مرسي .. رجل عصامي ينتمي للأرض المصرية.. صاحب مسيرة مشرفة (حلقة 2)
الثلاثاء - 20 أبريل 2021
الحلقة الثانية من كتاب "فارس الحرية.. الرئيس الشهيد د. محمد مرسي"
هذا هو الاصدار الثاني من كتاب "فارس الحرية.. الرئيس الشهيد د. محمد مرسي" لمركز " انسان للدراسات الاعلامية "، ويتناول أبعاد المؤامرة على أول رئيس مصري مدني منتخب .. ويقع في 218 صفحة، تضم 15 فصلا تغطي رحلة حياة الرئيس مرسي من لحظة الميلاد الى لحظة الاستشهاد وما بعدها..ننشره هنا علي حلقات
الفصل الأول: من الميلاد إلي بدايات الثورة:
الميلاد والنشأة:
ولد الرئيس "محمد محمد مرسي عيسى العياط"، يوم 20 أغسطس عام 1951، في قرية "العدوة" التابعة لمركز هِهْيا بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة.
نشأ لأب فلاح وأم ربة منزل، وهو الابن الأكبر لهما وله أختان شقيقتان، وثلاثة إخوة أشقاء.
اسمه بالكامل "محمد محمد مرسي عيسى العياط"، وهو الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية، والأول بعد ثورة 25 يناير 2011م، وأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر([1]).
التكوين العلمي:
أتم د. مرسي حفظ القرآن الكريم، في صباه، في قرية العدوة، وتلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية في مدارس محافظة الشرقية، ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة 1975م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات من جامعة القاهرة 1978م.
سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1978م، بمنحة دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة لتفوقه الدراسي، انتهت بحصوله على الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1982م في حماية محركات مركبات الفضاء.
الحياة الاجتماعية:
بعد أن خدم بالجيش المصري (1975 - 1976م) مجنداً بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة، استأنف عمله معيداً بهندسة القاهرة، وفي تزوج الدكتور محمد مرسي من السيدة نجلاء محمود في 30 نوفمبر 1978م ورزق منها بخمسة من الأولاد هم: أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله. وله ثلاثة أحفاد من ابنته شيماء([2]).
أكبر أولاد الرئيس هو الدكتور أحمد مرسى، عمل طبيبًا في السعودية بقسم المسالك البولية والجراحة العامة في مستشفى المانع الأهلي في الأحساء.
وشيماء هي البنت الوحيدة للدكتور مرسى حاصلة على بكالوريوس العلوم من جامعة الزقازيق.
أما أسامة، النجل الثالث للرئيس مرسى، فهو يحمل ليسانس حقوق، ويزاول مهنة المحاماة عبر مكتبه. ونجله الرابع هو عمر، و درس في كلية التجارة. وعبد الله هو نجله الخامس والأخير([3]).
وقد نأت أسرة الشهيد مرسى – رحمه الله- بنفسها عن العمل السياسي، حتى أن زوجته رفضت أن تُلقَّب بـ "سيدة مصر الأولى" وشددت على أنه لا يوجد شيء يُسمَّى "سيدة مصر" بل يوجد خادمة مصر الأولى([4]).
زوجة الرئيس الشهيد:
ولدت في حي عين شمس بالقاهرة وحصلت على الثانوية العامة، ودرست في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة في بيت الطالب المسلم كمترجمة فورية للأمريكيات اللاتي أشهرن إسلامهن، وعملت مترجمة في المركز الاسلامي بكالفورنيا بالولايات المتحدة. وكانت أحد الأعضاء الفاعلين في تنظيم الإخوان المسلمين([5]).
نجلاء على محمود، (56 عاما) قضت نحو 4 عقود من سني عمرها بين غربة مع زوجها الشاب محمد مرسي، الذي كان في منحة تعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان رسول الزواج آنذاك صلة قرابة ليست بعيدة.
لم تسلم من الغربة وعادت لوطنها مصر، وعاشت تجربة أخرى بين مسؤولية أسرية صارت فيها منفردة أحيانا كثيرة مع توقيف زوجها الذي كان يعرف بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، أو توقيف أبناء لها في تسعينيات القرن الماضي، إثر مواقف لهم معارضة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، آنذاك.
