مصر والإمارات تعودان للعب بورقة حفتر من جديد ..
الأربعاء - 11 آغسطس 2021
يشهد الملف الليبي تلاعباً جديداً من النظام المصري والإمارتي بورقة خليفة حفتر ، خاصة بعد إعلان جنرال ليبيا عدم خضوعه لأي سلطة مدنية ،حيث وصل الجنرال الليبي لمصر ، وذلك بالتزامن مع استقبال السيسي مستشار الأمن الوطني الإماراتي في العلمين ، ووصول السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند القاهرة لوقف التصعيد ومقابلة حفتر..
وصل الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى القاهرة أمس الثلاثاء ، بناء على دعوة مصرية بعد رفضه للخضوع لأي سلطة مدنية .. وتأتي زيارة حفتر للقاهرة في إطار التحركات المصرية الخاصة بمتابعة الأزمة في ليبيا.. والتي تبدو محاولة جديدة لعرقلة الأجواء الديمقراطية بليبيا، وتعطيل الانتخابات..
وبحسب مصادر للعربي الجديد ، : " هناك وساطة مصرية جرى خلالها التوافق على تحمل الحكومة المعترف بها دوليًا الجانب الأكبر من ديون حفتر لدى المرتزقة الذين يحاربون في صفوفه.. بالإضافة إلى رواتب المليشيات الليبية التابعة له وهو ما ظهر في مشروع الموازنة المقدم من الدبيبة لمجلس النواب .. والذي تم تخصيص مليارين ونصف مليار دينار ليبي فيه لصالح مليشيات حفتر ضمن الباب المخصص لميزانية وزارة الدفاع والجهات التابعة لها "
وتزامنا مع زيارة حفتر لمصر .. السفارة الأميركية في ليبيا تعلن عن زيارة السفير "ريتشارد نورلاند" للقاهرة يومي 11 و12 أغسطس الجاري .. للقاء حفتر ومسؤولين مصريين ووقف التصعيد في الملف الليبي بين أطراف الصراع
وأعلنت الخارجية الأمريكية، " أن زيارة السفير "ريتشارد نورلاند" تأتي في إطار الجهود الأميركية لدعم الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر المقبل.. ونسعى لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإيجاد القاعدة الدستورية والإطار القانوني المطلوب الآن من أجل إجراء الانتخابات في موعدها " وأضافت السفارة أنه "على غرار الاتصالات الأخيرة مع الشخصيات الليبية الرئيسية؛ يواصل السفير نورلاند التركيز على المطلب الملح لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإيجاد القاعدة الدستورية والإطار القانوني المطلوب الآن، من أجل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول".
وأكدت أن واشنطن تدعم حق الشعب الليبي في اختيار قادته من خلال عملية ديمقراطية حرة ونزيهة، و"تدعو الشخصيات الرئيسية إلى استخدام نفوذها في هذه المرحلة الحاسمة للقيام بما هو أفضل لجميع الليبيين".
وجاءت الدعوة المصرية لحفتر بعد نحو ثلاثة أيام فقط من زيارة الدبيبة إلى تركيا حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان .. وبحثا في إسطنبول السبت الماضي، عودة الشركات التركية للعمل في ليبيا ومعالجة المشاكل القائمة في هذا الصدد
" الديبة" و"أردوغان " اتفقا علي عقد اجتماع ثان في أكتوبرالمقبل في طرابلس .. بمشاركة أردوغان وهي الزيارة الأولى من نوعها
وبالتزامن مع وجود حفتر ، استقبل السيسي أمس الثلاثاء أيضا، مستشار الأمن في العلمين.. وفداً إماراتياً برئاسة طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات و" مصادر" : " الزيارة انصبت حول تقارب المواقف في الملف الليبي والتونسي في ظل تصاعد الأحداث في هاتين البلدين "
يأتي هذا في الوقت الذي بث فيه الدبيبة مجموعة من الرسائل خلال كلمته أمس الثلاثاء، خلال الاحتفالية الخاصة بالذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي، قائلاً "بصفتي وزيراً للدفاع أطمئن كل الجرحى باختلاف انتمائهم بأن علاجهم والاهتمام بهم هدف أساسي للوزارة".
رافضا تلاعب حفتر بالأمن الليبي .. مؤكدا أن العواصم درر ثمينة والجيوش وجدت لتحميها لا أن تقتحمها وترعب أهلها وتدمر ممتلكاتها في إشارة إلى محاولة حفتر السيطرة عسكريًا على طرابلس قبل فشل حملته وانسحابه ..
كما شدد "الدبيبة" على أنه لا يمكن للجيش أن ينتسب لشخص مهما كانت صفته.. بل هو جيش الليبيين جميعاً وأه ولد ليحمي السلام وقوته يجب أن تكون معول بناء وليس معول هدم وقتال.."
مذكرا بالمقابر الجماعية وأنها ستبقى خنجراً في خاصرة الوطن.. قائلاً "خسرنا شبابنا وقطعنا أواصر الرحم بيننا جراء الحروب، ولن نسمح بعودتها.
.. واستطرد "تأخرنا عشرات السنوات بسبب الحرب، وقد سبقنا من كانوا يتمنون أن يصبحوا مثلنا"
من جانبه، قال رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد "لن نسمح بأن يكون الجيش خادماً للسياسيين وصراعاتهم وأطماعهم وللأجندات الوافدة .."
فيما أكد المجلس الأعلى للدولة الليبي ضرورة أن يعمل الجيش الليبي تحت سلطة منتخبة، مشددا على الاستمرار في توحيد مؤسسات الجيش، شريطة ألا يتدخل في المشهد السياسي.
بينما اعتبر عضو بـ “الأعلى الليبي”: تصريحات حفتر إعلان تمرد وبداية لتكرار سيناريوهات 2014 و 2015 " ..
ويأتي ذلك بعدما أعلن حفتر أمس، في كلمة له بمدينة بنغازي، أن قواته لن تكون خاضعة لأي سلطة مدنية، وهو تصريح اعتبره سياسيون ومحللون تحديا للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.