في ظل السياسات الاقتصادية الفاشلة، وتمدد مظلة البطالة لملايين الشباب المصري ، وتصاعد ظاهرة الهجرة الغير شرعية ، لقي 11 شاباً مصرياً مصرعهم، أمس الجمعة ؛ وهم من قرية واحدة، قبالة شواطئ ليبيا بعد غرق القارب الذي كان يقلهم مع آخرين باتجاه إيطاليا، ومن خلال سطور هذا التقرير نفتح ملف الهجرة غير الشرعية بمصر .. 

الحزن خيم  على أهالي قرية "تلبانة" التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية .. بعد وصول نبأ وفاة الشبان الـ11 من أبناء القرية خلال محاولتهم الهجرة إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية عبر البحر  في زورق انطلق من الأراضي الليبية  

  وصرح الأهالي : " أبناؤنا سافروا إلى ليبيا عن طريق أحد الوسطاء بالقرية على أن يتم نقلهم إلى إيطاليا عبر زوارق..  وفوجئنا بأخبار أنهم لقوا مصرعهم غرقاً خلال استقلالهم زورقاً والذي كان يقل العشرات " 
مؤكدين أن هناك أكثر من 80 شخص فقدوا ولم يعثر عليهم حتى الآن .. ونطالب السلطات المختصة بالبحث عنهم  
وتظاهر أهالي المفقودين أمس الجمعة .. ورددوا هتافات منها "عاوزين عيالنا... عاوزين عيالنا" 
أهالي الضحايا :  " أحد الأشخاص، ويدعى محمد. أ. س (33 عاماً)  قام بتسفير الشبان بطريقة غير شرعية منذ 25 يوما ..  وحصل على 25 ألف جنيه من كل شاب في مقابل السفر من مصر إلى ليبيا، ثم على 30 ألف جنيه أخرى نظير الرحلة إلى إيطاليا " 

بعد غضب الأهالي وتظاهراتهم ومحاولتهم اقتحام منزل سمسار الهجرة غير الشرعية .. وترديدهم الهتافات المنددة بموقف الدولة ..   الأمن حاصر القرية ومنع دخول الصحافيين ووسائل الإعلام من دخولها 
 بعض أهالي الضحايا المفقودين أكدوا أن  أشخاصاً مجهولين اتصلوا بهم هاتفياً... للمطالبة بفدية مالية لقاء الإفراج عن عدد من المخطوفين في الحادث 
 وشهدت محافظة الدقهلية منذ أسبوع مصرع 3 من أبناء قرية "البقلية" التابعة لمركز المنصورة... خلال سفرهم إلى ليبيا بعدما عثر عليهم الهلال الأحمر الليبي في إحدى المناطق بالجفرة الليبية 

وخيم الحزن  على مواقع التواصل الاجتماعي وحمل المغردين النظام الحاكم في مصر المسؤلية متهمين إياه بدفع شبابه لتحمل خطر الموت فراراً من مستقبل مجهول..

  الفيديوهات الغاضبة والحزينة لأهالي قريتة الضحايا انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي .. وقارنوا الموت غرقاً في المراكب بالموت سقوطا من الطائرة في إشارة إلى مشهد فرار أفغان متعلقين بعجلات الطائرة الأميركية  بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلاد
 وقال الحقوقي هيثم أبو خليل عبر حسابه علي تويتر : "مفيش حد سأل نفسه ليه المصريين يموتون بهذه الأعداد في هجرة غير شرعية غير آمنة .. وإلى متى ستستمر مصر في فقد ابنائها ؟"

وقد بلغ حصاد «الهجرة غير الشرعية »في  2020  أكثر من 600 شخص على مدار العام .. والنظام أطلق مبادرة "مراكب النجاة"  و خصص لها   250 مليون جنيه  بمساعدات دولية ودعم مالي ألماني لتنفيذها  في 70 قرية 

وكانت محافظات الفيوم والبحيرة والغربية والمنوفية والقليوبية والدقهلية والشرقية وكفر الشيخ..  وبني سويف والمنيا وأسيوط والأقصر وقنا وسوهاج الأكثر خروجا لشبابها للهجرة غير الشرعية 
 ورغم إصدار  مصر قانوناً برقم 82 لسنة 2016  نص على توقيع عقوبة السجن المشدد  وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه  أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع  لكل من ارتكب جريمة تهريب المهاجرين، أو شرع فيها، أو توسط في ذلك..إلا أن الظاهرة مازالت في صعود ..
وقدرت "المنظمة الدولية للهجرة" ضحايا الهروب خارج حدود مصر  إلى أوروبا بشكل غير قانوني عن طريق البحر بنحو 587 شخصاً  غرقوا في البحر المتوسط خلال عام 2018..  مقابل 1773 شخصاً ماتوا غرقاً في عام 2017 
بلغ  عدد الأشخاص المصريين  الذين لقوا حتفهم غرقا  إثر محاولاتهم الوصول إلى أوروبا خلال الأشهر السبعة  في 2016 وفقا لمنظمة الهجرة .. الي  3100 شخص في منطقة البحر الأبيض المتوسط.. مقارنة بنحو  1900شخص في نفس الفترة من عام 2015 
 في ابريل 2015  لقي أكثر من ألف مهاجر غير شرعي مصري مصرعهم في مياه البحر المتوسط    .. و يجني المهربون من إفريقيا الى أوروبا  ومن أميركا الجنوبية والوسطى إلى أميركا الشمالية  نحو 6 مليارات و800 مليون دولار سنويا 
و في العام 2014 قد وصل إلى 44 ألف ضحية

فيما أشار تقرير للجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.. إلى إن قرابة 58% من المهاجرين المصريين غير الشرعيين هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً 

..  وتعتبر سواحل إيطاليا واليونان وتركيا في المراتب الثلاثة الأولى كمقصدٍ للمصريين الهاربين خارج الحدود بطرق غير شرعية .. و إيطاليا وحدها تمثل مقصد 98% من المصريين 
 وتعتبر اليونان  أيضاً مقصد هام للهاربين..