رسائل طمأنة تعكس نضجا سياسيا وأخلاقيا.. هكذا نجح إعلام الثورة السورية
الأحد - 15 ديسمبر 2024
- كيف استطاعت "قيادة العمليات" توظيف الإعلام لتحسين صورتها وإنجاح الثورة؟
- أظهر الخطاب الإعلامي للمعارضة قبل التحرير أنه خطاب جامع موحد لكل السوريين
- التأكيد علي تساوي جميع الأقليات والعرقيات في الحقوق بالفعل والقول ودون أي تمييز
- إعلام "الثورة المضادة" و الاعلام الغربي حذرا السوريين من "بحور دماء" وثبت العكس
إنسان للإعلام- تقرير:
قبل دخول فصائل المعارضة السورية، التي يغلب عليها التوجه الاسلامي المعتدل، إلى العاصمة دمشق، يوم 8 ديسمبر 2024، ظلت وسائل الإعلام الغربية وإعلام دول "الثورة المضادة" تحذر من أن تنظيم "القاعدة" سيحكم سوريا لو انتصر الثوار وانهار حكم الأسد، وسيقطعون رؤوس الأقليات والمسيحيين والعلويين.
والسبب أن فصائل المعارضة انتظمت مؤخرا تحت قيادة "هيئة تحرير الشام" التي يقودها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي كان سابقا قائدا لـ "جبهة النصرة" القريبة من تنظيم القاعدة، لكنه انشق عن هذه الجبهة، وغيّر أفكاره هو ومجموعة كبيرة وشكلوا (هيئة تحرير الشام).
في المقابل، حرصت المعارضة السورية قبل تحرير العاصمة وإعلان سقوط نظام بشار الأسد، على بث رسائل طمأنة للجميع، ووزعت الخبز في حلب وهنأت المسيحيين وهم يستعدون لرأس السنة الميلادية، وطمأنت دول الجوار.
وتواصلت فصائل المعارضة مع مختلف الطوائف الدينية والثقافية لطمأنتهم أن ليس لديهم ما يخشونه، وهذا الأمر كان في غاية الأهمية؛ لتفكيك خطاب نظام الأسد الذي كان يدعي حماية الأقليات، ويحذر من المعارضين "الإرهابيين"، وكذلك لمجابهة الدعاية الغربية التي كانت تعمل على عدم تمكين الإسلاميين من قيادة التغيير في سوريا.
وبعد طمأنة سكان حلب، وخروج مقاطع فيديو لسكان مسيحيين يؤكدون أنهم عوملوا بأخلاق حسنة ولم يمسسهم أحد بسوء، والسماح لهم بممارسة طقوسهم وأعيادهم، ظهرت مقاطع مشابهة من مدينة السلمية بريف حماة، وهي ذات غالبية من الطائفة الإسماعيلية، كما دخلت فصائل المعارضة محافظتي طرطوس واللاذقية التي يوجد فيها قرى من أبناء الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، دون تسجيل أي انتهاكات بحقهم.
بهذه الكيفية، نجحت الاستراتيجية الإعلامية للمعارضة السورية في الوصول إلى الجماهير العريضة والمتنوعة مقارنة بالسابق، بسبب الخطاب المعتدل واستيعاب التعدد الديني والثقافي، والاستثمار الجيد لوسائل التواصل الاجتماعي.
رسائل إعلامية ذكية للجميع
على مدى السنوات الماضية، راكمت فصائل المعارضة السورية خبرات عدة، انعكست في العمل العسكري المشترك ومستوى الخطاب الإعلامي والممارسة المضبوطة في معركة "ردع العدوان"، وأظهر الخطاب الإعلامي الأخير لقوات المعارضة بعدًا سياسيًا مهما في استيعابه للتعدد الديني والثقافي.
وعقب تحرير كل سوريا، حرصت فصائل المعارضة السورية علي بث رسائل إعلامية في الداخل والخارج تشير لتوجهاتها المتسامحة مع الجميع، عدا مجرمي النظام السابق الذين عذبوا السوريين وقتلوهم.
قدموا "رسائل مطمئنة" للصحفيين والاعلاميين وعفوا عام عن كل جيش بشار الاسد، ما عدا بعض القادة ومنهم بشار، وظلت آلتهم الإعلامية تكثف من نشر الفيديوهات التي تبين التعامل الراقي مع الشعب، حد ظهور فتيات غير محجبات وهن يسلمن علي قائد الثورة أحمد الشرع.
وكانت الرسالة الأهم هي الإبقاء على آخر حكومة شكلها بشار الأسد كي تدير البلاد، ولا تسقط في الفوضي قبل نقل المسئولية لاحقا لحكومة انتقالية يقودها المهندس محمد البشير، الذي كان يدير حكومة الإنقاذ في إدلب قبل تحرير كافة المدن السورية.
