بالمال السياسي والنفوذ| هكذا يبدو اختراق الإمارات للإعلام المصري

الاثنين - 7 أكتوبر 2024

  • الأجهزة السيادية المصرية سمحت للإمارات بالتوسع في الاستحواذ على قنوات وصحف مقابل دعم النظام
  • مركز «السياسات والاستراتيجيات الإعلامية» المدعوم إماراتيا تغلغل في نسيج الإعلام المصري ودعم نوافذه
  • محمد دحلان لعب دور العراب في اتمام معظم صفقات الاستحواذ الإعلامي على الفضائيات  والمواقع
  • الإمارات حرصت على تبني جيل جديد من شباب الصحفيين بمصر تنفذ من خلاله مستهدفاتها الإعلامية

 

تقرير- "إنسان للإعلام":

في إطار تنفيذ سياساتها بالسيطرة على منافذ القوة بالعالم العربي، وتوجيهها وفقا لأجندتها السياسية والاقتصادية، سعت دولة الإمارات العربية منذ انقلاب 3 يوليو 2013، للسطو على جزء من "كعكة" الإعلام بمصر ؛ بهدف الترويج لمخططاتها.

من أجل ذلك، بسطت نفوذها على بعض وسائل ووسائط الإعلام المصري من خلال المال السياسي، وشراء الولاءات، وركزت بالأساس على محاربة "الإسلام السياسي"، الخصم العنيد للنظام الانقلابي، والعمود الفقري لثورات «الربيع العربي».

وتمت تعبئة المحتوى الإعلامي لتلك الوسائل والمنصات برسائل مسمومة ضد الحركات الإسلامية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، ومساندة الثورات المضادة والانقلابات على الديمقراطية الوليدة بالوطن العربي ككل، بكل قوة.

من خلال سطور هذا التقرير، نرصد سيطرة الإمارات على بعض القنوات الفضائية والمنصات الرقمية المصرية، وكيف وظفتها لخدمة أهدافها.

استثمارات بالمليارات  في الإعلام المصري

لم يخف الإماراتيون ملكيتهم لفضائية «الغد العربي»، منذ ظهورها للتمهيد لانقلاب 3 يوليه في مصر، إذ يملكها الشيخ «طحنون بن زايد»، مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات ونائب حاكم أبو ظبي، ويشارك فيها قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان.

واتخذت منذ البداية العاصمة البريطانية لندن مقراً رئيساً، وأنشأت مكاتب بالقاهرة وبيروت وعواصم عربية، وضمت وجوها إعلامية وسياسية معروفة بالعداء للثورات العربية والتيارات الاسلامية، من أمثال: «أحمد شفيق»، و«محمد دحلان».

 ولاحقا في فبراير/ شباط 2015 عين مجلس إدارة مجموعة "الغد العربي للإعلام"، مسؤول قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري في عهد «مبارك»، عبد اللطيف المناوي لرئاسة القناة، وتم توسيع مكتب القاهرة لنقل أغلب مكاتب القناة له من لندن.

وبعد الانقلاب، تحركت الإمارات للسطو على بعض القنوات والصحف والمواقع المصرية؛ بهدف التأثير على المحتوى الإعلامي المصري، في اتجاه دعم "الثورة المضادة".

وبالفعل ضخت استثمارات مباشرة في بعض وسائل الإعلام، مما أتاح لها التأثير على السياسات التحريرية، ونتج عن ذلك تطويع العديد من القنوات والمطبوعات والمواقع للخطاب السياسي الإماراتي، وتبنى بعضها رؤية الإمارات في القضايا الإقليمية.

وفي وقت مبكر، فضح موقع "الخليج الجديد" المحاولات الإماراتية للسطو على بعض وسائل الإعلام المصرية، بكشفه كواليس وأسرار الزيارات المتكررة والمشبوهة التي قام بها محمد دحلان، المستشار الأمني لرئيس الإمارات ورئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة، لمصر خلال عام 2015، والذي يعتبر أحد أكبر العرابين للسياسة الإماراتية في المنطقة، وأحد أبرز الأدوات المستخدمة في الحرب الإعلامية الإماراتية.

