من نُّصرة غزة إلى خيانتها| "مرسي" يتحدى الصهاينة و"السيسي" يتآمر معهم!

السبت - 15 يونيو 2024

  • مرسي يعلنها: "لن نترك غزة وحدها" والسيسي يطلب نقل مواطني القطاع للنقب "لحين تصفية المقاومة"!
  • خطاب مرسي تبنى مناصرة المقاومة والتصدي بكل قوة للحصار على غزة والسيسي فعل العكس تماما
  • تماهيا مع خطاب مرسي والسيسي.. "قنديل" يزور غزة ويؤازرها .. و"مدبولي" يهاجم المقاومة ويخوّنها
  • مرسي أول من حوّل ملف غزة من أمني إلى سياسي واستضاف قيادات المقاومة في القصر الجمهوري
  • قالها مرسي صريحة في "قمة الدوحة" العربية: "لن تقبل استمرار حرمان فلسطين من حقوقها التاريخية"
  • الرئيس الشهيد هتف في قفص محاكمته الجائرة عام 2014: "لبيك يا قدس .. فلسطين لنا"
  • السيسي ناصب المقاومة العداء منذ لحظة انقلابه على الشرعية في 2013 وشدد الحصار على أهل غزة
  • المنقلب أشرف بنفسه على تنفيذ حملة إعلامية تحريضية ضد غزة وضاعفها مع انطلاق "طوفان اللأقصى"
  • تصريحات "بايدن" فضحت تعمد "السيسي" إغلاق معبر رفح وتحالفه مع الصهاينة لإبادة سكان القطاع

 

إنسان للإعلام- خاص:

شتان بين الخطاب الإعلامي لأول رئيس مصري مدني منتخب بشأن القضية الفلسطينية، وبين "رئيس" جبري جاء على فوهة دبابة بانقلاب عسكري دموي.

كان الخطاب الإعلامي للرئيس الشهيد محمد مرسي دائما مناصرا لفلسطين وقضيتها ومقاومتها، بل شعاره أثناء الاعتداءات الصهيونية على أرض الزيتون: "لن نترك غزة وحدها"، وفي مقابل جاء الجنرال المنقلب على الشرعية فناصب المقاومة العداء من أول يوم، ورفع شعار "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"!.

في هذا الملف، نحلل ملامح الخطاب الإعلامي والسياسي لكل من مرسي والسيسي، ونعقد مقارنة  بين مواقفهما من القضية الفلسطينية بشكل عام ومن غزة بشكل خاص.    

  • مواقف للرئيس مرسي لن ينساها التاريخ

كان لانتخاب الرئيس الشهيد محمد مرسي وقعه الكبير فلسطينيًا، خصوصًا المؤيدين لمسار المقاومة؛ فقد مثل انتخابه فرصة لمسار المقاومة لتعزيز السير نحو مشروع التحرير الذي بات أقرب من ذي قبل، وذلك لما لمصر من مكانة إستراتيجية في الصراع العربي الصهيوني،  وقد بات للمقاومة الفلسطينية سند وظهير يحميها ويدعمها من جهة الجنوب، هذه المقاومة في قطاع غزة، التي كانت تقف وحيدة، قبل انتخاب مرسي، في تصديها للاعتداءات الإسرائيلية. فقد سبق أن سجل التاريخ في عهد مبارك كيف قامت وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني  بما كان أشبه بإعلان حرب من القاهرة في أثناء مؤتمرها الصحفي بحضور وزير الخارجية المصري-آنذاك-  أحمد أبو الغيط، حيث كانت تتوعد وتهدد بسحق المقاومة في نفس اليوم الذي شنت فيه عشرات الطائرات الصهيونية عدوانها على قطاع غزة وقتلت المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في حرب الفرقان سنة 2008.

لم تقتصر مواقف مرسي من القضية الفلسطينية على حياته السياسية قبل انتخابه رئيسًا لمصر في حزيران/ يونيو 2012؛ بل إن مواقفه تجاه القدس وفلسطين والمقاومة ازدادت صلابة ورسوخًا ودعمًا؛ حيث اقترن القول بالفعل. وكانت فترة رئاسته لمصر من أكثر الفترات رعاية ودعمًا للقضية الفلسطينية .

ولذلك وجدنا خطابه الإعلامي عامة يصب في نصرة القضية الفلسطينية ويدعم مقاومتها بكل أجنحتها، و لن ينسى المصريين قول الرئيس : "قلوبنا جميعًا تتوق إلى بيت المقدس”  “يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم”  كلماتٌ كانت تمثل موقفًا خلّده التاريخ للرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، دفع في سبيله ثمنًا باهظًا من سني عمره حتى انتهت به رحلته شهيدًا صامدًا، بعد أن عاش بكيانه كله مدافعًا عن فلسطين وقضيتها، وداعماً لمقاومة الاحتلال.