وتم بث "رسائل طمأنة" بأن هدف العمليات العسكرية هو "بناء دولة مؤسسات" يحظى فيها الشعب – بكل طوائفه وأعراقه- بالحماية التامة، وهي رسائل نجحت إعلاميا حتى الآن.
وبعدما كان الإعلام الغربي يتوقع حمامات دماء وفوضي في سورية فوجئ بما جري وبدأ يكتب مستغربا أن البلاد تسير في سلاسة وكأنه لم يحدث أي شيء، سوي تغيير بشار الأسد ونظامه، ووصف الثوار بأنهم "سلميين" و"براجماتيين" وليسوا "دواعش" وقاعدة كما صورتهم الدعاية الصهيونية والغربية.
خطاب محسوب للداخل والخارج
كان من الواضح تركيز "غرفة إدارة العمليات العسكرية"، عبر بيانات رسمية، على تقديم خطاب جديد موجه أولا للأقليات والطوائف في الداخل السوري، أي في المناطق التي سيطرت عليها خلال عملية "ردع العدوان"، وثانيا للخارج أي للدول التي لها نفوذ عسكري في سوريا أو الدول المعنية بالشأن السوري.
بل وجهت "غرفة إدارة العمليات العسكرية" بيانات إلى دول وحكومات متعددة بلغات مختلفة شملت الإنكليزية والروسية، والتقت مع السفراء العرب والأجانب وطمأنتهم؛ ما دعاهم للبقاء وفتح السفارات التي كانت مغلقة في عهد بشار الأسد.
وبالتزامن مع تقدم فصائل "ردع العدوان " نحو مناطق وجود العلويين في ريفي حماة وحمص، وجهت "إدارة الشؤون السياسية" في حكومة "الإنقاذ" في إدلب خطاب طمأنة إلى الطائفة العلوية في سوريا، وقال بيان صدر في 4 ديسمبر: "إن النظام استخدم الطائفة العلوية ضد الشعب السوري، واستطاع أن يدخلها في معركة صفرية من خلال شحن طائفي ممنهج، وأحدث هذا النهج جراحات مجتمعية وشرخا عميقا في العلاقة بين مكونات هذا الشعب"، بحسب البيان.
ودعا البيان أبناء الطائفة العلوية إلى فك أنفسهم عن النظام السوري، وأن يكونوا جزءا من سوريا المستقبل التي لا تعترف بالطائفية.
وحتى الأكراد، الذي يحارب بعضهم الثوار ويعملون مرتزقة للجيش الأمريكي في سوريا، تعامل معهم ثوار سوريا بخطاب احتوائي، وتأكيد أنهم جزء من الشعب، حيث أصدرت غرفة العمليات المشتركة بيانًا دعت فيه الأكراد إلى البقاء في أحيائهم، جاء فيه: "إن الأكراد جزء لا يتجزأ من الهوية السورية المتنوعة التي نعتز بها جميعًا ولهم الحق الكامل في العيش بكرامة وحرية".
وأضاف البيان: "نؤكد رفضنا القاطع للممارسات الهمجية التي ارتكبها تنظيم الدولة ضد الأكراد .. ولن نسمح لأحد أن يعبث بهذا النسيج المتكامل، أو أن يعكر صفو الأخوة والتعاون بين جميع المكونات السورية".
سمات ومضامين خطاب الثوار
اهتمت مراكز أبحاث عربية وأجنبية بتحليل أبرز سمات ومضامين الخطاب الإعلامي الأخير للمعارضة السورية، وبعض المشاهد من أرض الواقع التي تؤكد صحة هذا الخطاب.
أكدت أنه "خطاب جامع موحد لكل السوريين بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني، وأهمية تجنب أي لهجة أيديولوجية، حتى أن الإدارة الجديدة في حلب حذرت أن من يستخدم مصطلحات مثل "أنت من النظام القديم" لبث الفرقة سيتم سجنه شهرا.
أيضا سعى الخطاب الإعلامي لثوار سوريا على التأكيد أن تحرير دمشق ليس احتلال كما يزعم البعض ولكن "تحريرا" للسوريين جميعا.
وكان اختيار اسم المعركة "رد العدوان" بمثابة رسالة إعلامية وسياسية بأنها معركة دفاعية لإعادة المهجّريين وحماية جميع الأهالي ورد فعل على نظام الأسد وإيران ومليشياتها.
وقد برزت الرزانة والهدوء والحنكة في خطابات القادة العسكريين والمدنيين الذين تصدروا للحديث مع الناس وفي وسائل الإعلام، ودعوتهم بشكل خاص إلى الوحدة والحث على احترام جميع السوريين، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والعلوية.
