مدير مكتب الرئيس بين أبرز الضحايا.. تصاعد الانتهاكات في سجون مصر مع اقتراب ذكري يناير
السبت - 22 يناير 2022
تواصلت الانتهاكات في السجون المصرية، خلال الأيام الماضية، وتوزعت بين منع الزيارة والإهمال الطبي والحرمان من التريض ومن أبرز الذي تعرضوا للانتهاكات، الصيدلي أحمد عبدالعاطي، مدير مكتب الرئيس الشهيد محمد مرسي، ورجل الأعمال صفوان ثابت.
قالت شبكة «نحن نسجل» الحقوقية إن أحمد عبد العاطي يقبع في سجن العقرب، وممنوع من الزيارة منذ 6 سنوات، وكذلك محروم من دخول الملابس والأغطية، والتريض والتهوية.
كما أن الرجل يعاني، حسب الشبكة، من ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، والتي تحتاج إلى رياضة وحركة، كما يُعاني من البواسير لجلوسه على الأرض لسنوات.
ويبلغ عبد العاطي من العمر 51 عامًا، وهو متزوج ولديه 4 أبناء، وقد اعتُقل من القصر الرئاسي مع د. مرسي وباقي أعضاء فريقه في الثالث من يوليو عام 2013. وأخفاه الانقلابيون قسريًا خمسة شهور، ليظهر بعدها في نيابة أمن الدولة العليا، ويُحقق معه على ذمة العديد من القضايا الملفقة، مثل ما تعرف بقضية التخابر مع حماس وأيضًا قضية أحداث الاتحادية، وحُكِم عليه في بالسجن المؤبد، حسب «نحن نسجل» التي أبدت تضامنها «مع جميع أُسر المعتقلين في سجن العقرب
إضراب عن الطعام
أيضا أعلنت «الشبكة المصرية لحقوق الإنسان» أن المعتقل عبد الرحمن جمال الشويخ، 30 عاما، والمحتجز في سجن المنيا شديد الحراسة دخل في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 18 يناير الجاري، للمطالبة بإطلاق سراح والدته هدى عبد الحميد، 56 عاما، والمعتقلة منذ إبريل في زنزانة انفرادية، في سجن القناطر للنساء.
وحسب بيان المنظمة الحقوقية: تعرضت هدى عبد الحميد لمعاملة غير إنسانية، ومنعت من الزيارات منذ إيداعها سجن النساء، بعد أن قامت قوات الأمن المصرية باقتحام منزلها واعتقالها وزوجها المريض وابنتها ذات الـ 18 عاما والذين أطلق سراحهم لاحقا وتم تقديم الأم للنيابة وحبسها.
وجاء اعتقال هدى بعد نشرها رسالة من ابنها المعتقل عبد الرحمن الشويخ، يؤكد فيها تعرضه للتعذيب والاعتداء الجنسي في محبسه على أيدي ضباط ورجال أمن مصريين في سجن المنيا.
صفوان ثابت ونجله
من جانب آخر، قالت مريم ثابت، ابنة رجل الأعمال المصري، صفوان ثابت، إنها وجدت والدها عند زيارته في السجن يشعر بالبرد بسبب حبسه في زنزانة انفرادية شباكها مفتوح.
وطالبت بالإفراج عن والدها، ثابت، مالك شركة «جهينة» للألبان، المحبوس منذ ديسمبر 2020 وقررت نيابة أمن الدولة حبسه على ذمة القضية رقم 865 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
ووجهت النيابة لثابت اتهامات بـ"الانضمام لجماعة الإخوان، وإمدادها بالأموال لتحقيق أغراضها، والإضرار بالاقتصاد القومي للبلاد، والانضمام لجماعة إرهابية وتمويل أنشطتها بملايين الجنيهات، عبر ضخ أموال في حسابات قيادات في الجماعة، بالإضافة إلى تقديم مساعدات عينية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات".
وعقب القبض على ثابت، قررت مجموعة «جهينة» تعيين نجله سيف ثابت رئيسا لمجلس إدارة المجموعة، لكن في فبراير 2021 ألقت قوات الأمن أيضا القبض على سيف من منزله في الجيزة، ووجهت له اتهامات بالإرهاب.
وكانت منظمة العفو الدولية أدانت في 27 سبتمبر 2021 ما وصفتها بـ«إساءة السلطات المصرية استخدام قوانين مكافحة الإرهاب» باحتجاز ثابت ونجله بشكل تعسفي «انتقاما منهما لرفضهما تسليم أصول شركتهما» لصالح كيان مملوك للدولة.