زار محمد دحلان جريدة «اليوم السابع» في 30 أغسطس 2015، بإذن وعلم المخابرات المصرية، وتصدر اجتماع مجلس تحرير الجريدة، ونشرت له صور تذكارية مع رئيس التحرير آنذاك "خالد صلاح" ومع المحررين الرئيسيين بالجريدة، بجانب حوار مطول، ما أثار السؤال: بأي صفة يلتقي «دحلان» كبار المسؤولين المصريين ويشتري صحفها؟

وترددت شائعات أن «دحلان» قد يشتري – أو اشتري -جريدة «اليوم السابع» المؤيدة للسلطة، بأموال إماراتية.

كما بدأت الإمارات شراكة  مع رجل الأعمال المصري «نجيب ساويرس» في فضائية جديدة .

هذا التدخل الإماراتي عبر وسيطها الإعلامي «دحلان» لم يكن قاصرا على «اليوم السابع» أو «الغد العربي»، بل بذلت الإمارات محاولات أسبق للسيطرة على قنوات أخرى، فقد نشرت جريدة «روز اليوسف» اليومية الحكومية المصرية تقريرا، في منتصف عام 2014، يبدو أنه كان مدعوما من عناصر داخل المخابرات المصرية؛ استشعارا منهم بخطورة التوسع الإمارتي الإعلامي وقتها.

قالت: "إن هناك تدفقا للمال الإماراتي على وسائل الإعلام المصرية، وأن هناك حربا إعلامية بين رؤوس الأموال المتحكمة في مجال الميديا، أبرزها دخول رؤوس أموال إماراتية لمنافسة رؤوس الأموال القطرية والسعودية"

أضافت أن "الصراع لا يتوقف عند حالة الاحتراب بين رؤوس الأموال، بل بدأت بوادره فى السباق القائم بين القنوات ومحاولات كل منها للتعاقد مع إعلاميين وجذب أكبر عدد من الجمهور المصري للتأثير عليه بالمال الخليجي".

وضمن هذا الإنفاق الإعلامي الإماراتي الكثيف داخل مصر، جاء إطلاق قناة «النهار الجديدة» مع وجود شركاء إماراتيين لم يتم الإعلان عنهم، ضخوا 50 مليون دولار في رأس مال الشبكة، بجانب قناة «الغد العربي».

وكشف مستثمرون إماراتيون وقتها أن القناة تعطى أولوية خاصة لمصر بنسبة 70% من التغطية الخبرية، وأن محمد دحلان لا يزال أحد المساهمين في المجموعة، كما يساهم فيها ماليا الفريق أحمد شفيق، ولكن القناة نفت هذا ورفضت الكشف عن المساهمين، مكتفيه بالقول إن «التمويل عربي».

ومعروف أن مركز «السياسات والاستراتيجيات الإعلامية» الذي تدعمه الإمارات في مصر، تغلغل في نسيج الإعلام المصري ويدعم نوافذ إعلامية كـ«البوابة نيوز» وصحيفة «الفجر» وقناة «التحرير»، و صحيفة «اليوم السابع».

كما سعت الإمارات للتأثير على صحف حكومية، حيث وقّعت في عام 2015 بروتوكول تعاون مع جريدة "الأهرام" ومسؤولها وقتها أحمد السيد النجار، بحضور «سعد الدين إبراهيم» ومساعديه بمركز «ابن خلدون للدراسات الإنمائية» الذي بدأت الإمارات تقدم معونات له لتحويل اتجاهه من معارضة الحكومة خلال عهد «مبارك" إلى دعم نظام «السيسي»[1].

وفي عام 2016، اشترى رجل الأعمال الإماراتي الشيخ «منصور بن زايد»، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة وقتها، حصة بقناة «الحياة» الفضائية المصرية، تمكنه من التحكم في سياستها.