كانت الرسالة الإعلامية الأهم التي وحدت السوريين ولم تنفرهم من الثوار هو تأكيد غرفة العمليات المشتركة على تأمين جميع الطوائف وعدم الانتقام، وتشجيع عساكر النظام على العودة والعفو العام عنهم.
وكان لافتا أن أحمد الشرع (الجولاني)، قائد غرفة العمليات العسكرية، أصدر سلسلة من التوصيات للجنود فيما يتعلق بتحرير حلب، ذكر فيها أن الأولوية الأولى هي حماية ممتلكات وأرواح المدنيين وإرساء الأمن وتهدئة مخاوف الناس من جميع الطوائف، وأشار إلى أن حلب هي مكان التقاء التنوع الثقافي والديني لجميع السوريين، وتكررت نفس الرسائل الاعلامية والسياسية عند تحرير بقية المدن خاصة دمشق.
أيضا قال "الشرع" في بيان لجنوده: "نحن لا نسعى للانتقام، وإنما للعدالة والكرامة، كونوا قدوة في التسامح والعفو وأحسنوا لأسرى العدو وجرحاهم، وإياكم والإفراط في القتل، وعاملوهم بخلق الإسلام، فإني أحملكم مسؤولية تمثيل الثورة السورية في الميدان".
وتكررت هذه الرسالة على ألسنة فصائل وجنود المعارضة المسلحة، وهناك سلسلة من الخطابات والبيانات التي مفادها أنه "يجب تأمين وحماية حياة المدنيين ومعتقداتهم وممتلكاتهم، وأن المقاتلين يضمنون سلامة الناس دون انتقام"، وفي الواقع ظهرت فيديوهات لمعاملة الأسرى بشكل إنساني لائق.
إعلام بشار: كنا ننشر أخبارا كاذبة
بعدما كانت صحف وتلفزيون سوريا تنشر أخبارا وموضوعات فاسدة وتتهم المعارضة بالإرهاب، خرج الصحفيون والمذيعون ليقولوا إن النظام كان يجبرهم على نشر أكاذيب، وبدأوا في نشر موضوعات حول التطور الايجابي في سوريا مع انتصار الثوار.
تراجع الجميع وأعلنوا دعمهم للثورة، زاعمين أنهم كانوا يعانون من تضليل إعلامي من نظام البعث وبشار الأسد، وبدأ صحفيون وفنانون ومثقفون يتبرؤون من نظام الأسد الذي دعموه ويعلنون تأييدهم للثورة!!.
على سبيل المثال: اعترفت جريدة "الوطن"، المقربة من النظام الهالك، أنها نشرت أخبارا غير صحيحة خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن الإعلاميين كانوا "فقط" ينفذون التعليمات بنشر ما يصلهم.
وأشارت، في بيان على صفحتها على "فيسبوك"، إلى أن سوريا تقف على أعتاب "صفحة جديدة"، معربة عن امتنانها لتجنب المزيد من إراقة الدماء، مؤكدة إيمانها بأن سوريا المستقبل "ستكون لكل السوريين"
وأوضح البيان أن العاملين في القطاع الإعلامي "لا ذنب لهم"، موضحاً أنهم "كانوا وكنا معهم ننفذ التعليمات فقط وننشر الأخبار التي يرسلونها لنا وسرعان ما تبينت الآن أنها كاذبة."
موقف إعلام الثورة المضادة
بالمقابل، بدأ إعلام الثورة المضادة في مصر والخليج بالتحذير من ثوار سوريا ونشر أخبار مضللة عنهم، وسط رعب وخوف وانهيار عند الإعلاميين المؤيدين للانقلاب في مصر مما يحدث في سوريا.
زعموا أن "من دخلوا دمشق وسيطروا على سوريا ومؤسساتها، خليط وكوكتيل من كل أصناف التيارات الإسلامية والمتطرفة من القاعدة وداعش والإخوان، لكن بأزياء عسكرية صناعة عثمانية"!!
ونشروا، بمعاونة "الذباب الإلكتروني"، أن "الإسلام السياسي" لن يخلق دولة وطنية ولن يخلق استقرارا ولا عدالة ولا تعايش، وأن "سوريا انتهت"، لكن ما حدث في سوريا من بث النظام الجديد رسائل إعلامية وسياسية قوية تظهر عكس ما ذكره إعلاميو "السيسي" ولجانه.
فعل الشئ نفسه إعلام دول الخليج، وخصوصا الإمارات والسعودية، ووقفت بشكل فج إلى جانب بشار الأسد ضد الشعب السوري، وخرج محللون للدفاع عن نظام الأسد، كما برر إعلاميو قناة "العربية" استهداف الثوار.
