مع انطلاق العام الدراسى الجديد.. الفوضي تسود المدارس المصرية
السبت - 9 أكتوبر 2021
حياة 23 مليون طالب مهددة بالخطر في ظل عجز المؤسسات عن توفير الإجراءات الاحترازية ل"كورونا" .. .. و كثافات الفصول تصل إلى70 طالب .. والعجز في المدرسين يبلغ 320 الف معلم .. وطلاب الجامعات يستغيثون من ارتفاع أسعار المدن الجامعية بنسبة 600 %
انطلق صباح اليوم السبت العام الدراسى الجديد، 2021،2022 ،ومع سيطرة حالة من الفوضى في المدارس الحكومية بالمحافظات المصرية، التي غصّت ساحاتها في أول يوم دراسي، مع استقبالها ما يقرب من 23 مليون طالب وطالبة ، وحضر منذ ساعات الصباح الأولى أولياء الأمور، خصوصاً في المدارس الابتدائية والإعدادية، للاطمئنان على أبنائهم وتسكينهم داخل الفصول، وتطور ذلك إلى اشتباكات في بعض المدارس بين أولياء الأمور، وبينهم وبين إدارات المدارس، لحجز المقاعد الأمامية لأبنائهم، والتي حسمت لصالح من له واسطة داخل المدرسة.
معظم المدارس التزمت اليوم ، بكلمات عن دور الجيش في حماية مصر والإشارة إلى نصر أكتوبر، والتنبيه على التلاميذ بالالتزام بوسائل الوقاية الاحترازية، كما وجهت الوزارة المدارس بضرورة تخصيص الحصة الأولى بالمدارس للحديث عن انتصارات أكتوبر 1973 وفضل الشهادة ودور القوات المسلحة.
مشاكل مزمنة في اليوم الدراسي الأول بمصر
ويشهد العام الدراسي الجديد كثير من المشاكل التي تهدد استمراره ، خاصة في ظل العجز الكبير في الامكانيات الوقائية وارتفاع كثافة الفصول ، والعجز الصارخ في المعملين ، ونرصد هذه المشاكل فيمايلي :-
الموجة الرابعة تهدد انطلاقة العام الدراسي الجديد في مصر
وتشهد مصر ارتفاعًا ملحوظا في معدل الإصابات اليومي بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"خلال الأسبوع الماضي، وسط توقعات بموجة رابعة أكثر حدة من سابقاتها.
ووصل معدل الإصابات بفيروس "كورونا" في مصر إلى 309 آلاف و943 إصابة اليوم في حين كانت يوم الجمعة الماضي عند 304 آلاف و524 أي بزيادة 5419 حالة.
وارتفعت عدد حالات الوفاة إثر عن الإصابة بفيروس كورونا في مصر إلى 17 ألفا و584، بعد أن كانت الأسبوع الماضي 17 ألفا و331 حالة، بزيادة قدرها 253 حالة وفاة.
حالة من الفوضي مع انطلاق الدراسة
ومن المشاكل التي سيطرت على المدارس الحكومية في أول يوم دراسي في المحافظات المصرية، عدم وجود قوائم بأسماء الطلاب لتسكينهم في الفصول حسب كل مرحلة تعليمية، ما أضاع الوقت في عملية التنظيم، فضلاً عن عدم استكمال طلبات التحويل من مدرسة إلى أخرى، وعدم حسم قبول التلاميذ في الصف الأول الابتدائي، رغم سنّهم القانونية.
ويضاف إلى ما سبق أن بعض المدارس والإدارات التعليمية طلبت من أولياء الأمور رسمياً إحضار مقاعد على حسابهم الخاص، أو دفع تبرعات مالية مقابل قبول أولادهم في المرحلة الأولى الابتدائية، الأمر الذي أثار تذمّر وغضب الأهالي، لكونهم من الطبقة الفقيرة والمتوسطة، وليس لديهم ما يكفيهم لإحضار ما هو أساس لأولادهم، إضافة إلى أن ذلك من مسؤولية الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى.
ولوحظ مع بداية العام الدراسي انتشار القمامة والباعة الجائلين في محيط المدارس، وعدم الانتهاء من أعمال الصيانة في عدد من المدارس، إضافة إلى تهالك المرافق الأساسية في بعضها من حمامات وأسوار خارجية ونوافذ وأبواب، وعدم استلام الطلاب الكتب الحكومية. وشهدت المدارس ارتفاعاً شديداً في نسب الغياب، وخلت الفصول الدراسية من طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية على مستوى مدارس المحافظات، حتى وصلت نسب الغياب في الشهادة الإعدادية إلى 70 في المائة وفي الثانوية العامة إلى 80 في المائة. وقام عدد من المدرسين بالتوقيع في دفتر الحضور في الصباح، والتوجه بعدها إلى أعمالهم الخاصة في الدروس الخصوصية والسناتر بعلم من الإدارات التعليمية التابعين لها.
تكدس الطلاب وارتفاع كثافة الفصول
وشهدت المدارس ارتفاع كبير في كثافة الفصول الدراسية ، وهي ليست حديثة العهد، ولكنها وليدة سنوات طويلة من دون إيجاد حل جذري لها، في ظل تزايد أعداد التلاميذ الجدد كل عام، حيث تصل في كثير من المدارس إلى 70 تلميذ ، وعدم وجود أبنية مدرسية جديدة، خصوصاً في المناطق الشعبية المزدحمة التي يعتمد فيها الأهالي على المدارس الحكومية لتعليم أبنائهم.