الجامع لمآثر الرئيس الشهيد محمد مرسي بشأن القضية الفلسطينية، يجد أن نقطة بدايتها كانت في قلبه، وأن نهايتها كانت في آخر لحظات حياته؛ حيث قضى شهيدًا في قاعة المحكمة مدافعًا عن موقفه من القضية الفلسطينية،  حيث كان يُحاكم متهمًا بالتخابر مع المقاومة الفلسطينية!.

كان الرئيس الشهيد محمد مرسي يُعدُّ القضية الفلسطينية أمّ القضايا العربية والإسلامية، وأنها محور الارتكاز في الصراع الحضاري، خاصة مع الكيان الصهيوني؛ ففي حوار مع وفد فلسطيني في آذار/ مارس 2012، قال مرسي: “القضية الفلسطينية تستقر في عقل كل مصري ووجدانه، وإن فلسطين ليست فقط تاريخًا وعقيدةً وجزءًا أصيلاً من تكويننا؛ ولكنها تعد حجر الزاوية للأمن القومي المصري، وإن الوقت قد حان لتقديم دعم أكبر ومساندة حقيقية يشعر بها الفلسطينيون.

وبالرغم مما كانت تشهده الساحة المصرية من صراع سياسي شديد الوطأة في العشرية التي سبقت ثورة 25 يناير، فإنَّ القضية الفلسطينية كانت مستولية على قلب مرسي، وماثلة في أعماله ونشاطاته السياسية، وقد وقع عليه الاختيار كعضو في لجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، وكان عضوًا مؤسسًا باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.

وحين كان عضوًا في البرلمان المصري، ورئيسًا للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين 2000 – 2005، سجلت المضابط مواقفه في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وكان من بينها إيمانه الراسخ أن “الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية حق لكل الفلسطينيين، طالما أنهم يدافعون عن أرضهم وعن أعراضهم طبقًا لكل المواثيق والشرائع السماوية والأرضية والمنظمات العالمية وحقوق الإنسان.. هم يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم، والمعركة تقوم على الأرض الفلسطينية .

مع الأحداث المتعاقبة

تعاقبت الأحداث في فلسطين خلال اشتغال مرسي بالعمل السياسي، فلم يقعد منها موقع المتفرج أو المنهزم، بل شهدت الأحداث كلها حضورًا لافتًا له، ففي أعقاب فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية سنة 2006 وتشكيلها للحكومة، فرض الكيان الصهيوني حصارًا على قطاع غزة بدعم أمريكي كامل، وبتواطؤ من بعض دول الجوار في الوطن العربي، ما استنفر حفيظة الأحرار في العالم والذين سعوا جاهدين إلى اختراق هذا الحصار من خلال فعاليات عملية كان أهمها تسيير القوافل الإغاثية إلى القطاع المحاصَر؛ وحيث كان مرسي – آنذاك – رئيس القسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين، فقد اتخذ قرارًا بمشاركة برلمانيين تابعين لكتلة الإخوان (هما الدكتور حازم فاروق والدكتور محمد البلتاجي) في سفينة مرمرة التركية المتجهة إلى قطاع غزة ضمن “أسطول الحرية”، والتي استهدفها الجيش الإسرائيلي في عرض البحر المتوسط قبل وصولها في 13/5/2010، وتم احتجاز النائبين من قبل الاحتلال، حتى أفرج عنهما لاحقًا بعد تدخل الخارجية المصرية ، وقال مرسي في اليوم ذاته: “والله لو تحرَّكت الحكومات العربية مع شعوبها لرحل الكيان الصهيوني من الوجود”.. بهذه الكلمات أكد مرسي – عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسمها – أهمية أن تنصاع الأنظمة والحكومات العربية لرغبات شعوبها، وأن تتخذ موقفا موحَّدا تجاه الكيان الصهيوني الغاصب ، وأضاف: “إنهم يعوِّلون على الشعوب العربية والإسلامية الكثير في رفع معاناة الشعب الفلسطيني؛ لتدفع النظم العربية والإسلامية تجاه مواقف جادَّة ضدّ الكيان، خاصةً بعد عملية القرصنة الصهيونية التي قام بها الكيان اليوم .

وفي العدوان الصهيوني على قطاع غزة (عملية الرصاص المسكوب، معركة الفرقان، في 27/12/2008) كان مرسي في طليعة من يقودون الاحتجاجات في ميادين مصر؛ حيث أعلن غضبته – آنذاك – من موقف النظام المصري، لإغلاقه معبر رفح في وجوه الفلسطينيين، معلنًا أن “فعاليات الإخوان متواصلةٌ وعلى كل الأصعدة، فكما نظمنا وسننظِّم المظاهرات والمؤتمرات، بدأنا في عمل مذكرات وشكاوى لتقديمها للمحاكم الدولية، لإدانة الكيان في جرائمه بحق الفلسطينيين .

