"سلاح المعلومات".. قراءة مغايرة لكتاب"وودورد" فاضح المتآمرين
الأربعاء - 13 نوفمبر 2024
- كتاب "الحرب" يلخص مشوار إدارة بايدن في سياق المنافسة الانتخابية مع "ترامب"
- يتبنى السردية الصهيونية حول مجريات "طوفان الأقصى" ويهمل الحقوق الفلسطينية
- "وودورد" وثَّق رغبة بعض الحكام العرب في إطالة أمد الحرب للقضاء على المقاومة
- كشف دعم قادة عرب لحل سياسي ينتهي إلى غزة "بلا حماس" بعد توقف الحرب
- خبراء: تسريب أحاديث المسئولين العرب يهدف إلى تعريتهم وابتزازهم لصالح "إسرائيل"
إنسان للإعلام- تقرير:
كشف الصحفي الاستقصائي الأمريكي "بوب وودورد"، الذي يعمل منذ نصف قرن في صحيفة "واشنطن بوست" الشهيرة، ومفجر قضية "ووترغيت" التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، معلومات مهمة استقاها من مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي "بايدن" حول رؤيتهم للمقاومة الفلسطينية، برغم أن كتابه الجديد "الحرب" الذي تضمن هذه المعلومات لا يتعلق أساسا بالقضية الفلسطينية، وإنما بمشوار إدارة الرئيس "بايدن" في الحكم، في سياق المنافسة الانتخابية مع "ترامب"، حيث صدر قبل أسابيع من الانتخابات الأمريكية، ويهاجم ترامب وأنصاره بشكل عنيف.
والكتاب الذي يقع في 435 صفحة، يميل نحو الطرح الرسمي الغربي الذي يركز على الأمن والاستقرار أكثر من الحقوق، لذا ينقل الروايات بطريقة سردية تُبرز الجوانب السياسية والعسكرية أكثر من التركيز على الجوانب الإنسانية أو التاريخية للقضية الفلسطينية.
وقد ظهرت أمثلة تشير إلى انحيازه للرواية الصهيونية في الكتاب، مثل التركيز على "التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل نتيجة لوجود حماس في غزة، ما يعني وقوفه مع الاحتلال في تبرير جرائمه".
أيضا شوّه الكاتب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عمدا بنشر قصص ثبت أنها كاذبه مثل "اغتصاب اسرائيليات"، كما سعى إلى التهميش النسبي للقضية الفلسطينية كقضية حقوقية والزعم أن "حماس" عقبة أمام الاستقرار دون الحديث عن احتلال فلسطين أو الدفاع عن الأرض المحتلة.
من جانب آخر، كشف الكتاب بقوة كيف يلعب "سلاح المعلومات" دورا في فضح أسرار السياسات العربية رغم التعتيم المفروض عليها، لذا أكد صحفيون وسياسيون أن من سرّب المعلومات والأحاديث الخاصة لبعض المسئولين في الدول العربية لمؤلف كتاب الحرب ربما فعلها متعمدا، إما بغرض الضغط عليهم أو بغرض تعريتهم أمام شعوبهم لتخويفهم، أو يستخدمها كوسيلة ضغط عليهم لتصبح أحاديثهم السرية علانية لمصلحة "إسرائيل".
وبجانب أن بوب وودورد، وثّق في كتابه (الحرب) ما تعرفه الشعوب وتتوقعه من خيانة أنظمة حكم عربية لهم وتواطئهم مع الاحتلال وأمريكا، فإنه أبرز السر وراء إطالة الحرب وصمت الأنظمة العربية على الإبادة، وعدم رغبتهم في وقف الحرب حتى القضاء على المقاومة!
وفضح موقف قادة عرب قالوا لوزير خارجية أمريكا: "اقضوا على حماس لأنهم من "الإخوان المسلمين" ويشكلون خطرا على على إسرائيل وأمريكا.
وعند نشر ما ورد فيه، يُنصح بإضافة تحليلات تعكس جوانب أخرى من القضية الفلسطينية والأبعاد الإنسانية والحقوقية، لتحقيق التوازن وطرح وجهات نظر شاملة تخدم النقاش العام بشكل موضوعي.
اقتلوا "الإخوان"!
كانت أبرز معلومة كشفها الكاتب نقلا عن مسئولين بالإدارة الأمريكية، وتعد معلومة خطيرة رغم أنها متوقعة، هي إعطاء الحكام العرب، الذين التقاهم أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا في الأسبوع الأول بعد "طوفان الأقصى"، الضوء الأخضر لإسرائيل لتكثيف الإبادة للمقاومة مهما كان حجم الضحايا من سكان غزة، ما يجعل هذه الأنظمة مشاركة في الجريمة.