ونقلت وكالة «أونا» المصرية، أن المستثمر الإماراتي اشترى حصة في القناة قدرت بنحو 55% من أسهمها، لافتة إلى أن هناك اتفاق بين «محمد سمير» رئيس القناة  وقتها، والمستثمر الإماراتي على أن يستمر حق الإدارة لـ«سمير»، لمدة خمس سنوات فقط، وبمجرد انتهاء المدة يعود حق الإدارة إلي «بن زايد».

في تلك الأثناء، ظهر بوضوح أن خريطة الإعلام المصري تشهد إعادة رسم ملكية عدد من الصحف والقنوات الفضائية، في ظل مساعي الإمارات لفرض سيطرتها الكاملة على الإعلام المصري، بما يمنحها القدرة على التحكم في السياسة التحريرية لتلك الصحف والقنوات.

على سبيل المثال، أعلنت شركة «إعلام المصريين»، المملوكة لرجل الأعمال المقرب من أبناء «زايد»، «أحمد أبو هشيمة»، عن استحواذها على 100% من أسهم قناة «أون تي في» التي كانت مملوكة لرجل الأعمال «نجيب ساويرس»، فضلا عن اتجاهها للاستحواذ على صحيفة «صوت الأمة» الأسبوعية[2].

وفي آب/ أغسطس 2016، وبعد مرور قناة "TeN" ("التحرير" سابقا) بخلافات وأزمات مالية قاربت الـ75 مليون جنيه، تدخلت الإمارات لإنقاذها، فآلت ملكيتها لمحمد دحلان، ثم تعثرت ماليا في عام 2019،  فأعلنت -في بيان لها- أنها مضطرة للإغلاق بسبب التمويل وخلافات عابرة مع من يديرون الملف الإعلامي من الجانب المصري، ولكن بعد الاستجابة لضغوط من "أبوظبي" ، تخص محتواها الإعلامي، أعلنت القناة عودتها للعمل من جديد في العام نفسه.

وقتها، قال مصدر إعلامي مطلع  على المفاوضات بين الجانب المصري والإماراتي، إن "الجانب المصري ضاعف من اتصالاته مع أبوظبي من أجل احتواء الموقف، والتراجع عن القرار بهدف إنقاذ وجه سوق الإعلام في مصر"[3].

تضخيم بعض المنصات الرقمية المصرية

وفي سياق السطو على الإعلام المصري، سعت الإمارات لتضخيم منصات رقمية بعينها وشراء ولائها، من خلال علاقاتها برؤساء تحريرها، ومن هؤلاء الصحفي والنائب السابق عبد الرحيم علي، المعروف عنه قربه الشديد من جهاز (الأمن الوطني)، و أحد أبرز الأدوات التي استخدمها النظام الانقلابي منذ 30 يونيو 2013؛ لتشويه صورة المعارضين، وخصوصا الإخوا المسلمين، وإلصاق التهم بهم عبر برنامج تليفزيوني أُعد خصيصًا لهذا الغرض.

وجد "علي" ضالته حين قدم له أبناء زايد دعما غير محدود، وفي غضون ست سنوات أصبح رجل الإمارات الأول في مصر وحامل أجندة أولياء نعمته.  

وكانت الخطوة الأولى تمويل إنشاء صحيفة "البوابة"، التي بدأت بموقع إلكتروني تحول بعد ذلك إلى جريدة يومية، خرجت من رحم ما يسمى "المركز العربي للبحوث" الذي أسسه "علي" لدراسة الحركات الإسلامية، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حينها عن مصادر تمويل إنشاء صحيفة يومية، وهي الخطوة التي تحتاج إلى مبالغ طائلة.

ملايين الدولارات ضختها أبو ظبي لدعم الصحيفة حتى باتت واحدة من أكثر الصحف انتشارًا، ضمت بين جنباتها عشرات الصحفيين ومئات العاملين، واتخذت مقرًا لها في منطقة الدقي بالقاهرة، فضلاً عن استقطابها للعديد من الكتاب وأصحاب الرأي.