وتأتي ثورة يناير 2011م عليها لتكتب لها فصولا أخرى في قصة تحمل مسؤولية بيتها وأبنائها كأم مصرية، وفي الوقت ذاته تسعى خلف زوجها داعمة إياه في مؤتمرات تخاطب جماهير تحشد لفوز زوجها بأول استحقاق رئاسي آنذاك.
وبعد فوز زوجها كأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بمصر في 2013م، بدت كما هي الأم المصرية التي تنأى بنفسها عن لقب سيدة مصر الأولى، وتحاول أن تبقى بعيدا عن أضواء الإعلام أحيانا كثيرة، في ظل هجمات إعلامية ضارية شهدها الزوج([6]).
لم يمر عام إلا وعادت إلى أدراج مهمتها في مواجهة الأزمات، فزوجها أطيح به من منصبه الرئاسي في انقلاب عسكري، لكنها لم تتوقف وساندت حقه وهو بعيد عن ناظريها، وبقيت ترعى الأبناء والأحفاد.
تسمع الزوجة نجلاء محمود، أحكاما متفرقة تلاحق زوجها في قضايا ترفض وقائعها وسياقاتها مؤمنة بزوجها تكتب له عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي عادة ما يشجعه على ما تعتبره "ثباتًا على المبادئ".
لا ترد تلك السيدة التي لها من أنصار زوجها الكثير، وفق تفاعلات مع تدويناتها، على أي اتهام يردده مؤيدون للنظام حول الأفكار والتوجهات، فعادة كانت تتوارى خلف صمت ومشاركات اجتماعية واسعة لأنصار زوجها.
تتلقى نجلاء على محمود، زوجة مرسي، حبس نجلها الأصغر عبد الله عاما، ثم توقيف نجلها أسامة الأبرز إعلاميا، وحبسه على ذمة قضية متداولة بمحكمة مصرية، ولا يعرف لها رأي يسلم بالأمر الواقع ويستسلم لوقائعه، إذ عادة ما ترفض نجلاء محمود ما يتردد بحق ذويها من اتهامات، رغم ما تسير عليه من أشواك زرعت في طريق زوجها أول رئيس مدني بالبلاد.
غاب عنها الزوج "محمد مرسي" إثر مواقف متعلقة بمواقفه معارضا ينتمي لجماعة الإخوان أو رئيسا يرفض قرار الإطاحة بشرعيته، لكن القدر منحها في حياتها اثنين من الأحفاد يحملان الاسم ذاته "محمد مرسي"، أطلقهما نجليها أسامة وأحمد تخليدا لذكرى والدهم([7]).
أحمد محمد مرسي:
هو أكبر أولاد الرئيس مرسي، يعمل طبيبًا في السعودية منذ عامين بقسم المسالك البولية والجراحة العامة في مستشفى المانع الأهلي في الأحساء.
وقال كتب أحمد محمد مرسي، على صفحته الشخصية على "فيسبوك" بعد سماعه خبر استشهاد والده: "منذ قليل "أبي عند الله نلتقي".
وكتب أيضا "كيف كان صبركم؟ كنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا أسئ إلينا صبرنا، وإذا أعطينا شكرنا، وإذا أذنبنا استغفرنا"([8]).
شيماء محمد مرسي:
وشيماء هي البنت الوحيدة للدكتور مرسي حاصلة على بكالوريوس العلوم من جامعة الزقازيق، ومتزوجة بالدكتور عبد الرحمن فهمي، الأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق، ولديها 3 من الأولاد، هم: علي وعائشة ومحمود.
أسامه محمد مرسي:
أسامة، النجل الثالث للرئيس مرسي، يحمل ليسانس حقوق، ويزاول مهنة المحاماة عبر مكتبه. اعتقل أسامة مرسي من منزله في مدينة الزقازيق في 8 ديسمبر2016م، بتهمة حيازة سلاح أبيض، ثم اتهم لاحقا بالتحريض على العنف.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عبد المنعم عبد المقصود، محامي أسامة، قوله إنه قُبض على موكله في منزله بمدينة الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية. وقال إن أسامة أحد المتهمين في قضية فض رابعة والنهضة([9]).
