر مكاسب القوات الإسرائيلية ميدانيا في غزة، فإنه يفرض في الوقت ذاته، تحديات جديدة بشأن  التوصل إلى اتفاق لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب الدائرة في القطاع الفلسطيني".

أوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن "تشتت حماس قد يصعب عملية التفاوض الموحدة"، من أجل التوصل لاتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن"، مشيرة إلى أن "احتمال عدم وجود خليفة واحد للسنوار، قد يؤدي أيضا إلى تحول حماس إلى ميليشيات متعددة يديرها قادة محليون، كل منهم لديه مطالبه الخاصة، علاوة على صعوبة جمع جميع الرهائن في ظل الوضع الجديد، خاصة مع وجود قيادة أقل قوة ومصداقية."

من جهتها، أشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أن "المسؤولين الإسرائيليين يواجهون صعوبة في هذه المرحلة في تقييم مدى تأثير مقتل زعيم حماس على مصير الرهائن في غزة وأي صفقة محتملة للإفراج عنهم.

وبالإضافة إلى المخاوف من أن حماس، قد تسعى للانتقام لموت زعيمها بإيذاء الرهائن، يعرب مسؤولون أيضا عن أملهم في أن يكون كسر الجمود في المحادثات بشأن صفقة الرهائن وتوجيه حماس نحو اتفاق وقف إطلاق النار ممكنا الآن بعد خروج السنوار من الصورة.

واعترف أحد المصادر المشاركة في المفاوضات لـ"هآرتس"، بأن "من السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر القتل على الصفقة".

واعتبر تقرير "هآرتس"، أن مقتل السنوار يثير أربعة أسئلة رئيسية تتعلق بمصير الرهائن الـ101 المتبقين في غزة؛ أولها بشأن خليفته في قيادة حماس والمفاوضات بشأنهم. وثانيا، عن مكان وجود الرهائن، وكيفية تأثير أي صفقة  على حسابات الحرب الإقليمية، بالإضافة إلى سؤال بشأن إن كانت التطورات الأخيرة ستؤدي إلى مرونة إسرائيلية في المفاوضات.

وذكرت "هآرتس"، أنه كان يُعتقد سابقا أن السنوار يحيط نفسه برهائن كدروع بشرية، لكن تحركه مؤخرا دون رهائن قد يكون أنقذ حياتهم.. وفي حين يُنظر إلى السنوار على أنه عقبة أمام التوصل إلى اتفاق لأسباب تكتيكية واستراتيجية، فإن مقتله، إضافة إلى اغتيال قادة آخرين في حماس وحزب الله، قد يدفع  إيران وحزب الله وحماس للسعي لإنهاء القتال".

ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة لاعتبار القضاء على السنوار نقطة تحول مهمة في مسار الحرب، وذلك لإحياء المساعي المتوقفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه تحرير الرهائن.

كما تجادل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية منذ أشهر بأن القضاء التام على حماس غير واقعي، وأن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنقاذ الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.