وعقب صدور تقرير ريتشارد جولدستون Richard Goldston الذي أدان الكيان الإسرائيلي في جرائمه خلال العدوان على غزة سنة 2008، طالبت السلطة الفلسطينية بتأجيل القرار، وهو ما أدانه الدكتور محمد مرسي -عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين، آنذاك – مؤكدًا  “إن الإخوان يرون أن التقرير الذي أعدته اللجنة التي يرأسها القاضي ريتشارد جولدستون؛ يُثبت بالدليل القاطع إجرام الصهاينة، وتأجيله يُثبت أيضًا “مدى ما وصلت إليه الأوضاع في السلطة الفلسطينية من عمالةٍ وخيانةٍ، واستسلامٍ للقرار الأمريكي والأوامر الصهيونية . وأضاف مرسي في تصريحه: إنَّ “الاستجابة الكاملة التي أبدتها السلطة الفلسطينية للإملاءات الأمريكية والصهيونية، و”التضامن” الذي أبدته الحكومات العربية والإسلامية مع السلطة، في هذا الشأن؛ هو جريمةٌ في حق الفلسطينيين، ومشاركةٌ من السلطة والأنظمة العربية والإسلامية في عدم مساءلة الصهاينة عن إهدار دماء أكثر من 1,400 شهيد فلسطيني سقطوا في العدوان على غزة، أكثر من نصفهم من الأطفال”، فضلاً عن آلاف الجرحى والمعوَّقين، وهدم آلاف المنازل. 

بعد ثورة 25 يناير سارعت أحزاب وقوى وشخصيات مصرية إلى إيضاح موقفها من قطاع غزة والقضية الفلسطينية، وكان منهم – آنذاك –  عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسمها: محمد مرسي، الذي دعا في خطاباته الإعلامية إلى دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والعتاد، حتى تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية .

كما أكد مرسي، وقتما كان رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، خلال استقباله خالد مشعل في مقر الحزب، في خطاب إعلامي متلفز، في كانون الثاني/ يناير 2012، أن حزبه سيعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة سنة 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك حقّ العودة للاجئين، وقبل ذلك كله دعم الخطوات المصرية لدعم المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام . كما أنصب الخطاب الإعلامي للرئيس  مرسي، خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية، على ضرورة بقاء معبر رفح الحدودي مفتوحًا 24 ساعة يومياً طيلة أيام الأسبوع، وقال: “نسعى إلى دعم أبناء غزة المحاصرين، وتقوية العلاقة بحماس بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام”

خطاب مناصر للقضية

وبعد فوزه في انتخابات الرئاسة المصرية، هاتف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الرئيس مرسي، وبارك له فوزه  كما شارك رئيس الحكومة في قطاع غزة إسماعيل هنية في المسيرات التي انطلقت في 24/6/2012، ابتهاجًا بإعلان محمد مرسى رئيساً لمصر. وقام هنية برفع العلميْن المصري والفلسطيني، ووزع الحلوى على المشاركين في المسيرات والاحتفالات، وباركت حركة الجهاد الإسلامي لمصر وشعبها نجاح الانتخابات الرئاسية، وانتخاب مرسي رئيسًا، متمنيةً أن يتمكن من تنفيذ ما قطعه على نفسه من وعود للشعب المصري والأمة العربية. كما أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن سعادتها بفوز مرسي، متمنية أن يحقق فوزه بالانتخابات آمال الشعب الفلسطيني وطموحاته بالتحرير

بالمقابل  أنصب الخطاب الإعلامي للرئيس مرسي على إظهاره نصرة القضية الفلسطينية ودعم مقاومتها، وفي أحد خطاباته قال مرسي:إن “مؤسسة الرئاسة تقف على مسافة واحدة مع كل الفصائل الفلسطينية، وتؤيدهم في إقامة دولتهم المستقلة كما يريدون، وأن مصر لا تقبل العدوان أو إراقة الدماء” .

وشكل فوز مرسي نقطة تحول فارقة في العلاقة بين حماس والحكومة في غزة من جهة ومصر من جهة أخرى. فبعد أن كانت قناة الاتصال الوحيدة بين حماس ومصر تنحصر في جهاز المخابرات العامة، فإن قنوات الاتصال في عهد الرئيس مرسي باتت تديرها المستويات السياسية العليا في الجانبين. فقد أصبح هناك تواصل مباشر بين الوزراء في حكومتي غزة والقاهرة؛ إذ قام عدد من وزراء غزة بزيارة مصر والتقوا نظراءهم المصريين، وتباحثوا حول سبل حلّ عدد من القضايا، لا سيّما قضية أزمة الكهرباء في غزة. وتوصلت الحكومة المصرية والحكومة الفلسطينية في غزة لاتفاقات بشأن قضايا حساسة، منها اتفاق تشكيل لجنة أمنية مشتركة، لمراقبة الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الأمني

وأكد مرسي احترامه لحماس، لكونها جزءًا من الشعب الفلسطيني، وكذلك حركة فتح. وقال خلال لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة الفضائية في 20/4/2013: “نحن نساعد الشعب الفلسطيني، وهذا من أجل أمننا القومي، وهي مصلحة عامة لمصر ، وتطورت العلاقة مع المقاومة، بقيام الرئيس مرسي باستقبال كلًّ من خالد مشعل وإسماعيل هنية في 17/6/2013، علاوة على الاتصالات بين هنية ورئيس الحكومة المصرية هشام قنديل، ووزير الدفاع المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي.(1)