وعبّر الفريق القانوني لأسرة الرئيس الشهيد محمد مرسي عن قلقه البالغ على حياة نجله المعتقل أسامة مرسي المعرضة للخطر وتهديده المتواصل. وطالب الفريق القانوني -في بيان- السلطات المصرية بالالتزام بالقانون الدولي في تعاملها مع المعتقل أسامة مرسي.
وأضاف أن هناك مخاطر حقيقية من تسميمه في سجنه، وأنه يواجه المخاطر ذاتها التي واجهها والده قبيل وفاته. كما أكد الفريق القانوني أن أسامة مرسي أضرب عن الطعام للفت الانتباه لهذه المخاطر([10]).
عمر محمد مرسي:
حاصل على بكالوريوس تجارة، وهو من أثارت أذرع الإعلام المخابراتي شبهات باطلة حول تعيينه في الشركة القابضة للمطارات، رغم أنه لم يتسلم عمله أصلا، وقال وزير الطيران المصري وائل المعداوي ساعتها إن تعيين عمر، كان على أساس الكفاءة، نافياً أي اتهامات بالمحسوبية.
كما أن رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية وقتها، مجدي عبدالهادي، أكد أن عمر مرسى دخل في اختبارات لوظيفة "عادية" كغيره من المتقدمين، ولن يحصل فيها، في حال عمله، على أي ميزة إضافية عن غيره من زملائه الباقين الذين أجروا الاختبارات وجانبهم التوفيق مثله.
عبد الله محمد مرسى:
هو النجل الخامس والأخير للشهيد محمد مرسى. أحالته سلطات الانقلاب إلى محكمة الجنايات مع صديق له في مارس 2014، بتهمة باطلة هي "تعاطي مخدرات داخل سيارة"!.
وللأسف، أيدت محكمة النقض المصرية، أعلى محكمة مدنية في مصر، يوم 13 يونيو 2015م حكم الجنايات بحبس عبدالله لمدة عام، وأيدت المحكمة أيضا الحكم على صديقه في نفس القضية، وتغريم كل منهما عشرة آلاف جنيه([11]).
توفى عبدالله عقب وفاة والده ودفن أيضاً بجوار والده، ولاقت وفاته تفاعلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ أتت بعد 3 أشهر فقط من وفاة والده.
وكان محامي العائلة عبدالمنعم عبدالمقصود، قال إن عبدالله توفي أثناء قيادته للسيارة، وكان بجواره أحد أصدقائه الذي استطاع إيقافها، مشيرة إلى أنه تم نقله إلى مستشفى الواحة بحدائق الأهرام([12]).
وأشار التقرير الطبي المبدئي، إلى أن سبب وفاة عبد الله أزمة قلبية مفاجئة أصابته فنُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات عبر السيارة التي كان يستقلها هو وصديقه.
وأوضح التقرير ذاته، أن عضلة القلب لعبد الله وجهازه التنفسي قد توقف؛ حيث ظهرت عليه علامات الوفاة في تمام الساعة التاسعة ونصف وأربعة دقائق يوم الأربعاء 5 سبتمبر 2019م، وهو ما أثار الشكوك حول وفاته جنائيا([13]).
بعدها قررت نيابة حوادث جنوب الجيزة، تشريح جثمان عبدالله، لتحديد أسباب الوفاة بعد وفاته أمس إثر أزمة قلبية، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم وسط حراسة أمنية مشددة لتنفيذ قرار النيابة بالتشريح.
وكلفت النيابة العامة، الطبيب الشرعي بكتابة تقرير وافٍ حول سبب الوفاة ومضاهاته بالتقرير الأولي الصادر من مستشفى الواحة بحدائق الأهرام. ولكن لم يتضح سبب وفاة عبدالله حتى الآن.
وكان آخر شيء نشره عبر حسابه في "تويتر"، عن والدته السيدة نجلاء محمود، إذ كتب يوم 7 أغسطس 2013م : "أحبك يا أمى فوجودك نورٌ يغمرنى، وصوتك نغمٌ يملأ أركانى وحين تضمينى أشعر أني ملكت الدنيا فأنتِ أمى أمانى ومأمنى وإيمانى وأُمتي أنتِ كل الحياة. ارضِ عنى يا أمي دائما ارضِ عنى".
