"الطوفان" فضحها إعلاميا| نزع سلاح المقاومة..خطة تآمرية قديمة لتصفية القضية الفلسطينية
الثلاثاء - 7 نوفمبر 2023
- حكام عرب يشاركون ساسة الغرب رغبتهم في القضاء على حماس وتمكين السلطة من حكم غزة
- إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح على مساحة 70% من الضفة بتمويل خليجي!
إنسان للدراسات الإعلامية- عبد الله راشد:
في 18 أكتوبر 2023، قال السيسي في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في العاصمة المصرية القاهرة: "إذا كان هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين فتوجد صحراء النقب في إسرائيل، حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة، حماس والجهاد الإسلامي، على أن يتم إعادتهم مجددا مرة أخرى إذا شاءت".
وقال: «قدمنا مبادرات عربية لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ومع أي فكرة تضمن أمن واستقرار المواطن الإسرائيلي»
الواضح من تصريحات السيسي أن هذا ما تم الاتفاق عليه، وهو تصفية سلاح المقاومة وإقامة دويلة منزوعة السلاح أو حكم ذاتي كما كان في اتفاق كامب ديفيد، يتولى فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) حكم غزة، كا هو الوضع في الضفة، على أن تكون الإدارة الأمنية العليا للكيان المحتل.
و هذا المخطط ليس وليد الأحداث الأخيرة بل هو قديم، وكانت المعالجات الإعلامية له تتمحور حول فكرة تهجير الفلسطنيين إلى سيناء، لكن أحدا لم يتحدث سابقا عن فكرة نزع سلاح المقاومة، التي تكشفت بعد حرب "طوفان الأقصى" الحالية، واتضح أنها هدف يسعى له عدد لا بأس به من الحكام العرب ومن خلفهم أمريكا والكيان الصهيوني بالأساس، واتخذوا "الطوفان" ذريعة له.
لكن صمود الغزيين والمقاومة ما زال يفسد الخطة، وبمزيد من الصمود ستنتصر المقاومة ويبقى سلاحها، قوة للأمة جميعا.
دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح
في يناير 2020 نشرت وكالة أنباء "الأناضول"، نقلا عن "يديعوت أحرونوت" العبرية عنوانا يقول: "صفقة القرن.. دولة فلسطينية منزوعة السيادة عاصمتها "شعفاط"
وبحسب ما كشفته الصحيفة الصهيونية، فإن الدولة الفلسطينية ستقام على مساحة 70% من الضفة الغربية وسيتم تمويلها بـ 50 مليار دولار، تعهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدفع جزء منها.
كما كشفت الصحيفة أن "صفقة القرن" الأمريكية ستشمل "فترة تحضير" مدتها 4 سنوات، وذلك انطلاقا من قناعة أمريكية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيرفض تنفيذها لكن ربما يقبلها خليفته.
بعد ستة أشهر، وتحديدا في يونيو 2020 نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلا عن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشيتيه تعديلا على الخطة، تحت عنوان: "دولة ذات سيادة ومنزوعة السلاح... مقترح فلسطيني بديل لصفقة القرن... هل يمكن تحقيقه؟"، وجاء في الخبر: "أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عن تقديم خطة بديلة لصفقة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، في ظل المساعي الفلسطينية لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية.
وقدم اشتية المقترح الفلسطيني المكون من أربع صفحات ونصف، والذي ينص على قيام "دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة ومنزوعة السلاح" إلى الرباعية الدولية.
وتطرح الخطوة الفلسطينية تساؤلات عدة بشأن الخطة البديلة، ومدى إمكانية قبولها من جانب المجتمع الدولي، وكذلك مدى إمكانية تحقيقها على أرض الواقع والعقبات التي ستواجهها.