لن نترك غزة وحدها

شهد التاريخ أن الرئيس الشهيد وخطابه الإعلامي ، كان يمثل ضمير الأمة نحو فلسطين ، وحقق قولته الشهيرة "لن نترك غزة وحدها " والتي كانت تعد من أهم سمات الخطاب الإعلامي للرئيس ، فعلا وواقعا عاشه أبناء فلسطين ، حيث انعكس فوز محمد مرسي برئاسة مصر إيجابيًّا على مسألة رفع الحصار على قطاع غزة؛ فقد اتخذ مرسي، بعد فوزه بالرئاسة، موقفاً واضحًا ضدّ الحصار على القطاع . وقال، في كلمة له أمام المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية التركي في أنقرة في 30/9/2012: “لا يمكن أن يقف المصريون عاجزين أمام حصار غزة، إن المعابر بيننا وبين غزة مفتوحة، لتقديم ما يحتاجه أهل غزة من غذاء ودواء وتعليم وتواصل بين العائلات، فالحدود والمعابر مفتوحة، لنقوم بدورنا وبواجبنا تجاه أشقائنا في غزة” ، كما قال، أمام الدورة الـ 24 للقمة العربية في الدوحة في 26/3/2013، “لا يجب أن نقبل، ولا أن يقبل الضمير البشري باستمرار هذا الحصار الجائر .

كما رأى الرئيس محمد مرسي أن الأمن العربي مؤثر على الأمن القومي المصري، مؤكداً أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت في مقدمة أولويات الشعب المصري. وأضاف مرسي: “لو نقدر نبعت وجبات ساخنة لأهلنا في غزة المحاصرين هابعتلهم”، جاء كلام مرسي خلال اجتماعه برؤساء التحرير، ونقله أحد المشاركين في الاجتماع لصحيفة الأهرام. 

وكان للرئيس محمد مرسي، موقفٌ واضحٌ في دعم الشعب الفلسطيني، فقال ” نمدهم بالمؤمن والغذاء والدواء، ونرفض أن يعتدي عليهم أحد، ونرفضه ونقف ضده”. وأردف قائلاً “القضية الفلسطينية، قضية محورية بالنسبة لنا جميعًا، فحياتهم ودماؤهم دماؤنا، فهم منا ونحن منهم، ولن نرضى بأن يُتعدى عليهم”. وقال “نحن لا نعلن حروبًا على أحد، ولكن نعلن بوضوح أن الحق الفلسطيني لن يضيع، وإننا في خندق واحد ضدّ أي عدوان. 

أما المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي، فأكد أن دعم قطاع غزة واجب مصري وقومي،   لا يمكن أن يتوقف بأي حال من الأحوال، ولا يمكن التخاذل عنه، مشددًا على تعليمات الرئيس المصري محمد مرسي بدعم أهالي القطاع بكافة الإمكانيات المصرية

أحدثت مواقف الرئيس مرسي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ الذي بدأ باغتيال القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري في 14/11/2012 ، على الرغم من التوصل إلى مسودة اتفاق تهدئة مع المقاومة بوساطة مصرية- نقطة فارقة في وضع حد للعدوان الإسرائيلي على القطاع. وهي المرة الأولى منذ سنوات، التي يأتي فيها الموقف المصري بهذه الحدّة والوضوح في رفض وإدانة العدوان.

فمنذ اللحظة الأولى استنفرت مؤسسة الرئاسة وقيادة القوات المسلحة في مصر من أجل وقف العدوان الإسرائيلي. واجتمع الرئيس مرسي مع رئيس وزرائه هشام قنديل، ووزرائه ومساعديه، واستهل مرسي الاجتماع بكلمة أذاعها التلفزيون الرسمي دان فيها العدوان، وقال إن الشعب والقيادة والحكومة تقف بكل إمكاناتها لمنع العدوان وإراقة الدماء، مضيفاً: “على الإسرائيليين أن يدركوا أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلبًا في الأمن والاستقرار في المنطقة .

وطالب مرسي بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة في شكل عاجل، وقال: “العدوان تكرر في شكل غير مقبول… ونتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين، ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان، فنحن لا نقبل بأيّ حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة”.، ووصف مرسي‏ في خطابه الإعلامي  ما يحدث في غزة بأنه “أمر خطير وعدوان سافر”، محذرًا من تداعيات هذا العدوان، وقال: إن “مصر لن تترك غزة وحدها، فمصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس تمامًا، والعرب اليوم مختلفون عن عرب الأمس تمامًا”، وشدد على أن “مصر بإرادتها القوية وإمكاناتها الضخمة تقول إن غزة ليست وحدها. 