وتابع عبدالله مرسي: "علمتِنى وربيتِنى علي اليقين أن الدنيا دار البلاء والشقاء من أجل الآخرة دار الجزاء والخلود والنعيم. ربنا يرضى عنك ويرضيك ويربط علي قلبك ويحفظك لنا يا أمي ويبارك في عمرك وصحتك ولا يرينى فيك مكروهاً أو سوء ويجزيك عنى خير الجزاء".
وأضاف: "أتعلمين؟! كنتى دائماً لى الأم والأب معاً فأنتِ الأم، الصديقة والأخت، المربية والقدوة، وأبداً الحضن الدافئ الذي لا يتغير، وإنى لأدعوا الله دائماً أن يرزقني زوجةً مثلك ولكن اعلم أني لو بحثت في الأرض كلها ما وجدت أحداً مثلك أو يشبهك، كنت ولا زلت أغبط أبى كثيراً عليكِ، كنتِ نعم العون له في حياته وأحد أسباب نجاحه فقد صدق-رحمه الله- حين قال أنك أهم إنجاز شخصى في حياته.. شكراً يا ربي والحمد لله أن جعلتني ابن محمد مرسي ونجلاء مسيل. فأشهد الله ما رأيتك علي مدار حياتي تشْكين أو تجزعين رغم كل ما رأيتى من ابتلاءات وما عهدتك إلا راضية وقوية ومصدر ثبات وصبر لكل من حولك"([14]).
وقدم السياسي الكويتي ناصر الدويلة عضو مجلس الأمة السابق، تعازيه إلى أسرة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، في وفاة نجلهم عبدالله الابن الأصغر للرئيس مرسي.
وكتب عبر حسابه على "تويتر" :"نعزي أسرة الرئيس الشهيد ان شاء الله بوفاة ابنها عبدالله محمد مرسي العياط رحمه الله رحمة واسعه و اسكنه فسيح جناته و نحن اذ نشارك الأخت زوجة الرئيس مصيبتها نتقدم لها بأحر التعازي و أبلغ الاحترام و التقدير لما عانته في سبيل الله، فصبرا آل مرسي فعند الله تجتمع الخصوم ولله عاقبة الأمور".
ونعى مصريون وعرب، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفاة "عبد الله" وخيمت حالة حزن على سياسيين وإعلاميين في مصر وخارجها، بسبب الرحيل المفاجئ للشاب العشريني.
وقدم عبد الله، نجل الشيخ السعودي البارز سلمان العودة، عبر حسابه على تويتر التعازي قائلًا: "اسأل الله أن يغفر ويرحم عبدالله محمد مرسي ويتقبله ووالده مع الصالحين، وأن يرزق أهله وذويه ومحبيهم الصبر والسلوان".
وكتب الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، على تويتر: "صادم ومذهل ومفجع خبر وفاة الشاب عبدالله ابن الرئيس الراحل محمد مرسي. الصبر والقوة لأهله ومحبيه. يصعب تخيّل هذا الأسى المستمر. يصعب تخيّل هذا الظلم وهذا الفُجْر في الخصومة. أقدم عزائي بحزن وغضب".
ونشر الإعلامي المصري حمزة زوبع، على "تويتر"، كاريكاتيرا لمحمد مرسي ونجله عبد الله يتعانقان وهما يرتديان ملابس بيضاء، وكتب عليها "لا فراق من اليوم يا أبي".
ونعى الإعلامي المصري معتز مطر، على "تويتر"، وفاة عبد الله قائلًا: "أصغر أبناء الرئيس الشهيد محمد مرسي. اللهم تقبله في الصالحين، واربط على قلب أمه وأخوته ومحبيه. صبرا آل مرسي فإن الموعد الجنة".
وكتب أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط المصري (المعارض)، على فيسبوك، "اسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يدخله الجنة، وأن يرزق والدته وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان".
فيما قال الصحفي المصري المقيم في لندن، عبد المنعم محمود، على فيسبوك، "أنا شوفته (رأيته) وعرفته وهو لسة (ما زال) طفلا سنة 2006 (..) ولد صغير ممكن تجيبله (تشتري له) حاجة حلوة تراضيه، كبر مع الثورة ومع الانقلاب. دخل السجن عشان يعاقبوا أبوه. وبعدها يموت بأزمة قلبية في عز شبابه"([15]).