كما شهدت شوارع وميادين القاهرة الكبرى "القاهرة - الجيزة - القليوبية" اليوم زحاماً شديداً وتكدساً مرورياً مع بداية العام الدراسي، واضطر كثيرون إلى السير على الأقدام، في محاولة منهم للوصول إلى أعمالهم.
عجز صارخ في المعلمين
كشف الأمين العام لنقابة المعلمين محمد عبدالله أن المدارس تواجه عجزًا في أعداد المعلمين بأعداد كبيرة تصل إلى 259 ألف معلم وفقًا لإحصائيات تعود إلى 31 ديسمبر 2020م، مشيرًا إلى أن هذا العجز ارتفع نتيجة خروج آلاف المعلمين إلى المعاش (نحو 50 ألفا كل سنة) دون أي تعيينات جديدة في مقابل استمرار زيادة أعداد الطلاب سنويًا
وانتقد نقيب المعلمين خلف الزناتي الذي أشار إلى أن هناك عجزا شديدا في أعداد المعلمين، وتوقع أن يتفاقم هذا العجز مع استمرار الدولة في سياسة وقف التعيينات الجديدة في وظائف التدريس ، منتقدا فكرة المعلم المتطوع التي أعلنت عنها الوزارة لسد العجز، قائلا إنها "لن تصلح، فهل يعقل أن يصرف شخص على جهة العمل"، مطالبا بتعيين دفعة جديدة من المعلمين براتب يكفي احتياجات المعلم المعيشية. ورغم العجز الذي يحاصر المنظومة التعليمية في مصر -سواء في المعلمين أو في المدارس والفصول بسبب قلة الموارد- فإن حكومة الانقلاب تقول إن موازنة التعليم بالموازنة تفوق الاستحقاق الذي نص عليه الدستور !
وكررت وزارة المالية بحكومة الانقلاب في أكثر من مناسبة أن إجمالي مخصصات قطاع التعليم 388.1 مليار جنيه، منها نحو 256 مليارا للتعليم قبل الجامعي، و132 مليارا للتعليم العالي والجامعي، وتلقي باللوم دائما في تراجع التعليم وغيره من المرافق والخدمات على الزيادة السكانية.
انطلاق ماراثون العام الدراسي الجديد بالجامعات المصرية
كما انطلق ماراثون العام الدراسي الجديد بمختلف الجامعات المصرية، اليوم أيضا باستقبال 4 مليون طالب وطالبة ، وسط عجز صارخ في الإمكانيات وارتفاع في كثافات المدرجات ، ومحاولة من قبل إدارة الجامعات لتطعيم طلابها .
فيما ظهرت بوادر أزمة على طريق التعليم الجامعي تدق ناقوس الخطر وتطرق باب الطلاب بعدما فوجئ عدد من الطلاب المتقدمين للسكن بالمدينة الجامعية، بلائحة الجزاءات وأسعار فلكية تعجزهم ،بل وإضافة بنود تشتمل على عقوبات تخالف أعراف المدن الجامعية، والتي تتدرج بين الإنذار ولفت النظر والإخلاء لفترة زمنية والإخلاء النهائي. تشير النشرة السنوية للطلاب المقيّدين بالتعليم الجامعي للعام 2019-2020 الصادرة عن الجهات المركزية للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أن عدد الطلاب المقيَّدين بالتعليم العالي (الحكومي والأزهر) بلغ 3.339 مليون طالب، بما نسبته 73.1% من إجمالي طلاب التعليم العالي، يدرسون في 28 جامعة تحتوي على 529 كلية منها 288 كلية نظرية فيها 1.902 مليون طالب بنسبة 77.9%، 241 كلية عملية فيها عدد 540.094 طالب بنسبة 22.1% من إجمالي الجامعات الحكومية والأزهر.
ورفعت جامعة عين شمس مصاريف المدينة الجامعية في العام الماضي لتكون 250 جنيه بدلا من 165 جنيها، حيث جاءت شروط الإقامة في المدينة الجامعية عين شمس 2021.
في المقابل، لاحظ الطلاب المتقدمون للمدن الجامعية لجامعة القاهرة بعدة قرارات اعتبروها مجحفة ومزيد من القهر للطالب ،حيث واصل بند "وجود المخالفة رقم 31 من قائمة الجزاءات والتي تنص على الإخلاء النهائي لكل من قام بالاعتصام أو الاشتراك في "إيفنت " يشوبه تكدير السلم العام، وهو ما اعتبره الطلاب بابا لطردهم من السكن قبل الجلوس فيه.
موقع "اليوم الجديد" الذي رصد عبر تقرير له مشاكل بالجملة لطلاب المدن الجامعية، أبرزها القفزات الجنونية في المصاريف التي ارتفعت من 50 جنيها شهريا قبل 10 سنوات تقريبا إلى أكثر من 350 جنيها اليوم، بزيادة قدرها 600%، وهو ما قد يفوق قدرات معظم أسر الطلاب.
كشفَ التقرير أنه خلال العام الماضي فقط ارتفعت رسوم المدن من 165 جنيها إلى 350 جنيها حسب قرار المجلس الأعلى للجامعات، الذي برّر هذه الزيادة بسبب ارتفاع أسعار المرافق والخدمات والسلع