مخاوف مصرية من دخول "مغارة مفاوضات سد النهضة" من جديد دون جدوى

السبت - 18 سبتمبر 2021

تواصلت  ردود الأفعال على الموقف الإثيوبي من بيان مجلس الأمن حول سد النهضة ، حيث  أبدت تونس رفضها واستغرابها من رد إثيوبيا على البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي حول مفاوضات سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق ، كما توالت التطورات في ملف "السد" على مدار الساعات القليلة الماضية، حيث أعلن عن مساعي أفريقية لمفاوضات حاسمة قبل الملء الثالث لسد النهضة، كما أبدى كثير من الخبراء والساسة المصريين مخاوفهم من دخول "مغارة المفاوضات دون جدوى" ، كما اعترف مندوب مصر بالأمم المتحدة  بأن أزمة سد النهضة أصبحت خطر وجودي لمصر، وفي نفس السياق اعترف وزير الري المصري بأن  15% من أراضي الدلتا تواجه مخاطر الغرق والتصحر رغم أنها من أخصب الأراضي المصرية الزراعية ، وفي سياق متصل ، أكدت صحيفة “المونيتور”  في تقرير لها أن خيارات مصر بشأن أزمة سد النهضة تتضاءل، وأن المفاوضات المستقبلية مع أثيوبيا لن تتغير مساراتها عن سابقاتها، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.

 

 

تسعى " الكونغو الديمقراطية "  الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إحياء المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة  بالتزامن مع إصدار مجلس الأمن بيانه بشان أزمة "السد" .. في ظل مخاوف مصرية من دخول "مغارة مفاوضات سد النهضة" من جديد دون جدوى ، خاصة أن بيان مجلس الأمن لم يحدد سقف زمني للمفاوضات بشكل رسمي .

واختتم وزير خارجية الكونغو " اكريستوف لوتوندولا" جولة إقليمية شملت عواصم الدول الثلاث بلقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري. .. وسلم نظراءه وثيقة موحدة للبنود العالقة في المفاوضات حتى الآن وفقاً لما انتهت له أعمال لجنة الخبراء المشتركة وخبراء الاتحاد الأفريقي..

ودعا وزير خارجية الكونغو الدول الثلاثة إلى تنظيم جولة تفاوض جديدة..  يرجح أن تعقد في "كينشاسا "انطلاقاً من النقطة التي تعثرت عندها المفاوضات في ربيع هذا العام

  وقالت مصادر دبلوماسية مصرية  لـ"العربي الجديد":  الجولة المرتقبة سوف تُدعى لها الوفود الاستخباراتية والدبلوماسية والفنية من الدول الثلاث...  خلال الأسبوعين المقبلين على أقصى تقدير .. لتقديم تصور شامل لحل نهائي خلال جدول زمني محدود  لا يزيد على ستة أشهر..

وهذه الجهود  المدعومة من الاتحاد الأفريقي ، لا يمكن اعتبارها مبادرة جديدة.. بمعنى أنها لا تقدم طريقة مختلفة لمباشرة المفاوضات  ولكنها تأتي في إطار تنسيق رفيع المستوى بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والبيت الأبيض

ووفق المصادر ذاتها : الخطة السابقة  التي طرحت قبل إتمام الملء الثاني بالتوصل إلى اتفاق مرحلي وآخر شامل..  لم يعد لها ما يبررها حالياً و تسعى القاهرة والخرطوم إلى إنهاء كل البنود العالقة قبل عملية الملء الثالث للسد الصيف المقبل..

ويعد حجر العثرة الأبرز هو أن إثيوبيا ما زالت ترفض إلزامها بأي شيء تجاه التصرفات المستقبلية في المياه .. خلال مرحلتي الملء والتشغيل وفي المقابل تبدي مصر والسودان مرونة لقبول العودة للمفاوضات بأسرع وقت

وتنظر مصر لبيان مجلس الامن الذي صدر مؤخرا بصدد أزمة "السد" أن به العديد من نقاط الضعف التي تجعله محدود التأثير ولكن ليس لها خيارات أخرى غير القبول به  .