الحياة المهنية:
عمل د. مرسي معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وبين عامي 1982 -1985م، عمل مدرسا مساعدا بجامعة "كاليفورنيا نورث ردج" في الولايات المتحدة، وعندما عاد الى مصر عام 1985م تم تعيينه بجامعة الزقازيق وتدرج من مدرس إلى أستاذ حتى أصبح رئيسا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة حتى العام 2010م.
وانتخب عضوًا بنادي هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، كما ساهم بالتدريس في جامعتي القاهرة والفاتح في طرابلس ليبيا.
أيضا عمل مع الحكومة الأمريكية وشركة ناسا للفضاء الخارجي، وذلك لخبرته في التعدين والفلزات وقام بعمل تجارب واختراعات لنوع من المعادن يتحمل السخونة الشديدة الناتجة عن السرعة العالية للصواريخ العابرة للفضاء الكوني([16]). وله عشرات الأبحاث في ”معالجة أسطح المعادن“.
العمل السياسى:
انتمى الرئيس الشهيد للإخوان المسلمين فكرًا عام 1977م، وتنظيما أواخر عام 1979م، وعمل عضوًا بالقسم السياسي بالجماعة منذ نشأته عام 1992.
ترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995م، وعاد للترشح في انتخابات 2000م وفاز فيها، وشغل موقع المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان. وفي انتخابات مجلس الشعب 2005 حصل على أعلى الأصوات، بفارق كبير عن أقرب منافسيه، ولكن تم إجراء جولة إعادة أعلن بعدها فوز منافسه بعد تزوير النتيجة.
وكان الدكتور مرسي - رحمه الله- من أنشط أعضاء مجلس الشعب، وهو صاحب أشهر استجواب عن حادثة قطار الصعيد، وأدان الحكومة وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.
كما كانت له مداخلات في غاية القوة ضد الحكومة والوزراء في وقت لم يكن يسمح فيه لممثلي الحزب الحاكم أو المعارضة بتجاوز الخطوط الحمراء.
وفي يوم 11 يناير 2003م وقف الدكتور "محمد مرسي" في مواجهة عاصفة مع "عاطف عبيد رئيس" الوزراء آن ذاك وحكومته؛ ليتقدم بطلب إحاطة حول فساد البنوك، والذي ربط فيه بشكل أساسي بين الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي.
وأكد الدكتور مرسي أثناء عرض طلب الإحاطة أن الإصلاح السياسي أهم من الإصلاح الاقتصادي، مستنكرًا اتهام الحكومة للنواب بالجهل في المجال الاقتصادي. وقال: إنه بصرف النظر عن كون هذه المستندات التي قدمها زملاؤه النواب ضمن استجواباتهم عن الفساد بالبنوك سليمة أو غير ذلك إلا أن الواقع يؤكد أننا نعاني من انهيار اقتصادي، وهناك سوء إدارة لما هو متاح لنا.
وأشار إلى أن النقطة ذات الأولوية والتي ينبني عليها أي تطور وازدهار اقتصادي واجتماعي هي الإصلاح السياسي، والذي يشمل الحرية والديمقراطية والنزاهة في الترشح والانتخاب، وقال: إن هذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ) (الأعراف: من الآية 96). وختم كلمته قائلاً: "إنني أذكر رئيس الوزراء وأذكر نفسي قبله بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)) (يونس).
فرد عليه رئيس الوزراء بالقول إن الإصلاح السياسي موجود ولولاه لما كنت في هذه القاعة يا سيادة النائب، تناقشني وترد علي وتذهب لبيتك وأنت آمن ولا يمسك سوء. فطلب الدكتور مرسي تصحيح واقعة، وقال: كيف يمن علينا رئيس الوزراء بالأمان لنواب الشعب، ونحن الذين نراقبه على أفعاله؛ ما يجعله هو غير الآمن وليس نواب المجلس ولم يجد عبيد مفرًّا من أن يبدي اعتذاره قائلاً: "حاشا لله أن أتجاوز حدودي، لكن الأمان متاح للجميع والحرية وحق التقدم للترشيح مكفولان"([17]).
