للمرة الثانية| مواجهات هولندا تفضح انحياز الإعلام الغربي

الثلاثاء - 12 نوفمبر 2024

  • الإعلام الأوروبي والأمريكي حوّل أحداث هولندا الرياضية  إلى "معاداة للسامية"!
  • مواطن فرنسي يحرج إذاعة مونت كارلو: "ما جرى كان استفزازا من الإسرائيليين"
  • أستاذ بريطاني: وصف الأحداث بأنها مذبحة ضد اليهود مضلل وخطير سياسياً

 

إنسان للإعلام- تقرير:

كانت فضيحة بكل المقاييس، أن يحاول الصهاينة المسيطرون على الإعلام الغربي (الأمريكي والأوروبي معا)، استغلال أحداث أمستردام الكروية، يوم 7 نوفمبر 2024، وتحويلها إلى حالة عداء للعرب والمسلمين واتهامهم بـ "معاداة السامية وكراهية اليهود الأبرياء"، وذلك برغم أن من بدأ الاعتداءات هم جمهور نادي "مكابي الإسرائيلي"، حين شتموا العرب والمسلمين وصعدوا لمنازل الهولنديين المتعاطفين مع غزة لنزع أعلام فلسطين.

الإعلام الغربي قلب حقيقة ما حدث في هولندا ومارس دعاية اتهام المسلمين والعرب بالكراهية ومعاداة السامية والتحريض ضد اليهود، بعدما أصيب الصهاينة بالسعار لما حدث لهم، وقاموا بالضرب على وتر "هتلر" و"ليلة البلور" و"معاداة السامية"، لإخفاء جريمة الجمهور الإسرائيلي.

تماما كما حدث في دعم الإبادة الصهيونية في غزة ولبنان والدفاع عن جرائم جيش الاحتلال بعد اندلاع "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، ما يطرح تساؤلات حول مصداقية وحيادية إعلام الغرب، ولماذا تحول بهذه الطريقة الغريبة إلى "فبركة" أخبار وتقارير لدعم الاحتلال.

ماذا جرى؟

بعد أن هتف جمهور "مكابي" بشعارات تدعو إلى إبادة غزة وتدمير العرب، ونزعوا أعلام فلسطين من نوافذ بعض الهولنديين، تحرك مشجعو فريق "أياكس أمستردام" الهولندي وبعض المهاجرين العرب، فسحلوا مشجعي فريق مكابي، وأعادوا رفع العلم الفلسطيني على بعض بيوت العاصمة الهولندية.

بدأت المعركة، التي أسمتها صحف الكيان "مجزرة أمستردام" حين تسلقت مجموعة من العنصريين الصهاينة منزلا لنزع العلم الفلسطيني، بعدها اجتمع شباب المنطقة المسلمين وأمسكوا بالصهاينة وضربوهم قبل أن يرموا ببعضهم في النهر.

وبعد انتهاء المباراة وهزيمة فريق "مكابي تل أبيب"، أزال مشجعو الفريق الأعلام الفلسطينية من منازل الهولنديين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وعلقوا العلم الإسرائيلي بدلاً منها، ونظموا مظاهرة تضمنت هتافات معادية للعرب وأغاني إبادة جماعية، مثل "دع جيش الدفاع الإسرائيلي يفوز لمضاجعة العرب"، وحين هاجمتهم مجموعة من ذوي الأصول المغاربية (جزائريين ومغاربة وتوانسة) والأتراك وضربوهم بشكل عنيف، تدخلت الشرطة واعتبرت ما جرى "معاداة للسامية"!

وقبل انطلاق المباراة، أظهرت مقاطع مصورة استفزاز المشجعين "الإسرائيليين"، الجماهير الهولندية بالمدرجات، عبر رفضهم الوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية، وأشعلوا الألعاب النارية خلال دقيقة الحداد.

واعتبر ناشطون هذا السلوك ردا على موقف إسبانيا المعترف بدولة فلسطين والمندد بالإبادة الجماعية "الإسرائيلية" المتواصلة في غزة والرافض لبيع وشراء الأسلحة مع "إسرائيل".

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن 15 من المشجعين "الإسرائيليين" أصيبوا بجروح متفاوتة وفُقد الاتصال مع سبعة آخرين.

وزعم ديك شوف، رئيس وزراء هولندا، أن الاعتداءات التي شهدتها العاصمة أمستردام على مشجعي كرة إسرائيليين "غير مقبولة"، مشددا على أن "الجناة سيحاكمون".

ووصف في اتصال مع بنيامين نتانياهو، رئيس حكومة الكيان ما حدث بأنه "هجمات معادية للسامية وغير مقبولة على الإسرائيليين"!