 " المصادر " :  لم يحدد البيان أي مدة للتفاوض  على عكس مشروع القرار الذي تقدمت به تونس في يوليو  الماضي.. ما يترك المفاوضات عرضة لتلاعب إثيوبيا والتفافها على المطلوب مرة أخرى

وأشارت المصادر إلى أن مجلس الأمن  واستجابته  لملاحظات روسيا والصين ورفضهما التعرض بأي شكل لقضايا نزاعات المياه عبر الحدود  .. تم تمريره لضمان تمرير البيان ككل وجعل المسار التفاوضي فضفاض ..

 ومن جانبه ، مندوب مصر بالأمم المتحدة يعترف : أزمة سد النهضة تمثل خطر وجودي لمصر .. و "يحق للشعب المصري حماية حقه في الحياة" .. مشددا على سرعة استئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي... و إن القاهرة لم تكن يوما تعارض حق إثيوبيا في التنمية   .

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: مصر تلقت خطة من الكونغو لاستئناف مفاوضات سد النهضة.. وذلك لإحياء المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة

وتونس ترفض  الرد الإثيوبي على بيان مجلس الأمن بشأن سد النهضة.. وتؤكد أن وصف إثيوبيا للخطوة التونسية بالمجلس الأممي  " زلة تاريخية”  و خطأ كبير

 تونس  : دخولنا على الخط في أزمة "السد" ينبع من التزامنا بالبعدين الأفريقي والعربي .. ومن منطلق مسؤوليتنا في مجلس الأمن وإيماننا بضرورة خدمة السلم والأمن وتعزيز قيم الحوار والتفاوض

 تونس  :منذ بداية التّفاوض حول مشروع البيان الرئاسي لمجلس الأمن  تم التنسيق المحكم والتشاور المستمرّ مع كلّ الدول المعنية .. وأنّ هذه المبادرة لم تكن موجّهة ضدّ أيّ طرف .. و الهدف من المبادرة تشجيع الدول المعنية على استئناف المفاوضات بشكل بنّاء وتثمين الدور المحوري للاتّحاد 

فيما قالت وزارة الخارجية الإثيوبية من جانبها في بيان:  إن تونس “ارتكبت زلةً تاريخية” تقوض دورها كعضو مناوب في مجلس الأمن الدولي على مقعد أفريقي... واكدت عدم التزامها باقرار قرار ملزم ينقص حقها من أستغلال المياه 

وخبراء: مصر والسودان فشلتا في تدويل القضية .. وعودة الملف للاتحاد الأفريقي يعد انتصار للدبلوماسية الأثيوبية

وزير الري المصري يحذر : 15% من أراضي الدلتا تواجه مخاطر ..  تزامنا مع مظلة الفقر المائي التي دخلت فيه مصر ..  وتآكل الاراضي الأكثر خصوبة تأتي نتيجة الارتفاع المتوقع لمنسوب سطح البحر  وتداخل المياه المالحة  والذي يؤثر على جودة المياه الجوفية

و“المونيتور”: خيارات مصر بشأن أزمة سد النهضة تتضاءل.. والمفاوضات المستقبلية مع أثيوبيا لن تتغير مساراتها عن سابقاتها

وقالت المونيتور، أن "  رخا حسن " عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية  أكد لنا أن  الخيار العسكري غير مُرجّح بالنسبة لمصر .. و المفاوضات تظل مسار العمل الوحيد الممكن  جنبا إلى جنب مع الضغوط السياسية والقوة الناعمة

متابعا : أن اللجوء إلى التحكيم الدولي هو الحل الأخير.. لأن الدول المتنازعة ستضطر إلى القبول بنتيجة هذا التحكيم مهما كان شكله وأشار إلى أنه لذلك .. وينبغى أولا استنفاد وسائل المفاوضات والوساطة وإن الفشل في التوصل إلى نتيجة في المفاوضات ليس نهاية لها لكن يجب أن نواصل محاولة استغلال مصالح مصر مع مختلف الدول من أجل التوصل إلى حل

“المونيتور”: د.  مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة .. أكد أن  ليس هناك خيارا ثالثا لمصر غير التدخل العسكري أو المفاوضات  إلا الاعتماد على نفسها لتعظيم استفادتها من مياه النيل وذلك تكلفته كبيره  علي دولة فقيرة مثل مصر