حملة 30 يونيو الإعلامية مستمرة.. محاولة تعويم المنقلب بالتخويف من "الإخوان"!

الأربعاء - 21 يونيو 2023

إنسان للدراسات الإعلامية- وحدة الرصد:

في إطار حملتها الإعلامية المكثفة لذكرى 30 يونيو، تواصل المنظومة الإعلامية المصرية استهداف جماعة الإخوان المسلمين كهدف رئيسي للحملة.

وخلال الأسبوع الثاني من يونيو 2023، رصدنا مجموعة متنوعة من الأدلة التي تشير إلى استهداف الجماعة بشكل منظم، من خلال الصحف وبرامج التوك شو اليومية على القنوات المصرية.

كثف الانقلابيون جرعات تناول الجماعة،  في صورة ذكر وقائع كاذبة وتشويه للشخصيات والرموز، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد محمد مرسي، ومحاولة إظهار السيسي المنقلب في صورة المنقذ للدولة.

الهدف واضح، هو تجاوز الواقع المرير الذي يعيشه المصريون ومحاولة تثبيت صورة إيجابية للمنقلب بالتخويف من عدو وهمي اسمه "الإخوان".

أولا: برامج التوك شو

ركزت هذه البرامج على استضافة عدد شخصيات مؤيدة للنظام المصري، في صورة مداخلات ولقاءات مباشرة كلها تعج بأكاذيب، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

1. برنامج "حقائق وأسرار" لـ مصطفى بكري على قناة صدى البلد:

أشار مصطفى بكري خلال تقديمه البرنامج إلى تجاهل الرئيس محمد مرسي لشيخ الأزهر أحمد الطيب، خلال احتفالية الكلية الحربية، وأشار إلى وجود حرب تشن ضد شيخ الأزهر من جماعة الإخوان، وكأن السيسي لم يهن شيخ الأزهر أكثر من مرة.

2. برنامج "الشاهد" لـ محمد الباز على قناة إكسترا:

استضاف البرنامج عددًا من الشخصيات مثل محمد عبدالعزيز عضو مجلس النواب ومؤسس حركة تمرد، حيث أن الحركة كانت وراء سقوط حكم الرئيس مرسي.

كما استضاف وزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم الذي انتقد الجماعة، مدعيا أن المصريين حين خرجوا في ثورة 1919 وفرضوا رأيهم على الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، قررت إنجلترا أن تدمر الفكرة القومية في مصر من خلال جماعات مثل الإخوان.

من جانبه قال الممثل سامح الصريطي: إن أعضاء جماعة الإخون المسلمين اختاروا فنانين للوساطة مع المعتصمين بوزارة الثقافة قبل 30 يونيو. وأضاف أن الوسطاء أخبروهم وقتها عن رغبتهم في اختيار 5 ممثلين عنهم لمقابلة وزير الثقافة الإخواني، ولكنهم رفضوا وأكدوا أن الوزير الذي لا يستطيع مواجهة مثقفين بأي عدد فلا يستحق أن يكون وزيرًا، وكانوا يقيمون في مكتبه.

كما قال الصحفي أسامة سراي: إن الانقسام في المجتمع المصري حدث بعد 2011  وأضاف: "كنت أرى أن مناعة المصريين قد تراجعت كثيراً بعد يناير 2011 وبعد أن استطاع الإخوان القفز على السلطة والبرلمان بسهولة"..هكذا زعم.

و قال يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب النور: "إن نقطة الخلاف في البداية مع الرئيس محمد مرسي كانت حول مفهوم البيعة التي اتبعها الإخوان، والنقطة الثانية عدم اهتمامهم بالعلوم الشرعية على الإطلاق". وقال مخيون، أنه "إذا احتكم الإخوان في حكمهم على العلوم الشرعية لكانت الأمور سارت على النهج الصحيح"، لذا نزعة التكفير والتفجير التي اتبعها الإخوان منافية للنهج الإسلامي بصورة كبيرة، حسب زعمه.

3. برنامج "ثم ماذا حدث؟" لـ جمال عنايت على فضائية "القاهرة"

قال النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب المصري، إن تنظيم الإخوان أكد في عدد من البيانات بالأشرطة المسجلة لبعض قياداته في اعتصام رابعة، أنه «لن يتوقف الإرهاب في سيناء إلا بعد رجوع محمد مرسي إلى الحكم»، في تأويل لكلام الأسير لدى الانقلاب الدكتور محمد البلتاجي، والذي كا يقصدبه أن الإرهاب صناعة العسكر الذي يتغذى على وجوده، وأن الرئيس المدني المنتخب  لديه من السياسات والوسائل ما يحل مشكلة الإرهاب.