واستغل رئيس الوزراء الصهيوني ما جري ليزعم أنه مشابه لما حدث قبل 86 عاما، عندما وقعت ما تسمي "ليلة البلور" في ألمانيا النازية، وهو الهجوم على اليهود لمجرد كونهم يهودا، على الأراضي الأوروبية، وتكسير محالهم ومنازلهم وتناثر الزجاج فسميت "ليلة البلور".

وسارع مجرمو الحرب الداعمين لإبادة غزة من السياسيين الغربيين لإدانة ما جري ضد "الاسرائيليين" دون التطرق لما فعلوه، ومنهم أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية التي دعمت إبادة غزة، حيث وقفت مع مشجعي فريق الكيان الصهيوني في أمستردام وأدانت "معاداة السامية" وضرورة محاربة جميع أشكال الكراهية!

وبعد أن مالت الكفة ضد الغوغاء والهمج والمجرمين من المشجعين بدأ نتنياهو وأعضاء حكومته الفاشية وحتى المعارضة داخل الكيان بالعويل والحديث عن مجزرة في شوارع أمستردام؛ في محاولة مكشوفة جداً لتحويل المجرمين إلى ضحايا.

واستكمالاً لرواية الضحية المكذوبة، أعلنت حكومة الاحتلال الفاشية عن إرسال طائرات إنقاذ وفرق أمنية بشكل فوري لهولندا "لانقاذ ضحاياهم من العنف الإسلامي" وقد رفضت هولندا استقبال الفرق العسكرية فتراجع الاحتلال عن ذلك.

وقد بدأ الإعلام يروج لرواية سلطات الاحتلال الفاشية التي تعاطف معها فاشيون، مثل السياسي الهولندي العنصري والمعادي للإسلام خيرت فيلدرز الذي تحدث عن "مذبحة في الشوارع والمسلمون الذين يحملون الأعلام الفلسطينية يطاردون اليهود.. لقد أصبحنا غزة أوروبا"، لكن الفيديوهات ومواقع التواصل فضحتهم.

معاداة السامية

تورطت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية ووصفت ما جرى بأنه اعتداء على أبرياء وأنه عداء للسامية.

الوكالة الأمريكية، التي توزع أخبارها على كل صحف أمريكا المحلية وكل محطاتها الاذاعية، كتبت خبرا حول أحداث أمستردام جاء فيه: "قالت سلطات أمستردام إن مثيري الشغب المعادين للسامية سعوا بهمة إلى البحث عن أنصار الفريق الاسرائيلي لمهاجمتهم"، وذلك في محاولة من الصهاينة الذين يسيطرون على الوكالة لاجترار أي تعاطف مع مشجعي فريق "مكابي"، خاصة في أمريكا.

قالت في عنوانها: "مشجعو كرة قدم إسرائيليون يتعرضون للهجوم في أمستردام في أحداث عنف معادية للسامية"!!

زعمت أن السلطات الهولندية قالت "إن مشجعين إسرائيليين تعرضوا لاعتداءات بعد مباراة لكرة القدم في أمستردام من قبل حشود من الشباب بسبب دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف اليهود"!!

وأُلقي القبض على العشرات بعد الهجمات التي أدانتها السلطات في أمستردام وإسرائيل وفي مختلف أنحاء أوروبا باعتبارها معادية للسامية.

"أسوشيتدبرس" قالت أيضا: "هناك تقارير عديدة عن الخطاب المعادي للسامية والتخريب والعنف في أوروبا منذ بدء الحرب في غزة".

زعمت أن "السلطات المحلية منعت المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين من التجمع خارج الاستاد"، وأظهر مقطع فيديو حشدًا كبيرًا من المشجعين "الإسرائيليين" وهم يهتفون بشعارات معادية للعرب في طريقهم إلى المباراة.

وبعد ذلك، جاب شباب المدينة على دراجات بخارية وعلى الأقدام؛ بحثًا عن المشجعين "الإسرائيليين"، وضربوهم باللكمات والركلات ثم فروا بسرعة لتجنب الشرطة، وفقًا لما ذكرته "فيمكي هالسيما" عمدة أمستردام، دون أي ذكر لما فعله الصهاينة من استفزاز.

هاجموا اليهود!

ولتضخيم ما جرى للإسرائيليين، قالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية إن "إسرائيل سترسل فرقة إنقاذ بعد "حادث عنيف" استهدف المواطنين الإسرائيليين في أمستردام"؛ للترويج للرواية الصهيونية عن أنهم أبرياء تم الاعتداء عليهم.