قال "بلينكن" حينها إنه وجد أن "كل مواقف الحكومات العربية متطابقة وعباراتها متكررة"، وتتلخص في دعوتهم "اقتلوا حماس والإخوان المسلمين".
"بوب وودورد" نقل عن "بلينكين" أنه سمع من كل الزعماء الذين التقاهم نفس الجملة: "حماس هي جماعة الإخوان المسلمين".
ويقول الكاتب الفلسطيني أدهم أبو سلمية إن كتاب الحرب الذي أصدره الصحفي الأمريكي الاستقصائي، بوب وودورد، والذي يحمل في ثناياه نتاج مئات الساعات من المحادثات السرية التي أجراها بنفسه مع موظفين ومسؤولين كبار في البيت الأبيض، أطلق عليه البعض اسم "كتاب الفضائح"، لأنه يتحدث عن تورط قادة عرب مع اسرائيل خلال الحرب على غزة.
أكد أن الكاتب تبنى الرواية الصهيونية بحذافيرها لما جرى يوم 7 أكتوبر. ورغم ذلك، فإن هذا لا يقلل من أهمية الكتاب بشكل عام، خاصة أنه تضمن اقتباسات من اجتماعات ومكالمات شديدة السرية لزعماء عرب.
ماذا قال نظام السيسي؟
بحسب كتاب "الحرب"، قال "عباس كامل" رئيس المخابرات المصرية، المعزول حديثا من منصبه، لـبلينكن يوم 12 أكتوبر 2023: "اقطعوا رؤوسهم"، وأعطى معلومات عن أنفاق حماس!
كتب وودورد عن مصر يقول: "قبل عودة بلينكن لإسرائيل لدعمها في مواجهة طوفان الأقصى ذهب للقاهرة، وهناك التقى بلينكن السيسي وحده، ثم عباس كامل الذي قدم لهم تقييمات حول عمق وامتداد أنفاق المقاومة.
وفي رسالة موجزة من عباس كامل لوزير الخارجية الأمريكي، أخبره أن ينقلها إلى نتنياهو، نصح قائلًا: "يجب على إسرائيل ألا تدخل غزة بريًا دفعة واحدة، بل على مراحل، وأن تنتظر حتى يخرج قادة حماس من جحورهم، وعندها يقطعوا رقابهم"!!
ويقول الكاتب: أدرك بلينكن وفريقه أن كامل لم يكن يمزح، وبالفعل نقل معلومات أنفاق غزة ورسالة كامل إلى نتنياهو.
موقف الأردن والإمارات
وفق الكتاب، استقل وزير الخارجية الأمريكية طائرته إلى الأردن 13 أكتوبر 2023، والتقى عبد الله الثاني، ملك الأردن، الذي قال لـ"بلينكن": "حذرنا إسرائيل من حماس، حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، ويجب على إسرائيل أن تهزم حماس، لكني لا أستطيع قول ذلك علنًا".
وحين ذهب بلينكن لزيارة رئيس الإمارات محمد بن زايد قال له: "يجب القضاء على حماس، لقد حذرنا إسرائيل مرارًا من أن حماس هي جماعة الإخوان المسلمين".
الجزء الذي تحدث فيه الكاتب عن موقف الإمارات من كتاب "الحرب" جاء فيه: قال محمد بن زايد، البالغ من العمر 62 عامًا: "يجب القضاء على حماس، يمكننا منح إسرائيل المجال لتدمير حماس، لكن يجب على إسرائيل أن تمنحنا مساحة". "دعوا المساعدات الإنسانية تدخل، أنشئوا مناطق آمنة للتأكد من أنهم لا يقتلون المدنيين، سيطروا على عنف المستوطنين في الضفة الغربية".
ويفسر الكاتب طلب محمد بن زايد من الإسرائيليين "امنحونا مساحة لنمنحكم مساحة"، بأن القادة العرب كانوا مستعدين لمنح إسرائيل المجال للقيام بما تحتاج إلى فعله مع حماس، لكن على إسرائيل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية في غزة كي لا تغضب الشعوب العربية.
ويقول الكاتب إنه حين زار منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "بريت ماكغورك" الإمارات، قال له محمد بن زايد: "على الإسرائيليين أن يتعلموا شيئًا نعرفه في العالم العربي، وهو أن الانتقام (من حماس) يحتاج إلى وقت، كونوا صبورين، فهو نهج أفضل".