تحولت الصحيفة، مع مرور الوقت، إلى بوق للنظام الإماراتي، ومنفذ لأجندته بصورة كبيرة، سواء في الترويج للدعم الإماراتي لمصر ودور أبو ظبي في الوقوف بجانب النظام، أو تشويه خصومها في الداخل والخارج، لا سيما قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين.

كما  تبنى عبد الرحيم توجهات دعم الإمارات لأبناء مبارك، ونشر بعض الموضوعات عن تحركات جمال وعلاء الشعبية، ثم من بعدهما الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك والمرشح الرئاسي الخاسر.

ولعب "علي" دورا بارزا في تدعيم مراكز بحثية إماراتية بمصر، مثل  مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" ومركز "دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي"، وموقع "حفريات" الإلكتروني بالقاهرة، إلى جانب مؤسسة "ذات مصر للدراسات والأبحاث" .

ولكن  كثرة سقطاته أثرت بشكل كبير على مكانته لدى أبو ظبي مؤخرا ، لا سيما بعد أن حول صحيفته إلى "عزبة شخصية" يعين فيها أقاربه وذويه، إذ عين ابنته داليا رئيسًا تنفيذيًا للتحرير، وابنته الأخرى "غادة" مديرًا عامًا، وأعطاهما سلطة مطلقة في الموقع ما أثار حفيظة الصحفيين والعاملين، وقدم عدد من الصحفيين المفصولين على أيدي ابنتيه شكاوى لنقابة الصحفيين نددوا فيها "بالغطرسة الواضحة في التعامل والفساد والمحسوبية المتفشية في المؤسسة".

هذا الخلل الإداري، دفع سلطات أبو ظبي إلى غلق صنبور الدعم رويدًا رويدًا حتى يعود إلى رشده، وهو الأمر الذي دفعه إلى التخلص من عدد كبير من العمالة لديه، وتقليص رواتب الموظفين إلى الثلث، بالإضافة إلى دراسة مقترح تحويل الصحيفة إلى أسبوعية بدلاً منها يومية في محاولة لتقليل النفقات.

ومع تصاعد أزمات "على" مع النظام المصري الانقلابي، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حاولت الإمارات البحث عن بديل له، خاصة بعد هروبه من مصر في أعقاب خسارته مقعده في مجلس النواب أمام رجل الأعمال "محمد أبوالعينين"، واستقر به المقام فثي أبو ظبي[4].

ومن أمثلة العناوين التي تصدرت منصة وصحيفة "البوابة"؛ خدمة لأهداف الإمارات، مايلي:

- "الإمارات ومصر تتصدران المنطقة من حيث استثمارات الملكية الخاصة للعام 2013"[5].

- "الإمارات تتصدر الدول العربية في الاستثمارات الأجنبية بمصر"[6].

- "رئيس "روتانا الإمارات": السيسي يقود مصر لتحقيق معدلات نمو غير مسبوقة"[7].

- "50 عاما من العلاقات المصرية الإماراتية.. استثمارات تعززت بعد ثورة 30 يونيو"[8].

هذه العناوين توحي بأن "البوابة" ركزت على فكرة استيلاء الإمارات على ممتلكات مصر ، بالترويج لها على أنها استثمارات وتعاون بين دولتين، وإبراز دور الإمارات في الوقوقف بجوار مصر في أزمتها الاقتصادية ومد يد المساعدة لها  بصورة مستمرة، دون تسليط الضوء على التوسع في استحواذات الإمارات على منشآت حيوية تمس الأمن القومي المصري، مثل الموانئ وقناة السويس، وشركات القطاع العام.

"القاهرة 24" منصة مصنوعة على عين الإمارات 

من الأمثلة الصارخة أيضا على تمكن الإمارات من المشهد الإعلامي المصري، إنشائها لمنصة "القاهرة 24 "، وهى موقع إخباري إلكتروني، صادر عن شركة "القاهرة 24 للصحافة والدعاية والإعلان"، ويترأس تحريرها الصحفي الشاب محمود المملوك، المفصول سابقا من صحيفة اليوم السابع.