وأشار تقرير لمركز "أمد للدراسات" أن إعلام الثورة المضادة أثبت مرة أخرى أنه غير مهني، فضلا عن فشله في القيام بوظيفته، إذ سرعان ما تتحول الأخبار التي ينشرها إلى مادة للسخرية، بسبب اتضاح عدم صحتها أو المبالغة فيها.
أكد التقرير أنه "لا يبدو في الأفق المنظور أن الجهات الداعمة لهذا النوع من الإعلام ترغب في إصلاحه وبالتالي سيظل يسلك الطريق الخاطئ في مرات قادمة"..
الثورة في وسائل الإعلام الغربية
لم تنتقد معظم التصريحات الدولية معركة "ردع العدوان"، وتعاملت معها كنتيجة لعدم تحقيق حل سياسي في سوريا، وهناك إشارات في هذه التصريحات إلى أن تحالف النظام مع روسيا وإيران هو السبب في عدم تحقيق حل سياسي، وهو ما يمكن قراءته كقبول ضمني بالعملية.
كان لافتا أن معظم الأخبار الغربية التي تناولت المعركة متشابهة إلى حد كبير، كالصحافة الأمريكية والبريطانية والقنوات الكبيرة، مثل "سي إن إن" و"بى بى سى" و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، حيث اعتمدت هذه الصحف والقنوات على "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إلا أنها استخدمت في تغطيتها الإخبارية مصطلح "المتمردون الإسلاميون" وفي بعض الأحيان استخدمت مصطلح "قوات المعارضة".
وركز مضمون هذه التغطية الإخبارية الغربية على المخاوف بشأن فرض حالة إسلامية معينة، وإيجاد نظام مشابه لنظام "طالبان" في سوريا، واضطهاد الأقليات العرقية والدينية، وهو ما دفع إعلام وبيانات ثوار سوريا إلى طمأنة الأقليات التي تعيش في الأراضي التي تم تحريرها، خاصة المجتمعات المسيحية في حلب.
ومع هذا نشرت وسائل إعلام غربية صورا وأخبار اكانت بالفعل ملفقة، مثل أخبار منع المسيحيين من الاحتفال الديني في حلب، وظهرت عناوين مثل "حرب على عيد الميلاد في سوريا"، لكن ثوار سوريا صوروا فيديوهات للمسيحيين وهم يشكرونهم على السماح لهم بالتجهيز لاحتفالاتهم الدينية.
وظهرت مقاطع فيديو وتقارير من مدينة حلب للمسيحيين وهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ويستعدون للاحتفالات بعيد الميلاد ويصلون في الكنائس.
ونفى مجلس كنائس الشرق الأوسط الشائعات التي تم تداولها في وسائل الإعلام الغربية عن مطالب أو شروط فرضتها الفصائل السورية على الكنائس أو على ممارساتهم الدينية، ووصفها المجلس بأنها "لا أساس لها من الصحة".
ولوحظ التقاط وسائل الإعلام الغربية ممارسات فردية لتضخيمها والإيحاء أن كل ثوار سوريا يفعلون ذلك، لذا أصدر الشرع بيانا يؤكد فيه عقاب من يفعل ذلك.
وعرض الإعلام الغربي فيديوهات قديمة لداعش وجبهة النصرة، وتقديمها على أنها تحدث حاليًاـ، كما زعم أن المعارضة دخلت حلب بدعم من الغرب، وأن أمريكا تقف وراء تسليحها، لكن الاستراتيجية الإعلامية للمعارضة السورية كان لها حضور لافت ألجم الجميع.
وميدانيا، حرصت الفصائل على تأمين مصالح الناس بمختلف أطيافهم وإرسال الطواقم الفنية لصيانة الكهرباء والمياه وتنظيف شوارع المناطق المحررة، وتوزيع الخبز على الناس في الشوارع، في حين أن نظام الأسد وروسيا قصفا حي السليمانية المسيحي في حلب.
وفي بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي، تم تقديم الغذاء للسكان ولم يمسسهم أحد بالأذى، وأكدت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة الإنقاذ، أن أهالي البلدتين كغيرهم من المدنيين السوريين، يجب أن يكونوا بمنأى عن أي استهداف أو تهديد قائم على الانتماء المذهبي أو العرقي.
عموما، هذا التغير في السلوك الإعلامي والسياسي لقيادة الثورة لم يكن طارئا أو مفاجئا، لأن هناك أصلًا تجربة في إدلب نادرًا ما تم التحدث عنها في الإعلام، حيث انخرطت هيئة تحرير الشام مع المسيحيين والدروز في إدلب، وأنشأت مديرية لشؤون الأقليات تعمل على إشراك هذه المجتمعات وتلبية احتياجاتهم، بما جعل بعضهم يشارك فصائل المعارضة جنبا إلى جنب في معارك تحرير سوريا، وتم تتويج هذا الجهد بمشهد متحضر يعم سوريا الآن.