أمهات غزة.. "خنساوات عصرنا" في مواجهة الإبادة الجماعية

الخميس - 8 مايو 2025

إيمان بكير تدعو لدعم أمهات غزة وكسر الصمت الدولي أمام الانتهاكات الجسيمة بحقهن

 

إنسان للإعلام- متابعة:

ألقت إيمان بكير، رئيس مؤسسة إثمار للعلم والتنمية، كلمة في المؤتمر الصحفي العالمي التضامني مع الأمهات الفلسطينيات في غزة، الذي نظمه وقف الهجرة والشتات التركي في إسطنبول، الأربعاء 7 مايو 2025، تحت عنوان "فلنرفع أصواتنا من أجل أمهات غزة"، بمشاركة ممثلين عن غزة، البوسنة، السودان، سوريا، مصر، تركستان الشرقية، وتركيا.

أكدت "بكير" في كلمتها أن يوم الأم يجب أن يكون مناسبة لتكريم الأمهات اللواتي قدمن أبناءهن فداءً للوطن، مشددة على أن التاريخ سيسجل صمت المنظمات الحقوقية أمام الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء والأمهات في غزة، اللواتي لا يطلبن سوى حقهن في الحياة بكرامة.

وأضافت أن هذا اليوم يجب أن يكون صرخة في وجه المنظمات الحقوقية والأممية، متسائلة: "ماذا قدمتم لأمهات غزة اللواتي يواجهن الموت يوميًا أمام عدسات الإعلام منذ أكثر من عام ونصف؟".

 وانتقدت تجاهل العالم لأمهات غزة، اللواتي يحملن أبناءهن شهداءً واحدًا تلو الآخر، ويواجهن جوعًا وقهرًا مستمرًا، مؤكدة أن هناك أمهات في غزة يناضلن من أجل لقمة العيش وكِسرة خبز لأطفالهن بعدما فقدن أعزاءهن بين شهيد وأسير.

ووصفت "بكير" أمهات غزة بـ"خنساوات عصرنا الحديث"، اللواتي يحملن الشهداء أو يرحلن بجوارهم، بعد أن أنجبن وربين وضحين.

وفي ختام كلمتها، وجهت رسالة إلى أمهات غزة، مؤكدة أن الدعم والمساندة لهن لن تتوقف حتى تتوقف هذه الإبادة الجماعية.

وفيما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمدٍ وعلى أصحابه أجمعين.
يقولون إنه يومٌ للأم. يوم عِرفانٍ وشكرٍ لعظيم عطاء الأمهات. ولعظم عطاء ورحمة الأم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها".
يدعون للاحتفال بكل أم في العالم، فإن الأم أعطت وما زالت تعطي لفِلذة كبدها. لكل أم ربّت وعلّمت ووجّهت.

لكن العالم يتناسى أن هناك أمهات على أرض غزة، منذ أكثر من عام ونصف يحملن أبناءهن شهداءً واحدًا تلو الآخر. ننسى أو نحاول أن نتناسى أن هناك أمهات فقدن كل أولادهن تحت نيران الإبادة الجماعية.

على أرض غزة، أمهات يناضلن مع من تبقى من أبنائهن للحصول على أي طعام أو كسرة خبز تسد جوع أطفالهن.

إحصاءات مرعبة

عدد الشهداء من الأطفال حتى الآن أكثر من 18 ألف شهيد. وراء كل شهيد من هؤلاء أم ثكلى، تحمل شهيدها أو تُقتل بجواره، بعد أن حملت ووضعت وأرضعت وربت. أكثر من 12,400 امرأة شهيدة تحت نيران القصف الصهيوني والإبادة الجماعية.

في يوم الأم، نقدم كل معاني الفخر والاعتزاز بأمهات حملن على عاتقهن تقديم أبنائهن فداءً من أجل تحرير الوطن. حيوا معي خنساوات عصرنا الحديث، الأمهات المناضلات في غزة. وليكن يومنا هذا صرخة في وجه كل المنظمات الحقوقية والأممية، نسأل: ماذا قدمتم لأمهاتٍ تُباد أمام الإعلام ليلًا ونهارًا منذ أكثر من عام ونصف؟

يا كل منظمات حقوق المرأة، أين أنتم؟ فهناك على أرض غزة العزة أمهات ونساء انتُهكت آدميتهن، واستشهد أطفالهن، وخرجن من حطام منازلهن يبحثن عن شِبر يحمي أطفالهن.

هناك على أرض غزة خمسون ألف امرأة حامل وأم مستقبل لا تجد أبسط حقوق الرعاية. هناك على أرض غزة نساء خضعن لعمليات قيصرية دون تخدير. عدد الأمهات في غزة اللاتي لا يتمتعن بأبسط حقوق الأمومة يزيد كل يوم بمقدار 180 امرأة.

إن التاريخ سيشهد، يا منظمات حقوق المرأة، أنكن وقفتم صامتات أمام انتهاكات وعنف حقوقي لنساء وأمهات يردن العيش في أوطانهن، يحدث من احتلال غاشم.

رسالة وفاء ودعم

ماذا قدمتم لهن إزاء العنف الصارخ الذي يتعرضن له؟ إن مؤسسة إثمار للعلم والتنمية، التي أتشرف برئاستها، تهتم بالأسرة والمرأة والطفل.

وأتقدم باسم مؤسسة إثمار بكل الشكر والفخر والعرفان لأمهات غزة اللائي ربين أبطالًا يصمدون أمام الإبادة الجماعية.

هؤلاء الأمهات لا يقبلن الضيم أو المس بالمقدسات والوطن. يكفّنّ الوليد بعد الوليد، والطفل بعد الطفل. هتافهن: (لن نبرح أوطاننا). أنتن يا أمهات غزة العزة علمتن العالم معنى الكرامة ومعنى الأمومة الحقيقية.

ونعاهدكن يا أمهات غزة العزة أننا لن نترك وسيلة من أجل مساندتكن والدفاع عن حقوقكن وإسماع صوتكن وكشف ما تتعرضن له من ظلم وجور وإبادة. وسنواصل جهودنا حتى تتوقف تلك الإبادة الجماعية، وحتى تنعمن بحقوقكن في الحياة الآمنة."