تصفية سلاح المقاومة مؤامرة معدة سلفا
وبعد شهرين من هذا الاقتراح الفلسطيني وافق محمود عباس على دولة منزوعة السلاح، ما يعني أن تصفية سلاح المقاومة مؤامرة معدة سلفا والسلطة الفلسطنية جزء منهاـ، فقد نشر موقع "المونيتور" الأمريكي، في أغسطس 2020 تحت عنوان: "عبّاس يوافق على دولة فلسطينيّة منزوعة السلاح"، حيث أعلن الرئيس محمود عبّاس خلال أسبوع واحد عن موافقته على قيام دولة فلسطينيّة منزوعة السلاح أمام وفدين إسرائيليّين، الأمر الذي اعتبره مقرّبون منه رسالة إلى المجتمع الإسرائيليّ لنزع مخاوفه من الدولة الفلسطينية.
ونقلت الصحافة الصهيونية عن شخصيّات إسرائيليّة حضرت اللقاء تأكيدها أنّ محمود عبّاس قال: "أدعم دولة في حدود 1967 من دون جيش، أريد قوّات شرطة غير مسلّحة مع هراوات وليس مسدّسات".
حكام عرب: لا بد من تدمير "حماس"
بعد شهر كامل من القصف القتل والتدمير للبشر والحجر، يعود نفس المخطط للظهور مرة أخرى، فقد نشر معهد واشنطون لدراسات الشرق الأدنى مقالا للسفير دينيس روس، وهو مستشار وزميل "وليام ديفيدسون" المميز في معهد واشنطن والمساعد الخاص السابق للرئيس أوباما، تحت عنوان: "ربما كُنت أُفضّل ذات يوم وقف إطلاق النار مع "حماس"، ولكن ليس في أيّامنا هذه". ونشر المقال نفسه في "نيويورك تايمز"، وجاء فيه:
"في الماضي، ربما كنتُ أفضّل وقف إطلاق النار مع "حماس" إذا اندلع صراعٌ مع إسرائيل. ولكن يتضح لي اليوم أن السلام لن يكون ممكناً في أيّامنا هذه أو في المستقبل ما دامت هذه الحركة سليمة وتفرض سيطرتها على غزة. من الضروري وضع حدٍ لقوة "حماس" وقدرتها على تهديد إسرائيل، وإخضاعها المدنيين في غزة لجولات متزايدة من العنف".
وقال روس: "ليست إسرائيل الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة "حماس"، فخلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثتُ مع مسؤولين عرب في مختلف أنحاء المنطقة الذين أعرفهم منذ فترةٍ طويلة، قال لي كل واحدٍ منهم إنه لا بد من تدمير "حماس" في غزة. وأوضحوا أنه إذا اعتُبرت "حماس" منتصرةً، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها هذه الجماعة، ويمنح إيران والمتعاونين معها نفوذاً وزخماً، ويضع حكوماتهم في موقفٍ دفاعي".
لكنهم قالوا ذلك في السرّ، أمّا مواقفهم العلنية فقد كانت مختلفة تماماً. فلم تُدِن سوى قِلة من الدول العربية علناً المجزرة التي ارتكبتها "حماس" والتي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخصٍ في إسرائيل. لماذا؟ لأن القادة العرب أدركوا أن مواطنيهم سيغضبون في ظل الرد الإسرائيلي وتزايد الخسائر والمعاناة لدى الفلسطينيين، وهم بحاجة إلى الظهور كمدافعين عن الفلسطينيين، على الأقل خطابياً."
يتساءل روس: "ماذا تعني هزيمة "حماس"؟ ويجيب: "قد تعني إلحاق دمار كبير ببنيتها التحتية العسكرية، التي يرتبط جزءٌ كبيرٌ منها فعلياً بالبنية التحتية المدنية، وتحطيم قيادتها، مما يترك هذه الحركة غير قادرة على عرقلة عملية إعادة الإعمار التي تهدف إلى تحقيق صيغة نزع السلاح في غزة، كما فعلت في الماضي. وفي جوهر الأمر، فإن ذلك يعني أنه لن تكون هناك قدرة على شن الحرب في غزة، ولا يمكن إعادة بناء هذه القدرة.