استمرت في أكاذيبها بالقول: إن المسلمين والعرب المغاربة والأتراك في هولندا "هاجموا اليهود لمجرد كونهم يهودًا"

أضافت: "هذه لحظة مظلمة للغاية بالنسبة للمدينة، وأنا أشعر بالخجل الشديد بسببها، لقد هاجم مجرمون معادون للسامية زوار مدينتنا، في عمليات دهس وهروب".

وكان مستغربا أن تكتشف "سكاي نيوز" لاحقا أنها كذبت في نقلها لحقيقة ما جري، حيث عرضت فيديو لحشد يشتم ويهتف بشعارات معادية للعرب في أمستردام.

ومع هذا لم تنس أن تقول – للتخفيف من وقع الفيديو –: هذا حدث "وسط حادث عنيف تم فيه استهداف مشجعي كرة القدم الإسرائيليين"!!

أيضا تورط موقع "CNN" في تحريف خبر أحداث أمستردام حيث كتب: "تعرض مشجعو كرة القدم الاسرائيليون للهجوم في أمستردام، فيما تسميه السلطات الهولندية حوادث معادية للسامية".

في آخر الخبر،  تذكر الموقع الشتائم والهتافات الشنيعة ضد العرب ثم قال: "مع هذا، لم نتأكد بعد أن الهتافات كانت مسيئة"!!

وضمن هذا التدليس حذفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية والقناة 12 الإسرائيلية تقريرا يفيد بأن مشجعي "مكابي تل أبيب" قاموا بتمزيق الأعلام الفلسطينية في أمستردام قبل الاعتداء عليهم، لأن هذا الخبر يتضارب مع السردية الإسرائيلية التي تقول إنه يتم ملاحقة الإسرائيليين بسبب يهوديتهم.

وقد تكررت هذه الروايات الكاذبة التي تحاول إظهار الجمهور الإسرائيلي مظلوما ومضطهدا لمجرد أنهم يهود لا لجرائمهم في أمستردام، في عدة صحف وشبكات اعلامية مثل: BBC ،CBC ،NBC  وغيرها بصورة أظهرت عدم حيادية هذا الاعلام الفاسد.

فضح الانحياز

وبعد كل التدليس الذي مارسته وسائل الإعلام العبرية والغربية، وإظهارها مشجعي "إسرائيل" أبرياء، فضحت وسائل التواصل الاجتماعي هذا التدليس بنشر مقاطع مصورة تظهر ترديد عدد كبير من المشجعين "الإسرائيليين" شعارات معادية للعرب وفلسطين، وما حدث من اشتباكات بالأيدي بين الطرفين على إثر ذلك.

وبسبب النشر المكثف عن حقيقة ما جري بدأت بعض الصحف -من إحراجها - نشر رواية الهولنديين عما جري من جرائم افتعلها اليهود، وتعديل الأخبار الكاذبة التي نقلوها عن أحداث أمستردام.

كان من الواضح أن من بدأ الاستفزاز هو الجمهور الاسرائيلي، وأن الهجوم الذي شنته مجموعة من المتطوعين ضدهم كان يعكس الرد على استفزازاتهم، كما عكس الغضب الذي أثارته جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة الصهيونية في غزة بلا محاسبة.

أظهرت الأحداث أيضا أن الآلاف من مجرمي الحرب من جنود ومجندات جيش الاحتلال الصهيوني يتنقلون بكل حرية بين العواصم الأوربية كسائحين يستمتعون بأوقاتهم بعد ارتكابهم الإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة، حيث كشف الشباب العرب الذين ضربوا مشجعي الفريق "الإسرائيلي" عن حمل بعضهم جوازات سفر تبين أنهم جنود بجيش الاحتلال، كما رصدوا عملاء للمخابرات والموساد.

وأكد نشطاء أجانب أن الأحداث لم تبدأ يوم 8 نوفمبر، بل سبقها بيومين قيام الغوغاء من مشجعي فريق "مكابي تل أبيب"بالسير في شوارع أمستردام مرددين الهتافات العنصرية والألفاظ النابية ضد العرب والمسلمين، وإلصاق الملصقات في الشوارع والطرق التي تمجد الاحتلال. وكان من ضمن الهتافات "الموت للعرب"، و"لا يوجد مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال في غزة .. قتلناهم"!!

ولم تتدخل الشرطة الهولندية في الليلتين السابقتين لإيقاف أو اعتقال أي همجي أو غوغائي أو مجرم، وعددهم حوالي 2500 حضروا من إسرائيل مباشرة لتشجيع فريقهم.

وللرد على الصهاينة، تدخل أصحاب المنازل وسائقي سيارات الأجرة وأقاربهم وأصدقاءهم؛ لحماية أنفسهم والدفاع عن ممتلكاتهم، ووقف الأعمال التي تحولت من غوغائية إلى إجرامية في غياب السلطات الأمنية الهولندية.