أوضح أن محمد بن زايد نصحهم بأن "الدخول إلى رفح وتدميرها لا يخدم مصلحة الإسرائيليين، لكن بإمكانكم قتل السنوار"، حيث كان الإسرائيليون مصرين على قتل السنوار، لذا نصحهم "بن زايد" قائلاً: "خذوا وقتكم".
السعودية: لا نأمن لحماس
حين ذهب بلينكن إلى السعودية، يوم 14 أكتوبر 2023، التقى الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية السعودية، وقال فيصل لبلينكن: "كان على إسرائيل ألا تُأمن لحماس، وقد حذرنا نتنياهو من ذلك مرارًا، فحماس هي جماعة الإخوان المسلمين".
ثم واصل "بن فرحان" قوله: "الجماعات الإرهابية لا تحاول القضاء على إسرائيل فقط، بل تريد الإطاحة بزعماء عرب آخرين، ونحن قلقون من تداعيات ما تقوم به إسرائيل في غزة على أمننا جميعًا، وما سيأتي بعد حماس قد يكون أسوأ، فداعش جاءت بعد القاعدة وهي أسوأ منها".
وسأله بلينكن عن دعم السعودية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، فأجاب "بن فرحان": لن ندفع دولارًا واحدًا لتنظيف فوضى نتنياهو.
في نفس اليوم التقى بلينكن في الرياض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعندما سأله بلينكن عن التطبيع، أخبره ابن سلمان أن التطبيع لم يمت، لكنه لا يستطيع المضي قدمًا في الوقت الحالي.
غزة بلا "حماس"
مع كل ما سبق، ناقش الكتاب عدة نقاط تتعلق بفلسطين والمقاومة وحركة "حماس"، والقضية الفلسطينية بشكل عام، ومن ذلك الدور السياسي لحماس وكيف يعتبرها بعض القادة العرب، فرعًا من جماعة الإخوان المسلمين وسببًا في المشاكل الإقليمية، ومن ثم يرون ضرورة عدم التعاون معها، ويرى الكاتب "وودورد"أنه يجب العمل مع السلطة الفلسطينية التي تتمتع بشرعية دولية أوسع.
كما يعرض الكتاب نقاشات بين الدبلوماسيين الأمريكيين، حيث يظهر موقف الولايات المتحدة في عدم رغبتها في أن تصبح "حماس" جزءًا من الحل السياسي في فلسطين، لكنهم يعترفون بأهمية تحسين وضع غزة.
ويشير الكتاب إلى دعم بعض القادة العرب لرؤية حل سياسي يشمل غزة بلا "حماس" وأن تلعب السلطة الفلسطينية دورا في حكم غزة بزعم تحقيق استقرار المنطقة بشكلٍ عام.
ويبدي الكتاب اهتمامًا بمرحلة ما بعد "حماس"، وينقل عن بعض القادة العرب تساؤلهم خلال لقاءاتهم مع المسئولين الأمريكيين: "من سيقود غزة إذا تم تفكيك حماس؟، ورغبتهم في وجود قيادة فلسطينية مؤهلة للعب دور فاعل في المستقبل.
وبحسب ما نقله الكاتب عن مسئولين أمريكيين، أعرب وزيرا خارجية مصر والأردن عن موقف مشترك بضرورة التفكير في "اليوم التالي" للصراع في غزة، مع التركيز على الحاجة إلى وضع خطة شاملة تشمل حلًّا سياسيًّا يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقد شددا على أن "إنهاء وجود حماس وحده لن يحقق استقرارًا طويل الأمد دون أفق سياسي واضح".
واستعرض الكتاب بعض المقترحات والحلول التي قدمها قادة الدول العربية حول أزمة غزة ودور حماس، حيث اقترح عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه "بلينكن" وضع قوات مصرية على الأرض في غزة للمساعدة في استقرار المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال: "أنا مستعد لوضع قوات على الأرض، لكن نحتاج إلى دعم الولايات المتحدة. يمكنني جلب دول عربية أخرى". وهذا الاقتراح كان مشروطًا بدعم من الولايات المتحدة ودول عربية أخرى لتوفير القوة اللازمة.
أما الإمارات، فقدم الشيخ محمد بن زايد، اقتراحًا لدعم العمليات العسكرية "الإسرائيلية" ضد حماس بشرط توفير مساحة للمساعدات الإنسانية وإنشاء مناطق آمنة لتقليل الخسائر المدنية.
وينقل الكاتب عن محمد بن سلمان أنه قال للأمريكيين بوضوح: "لن ندفع لتنظيف فوضى بيبي (نتنياهو) إذا دمرت إسرائيل كل هذا، فلن ندفع لإعادة بنائه"، وذلك بسبب قلقه من تكرار الصراع بعد إعادة الإعمار.