4. برنامج "بالورقة والقلم" لـ نشأت الديهي على فضائية ten

قال رفعت سيد أحمد، الباحث والمفكر السياسي، إن 30 يونيو كانت ضرورة وطنية، لأن "جماعة الإخوان كانت فاشية وفاشلة في الحكم" حسب ادعائه، مشيرًا إلى أن "هذه الجماعة سرقت طموحات الشباب في 25 يناير، وحكمت مصر، وقدمت نموذجا إقصائيا في الحكم، حيث ضربت مفهوم المواطنة والأمن في مقتل«

وادعى أن  العمليات الإرهابية زادت بصورة كبير في أثناء حكم الإخوان، حيث حدثت ما يقرب من 1200 عملية إرهابية في أثناء حكمهم، من تنظيمات تتقاطع تنظيميًا مع هذه الجماعة، مشيرًا إلى أن هذه العمليات حدثت بغطاء سياسي من جماعة الإخوان، وهو عكس الحقيقة تماما فالأعمال الإرهابية كانت صناعة الطرف الثالث (العسكر) بامتياز.

ثانيا: منشورات الصحف

نشرت عدد من الصحف المصرية مقالات وتقارير تستعرض تأثير ثورة يناير على الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، وتسلط الضوء على "الدور السلبي" لجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة حكمها، وهي طروحات السيسي نفسها في كل محفل. ومما نشر:

صحيفة الوطن:

 نقلت الصحيفة، عبر تحقيق، شهادات أفراد مجهولين من المجتمع المصري يشيدون بنهاية سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مقدرات البلاد، ويعبرون عن تضررهم من الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي شهدتها مصر خلال حكم الجماعة. وأشارت الصحيفة إلى مشاركة المصريين في مسيرات واحتجاجات للتعبير عن رفضهم لحكم الجماعة ومطالبتهم بتحسين الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد.

كان عنوان التحقيق " خبير سياسي: 30 يونيو كتبت السطر الأخير في تاريخ تنظيم الإخوان" ونقلت قول الدكتور إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنّه على المستوى الداخلي، أنهت الثورة فكرة سيطرة الجماعة الواحدة «تنظيم الإخوان» على مقدرات الوطن لصالحها

وفي إطار نقل شهادات أفراد من المجتمع، عنونت الوطن "«صيدلي»: لم نتحمل الأوضاع المتردية.. و«30 يونيو» أطلقت عملية إصلاح شاملة" وكتبت في الخبر: لم يتحمل الصيدلي باهر السعيد، كغيره من ملايين المصريين، الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية المتردية التى شهدتها مصر إبان فترة حكم الإخوان، ليقرر الخروج عن صمته، متوجهاً إلى الشارع، مطالباً بانتهاء الأوضاع السيئة التى حلت بالبلاد، فى مسيرة حاشدة إلى ميدان التحرير هتف خلالها: «يسقط حكم المرشد». تجاهلت الصحيفة الأوضاع المذرية التي يعيشها المصريون الآن تحت حكم المستبد.

صحيفة الفجر:

اتهمت الصحيفة جماعة الإخوان المسلمين  باستخدام استراتيجية عنف للوصول إلى السلطة، وعنونت "ترويع المواطنين بالاعتصام المسلح برابعة.. أبرز جرائم الإخوان في مصر"، وفي سياق الخبر كتبت الفجر: "اتبعت الجماعات الإخوانية استراتيجية عنف واضحة في سبيل الوصول إلى السلطة، وتحت غطاء الإسلام أصبحت الجماعة تبرر هذا العنف وتتملص منه عبر إلصاقه فى تنظيمات صغيرة، لكنها كانت أدوات صغيرة فى يد التنظيم، ولم يلجأ الإخوان المسلمون إلى السلام بعد 30 يونيو بل عادوا إلى العنف، فقد تزايد عنف الإخوان بعد 30 يونيو".

وكل هذا يكذبه ما حدث بعد 30 يونيو وبعد انقلاب 3 يوليو، حيث العنف نهج العسكر والقتل ديدنهم والسلاح بيدهم وحدهم.

صحيفة الدستور:

نقلت الصحيفة تصريحات الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي أشاد بـ 30 يونيو وأكد أنها "عادت مصر لنظامها الإقليمي العربي وأحدثت تغييرًا حقيقيًا في البلاد". وتحدث عن "إنجازات الرئيس السيسي وجهوده في إعادة بناء الجيش المصري وتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي". وطارق فهمي هذا لمن لا يعرف عمل محررا في قسم الشئون الخارجية بصحيفة "آفاق عربية" التي أدارها الإخوان بداية الألفية الثانية وكانت تعبر عنهم، وكان يتودد الى مسئولي الصحيفة بكل السبل، وبعد إكرامهم الشديد له، بلعب الآن هذا الدور القذر.

صحيفة البوابة نيوز:

استعرضت الصحيفة في سلسلة حلقات متتابعة قضايا ما أسمته " أحداث العنف والتخريب" متهمة  جماعة الإخوان المسلمين بتنفيذها بعد 30 يونيو، وعنونت "يونيو ذكرى استرداد وطن.. خلية مدينة نصر دعوة لإثارة الفوضى وهدم مؤسسات الدولة".

كل ما سبق يخرج من وعاء مخابراتي واحد، يردد نفس الأكاذيب التي بدأت قبل 30 يونيو 2013 للإطاحة بأول رئيس مدني منتحب، وما زالت مستمرة الى اليوم.