كان "المملوك" ضمن مجموعة من شباب الصحفيين، سعت الأجهزة السيادية المصرية لإحلالهم مكان بعض الصحفيين والإعلاميين الذين ساءت سمعتهم في الوسط المهني ولم يعد جهدهم مجديا للنظام.

التقطت الإمارات الخيط فبروزت "محمود المملوك"، الذي أصبح يزور "أبو ظبي" بشكل دوري،  ويجري لقاءات حصرية مع محمد بن زايد نفسه، وأصبح ملاصقا لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، الذي يبدو أنه يمثل غطاء التمويل للموقع نيابة عن حكومة الإمارات.

برع "المملوك" في التخديم على أهداف الإمارات، فكان الجزاء تكريم  مؤسسة "دير جيست" موقع "القاهرة 24"  كـأفضل موقع صحفي لعام 2022، ثم إعلان نادي دبي للصحافة، في الدورة 23 لحفل جوائز الإعلام العربي، يوم 28 مايو 2024، فوز الموقع بجائزة أفضل منصة إخبارية عربية، في فرع الصحافة الرقمية في الشرق الأوسط، متفوقا على "اليوم السابع"  و"مصراوي"، وكثير من المنصات الصحفية بقطر والسعودية ولبنان والكويت والإمارات نفسها.

وهو أول موقع مصري يفوز بهذه الجائزة، التي تقدم لأفضل منصة إخبارية يتسم محتواها بالشمولية و"بأسلوب يجمع بين قوة وثراء المضمون، وجاذبية التصميم وسهولة الاستخدام، وتوظيف أحدث تقنيات النشر الرقمي وأكثرها كفاءة واعتمادية"[9].

كما فاز موقع "القاهرة 24"، بجائزة أفضل منصة إخبارية خلال عام 2024، في  حفل توزيع جوائز الدورة 15 لمهرجان الفضائيات العربية، في 14 سبتمبر 2024، وذلك في سياق عملية التضخيم المقصودة للموقع[10]، التي وصلت حد احتفاء رئيس الإمارات محمد بن زايد  به، حيث صرح بأن موقع "القاهرة 24" من أفضل المواقع العربية، وأشاد برئيس تحريره، مؤكدا أنه "من المواقع التي تنقل الحقيقة،  وتحارب التطرف والإرهاب، وتدعم العلاقات المصرية الإمارتية"[11].

كما هنأ رجال "بن زايد" موقع "القاهرة24 " لفوزه بجوائز الصحافة العربية، ومنهم جمال بن سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج[12].

بهذا، أصبح "القاهرة 24" بوقا إمارتيا من الدرجة الأولي،  فأبرزت معالجاته العلاقات الوطيدة بين السيسي وبن زايد، ومثال ذلك خبر بعنوان "20 مرة.. تاريخ زيارات الشيخ محمد بن زايد لـ مصر في عهد الرئيس السيسي"، مؤكدا "دور الإمارات المحوري في تدعيم مصر ونظام السيسي"[13].

حاول "القاهرة 24 " أيضا أن يظهر النظام الإماراتي كداعم للقضية الفلسطينية، ومن أمثلة ذلك تقرير بعنوان "الإمارات تنقل 148 مصابا ومريضا ومرافقا فلسطينيا للعلاج في أبو ظبي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية"[14].

وتابع الموقع عن كثب أي نشاط لمحمد بن زايد، كما لو كان موقعا محليا إماراتيا، فعلى سبيل المثال، نشر خبرا بعنوان: "محمد بن زايد يشاهد نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر ستي وإنتر ميلان في تركيا"[15]، وخبرا آخر بعنوان "بينهم ابنة محمد بن زايد.. إقامة عرس جماعي لعددٍ من أبناء آل نهيان في الإمارات"[16].