وقال مخاطبًا “إسرائيل”: “لن يكون لكم علينا سلطان ولا على غزة”، مشدداً على أن “مصر لا تريد حربًا مع أحد، ولسنا دعاة حرب، ولكننا لسنا دعاة سلام من طرف واحد، وما يحدث مرفوض”، وقال إن “مصر ما زالت تسعي لوقف العدوان على غزة وحقن الدماء ،  وهكذا لم يكتفي الرئيس الشهيد  بتأييد غزة بلغة الخطاب الإعلامي ؛ بل تحرك على الأرض  حتى انتهى العدوان ، بل وبعد انتهاء العُدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أمر الرئيس مرسي بفتح معبر رفح البري الذي يربط القطاع بمصر على مدار الساعة، مع السماح لمئات المتضامنين العرب والأجانب، والقوافل الإنسانية والطبية بالوصول إلى المستشفيات الفلسطينية.(2) 

وبعد الانقلاب على الشرعية واختطاف الرئيس الشرعي د. محمد مرسي لم تمنع قضبان السجن الرئيس الشهيد مرسي من الوقوف بجانب غزة، ففي عام 2014 هتف الشهيد في 2014 في إحدى جلسات محاكمته، بعد بدء العدوان، بـ"لبيك يا غزة".

واستجاب الثوار لنداء الرئيس، وشهدت المدن المصرية مظاهرات حاشدة بجمعة غضب تحت عنوان "لبيك يا غزة"؛ للتعبير عن التضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان صهيوني؛ أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 270 شخصًا ، واتهم المشاركون في تلك المظاهرات نظام الانقلاب بالتواطؤ مع الصهاينة؛ بسبب إصراره على إغلاق معبر رفح، وعدم سماحه بمرور الجرحى الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج.(3)

في خطاباته الإعلامية في مختلف المحافل الدولية، أثار الرئيس مرسي الحق الفلسطيني في تحرير الأرض ورد العدوان الصهيوني وفك الحصار ، كما أن الخطاب الإعلامي للرئيس مرسي عن القضية الفلسطينية افزع الكيان الصهيوني والأمريكان والغرب عامة

ومع تجدد الاعتداءات الصهيونية على غزة على مدار العقد الماضي، وجدنا الخطاب الإعلامي للرئيس الشهيد تجاه غزة حاضرا، من خلال  تداول نشطاء مقاطع  لخطبه عن غزة ونصرة فلسطين،  وخطابه الإعلامي القوي خلال عدوان  الاحتلال على غزة عام 2012، الذي قالوا إنه كان سببا في وقفه بسرعه، مقابل مشاركة عبد الفتاح السيسي في حصار سكان قطاع غزة، في ظل العدوان الوحشي الذي يتعرضون له. (4)

  • خطاب مزدوج للسيسي وخيانة معلنة نحو غزة

بعد  الانقلاب على الرئيس مرسي في 3/7/2013 خيّمت حالة من التوتر وعدم الثقة على العلاقة بين مصر وحماس ، وشهدت هذه الفترة خطابا إعلاميا عدائيا من السيسي وإعلامه على المقاومة عامة وحماس خاصة،  وتم تدشين حملة تحريض كبيرة ضدّ قطاع غزة بشكل عام، وضدّ حماس، بدأها السيسي في خطاباته العامة، وتبعته أحزاب ووسائل إعلام وشخصيات مصرية متعددة.  

ويمكن القول بأن العلاقة المصرية الفلسطينية قد عادت بعد الرئيس مرسي إلى سابق عهدها قبل ثورة 25 يناير 2011، بل عادت إلى وضع أسوأ، حيث باتت المقاومة الفلسطينية مكشوفة الظهر في صراعها مع الاحتلال، وهو ما دفع الاحتلال إلى التمادي في عدوانه على قطاع غزة في حرب ثالثة على القطاع، أسماها “الجرف الصامد”، حيث استمرت “51” يوماً، (انتهت في 26 آب/ أغسطس 2014)، ووقفت فيها غزة وحيدة لا يساندها إلا شعوبٌ لا تملك حولاً ولا قوة في إنفاذ إرادتها، ثم الآن نجد كم الجرائم غير المسبوقة في تاريخ البشرية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق المدنيين العزل منذ بداية حرب "طوفان الأقصى".

وقد أصبح من الواضح للجميع أن حاكم مصر الانقلابي، عبدالفتاح السيسي، تعامل من خلال خطابه الإعلامي، ومواقفه الفعلية، بوجهين، الأول: دعائي يظهر تأييدا إعلاميا علنيا لحقوق الفلسطينيين ولقضيتهم ورفض تصفيتها، والثاني يطعن القضية والمقاومة في الظهر.

مجريات الأحداث وواقع الحال، والخطاب الإعلامي للسيسي كشف حقيقة الأمر، وكانت كلماته المتلفزة في مواقف عدة  فاضحة لنيته نحو المقاومة، ومن أمثلة ذلك "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها " ، و" وننصح إسرائيل بتهجير الفلسطينين للنقب حتي الانتهاء من القضاء على المقاومة"!.