يجب أن توجّه هذه الصيغة واقع اليوم التالي في غزة. فسيقتضي ذلك بقاء إسرائيل في غزة بعد انتهاء القتال إلى أن تتمكن من تسليم السلطة إلى نوعٍ ما من الإدارة المؤقتة لمنع حدوث فراغ والبدء بتنفيذ المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة الإعمار.
وينبغي أن تُدار هذه الإدارة إلى حد كبير من قبل تكنوقراط فلسطينيين - من غزة أو الضفة الغربية أو الشتات - تحت مظلة دولية تشمل دولاً عربية وغير عربية. وستحتاج الولايات المتحدة إلى حشد هذه الجهود وتنظيمها، ربما باستخدام مظلةٍ ما مثل "الأمم المتحدة" أو "لجنة الاتصال المخصصة" للمانحين للشعب الفلسطيني، أو حتى من خلال العمل بناءً على اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القاضي باستخدام التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لمواجهة "حماس"، ومن الممكن أن يساعد مثل هذا التحالف على تقسيم العمل كما يلزم".
قوات شرطة عربية لقمع الفلسطينيين
يواصل روس: "على سبيل المثال، بإمكان المغرب ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين توفيرالشرطة - وليس القوات العسكرية - لضمان الأمن للإدارة المدنية الجديدة والمسؤولين عن إعادة الإعمار. كما بإمكان المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر توفير الجزء الأكبر من التمويل اللازم لإعادة الإعمار، الأمر الذي يفسر الدور الضروري الذي تؤديه هذه الدول لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة ومساعدتهم على التعافي. وبإمكان كندا وغيرها من الدول توفير آليات الرصد لضمان وصول المساعدات إلى غاياتها المقصودة."
ما قاله روس وما جاء على لسان السيسي و نشر في "صدى البلد" يخرج من مشكاة واحدة، حيث قال السيسي: "طرحنا وجود قوات أممية تضمن أمن واستقرار الفلسطينيين والإسرائيليين"، وفي التفاصيل أضاف السيسي: "طرحنا أن تكون هناك قوات أممية تضمن أمن واستقرار كل من الشعب والمواطن الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا لم يحدث، ونحن لا نبرر أبدًا أي عمل يستهدف أي مدني، ونعتبر القضية الفلسطينية قضية القضايا، ولها تأثير كبير جدا على الأمن والاستقرار”.
عباس ينتظر القضاء على المقاومة
ثم أطل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة أخرى قبل يوم، معلنا أنه ينتظر القضاء على المقاومة وبخاصة حماس ليبسط سلطته منزوعة السيادة على غزة، أو ما تبقى من غزة بعد تدميرها، فقد نشر موقع العربي الجديد وأكثر من موقع منها الجزيرة، عن "واشنطن بوست"، تحت عنوان: "صحيفة «واشنطن بوست» : محمود عباس أبدى استعداده، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي «أنتوني بلينكن»، لإدارة قطاع غزة حال الإطاحة بحركة حماس".
وكشفت "واشنطن بوست"، الأحد 5 نوفمبر 2023، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبدى استعداده، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للمساعدة في إدارة قطاع غزة إذا أُطيحت حركة حماس، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
والتقى عباس، ظهر الأحد، بوزير الخارجية الأميركي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وسط تظاهرات شعبية في المدينة تنديداً بزيارة الأخير، تخللها إحراق صور بلينكن وهتافات ترفض الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي.
مما سبق ندرك أننا أمام مؤامرة على سلاح المقاومة، مقابل سلطة منزوعة السلاح والسيادة، يقوم على رأسها بعض الخونة من الفلسطينيين، ويدعمها بعض الخونة من حكام العرب، والهدف حماية الكيان وضمان سلامته.