وقد اختير د. مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني.
شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004م، كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبًا وتيارًا سياسيًا 2011م، وانتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011م رئيسًا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة، بجانب انتخاب عصام العريان نائبا له ومحمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب([18]).
وفي 30 يونيو 2012م، تولى رسميا منصب رئيس جمهورية مصر العربية، بعد أداء اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، ومن لحظتها بدأ المشوار الصعب، فلم يمض عاما في حكم مصر، حتى انقلب عليه وزير دفاعه عبدالفتاح السيسي، بدعم من قوى داخلية وخارجية.
السجن والاعتقال:
دفع الرئيس الشهيد محمد مرسي ثمنا باهظا لمشاركته السياسية وعمله العام، حيث بدأت رحلة التضييق عليه منذ انتخابات 2000م، وتعرض للاعتقال عدة مرات، أولها صباح يوم 18 مايو 2006م من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية وهما المستشاران محمود مكي وهشام بسطاويسي، بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005م، واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين وقد أفرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006م.
أما بعد الرئاسة فبدأت المضايقات من كل حدب وصوب، رافقتها حملة إعلامية شرسة لتشويه صورته ومنجزاته، وافتعال مظاهرات وأحداث لاستهداف أنصاره كانت تصل الى حد القتل العمد، مع إحراق مقار حزب الحرية والعدالة ومقار الإخوان المسلمين في بعض المحافظات، الى أن ظهرت حركة "تمرد" في نهاية أبريل 2013م، بدفع من المجلس العسكري والقوى والأحزاب العلمانية، وبدعم مالي سخي من دولة الإمارات وتشجيع من المملكة العربية السعودية، بدعوى سحب الثقة من مرسي، والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، ثم قامت الحركة بالدعوة إلى مظاهرات 30 يونيو 2013م، مستندة إلى توقيعات مزعومة، ثم أعلن الانقلاب العسكري ببيان القوات المسلحة في3 يوليو، وتم اعتقال الرئيس وإخفاؤه إلى أن لاقى ربه شهيدا.
المصادر:
([1] ) تقرير نشرته قناة الجزيرة، بتاريخ24/6/2012.
([2] ) صحيفة الأيام السورية مقال بعنوان منهو محمد مرسى؟بتاريخ 18/6/2019.
([3] ) مقال منشور على البوابة الإلكترونية لمحافظة المنوفية بعنوان ماذا تعرف عن رئيس جمهورية مصر العربية ؟
([4] ) العربى الجديد محمد مرسى
([5] ) موقع معرفة.
([6] ) زوجة مرسي..40 عاما من "تحمل المسؤولية" في صمت، الجزيرة نت.
([7] ) المصدر السابق.
([8] ) موقع سبق الإخبارية.
([9] ) شبكة بى بى سى البريطانية القبض على أسامة نجل محمد مرسي الرئيس المصري المعزول بتهمة "التحريض على العنف".
([10] ) يواجه المخاطر التي واجهها والده.. مخاوف من تسميم نجل مرسي في السجن، الجزيرة نت.
([11] ) تأييد الحكم بحبس ابن محمد مرسي بتهمة تعاطي المخدرات، DW.COM IN 30 LANGUAGES.
([12] ) موقع مصراوى لتحديد أسباب الوفاة.. النيابة تقرر تشريح جثة نجل محمد مرسي.
([13] ) موقع صحيفة القدس، وفاة النجل الأصغر للرئيس الراحل محمد مرسي إثر أزمة قلبية.
([14] ) وكالة سوا الإخبارية، سبب وفاة عبدالله محمد مرسي وهذا آخر ما كتبه عبر تويتر
([15] ) وكالة الأناضول، نعى واسع لوفاة نجل محمد مرسي الأصغر.
([16] ) محمد مرسي فخرالاسلام والمسلمين مقال منشور فى منتديات الحوار الجامعى المنتدى العام.
([17]) مقال منشور على موقع إخوان أون لاين بعنوان: د. محمد مرسي.. تاريخ يؤهل للقيادة، بتاريخ 21/إبريل 2012.
([18] ) مقال منشور على البوابة الرئيسية لمحافظة المنوفية بعنوان ماذا تعرف عن رئيس جمهورية مصر العربية..