على جانب أخر نجد في ظل الخطاب الإعلامي للسيسي نحو غزة ، تصريحات المسئولين الصهاينة والغربيين تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نظام السيسي يساعد الكيان الصهيوني بكل قوة، بدءا من تشديد الحصار على غزة من خلال إغلاق معبر رفح، وعدم فتحه إلا بأذن الصهاينة، ومرورا بفرض إتاوات على من يريد الخروج من غزة ومنع معظم المصابين الذين يحتاجون علاجا في مصر وغيرها من الدول من الخروج أيضا، والتلاعب في المساعدات المكدسة في الجانب المصري من رفح ومنع دخولها إلى القطاع، وتسليط بعض الإعلاميين لتشويه المقاومة وتأييد الكيان المحتل، ناهيك عن التأكيدات الغربية والصهيونية بأن المخابرات المصرية أبلغت سلطات الاحتلال مبكرا قبل السابع من أكتوبر بأن المقاومة قد تهاجم الكيان، ومساعدة مصر للكيان مخابراتيا وعسكريا، حيث تصدت أكثر من مرة لمسيرات حوثية انطلقت من اليمن في اتجاه إيلات.

وبعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" مباشرة، بدأت حملة قادها السيسي بنفسه للدعاية في  الصحف والإعلام المصري، تحت عناوين مناصرة القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها.

في البداية، حاول السيسي تجيير التعاطف الشعبي مع القضية لصالح حملته الانتخابية للرئاسة، وتحويل التظاهرات التي سمح بها "مؤقتا" إلى واجهات لتأييده وإظهاره كأنه "حامي حمى القضية الفلسطينية"، ولكن ذكاء المتظاهرين حال دون تحقيق هذا الهدف، عندما هتفوا "تأييد ايه يا عم فلسطين أهم".

وفي ظل الخطاب الإعلامي الظاهري للسيسي بمناصرة القضية الفلسطينية وجدنا الصحف المصرية تخرج علينا بعناوين براقة عن ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني ومنها تقرير خبري في صحيفة "الأهرام"، بعنوان: "حافظت على مقدرات الدولة وسلامة شعبها.. موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت".(5)

ونشرت صحيفة "أخبار اليوم" هذا العنوان: "المصري للفكر والدراسات: مصر أكدت رفضها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية".(6)،  صحيفة الجمهورية نشرت في نفس السياق مجموعة من الأخبار منها "رئيس حملة السيسي: الثوابت المصرية واضحة لا لتصفية القضية الفلسطينية لا لتهجير الفلسطينيين".  "مصر ترفض سياسة التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار".(7)

بالرغم من كل تلك الشعارات، ظهرت نوايا السيسي بوضوح نحو الفصائل المقاومة، في خطابه الإعلامي، حينما أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، أولف شولتس، 18 أكتوبر 2023،  أنه «إذا كان هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين فتوجد صحراء النقب لحين انتهاء العمليات العسكرية المعلنة ضد الفصائل المسلحة».(8)

كما ظهرت نوايا السيسي ونظامه، حول القضية الفلسطينية، في إعلانه عن تطلعه لدولة فلسطينية منزوعة السلاح، وزاد الأمر سوءً بمطالبته بوجود قوات أممية أوروبية أو أمريكية  في فلسطين، وكأنه يخطط لاحتلال دولي لغزة خاصة وفلسطين عامة، بجوار الاحتلال الصهيوني!.

وعلق السياسي المصري محمد البرادعي على تصريحات السيسي، بقوله: «في السلام والأمن الدوليين، السلام والأمن مرتبطان ببعضهما. ولا يمكن أن يكون هناك سلام دون أمن ولا أمن دون سلام، لا بد لأي دولة مهما كان حجمها أن تكون لديها منظومة أمنية تحميها، وحتى العشر دول الصغيرة التي ليس لديها جيوش، هناك ترتيبات لحمايتها من قبل دول أكبر».(9)

ومن دلائل طعن المقاومة في الظهر، والتخلي عن أهالي غزة في محنتهم، تسليم مفتاح معبر رفح للكيان الصهيوني، و عجز نظام السيسي عن اتخاذ أي قرار يخص العبور من معبر رفح إلى غزة ، وقد اعترفت قناة "القاهرة الإخبارية" بذلك في تقرير لها بعنوان "الاحتلال يحظر دخول المساعدات لكثير من مناطق غزة"، وهذا خير دليل على عدم استطاعة النظام إدخال أي مساعدات لغزة إلا بعد موافقة دولة الاحتلال. (10)

وفي ظل الخطاب الإعلامى للسيسي،  ومن دلائل الخيانة للمقاومة الفلسطينية وضربها في الظهر من قبل السيسي ونظامه، ما شهده الخطاب الإعلامي المصري من السماح لصهاينة الإعلاميين بالطعن في المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس،  بعد الصمود الأسطوري للمقاومة، ومن أمثلة هؤلاء: إبراهيم عيسي، و هالة سرحان، وداليا زيادة، و خالد منتصر، وريهام سعيد وخيري رمضان، وعدد من نشطاء وسائل التواصل في مقدمتهم وائل غنيم، وغيرهم كثير.