دور قطر في الوساطة
ركز الكاتب في حديثه عن قطر عن دورها في ملف الرهائن، قال: تُظهر قطر دورًا نشطًا في الوساطة بشأن الأسرى لدى حماس.
ويذكر اجتماعًا بين الأمير تميم وأنتوني بلينكن، حيث أعرب الأمير عن استعداده للمساعدة في إيجاد حلول لتحرير الأسرى.
وأكد ماكغورك (منسق الشرق الأوسط) أن الطريق لتهدئة الأوضاع يبدأ من خلال "صفقة تبادل"، مما يعزز فكرة قطر كوسيط بين الولايات المتحدة وحماس.
ونقل الكتاب عن وزير الخارجية القطري قوله إن على حماس فهم أن "لا أحد يقبل ما فعلوه" في إشارة إلى الانتقادات الدولية للهجمات التي شنتها الحركة، وهو ما يعكس محاولة قطر تحقيق توازن بين دعم حماس ومحاولة تخفيف الانتقادات الدولية تجاه أفعالها، وفق الكاتب.
أيضا نقل عن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، استنكاره لاغتيالات إسرائيل قادة حماس خلال التفاوض، حيث كتب يقول: "كيف يمكن للوساطة أن تنجح عندما تغتال إحدى الأطراف المفاوض من الطرف الآخر؟"
"بايدن" شتم "نتنياهو"
وهناك نقطة أخرى لافتة للانتباه في كتاب "الحرب"، هي التأكيد على حجم الكذب الذي يمارسه نتنياهو، والسياق الذي جاء فيه تحرك حاملة الطائرات الأمريكية نحو المتوسط في اليوم التالي لمعركة الطوفان، وكيف أن نتنياهو ضلل الإدارة الأمريكية وكذب عليهم حين اتصل بجاك سوليفين، وطلب منه سرعة التدخل مدعيا أنه "بدأ هجوم من حزب الله واجتياح لإسرائيل".
وركز الكتاب على حجم الإحباط الذي أصاب بايدن طوال الوقت من نتنياهو خاصة مع استمرار الحرب وقناعته بأن نتنياهو يتحرك دون استراتيجية واضحة، حيث اشتكى بايدن لأحد أقرب مساعديه في البيت الأبيض من كذب نتنياهو باستمرار وتجاهل تعليماته، قائلًا: "نتنياهو ابن عاهرة، وكذاب لعين وشخص دنيء للغاية".
بل ذهب بايدن إلى أبعد من ذلك وقال: "إن 18 من أصل 19 شخصًا يعملون مع نتنياهو كاذبون"، وفق الكتاب.
وتحدث عما دار في اللقاء الذي جمع نتنياهو وبلينكن يوم 12 أكتوبر 2023م، نتنياهو قال لبلينكن: "نحن نريد منكم ثلاثة أشياء فقط: السلاح، السلاح، السلاح.. فرد بلينكن: نحن معكم، نحن معكم، نحن معكم"، ثم طلب من نتنياهو أن يُخبره عن مخططه تجاه سكان غزة، فقال له نصا: "سنطردهم جميعاً نحو مصر"!!
هل الكاتب يكذب؟
لأن ما جاء في الكتاب هو محصلة ما يقول الكاتب إنه انتزعه من معلومات من العديد من المسئولين الأمريكيين، وتضمن دعوة عربية صريحة لقتل قادة حماس والقضاء على الحركة وإبادة غزة، تساءل سياسيون وإعلاميون عما إذا كان الكاتب "فبرك" أو كذب في بعض المعلومات، ربما لتشوية العلاقة بين الأنظمة العربية وحماس.
وأوضحوا أن الكتاب يتحدث عن سنوات حكم بايدن، لا عن حرب غزة، ولكنه يتحدث عنها باعتبارها جزء من جهود الدبلوماسية الأمريكية في فترة حكم بايدن.
أضافوا أن موضوع الكتاب وأسلوبه وتوقيت صدوره (قبل أسابيع من الانتخابات الأمريكية) ليس بريئا أو عفويا على الإطلاق، ولكنه مقصود تماما دون أي شك، إذ أن الكتاب يهاجم ترامب بشكل عنيف ومخيف وواضح، ويهاجم جميع أنصار ترامب بداية من نتنياهو ومرورا بأصدقاء ومؤيدي ترامب في العالم العربي
وقالوا: إن ما يعيب الكتاب أن التسريبات التي ينقلها عن الحكام العرب جاءت "نقلا عن مصادر مجهولة في الإدارة الأمريكية".