محلل سياسي روسي: 100 مليون عربي سيهاجرون إلى أوروبا خلال عقدين

الأربعاء - 12 مايو 2021

كتب المحلل السياسي ألكسندر نازاروف مقالا في موقع " روسيا اليوم"، حذر فيه من هجرة 100 مليون عربي إلى أوروبا خلال 10-20 سنة، نتيجة العجز الاقتصادي والصراع السياسي والديكتاتوريات.

وقال: "نحن نرى أن دول أوروبا وأمريكا الشمالية قد انتقلت إلى الانكماش الديموغرافي، حيث يبلغ عدد الأطفال لكل امرأة هناك أقل بكثير من مستوى 2.1، والذي يعدّ كافياً للحفاظ على تعداد السكان عند نفس المستوى، حيث استقر تعداد السكان في أمريكا اللاتينية.

وقد بلغ تعداد السكان في الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، عام 2020، حوالي 437 مليون نسمة. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يتجاوز عدد سكان هذه الدول 500 مليون نسمة، حيث تبقى المنطقة العربية ثاني أسرع المناطق في العالم نمواً في عدد السكان، ولكن تعاني جميع الدول العربية غير النفطية تقريباً من عجز في التجارة الخارجية وفي الحساب الجاري، فضلاً عن دين عام كبير ومتزايد تعجز عن سداده. أي أن معظم هذه الدول مفلسة على المديين المتوسط والبعيد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الدول العربية، بما في ذلك بلدان النفط الغنية، لا تتمتع بالاكتفاء الذاتي في الغذاء، أي أن رفاهية، بل وحياة المنطقة العربية بأكملها، تتوفر الآن على حساب مصادر خارجية، ستختفي على الأقل لبعض الوقت، حال انهيار النظام المالي العالمي والتضخم المفرط في العملات العالمية الرئيسية.

لهذا أمام العرب الخيارات التالية: الهجرة الجماعية، أو الإبادة المتبادلة. ولم يكن الربيع العربي سوى بداية لهذه العملية، فزعزعة الاستقرار والثورات والحروب الأهلية هي مجرد مظهر من مظاهر أزمة الموارد العامة في هذه البلدان.

وما يزيد الطين بلّة، أن إفريقيا جنوب الصحراء، ليست في أفضل أحوالها الاقتصادية، ولديها فائض أكبر بكثير من عدد السكان. وفي سياق الأزمة الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى الفائض السكاني الذاتي، ستواجه المنطقة العربية تدفقاً هائلاً للمهاجرين من إفريقيا يضم عشرات ومئات الملايين من البشر. ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع وزيادة الهجرة.

الدول الأوروبية قد تنغمس في أزمة بدرجات متفاوتة من الفوضى، وهو ما سيدفع باتجاه فتح أبواب الهجرة، أو تحول تلك البلدان إلى ديكتاتوريات عسكرية، تحاول منع ذلك، من بين أمور أخرى، ستحاول احتوائها. على أي حال، لا يوجد أي اتجاه آخر لهجرة العرب والأفارقة وتدفق المهاجرين سوى أوروبا. ولا يبدو في هذا السياق الرقم 100 مليون مهاجر لكل عقد من الزمان غير واقعي بالنسبة لي، بالنظر إلى حجم الكارثة الاقتصادية القادمة، وموجة المهاجرين الإضافية من إفريقيا، بل ربما أكثر.

إننا نقف على أعتاب هجرة كبيرة جديدة للشعوب، وقد بدأت بالفعل. والأرجح أن هذه العملية ستكون مؤلمة ودموية. وفي غضون 20-30 عاماً من الآن، ستكون الخريطة العنصرية والعرقية والسياسية للعالم مختلفة جذرياً عن الخريطة الحالية.

المصدر:     روسيا اليوم