وكما تلونت تغطية "القاهرة الإخبارية" بمرور الوقت، تلون إعلاميون محسوبون على السلطة، ولكن بعضهم كان صريحا في إعلان عدائه للمقاومة، مثل إبراهيم عيسى، الذي يعمل لصالح الأجندة الأمريكية ويعبر عن سياسات الولايات المتحدة المنحازة للصهاينة.

داليا زيادة مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة (غير حكومي)، كانت من بين الوجوه التي هاجمت المقاومة الفلسطينية، وأعلنت صراحة دعمها للكيان الصهيوني في حربه على غزة، وسمح لها النظام بالخروج في احاديث متلفزة  ، في نفس الاتجاه المتصهين، شنت الإعلامية المصرية المثيرة للجدل، هالة سرحان، في أول أيام الحرب الصهيونية على غزة، هجوما حادا على حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية.(11)

تهديدات "فشنك" للكيان

بالرغم من الممانعة الظاهرية التي يبديها الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) لإعادة توطين الفلسطينيين في مصر، من أحتلال الكيان الصهيوني محور فيلادفيا ومعبر رفح ،  إلا أن ما تم تسريبه من الجانب الأميركي عن تعاون أمني مصري - إسرائيلي حول قطاع غزة يجعل جميع إعلانات النوايا الصادرة منه محل تشكيك .

بالرغم من تحذيرات الخطاب الإعلامي للسيسي  للكيان الصهيوني عواقب اقتحام رفح أو خرق معاهدات ممر "فيلاديلفيا/صلاح الدين" وملاحق معاهدة "كامب ديفيد" والتهديد بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، إلا أنه على المستوى العملي فإن إسرائيل تتواجد على بُعد أمتار من معبر رفح وداخل المنطقة (ج) المحظور عليها التواجد بها عسكريًّا وتحتل ممر "فيلاديلفيا/صلاح الدين" بقوات عسكرية ثابتة، بما يعد خرقًا صريحًا للاتفاقات (المصرية - الإسرائيلية، مع العلم أن هذه التحركات من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي جاءت بعد أيام قليلة من لقاء ضم رئيس أركان الجيش المصري ونظيره الإسرائيلي، ويكفى الصمت المميت الذي التزمه السيسي وجيشه بعد استشهاد جنديين مصريين مؤخرا على الحدود في معبر رفح ، وكان من الواضح ان هذا الصمت يستهدف تهدأت الرأي العام وتمرير الحادثة .

وفيما تمتد صفوف شاحنات المساعدات على الجانب المصري من معبر رفح منتظرة الإذن بالمرور، فإن النظام المصري فضّل أن يشارك في إنزال المساعدات جوًّا على القطاع المحاصر، في سلوك متناقض مع المنطق؛ حيث أن كلًّا من إدخال الشاحنات والإنزال الجوي محتاجان إلى إذن "إسرائيل" حسب ادعاء النظام المصري.(12)

ولكن رغم الخطاب الإعلامي للسيسي ونظامه عن التزام مصر بفتح معبر رفح طول الوقت،  كان النظام كان شريكا أساسيا في خطة الحصار والتجويع بإغلاقه التام لمعبر رفح، واستجابته للضغوط الصهيونية بمنع أسباب الحياة عن الأشقاء في غزة.

 وقد أعلن السيسي في خطابات عامة أنه "لم يتم إغلاق المعبر في أي وقت"، لكن الشهادات الدولية، خصوصا من الصهاينة والأمريكان، فضحت تواطؤ السيسي وحكومته في خطة التجويع والإبادة التي ينفذها الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول للحرب.

وبعد شهادات أمريكية وصهيونية عديدة، جاءت مرافعة ممثل الكيان أمام محكمة العدل الدولية، الجمعة 12 يناير 2024، ليقول:إن مصر هي "المسؤولة بشكل كامل عن منع دخول المساعدات الإنسانية ولجان تقصّي الحقائق والبعثات الدبلوماسية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، فإسرائيل ليست لها سيادة أو سلطة على المعبر".

تلك المرافعة دفعت النظام الانقلابي في مصر إلى شن حملة إعلامية لتبييض وجهه أمام الشعب، وتبرئته من تهمة حصار الفلسطينيين، لكن شهادات الإعلام الدولي ثبتت جرم التواطؤ والخيانة على السيسي وحكومته.(13)

وفي واقعة أخرى تكشف مزيدا من الحقائق، تصدرت تصريحات الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الإعلام الغربي والصهيوني، عندما وصف "السيسي" بالرئيس المكسيكي،  وقال إنه "لم يرد في البداية فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى  قطاع غزة، لكنني تحدثت معه وأقنعته بفتحه"

وعلينا أن نؤكد ان ازدواجية خطاب السيسي  تجاه غزة ، لم يفلح ف خداع المصريين ، الذين خرجوا على مواقع التواصل الاجتماعي ليؤكدوا أنهم على يقين إن السيسي ونظامه من اكبر العوامل المساعدة على طول أمد الحرب بغزة ، وان مايحدث في الخفاء بين السيسي والكيان الصهيوني أضر بالفلسطينيين وقضيتهم أشد الضرر .(14)