يتضح مما سبق أن الإمارات سعت بكل قوة للسيطرة على الإعلام المصري، وتطويعه للتخديم على أهدافها السياسية والاقتصادية، كما حرصت على تضخيم منصات صحفية وتبني جيل من شباب الصحفيين يدورون في فلكها، حتي يمكنها تنفيذ مخططاتها في مصر، بالاستيلاء على خيراتها ، وتركيعها سياسيا .


المصادر

[1] "الإمارات تضخ الملايين للإعلام المصري " ، الخليج الجديد ، 27 أكتوبر 2015 ، https://2h.ae/enJF

[2] "«منصور بن زايد» يسيطر على قناة «الحياة» المصرية بشراء 55% من أسهمها" ، الخليج الجديد ، 14 يوليو 2016 ، https://2h.ae/GAhP

[3] "عودة قناة TeN بمصر بعد بيان إغلاقها.. رضوخ لإملاءات إماراتية" ، عربي21 ،  21 ديسمبر 2019 ، https://2h.ae/wrxF

[4] "عبد الرحيم علي.. رجل ابن زايد لتنفيذ الأجندة الإماراتية في مصر" ، نون بوست ، 11 أبريل ,2019 ، https://www.noonpost.com/27313

[5] "الإمارات ومصر تتصدران المنطقة من حيث استثمارات الملكية الخاصة للعام 2013" ، البوابة ، 16 يوليو 2014 ، https://linksshortcut.com/iaWhp

[6] "الإمارات تتصدر الدول العربية في الاستثمارات الأجنبية بمصر" ، البوابة ، 11 يوليو 2014 ، https://linksshortcut.com/iqieQ

[7] "رئيس "روتانا الإمارات": السيسي يقود مصر لتحقيق معدلات نمو غير مسبوقة" ، البوابة ، 3مارس 2019 ، https://linksshortcut.com/fvKlA

[8] "50 عاما من العلاقات المصرية الإماراتية.. استثمارات تعززت بعد ثورة 30 يونيو" ، البوابة ، 25 أكتوبر 2022 ، https://short-link.me/NO3d

[9] "أول موقع مصري يفوز بها.. القاهرة 24 يحصد جائزة الإعلام العربي لأفضل منصة إخبارية في الشرق الأوسط" ، القاهرة 24 ، 28 مايو 2024 ،  https://www.cairo24.com/2015673

[10] "القاهرة 24 يفوز بجائزة أفضل منصة إخبارية بمهرجان الفضائيات العربية" ، القاهرة 24، 14 سبتمبر 2024 ،  https://www.cairolive24.com/2079425

[11] "محمد بن زايد يشيد بموقع القاهرة 24: حظكم طيب" ، القاهرة 24 ، 4أغسطس 2023 ، https://www.cairo24.com/1843278

[12] "الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج يهنئ القاهرة 24: تكريم صادف أهله" ، موقع اسنستجرام، 28 مايو 2024 ،  https://www.instagram.com/cairo24/p/C7gxunCoa26

[13] "20 مرة.. تاريخ زيارات الشيخ محمد بن زايد لـ مصر في عهد الرئيس السيسي" ، القاهرة 24 ،   29 يوليو 2024 ، https://www.cairo24.com/2051583

[14] "الإمارات تنقل 148 مصابا ومريضا ومرافقا فلسطينيا للعلاج في أبو ظبي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية" ، القاهرة 24 ، 1 أغسطس 2024 ، https://www.cairo24.com/2053509

[15] "محمد بن زايد يشاهد نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر ستي وإنتر ميلان في تركيا " ، القاهرة 24 ، 10 يونيو 2023 ، https://www.cairo24.com/1813400

[16] "بينهم ابنة محمد بن زايد.. إقامة عرس جماعي لعددٍ من أبناء آل نهيان في الإمارات" ، القاهرة 24 ، 22 أبريل 2024 ، https://www.cairo24.com/1994165