وبينت أن السلطات المصرية تحتجز كلا من مؤسس واحدة من كبرى شركات منتجات الألبان والعصائر في البلاد وابنه في "ظروف ترقى إلى التعذيب بسبب رفضهما التنازل عن أملاكهما".
وحسب المنظمة، استنادا إلى مصادر مطلعة على أوضاع الشركة وأسرة ثابت، فإن مسؤولين أمنيين مصريين طلبوا من صفوان قبل القبض عليه وعلى ابنه تسليم جزء من شركة «جهينة» لكيان مملوك للحكومة، وتخلّي سيف الدين عن حق الأسرة في أسهمها.
أقارب هشام عبدالله
كما اشتكى عدد من أقارب الفنان المعارض هشام عبد الله من ظروف احتجازهم.
وقالوا خلال تحقيقات نيابة أمن الدولة معهم: نحن في هم وضيق واعتقال دون أي جريمة ارتكبناها، فقط لأننا أقارب الإعلامي والفنان هشام عبد الله.
الشبكة المصرية لحقوق الإنسان» قالت إن عددا من أقارب الفنان هشام عبد الله بدت واضحة عليهم مظاهر الغضب والضيق، بسبب استمرار حبسهم منذ اعتقالهم في ديسمبر 2020، والتحقيق معهم على ذمة القضية رقم 1018 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، بدعوى «نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويلها
وذّكرت الشبكة أن السلطات الأمنية دأبت على اعتقال أقارب عدد من المعارضين السياسيين، ولفقت لهم عددا من القضايا، بداعي الانضمام إلى جماعة إرهابية وإشاعة أخبار كاذبة، ليتواصل نهج الانتقام السياسي حتى إشعار آخر.
حسن غريب وأسرنه
الشبكة كشفت أيضاً عن مداهمة قوات الأمن منزل المعتقل حسن غريب وإلقاء القبض على ولده أحمد ليلحق بأبيه وأخيه.
ووفق المصدر، داهمت قوات أمن العاشر من رمضان في محافظة الشرقية منزل المعتقل الحاج حسن غريب فجر الخميس واعتقلت ابنه أحمد بعد ترويع جميع من كان في المنزل.
وزادت الشبكة «أسفرت المداهمة عن فوضى عارمة وتكسير لمحتويات المنزل، واستولت قوات الأمن على مبلغ مالي، ثم صادرت جميع أجهزة الهواتف الذكية، كما اعتدت على بناته بالضرب والألفاظ النابية، في سابقة خطيرة وغير معهودة"
وحسب الشبكة الحاج حسن غريب معتقل منذ 4 أشهر، وجرى اعتقاله سابقا أكثر من مرة، وقد توفيت زوجته منذ 3 أشهر ولم يسمح له بحضور جنازتها رغم حصوله على البراءة، ليتم تدويره بعد ذلك على ذمة قضية جديدة.
حسن القاصد
كذلك أعلن مركز شهاب الحقوقي أن المعتقل حسن إسماعيل القاصد، يعاني من الإهمال الطبي المتعمد داخل محبسه
وبيّن أن القاصد والمقبوض عليه منذ 3 سنوات، من محافظة البحيرة يعاني من الإهمال الطبي المتعمد فهو مصاب بحساسية في الصدر بالإضافة لإصابته بالضغط وآلام مبرحة بالكبد.
وأضاف: لم يحصل على العلاج المناسب أو أي رعاية صحية، ما تسبب في تدهور حالته وتصاعد آلامه.
وحسب المركز» إدارة سجن أبو زعبل 2 قاموا بمنع دخول الزيارة إليه بما تحتويه من أدوية وبطاطين وملابس وأطعمة زيادة في التنكيل به واستمرارًا لمسلسل الإهمال الطبي بحقه
وطالب مركز الشهاب النائب العام بالتدخل والتحقيق في جريمة الإهمال الطبي في حق حسن القاصد، مع تمكينه من العلاج حفاظا على حياته.
وتقدر المجموعات الحقوقية وجود حوالي 60 ألف معتقل في مصر من السجناء السياسيين ومن بين هؤلاء نشطاء علمانيون وصحافيون ومحامون وأكاديميون وإسلاميون اعتقلوا في حملة واسعة استهدفت المعارضة في عهد السيسي.
المصدر: إنسان للإعلام