وأثناء تغطية إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية لأحداث ضرب المشجعين "الإسرائيليين" اتصل بهم فرنسي يسمي "سبيستيان" ولقنهم درسا لن ينسوه. قال سبيستيان: أنا شخص محايد لا اؤيد أي فريق لكنني أريد منكم فقط أن تكونوا عادلين في إيصال المعلومات للجمهور.. أنتم تتحدثون عما حدث بعد المباراة لكن لا أحد يتحدث عن سلوك الإسرائيليين في اليومين الماضيين".

أكد أن "الاسرائيليين وصلوا أمستردام يوم الأربعاء ولم يتعرضوا لأي مشكلة، ووصلوا بأعداد كبيره جدا يوم الخميس ولم يتعرضوا لأي مشكلة أيضا.. وما حدث هو أن المشجعين الاسرائيليين بدأوا ترديد أغاني استفزازية بتتضمن عبارات مثل "الموت للعرب" و"يجب أن يقتل الجيش الإسرائيلي هؤلاء العرب الحقراء" وسخروا من الأطفال الذين لقوا حتفهم في غزه بالقول: "لا حاجه للمدارس في غزه ...لأنه لم يبق أطفال!".

أضاف أنهم "بعد ذلك تجولوا في أمستردام ومزقوا العديد من الأعلام واعتدوا بالضرب على عرب في الشارع، وفي الملعب قاموا بفعل صادم حيث ألقوا صيحات الاستهجان على دقيقة الصمت المخصصة لضحايا الفيضانات في أسبانيا، وكانوا يغنون "هؤلاء الأسبان حقيرون" لأنهم يدعمون غزة".

وتحدث "سبيستيان" للمذيع وضيوفه، الذين كانوا ينشرون الأكاذيب الصهيونية، بقوله: "جميع ما ذكرته موثق بفيديوهات سأرسله لكم.. فما حدث للمشجعين الإسرائيليين لم يكن معاداة للسامية بل عداء واستفزازات طوال الوقت من الإسرائيليين أنفسهم".

أيضا نشر نشطاء أوروبيون فيديوهات ليوضحوا أن "الاعتداء على الجمهور الإسرائيلي لم يكن بسبب كونهم يهودا بل لأنهم مارسوا البلطجة واستفزوا الجميع حتى نالوا عقابهم".

وأكد "بريندان ماكجيفر"، وهو أستاذ علم الاجتماع بمعهد بيركبيك للعلوم الإنسانية في لندن، أن "وصف أعمال العنف التي شهدتها أمستردام على نطاق واسع بأنها مذبحة ضد اليهود، ليس مضللاً فحسب، بل إنه خطير سياسياً".

وقال: "باعتباري باحثاً في مجال المذابح الجماعية، فقد أذهلني الأسلوب الذي استخدمت به كلمة "مذابح جماعية" خلال العام الماضي لوصف التجارب اليهودية في الحاضر"، وهو غير صحيح.

وتلخص الصحفية العربية المقيمة في أمريكا "سمر جراح" ما جري بقولها: "ما حدث في أمستردام هو صورة مصغرة عن هذا الكيان المختل والإعلام الغربي.. الكيان قليل الأصل، قليل الأخلاق عنصري مجرم دموي يختلق معاداة السامية ليبرر وجوده، وإعلام غربي يكذب ويروج السردية الصهيونية لأنه عنصري قليل الأصل، قليل الاخلاق، يكره سمر البشرة وكل من هو مختلف عنه".

‏بهذا، أظهرت التغطية الإعلامية الغربية لحادثة أمستردام كيف يُعاد تشكيل الأحداث لتعزيز روايات محددة، مثل التركيز على "معاداة السامية" وتجاهل الاستفزازات؛ ما يعكس توجهاً يهدف إلى تعزيز سردية تخدم مصالح سياسية معينة، وتغفل عن تعقيدات الواقع وأسباب التصعيد الحقيقية،  وهو ما حدث أيضا بعد "طوفان الأقصى" الذي فتح أعين كثير من الأميركيين والأوروبيين على حقيقة القضية الفلسطينية.

ما حدث في أمستردام يظهر كيف كان يغطي الإعلام الغربي كل أحداث وأخبار العالم الإسلامي والوطن العربي قبل وجود وسائل تواصل اجتماعي أو كاميرات بيد الناس العاديين، وهذا هو سر تشبع الجمهور الغربي بمعاداة العرب والمسلمين.

لقد فضحت حادثة أمستردام الكيان والإعلام الغربي أمام العالم الحر، الذي استيقظ على حجم الأكاذيب في الحرب على غزة وبدأ يعيد النظر في سرديتهم وادعاءات المظلومية.