  • "قنديل" يزور غزة.. و"مدبولي" يهاجم المقاومة ويخونها

وفي ظل الخطابين الإعلاميين لرئيس ناصر فلسطين ومقاومتها بكل ما يملك، ومنقلب خان وفرط في القضية الفلسطينية وتواطأ مع الأعداء، كانت تصرفات كبار مسئولي الدولة متماهية مع مواقفهما، ففي عز الاعتداءات الصهيونية على غزة عام 2012، قام رئيس الوزراء المصري هشام قنديل  بزيارة قطاع غزة، على رأس وفد كبير يضم وزراء وقيادات، بناء على تعليمات من الرئيس الشهيد د. محمد مرسي، وأعلن تضامن مصر مع الشعب الفلسطيني، و التقى إسماعيل هنية وعددا آخر من مسئولي المقاومة، ثم توجه لمستشفى الشفاء  للإطلاع على تفاصيل الوضع الطبي والإنساني للقطاع وحالة المصابين .(15)

في المقابل ورغم المجازر غير المسبوقة في تاريخ البشرية بعد معركة طوفان الأقصى، هاجم رئيس وزراء السيسي، مصطفى مدبولي، المقاومة الفلسطينية في مايو 2024، في أحد لقاءاته المتلفزة على  هامش مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض،  وقال: "إن مصر تدين بلا شك ما حدث في السابع من أكتوبر"، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي وصفها بـ الكابوس، وأن تقديرات المقاومة لهذه الواقعة كانت خاطئة، كما غازل الكيان الصهيوني وأكد أن "السلام كان سائدا المنطقة، وان على الجميع العمل لعودة الهدوء"!(16).

___________________________

المصادر:

  1. باسم القاسم ، "الرئيس محمد والقضية الفلسطينية" ، موقع مرز مسار للدراسات ،  21 يونيو 2020 ، https://2u.pw/HQTX1eDH
  2. "لن نترك غزة وحدها.. هكذا انتصر الرئيس مرسي" ، المركز الفلسطيني للاعلام، 22 يونيو 2019 ،  https://goo.su/JMtv
  3. ""لن نترك غزة وحدها".. أبرز مواقف مرسي تجاه فلسطين" ، الخليج اون لاين ، 18 يونيو 2019 ، https://goo.su/z0N9
  4. "نشطاء يستذكرون مرسي في ظل التهديد لرفح.. "مصر لن تترك غزة وحدها" " ، عربي 21 ، 13 فبراير 22024 ،  https://goo.su/LzCwqT
  5. هشام الصافوري، "حافظت على مقدرات الدولة وسلامة شعبها.. موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت" ، الاهرام العربي ، 20 ديسمبر 2023 ، https://gate.ahram.org.eg/News/4657008.aspx
  6. "المصري للفكر والدراسات: مصر أكدت رفضها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية" ، اخبار اليوم  ، 20 ديسمبر 2023 ، https://cutt.us/HuT1T
  7. "مصر ترفض سياسة التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار" ،الجمهورية، 15 أكتوبر 2023 ، https://cutt.us/m1TZT
  8. "أبرز تصريحات الرئيس السيسي اليوم عن صحراء النقب وتهجير الفلسطينيين لسيناء" ، المصري اليوم، 18 أكتوبر  2023 ، https://cutt.us/ZBf6r
  9. تصريحات السيسي عن «دولة فلسطينية منزوعة السلاح» تثير الجدل على شبكات التواصل" ، القدس العربي، 2 ديسمبر – 2023، https://cutt.us/nUIWf
  10. الاحتلال يحظر دخول المساعدات لكثير من مناطق غزة" ، القاهرة الإخبارية، ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣، https://cutt.us/JevIJ
  11. "هالة سرحان تهاجم المقاومة وتدافع عن أطفال غزة.. ماذا قالت؟" ، الخليج  الجديد ، 5 نوفمبر 2023 ، https://cutt.us/QLct1
  12. "السيسي مقابل الطوفان..أقوال لا أفعال" ، موقع الخنادق ، 17  مايو  2024 ، https://goo.su/0Th6JJk
  13. المساعدات إلى غزة... ادعاءات إسرائيلية تثير نقاشاً مصرياً" ، العربي الجديد، 14 يناير 2024، https://n9.cl/am8no
  14. "بايدن: أقنعت السيسي بفتح معبر رفح وإسرائيل تجاوزت الحد في غزة" ، الجزيرة نت ، 9 فبراير 2024 ، https://n9.cl/4g8dr9
  15. " قنديل يصل غزة ومرسي يندد بالعدوان" ، الجزيرة ، 16 نوفمبر 2012 ، https://goo.su/iMu5Eb
  16. "من الرياض.. رئيس حكومة السيسي يهاجم المقاومة وطوفان الأقصى ويغازل إسرائيل" ،  الاردن نيوز ، 22مايو  2024 ، https://2u.pw/cagBBXpo